|
إحياء ذكرى يوم الأرض يتطلب أخذنا إلى واقع جديد حياة ورؤى
محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 04:11
المحور:
القضية الفلسطينية
إنني و أنا أستعد لإحياء ذكرى يوم الأرض يوم 30 مارس أمل من كل أم عربية قبل أن تأوي إلى الفراش أن تغني لخمس بنات فلسطينيات أبياتا شعرية تنشدها فيروز: سنرجع يوماً إلى حينا و نغرق في دافئات المنى **** سنرجع مهما يمر الزمان و تنأى المسافات ما بيننا **** يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا **** سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى **** بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا **** و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا **** فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا
كما أطالب كل المدرسات و المدرسين وأئمة المساجد تدريس و تلاوة و إنشاد قصيدة الأرض لشاعر العربية الأممي محمود درويش أكتفي هنا بمقدمة القصيدة: في شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية. في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن علي باب مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلدي. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي - آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات - البنفسج مال قليلاً ليعبر صوتُ البنات. العصافير مدّت مناقيرها في اتجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرضُ والأرض أنت خديجة! لا تغلقي البابَ لا تدخلي في الغياب. سنطردُهم من إناءِ الزهورِ وحبل الغسيل. سنطردهم عن حجارةِ هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل ..... أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا لقد كان لثورة تونس الفضل الأكبر في إكساب الفكر السياسي العربي واقعة جديدة زادت من وهن تأثير العنف و الإرهاب من جهة كما لجمت تأثير الاتجاهات الانهزامية الاستسلامية والسلفية من جهة أخرى. إن ابرز درس يجب أن يأخذه الفلسطينيون بالذات هو ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين.فلا فتح عباس ، ولا جماعة حماس ، إن فلسطين هي القضية.هذا ما فرضته الثورات الشعبية العربية ، حيث انه وبدون حشد و استنفار كل طبقات الشعب و فئاته الاجتماعية الرئيسية للدفاع عن مصالح الشعب و انتزاع حقوقه الوطنية ، لا يمكن أن يتشكل أي هدف رئيسي لدحر الاحتلال الصهيوني و الحصول على الاستقلال التام لفلسطين. عندما قامت الثورة الشبابية الديمقراطية السلمية في تونس و مصر وقبلها انتفاضة الحجارة ،استذكرت قول الشاعر الرومانسي الانجليزي ويليام وردزورث "إن الطفل هو والد الرجل" هكذا تكون ثورة الشباب التي أنجبت نساء ورجالا في زمن ثوري لا تحيد عنه رياح التغيير الثوري أبدا. أقول للشعب الفلسطيني الذي علم كثيرا من الشعوب علوم الثورة أن يقوي الجبهة الداخلية لأن أمامه ثورتان عظيمتان هما الثورة التونسية و الثورة المصرية اللتان ماكان لهما أن يحققا المعجزة الثورية العربية لو أنهما لم تتسما بالسمة الجبهوية المتماسكة كالبنيان المرصوص ، فتغلب الوجه الجماهيري الشعبي الديمقراطي الجبهوي على جميع الوجوه الفئوية و الحزبية الضيقة ، يقودها الفعل الشبابي النسائي ردا على جميع محاولات التأسيس و الإحباط و الارتداد و النكوص و انكفاء أنظمة استبدادية ديكتاتورية متخلفة مدعومة صهيونيا و إمبرياليا. أيها الشعب الفلسطيني الذي أعترف أنه معلمي و معلم الأجيال لن نهزم الكيان الصهيوني الامبريالي إلا عبر النهوض الشعبي العارم، الديمقراطي الواعي، للرد على مزاعم المهزومين من الحكام العرب العملاء القائلة بقدرية الاستسلام للقهر الصهيوني هذا النهوض الشعبي الذي يشكل البديل العملي الوحيد ضد التحالف الطبقي المسيطر على القضية الفلسطينية بمسميات مختلفة و المضمون البرجوازي الرجعيت الواحد ، فتحاوية عباسية أو اسلاموية حماسية. إن الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للقضية الفلسطينية هو وحده القادر على دحر العدو الصهيوني و حلفائه من العملاء و الدخلاء و حفظ الكرامة العربية و الشرف العربي و بناء دولة فلسطينية ديمقراطية تعددية عاصمتها القدس: مدينة السلام الأممية. لقد قدمت الثورة الفلسطينية و الثورة التونسية و الثورة المصرية درسا تاريخيا للرجعية العربية والامبريالية و الصهيونية قدمت النهج الثوري بديلا وحيدا عن نهج الرجعية والخنوع و الهزيمة و الاستسلام. لقد دحضت هذه الثورات العظيمة كل التهم الرخيصة للحضارة العربية الإسلامية من طبيعة العرب المتخلفة و العدوانية و العنف و الإرهاب و التعصب و أبانت عن حداثة و عقلانية واحترام الاختلاف و التعدد و التسامح و الروح السلمية...وأسقطت القناع عن محتكري الحضارة و العقل و الفلسفة و الأنوار فظهرت الصهيونية و الامبريالية بوجه الفاشية و التمييز العنصري و إشعال الحروب من أجل نهب خيرات الشعوب. إن الجماهير الأبية من شعب الجبارين النشامى لم تصنع ثورات طليعية مقدامة في ميادين و ساحات التحرير فحسب بل وفي ميادين التغيير الديمقراطي الذي يهدف إلى القضاء على أنظمة الحكم القروسطي الأوليغارشية الفاشستية جمهورية كانت أو ملكية لكنها تجتمع على كل انواع القيوحات و التعفنات المرضية المشوهة لوجه العرب و تاريخ العرب ولغة العرب وفلسفة العرب وعقلانية العرب وشعر العرب وفن العرب.. أيتها الفلسطينيات أيها الفلسطينيون إن شعبكم في المغرب الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية ينطلق من اعتبار أن الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين بالدم و النار هو عدو لكل الإنسانية وبالتالي فهو عدو للمغربـــ، مغرب الشعب و الثورة الريفية العظيمة بقيادة البطل العظيم محمد بن عبد الكريم الخطابي وبالتالي فإننا نؤكد الانتماء العضوي العربي ولن ينفصل المغرب عن مجاله العربي والشعوب العربية التعددية من عرب و أمازيغ وأكراد و أقليات مع الالتزام التام باحترام التاريخ والثقافة واللغة . إعلان الرفض المطلق لكل تطبيع أو تصالح أو تقارب للمغرب مع العدو الصهيوني مع رفض سلعه و رموزه وشعاراته مهما تقنعت تحت أسماء مختلفة لأن محاربة و مقاطعة الصهيونية اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا وثقافيا يهدد الكيان الصهيوني ويضعفه. الوقوف بحزم ضد السلع الصهيونية المتسربة للأسواق المغربية والعربية لحماية الاقتصادات الوطنية من التهديم و التخريب. عندما نحيي يوم الأرض فإننا أشد حرصا على مبدأ الديمقراطية الكوني لأن كل ثورة بدون ديمقراطية بدون ثقافة ديمقراطية بدون حداثة بدون عقلانية بدون علوم وآداب وفنون إنما هي ثورة لا طعم لها ولا لون ولا مصداقية ولا استمرارية فتغييب القضية الديمقراطية يعرض الثورة للانتكاس و الموت. إن الثورة العربية يجب أن تكون قضية الديمقراطية في مركز اهتمامها حتى لا يصل إلى الحكم أعداد الديمقراطية و خصوم الشعوب. إن الشعب هو مصدر السلطات وهو ما يتطلب أن يصاغ الدستور و القوانين المكملة في مجلس تأسيسي منتخب يعبر عن الشعب كله منفصلا تماما عن الحاكم و أجهزة الدولة و مؤسساتها فالشعب هو الذي يحدد ويختار وليس الملك أو رئيس الجمهورية هو الذي يعين . يجب إن يفهم النظام المغربي أو لا يفهم أن العصر هو عصر الديمقراطيات في مفهومها المحدد الذي هو (حكم الشعب للشعب وبالشعب) فالموقف السليم هو إلغاء كل وصاية على الشعب المغرب وتركه حرا يصنع ثورته ويقرر مصيره بدل من وضع دستور ممنوح يسرق سلطة الشعب ويقيها في أيدي الأخلاف من العهد الاستعماري وعملاء الاستعمار . إن من المفارقات العجيبة تصادف 30 مارس الفلسطينية الكفاحية ،و 30 مارس الخيانية التي بموجبها سلم المغرب حفيظ العلوي إلى الاستعمار وقمع بشراسة الثورة المغربية ضد الاستعمار توجت هذه الثورة بقيام جمهورية اتحاد القبائل الريفية بعد أن فقد المركز ألمخزني كل مصداقية أو مشروعية فكانت ثورة أنوال المجيدة التي ألحقت هزيمة تاريخية نكراء للتحالف الاستعماري الفرنسي و الاسباني وتخاذل الحكم المغربي ثم تتوالى الثورات المغربية ضد الاستعمار وعملائه من الرجعية في وجهها الأبشع والأكلح المتجلي على سبيل المثال في الخائنين المرتزقين بن عرفة العلوي والكلاوي وغيرهم كثير وبعد صمود الثورة الجزائرية العظيمة ثورة المليون ونصف المليون شهيد و شهيدة تتكالب على الثورة المغربية بقيادة جيش التحرير والمقاومة قوى استعمارية و رجعية في تحالف للقضاء على كل أشكال المقاومة وفرض اتفاقية الخزي والعار " ايكس ليبان " فكانت الخيانة الثانية الأعظم التي سميت باطلا باستقلال المغرب وسماها محمد بن عبد الكريم الخطابي من القاهرة ب " الاحتقلال " أي احتلال حقيقي للمغرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وحضاريا واستقلال بمعنى خروج المستعمر من الباب وعودته من النافذة أي استبدال "جوان" و"ليوطي" ب "احمد وعمر" والجوهر واحد هو استغلال المغرب واستلاب ثقافته وعظمته التاريخية الحضارية ، تاريخ إيمازيغن وتاريخ العرب هذا التاريخ الذي زور وزيف إلى حد كبير ليصبح مختزلا ماضيا في دخول إدريس الأول إلى المغرب وحاضرا في تاريخ القصر الملكي بعد تصفية كل الثوريين و الوطنيين امثال موحى او حمو الزياني المهدي بن بركة عمر وعباس المساعدي بن جلون دهكون ورحال سعيدة وزروال والقائمة طويلة وهكذا يفرض الاستعمار حكما ذا طبيعة استعمارية كولونيالية لا وطنية لا شعبية لا ديمقراطية. هكذا إن 30 مارس الفلسطينية المجيدة و30 مارس الخيانية المغربية لتعطينا الدروس:بان الثورة الدائمة و المستمرة و المتجددة و اليقظة هي وحدها السد المنيع أمام كل ثورة مضادة رجعية... أيها الشعب الفلسطيني العظيم و أنت شعب السلم و السلام لا تسقط البندقية من يدك فلا تعارض بين غصن الزيتون الأخضر والبندقية الحمراء. فوطني المغرب ووطني مصر ووطني تونس ووطني فلسطين ووطني العراق ووطني سوريا ووطني فيتنام ووطني أمريكا اللاتينية ووطني الاتحاد السوفيتي ووطني الصين...علمني درسا واحدا أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بلا دماء أمام أعداء لا يؤمنون بالسلام و الإخاء والمساواة. ما رأي السيد عبد اللطيف المنوني و السيد محمد الصبار في الهدية العنقودية المسمومة التي أهداها النظام القائم في المغرب إليكما من قمع للتظاهرات السلمية فماذا بقيا لكما من تبريرات لتعيينكما على رأس مؤسسات مخزنية تضليلية ومن يساهم في التضليل يكون اشد مضادة و قمعا وقهرا لشعبه. عاش الشعب المغربي حرا أبيا ديمقراطيا عاشت الثورة المغربية رائدة شامخة عاشت حركة 20 فبراير الشبابية الديمقراطية المجيدة عاشت فلسطين قضية عربية أممية الخزي والعار لدعاة الانقسام والاستبداد الإيديولوجي الرجعي والانتهازية الاستسلامية للعدو الصهيوني الأمريكي مدينة العمال الكادحين خريبكة 29 مارس 2011 محمد فكاك
#محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل ثورة و احنا دايما فرحانين فرحانين فرحانين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|