أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الثائر الحق














المزيد.....

الثائر الحق


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 19:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثائر الحقّ
الثائر الحقيقي يهدف إلى التغيير للأحسن والأرقى ويبغي رفاهية مجتمعه وسلامه. الثائر الحقيقي لا يهدف إلى غرض شخصي، فهو يثور ليحقق المُثل العليا للإنسانية مثل العدل والديموقراطية والحرية فلا يمنعه ولاؤه الأيدلوجي أو العقيدي عن ولائه لوطنه فهو يدرك جيدا معنى القول: اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله.
الثائرالحقيقي يقوم بثورته ضد الأخطاء التي تسببت في تخلف المجتمع حتى لو كانت هذه الأخطاء قد اكتسبت حصانة أو قداسة بمرور الزمن فيثور على من يستغلون أماكن العبادة في البيع والشراء، ويقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ، ويكون هدفه أن يعود لمكان العبادة قدسيته واحترامه. هذا تغيير وتعبير عن ثائر يرفض وضعا مغلوطا.

الثائر الحقيقي هو من يثور على الجمود والسجود امام تقديس لا معنى له أمام القيم الإنسانية فيصبح كسر هذا التابوه ومخالفة ذلك التقديس ضرورة عندما يتعلق الأمر بانقاذ حياة شخص او تقديم مساعدة ضرورية لا يمكن تأجيلها، ويكون لسان حال الثائر؛ أيهما أهم الانسان ام التابوه.
الثائر الحقيقي هو من يجعل الإنسان هو المحور، وأن تكون المبادئ والقيم والتابوهات لصالح الإنسان ولرفاهيته وتقدمه. ويمكن وضع هذه القاعدة في عبارة محورية: جُعل السبت لأجل الانسان وليس الانسان لأجل السبت. ويمكن ان نضع مكان كلمة السبت أي كلمة مرتبطة بالإنسان مثل: الحكم، النظام، الطقس، الدستور، القانون.. إلخ.
الثائر الحقيقي هو من يطالب بحفظ كرامة الانسان في تعاملاته مع الآخرين، حتى انه يصف من يقول لاخيه الانسان بكلمة (احمق) او من يبغض اخاه بأنه قاتل نفس. وهو بذلك يقوم بثورته ضد الكراهية وضد عدم قبول الآخر. لا يمكن تقليص مبادئ الثورة في مجرد كلمات ولكن بصبها في مواقف حقيقية يُظهر فيها الثائر محبته وقبوله للمختلف عنه في الرأي أو الهوية أو العقيدة أو منهج الحياة؛ وعلى الثائر أن يدعو لمبادئه بصورة تطبيقية وبشكل سهل الفهم: فمن يقول انه يحب الله وهو يبغض اخاه الإنسان فهو كاذب، لأن من لا يحب اخاه الذي يراه ، فكيف يقدر أن يحب الله الذي لا يراه ؟
الثائر الحقيقي هو من يثور على كل من يريد ان يجعل نفسه حاكما وقاضيا وديكتاتورا بل مندوبا عن الله في حكم الناس ؛ فيحاسبهم على اخطائهم التي قد تكون اقل كثيرا من اخطائه الشخصية. هذا الحاكم الثيئوقراطي (الذي يحكم باسم الدين) أخطر من الديكتاتور (الحاكم الفرد). هذه النوعية من البشر تعطي نفسها حقا غير مقبول لأنه حق الله، فمن يحاكم الزانية ويريد رجمها وهو يغض الطرف عن شريكها يخطئ في حق الإنسانية جمعاء لأن حكمه حكما ظالما والظلم مثل الكفر.
الثائر الحقيقي يواجه الجميع بقوله: من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر.
الثائر الحقيقي هو من يثور على السلوكيات و المواقف الخاطئة مهما كان مركز مرتكبها أو منصبه الديني او السياسي، فيثور على رجال الدين اذا كانوا يضعون احمالا عسرة الحمل على اكتاف الناس فيئنون تحتها؛ ويكون غرض رجال الدين هو الرياء فينظر الناس ويمدحونهم ويكون اهتمامهم الأول هو أنفسهم ومصالحهم باستعراض بطولاتهم الظاهرية، لكسب المديح والمال.
الثائر الحقيقي لابد ان يغير ليس فقط شكل الحياة من الخارج، بل بالأحرى هو يجعل داخلها كما خارجها بنفس النقاء والروعة.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل قصيرة
- أمهات لم يلدن
- أنا المرأة: هل تعرفني؟
- متى ينتهي حظر قيادة المرأة للسيارة
- دكتور علاء الأسواني: لحظة من فضلك
- تعديل أو تغيير؛ أنا أرفض المادة الثانية من الدستور
- البنت المصرية والثورة
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري
- أجمل وردة لمصر في عيد الحب
- هل الشهداء أفضل حالا؟
- نتائج ايجابية لثورة الشباب
- مصر تتحدث عن نفسها
- ثورة الياسمين وثورة المرأة
- ليه يابن بلدي؟
- ماسبب العنف الذي يتخلق به أهل الشرق؟
- بيت الطاعة!
- عفوا..النوايا الحسنة لاتكفي
- أيها الإرهابيون كيف تتوقعون ان تكون ردة فعلنا ؟
- تفجير امام بوابة كنيسة في ليلة رأس السنة
- إفتحوا أحضانكم للعام الجديد


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الثائر الحق