|
سعيد نوح رئيس لمصر .. كتب عليك يا ابن نوح أنك مخلوع مخلوع
سعيد نوح
الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 03:35
المحور:
كتابات ساخرة
علي غير العادة والتوقع وجدتني في صيف عام 96 مدعوا للقاء الزعيم الليبي معمر القذافي في حديقة قصر الطاهرة . ورغم إنني حتي الآن لم أعرف من وضع اسمي، أو السبب الذي منحني هذا الشرف الذي ما كنت أبتغيه أو أبحث عنه ، والذي ما كنت بقادر أيضا على رفضه إلا أنني مازلت أسال نفسي حتي الآن لماذا ذهبت، أي عفريت ركب رأسي لأقيد نفسي خمس ساعات بالتمام والكمال دون أدنى حركة ،حتي أنني حين أردت الدخول للحمام لم أستطع النهوض من مكاني والاتجاه للرجال بالملابس السوداء والطبنجات المعلقة في أجربتها وتخايلنا نحن الذين كنا نخشى حتى المرور أمام قسم الشرطة . مضت ساعتان ونحن كمثقفين نستمع إلى كائن هلامي ظل يتحدث حديثا مطولا لم نفهم منه حرفا ، ولما هممت بسؤال جاري من هذا وماذا يقول ، وجدت يدا قوية وصلبة توضع على كتفي ، فتكتكم الكلام داخلي . حين هبطت اليد الغاشمة فوق كتفي أنهت السؤال. احترمت نفسي تماما بل رحت أفكر في يومي الأزرق الذي صوره خيالي المستقي من أفلام الأبيض والأسود حول التعذيب و" الشبح " و" الرفع " و" الرفص " و" الضم " و" الهتك " الذي يلي تلك المقدمات لو قُدر لك أن تدخل للممرات والسراديب السرية لجهاز أمن الدولة . كنت خلال الساعتين أرى أمامي كائنا " يهرش" و" يشلح " و" يهرتل " دون أن يوجه كلمة وحيدة لنا ـ نحن ـ الجالسين أمامه، ولكن كل الكلمات التي لم أفهم أكثرها كانت توجه في الحقيقة إلى السماء حيث ينظر الزعيم دائما . يومها خرجت وأنا أتسحب و أتلصص حتي إني لم أقف في طابور توزيع الحقائب التي كان يوزعها أتباع العقيد. وركبت مترو الأنفاق للرجوع إلى حلوان حيث أسكن ولا أعلم لماذا أغمضت عيني، ورحت في حلم يقظة .كان حلمي أن أمتلك مصباح علاء الدين أو طاقية الإخفاء في تلك اللحظة، لأعود الي الخيمة حيث يجلس ذاك المجنون وأريح منه العالم بأسره. ومنذ تلك اللحظة تعددت مغامراتي أثناء الإمساك بالجني أو الطاقية . صارت قائمة أحلامي التي يجب أن يحققها لي الجني أو أحققها أنا وأنا أرتدي طاقية الإخفاء طويلة تشمل القتل لكل زعماء الكيان الصهيوني إلى قتل جورج بوش وأعوانه مرورا بالقضاء على رءوس كل الأنظمة العربية. لسنوات طويلة خلت ظلّتْ أدوات حلمي الذي يلازمني في صحوي لم تتغير. ورغم تعدد المغامرات إلا أنها أبدا لم تأت علي كوني حلمت بأن أكون رئيسا لبلدي.وحينما طلب مني الإجابة عن ذلك السؤال وجدتني في حيص بيص، فالمطلوب مني الآن أن آخذ بعض القرارت.في البداية يجب أن يعلم الجميع أنني جندي تحت إرادة الشعب، وأنني ابن طبقة فقيرة، وسوف أنحاز اجتماعيا بالطبع إلى طبقتي الاجتماعية أنا ابن الفقراء الذين دفعوا الثمن غاليا في العقود السابقة . ولذلك يجب أن يكون هناك توزيع عادل للثروة ، ثانيا إدارة الشعب كما يريد هو، فالكل أمام القانون سواء . كما أنني يجب أن أصدق مع شعبي الحبيب ، وأعد لكتابة دستور جديد مبني علي مبدأ الدولة المدنية لا يحيد عنه قيد أنملة. ، ثالثا لكي أخرج الشعب من كل أزماته الاقتصادية التي غرق فيها كل هذه العقود برفع الحد الأدنى للأجور والمرتبات .في الحقيقة لابد من وجود حزمة مكتملة من الحقوق والواجبات وربما سيكون برنامجي متجه إلى عدة محاور: المحور الأول هو التنمية علي كافة المستويات ، وأهم مستوى بالنسبة لي هو التنمية البشرية ، ثم تأتي التنمية الاقتصادية ، صناعية أو زراعية أة تجارية. وأظن أن مشروع الظهير الصحراوي الذي طرحه الدكتور فاروق الباز ، والذي كان قادرا على أن يحقق لمصر طفرة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة سيكون هو المشروع الأول الذي أسعى لتحقيقه بما أوتيت من قوة ، كما أن مشروع الدكتور أحمد زويل العلمي والتعليمي سيكون مشاركا للمشروع الأول. كذلك إعادة مصر إلى موقعها التاريخي كقوة جغرافية وتاريخية وحضارية تمتد إلى بدايات التاريخ الإنساني من مهامي الأولى ، فمصر لها ثقلها الإقليمي والدولي ، مصر بلد كبير لم يكن النظام السابق يعرف قيمته ، فلو عرف قيمته حقا ما سعى حثيثا لتهميش دورها ووجودها ، فلا أظن أن أحدا في العالم ينكر قيمة مصر إلا من تربع على عرشها ثلاثين عاما ، لذا همي الأول أن أعيد لمصر وجهها الحضاري ، ودورها الذي عرف العالم كله قيمته ، كما أن كرامة المصري في الداخل والخارج ستأخذ مني كل اعتبار واهتمام . كما أنني سأسعى إلى إنشاء وحدة عربية بسوق عربي مكتمل ، بقوة دفاع حقيقية وبعملة واحدة موحدة .ثم يأتي تحرير فلسطين الذي أريق من أجله دماء المصريين والعرب ، تحرير فلسطين الذي هو أمر إنساني وعربي ، فلسطين التي هي العمق الحقيقي للأمن القومي المصري ، سأعمل قدر الطاقة على تحرير فلسطين الذي سيكون أحد المحاور .أظن أن أحلامي كثيرة، هل سأعرف كيف أحققها ؟ هل سأعمل جاهدا على تحقيق مبدا المواطنة ؟ هل أنا قادر على أن أفلت من بريق السلطة الذي يعمي العيون والقلوب ؟ هل يجب أن أبحث من الآن وأنا أعد لمخاطبة شعبي في اليوم الأول لتولي الرئاسة عن مستشارين صادقين لا يسهمون في صناعة دكتاتور أرجو ألا أكونه ؟ الإفلات من بريق السلطة يتطلب شجاعة نادرة ، فهل في قلبي الشجاعة والتصميم أن أصنع من مصر بلدا متمدنا يحترم حقوق المواطنة ، ويقدر الديمقراطية وقبول الآخر ؟ أظنني سأعمل من أجل ذلك ، فحلم الدولة المدنية هو حلم كل مصري دفع من دمه ومن روحه من أجل إسقاط نظام فسد وأفسد حتى أنه جرّف مصر على كل المستويات . هذا هو حلمي الذي أود أن أحققه لمصر ، فإن لم أفعل ، فاظنني سأكون مستعدا لأن يخرج شباب مصر الحر ويخلعونني ، ولأنني لا أفضل لقب مخلوع لا من قبل شباب بلادي ، ولا من قبل زوجتي التي حتما ستنضم إلى هؤلاء الشباب من أجل خلعي ، لذا حرصا على ألا أنال لقب المخلوع سأخرج من الرئاسة أبيض من غير سوء ، ولن أطالب بأي تجديد ، نسيت أن أقول لكم أن الدستور الجديد الذي سأعد لجنة منتخبة لإنشائه سيحدد مدة الرئاسة لي ولغيري ، لأنني لا أضمن ألا يأتي من بعدي رئيس آخر يلتصق بالكرسي ثلاثين عاما أخرى تدخل فيها مصر نفقا مظلما لا خروج منه . شهادة نشرت في ملف في جريدة أخبار الأدب في عدد الأحد 27 مارس 2011
#سعيد_نوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة اللغة والمجاز ورؤية الإنسان للكون في كتاب المجاز واللغ
...
-
الفصل الأول من رواية ملاك الفرصة الأخيرة
-
الفصل الثاني من رواية ثلاثية الشماس
-
قصة قصيرة:الشيخ قاسم
-
قصة :عريف أول
-
قصة :في انتظار اللقاء الثاني
-
قصة: ثلاثية الشماس
-
قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير
-
مقال
-
قصة حذاء عمي اللميع
-
جزء من رواية :الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك
-
جزء من رواية كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|