دينا الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 13:08
المحور:
الادب والفن
مخطط ليوم بحري
تَعالوا مَعي .. للوراءِ ..
تَعالوا مَعي .. للوراءِ ..
لأحدِثَكُم عَن يومٍ غَير عادي مرَِ بحياتي ..
فكما هُم قليلون مِمن ضَربوا جهازي العصبي ..
وحَرَكوا رياح الشِعر بداخلي ..
قليلةٌ الأيام غير العادية في حياتي ..
الأيام التي أخرج فيها
من سيلول الضيقْ ..
لأمارس حُريتي ..
فأنا نادراً ما أصِلُ إلى ذَروةِ حُريتي ..
فإذا تَحدَثتُ لَكُم عن هذا اليوم ..
فلأنني أشعُرُ أنني تَحرَرتُ ..
مِن كُل القيود ..
وكل نفاقٍ إجتماعي ..
ومارَستُ حُريتي كطيرٍ شَريدٍ ..
فلأول مرة أجري حواراً مَعَ مَنْ أُحِبْ ..
وأكتبُ فوقَ الصفحاتِ الزرقاء ..
لأول مرة أهربُ من عالمي اليابِس ..
لأمارسَ شوقي بِحُرية ..
وأدخلُ عالماً مائياً ..
وأدفنُ فيهِ وَجهي ..
كنتُ في حالة شوق مجنون ..
أنكشُ رمالَ البحرِ الساخنَةَ ..
لأبحث عنكُمْ ..
عن أحضانِكُمْ ..
أخبطُ ماءَ البحرِ .. بجناحيََََََََ ..
كطيرٍ شريدٍ بحري ..
لا وطنَ لَهُ ..
فتتطاير قطرات الماء ..
تشهق ..
تغني ..
تصرخ ..
دوختها جغرافية مدينتي الضائعة ..
فلَمْ تعرِف أين تسقُط ..
كنت أصور لها ..
المدن ..
والشوارع ..
فضاعت أسماء الأسماء ..
فلا لَكُم وطن .. ولا لي عنوان ..
حين لمحت طيفكم ..
خلتكم قربي !!
وكنت أكون بقمةِ سخافتي ..
وغبائي ..
إن لَمْ أتَمسَك بكم ..
بشراسةِ إنسانٍ يغرَق ..
كنتُ أخال كل شئ ..
حَبات الرَمل ..
رغوة البَحر وطفولتنا ..
كنت أغرق ..
أغرق ..
وتخرجون من بحر ذاكرتي ..
وتُخرِجوني ..
وحين شارفَ يومي البحري على الانتهاءِ ..
كُنتُمْ تنثرون الماءَ ..
فَتُبلل دفاتري ..
وتستلقون فوق شراييني ..
كنت أواجه حينها نارين ..
نارُ الشمسِ التي ظلت كالجرحِ في جبيني ..
ونارُكُمْ أنتم ..
ومع ذلك كانت كلماتي مرتعشة المفاصلِ !!
إستلقيت ..
غفوتُ قليلاً ..
وحين إستيقظتُ ..
وجدتُكُم على كل السواحل ..
كُنا معاً ..
في موعدٍ رمادي ..
وصارَ صَوتُكم إمتداداً طبيعياً لأشواقي ..
وكانت عُيونكم ..
امتداداً لأحزاني ..
عـــدن – يوليو 2007
دينا الطائي
#دينا_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟