عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 23:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا الحاكم النائم
أنا الحاكم الذي ليس لي علاقة بالشعب أو الوطن ، اغتصبت السلطة رغما وقصرا ،
حصنت نفسي وشيدت قصري ، واستعملت أذرعتي التي صنعتها لحمايتي ،
ونمت قرير العين وحققت شعار ( اللهم نفسي ) .
تسارع بعض الناس لخدمتي طمعا في منصب أو جاه أو مال ، أطلقوا علي القاب لم أكن أحلم بها ،
وضعوني في مكانة أعلى من مكانة الأنبياء والرسل ، ووصفوني بأوصاف لم تخطر على بال بشر ،
أنا الحاكم الوحيد الأوحد وليس كمثلي أحد ،
وقالوا أني الفرد الصمد والحاكم إلى الأبد .
استهويت كل ذلك وطلبت المزيد من الألقاب وتوسيع في السلطات ، واغتصبت بيدي الموت والحياة .
اطمئنت نفسي وجمعت أركان حكمي وأمرتهم بالسهر على راحتي أثناء نومي ،
وأمرتهم بقتل من تسول له نفسه معارضتي ، اطمئنت نفسي ونمت .
حلمت بأن كل شيء بات في يدي وصدقت نفسي بأن الشعب يحبني ويموت من أجلي وأن صورتي ماثلة أمامهم ،
وصدى صوتي يلازمهم ، إذا مشيت الآف الناس حولي وإن تكلمت فحروف كلماتي معجزة مقدسة ،
وأن التاريخ يبدأ من يوم مولدي ، أينما ذهبت الكل يحبني ويعشقني .
سولت لي نفسي أن الشعب خادمي وأن الوطن مزرعتي ، أطلقت أركان حكمي نهبا وفسادا لإشباع غروري ونشوتي .
وبعد عقود من الزمان كنت قد نسيت أن لي شعب ووطن فالشعب خادمي والوطن مزرعتي ،،،
استيقظت بعد دهور على صوت يعارض سياستي ،سألت عنهم أركان حكمي وحاشيتي ،
قالوا: مولاي بعض العبيد واللصوص والرعاع والغوغاء ، صدقت ما قيل
وقلت : لعنهم الله لقد أقلقوا راحتي ،
تجرأ أخرون على معارضتي ، فأصبح القتل مهنتي ، حاولت إخماد عبيدي وخدمي ... لم أفلح ،
أطلقت أذرعتي واتهمت الخارجين عن سلطتي وزمجرت بوجه الشعب وكشرت عن أنيابي ،
الشعب ازداد كرها لي ،، فكان لا بد من خطاب أتنازل فيه قليلا ، ما عاد الشعب يصدقني ، ورغم ما تبثه وسائل إعلامي .
إنشقت عني بعد أذرعتي ، لم أعتبر وزادت قسوتي وكرهت الشعب وتمنيت زواله لأحافظ على منصبي وأقنعت نفسي أنها مسألة وقت وسينقضي ،
صحوت من سكرتي ونشوتي وأدركت قد حان موعد مذلتي ومهانتي ،
رجوت أن أخرج سالما بجسدي ،
أنا الحاكم النائم آه كم تمنيت يوما صحوتي
عمر قاسم اسعد
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟