|
الحكومة تدير الاصلاح اعلاميا فقط وتضحك علينا
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 10:54
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نحن بحاجة الى خطة طريق واقعية موثوقة للاصلاح الاداري تتحقق ولا تبقى حبرا على ورق لان الحكومة تدير الاصلاح اعلاميا فقط الالتزام بالإصلاح الاقتصادي والإداري الشامل أصبح موثقاً الآن لقد تم الإفصاح عن ضرورة الإصلاح الشامل بشكل واضح في الخطة الخمسية (2006 – 2010). وعلى الرغم من أن ذلك كان تقديرياً فقط، إلا أن الخطة لا تزال هي الحامل المفضل للحكومة لوضع قائمة الأولويات البعيدة المدى، وقد تمت المصادقة على الخطة من قبل الحكومة ومجلس الشعب. وبينما تم تخصيص فصل منفرد للإصلاح الإداري (الفصل 23)، فقد تم اقتراح إصلاح الإدارة العامة بشكل مباشر أو ضمني في الفصول المخصصة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي من الخطة (كالفصل 5 حول السياسات الاقتصادية والإصلاح الاقتصادي، بما فيه الإصلاح النقدي). إن غزارة المبادرات عبر القطاعات والتوصيفات الوزارية أمر مفاجئ بالفعل. لكن تلك الغزارة ذاتها من الإصلاحات الصغيرة والكبيرة قد تشكل خطورة كبيرة من حيث عدم القيام بأي إجراء، أو الفشل في غياب إستراتيجية عملية وواضحة الصياغة للإصلاح تقوم على الالتزام العام بـ"اقتصاد السوق الاجتماعية". إن العديد من إشكالات إصلاح الإدارة العامة تأتي من مقترحات إصلاح القطاع الاقتصادي. عند مناقشة تحليل الخطة الخمسية للقطاعات الاقتصادية، فأن قلقنا يذهب أبعد مما إذا كانت خطوات الإصلاح آمنة من الناحية الاقتصادية، ومتوالية بشكل منطقي، وثابتة بشكل متوافق،كاملة أو واقعية. وبالنظر إلى ذلك من منظور محدد للإصلاح الإداري، سوف نشير إلى ما يلي: تعرض الخطة طموحا شاملا استثنائيا: أكثر من أربعمئة اقتراح، أو خطة، أو مشروع تم وضعهم في الفصول الخمسة الأولى من الخطة. الرؤية المعلنة والانطلاقة البرمجية العامة تعمل لصالح إعادة تحديد دور الدولة في مقابل الاقتصاد، وبالتالي إعادة تحديد السلطات الحكومية والوزارية، والتعريف بالأدوات التنفيذية للسياسات. من المحتمل أن تصل المبادرات والاستراتيجيات إلى جميع أفراد الشعب. تتضمن عدة استراتيجيات قطيعة مع الترتيبات السابقة، ويظهر هذا الدعوة إلى عملية تحضير مفصلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا الانعكاسات التي تحصل عبر القطاعات من جراء عدة مقترحات. ويبدو هذا الأمر مهما بشكل خاص لأن الحكومة، مع امتلاكها آلية عالية في صناعية القرار، يمكنها الوصول إلى النصائح والخبرات الخارجية، كما أن سجلاً عن التنسيق داخل الحكومة والتنفيذ السلس قد يكون صعب الوضع للوصول إلى خطة شاملة ضمن الإطار الزمني للخطة الخمسية. دعوة إلى جهود شاملة ومركزة إن الحاجة إلى الإصلاح أمر مهم بالنظر إلى الملامح البنيوية المحددة مثل: سوف تتناقض عائدات الدولة من النفط كما هو معروف أن احتياطي النفط سيصبح في مستوى منخفض مع العام 2015، وبما أن هذه عائدات هذا المصدر تصل إلى حوالي 60 % من الدخل العام للحكومة، تحتاج الحكومة إلى مصدر بديل للتمويل. إن المصدر النهائي للضرائب يجب أن يكون قطاعاً خاصاً مزدهراً، بغض النظر عن أية ترتيبات ضريبية محددة. وقد تم إقرار ضريبة القيمة المضافة على أن توضع حيز التنفيذ بحلول 2011، وسوف تتطلب نظام استبيان ضريبي وتنفيذ معقد ومتوازن. وفي غياب الإصلاح، توضح التقديرات أن عجز الحكومة سيصل إلى 14 % من الدخل بحلول عام 2010، أو 4% من الناتج القومي، وهذا الرقم مرشح للازدياد. إن عدداً كبيراً من الشباب يقترب من الدخول إلى سوق العمل خلال العشر سنوات القادمة كنتيجة للمعدل العالي لنمو عدد السكان (الذي شهد تراجعاً بسيطاً في الآونة الأخيرة) بينما سيكون عدد الذين تجاوزا سن التقاعد عند عمر الستين أقل من ذلك. إن أكثر من 2.1 مليون شاب سيصبحون في سن العمل بينما سيكون حوالي 1.1 مليون فقط قد تجاوزاً سن التقاعد عند عمر الستين، مما يعني أن الزيادة الصافية في القوة العاملة ستصل المليون تقريبا. وبما أن سورية تمتلك بالمقارنة معدل سوق عمل متدن (على أساس أن دور المرأة هو في "الاهتمام بالمنزل والإنتاج المنزلي")، فإن عدد الساعين إلى الحصول على عمل سيكون أقل. على الرغم من ذلك، وحسب النشرات الرسمية، سيصل معدل البطالة مع حلول عام 2010 إلى 24 % (وأكثر بين الشباب)، والذي هو أعلى بثلاث مرات عن المعدل الطويل الأمد في أوروبا (فرنسا)، إلا إذا تم اعتماد سياسات تنموية. وبغض النظر عن معدل المشاركة في سوق العمل، فإن على النمو الاقتصادي أن يستوعب تدفقاً من الشباب من ذوي الطموح المادي الذي يرجح أن يفوق ما كان لدى آبائهم. إن المطلوب ليس فقط خلق فرص للعمل، أو اعتماد تدريب وتعليم كافيين فقط لخلق حيوية اجتماعية، بل المطلوب أيضا هو الاستقرار الاجتماعي. إن إزالة القيود على التجارة العالمية الجارية حالياً يخدم المصالح السورية على المدى البعيد، لكنه قد يؤدي إلى اضطرابات قصيرة الأمد إذ أن قوى السوق ستحل محل بيروقراطية السعر الثابت، ومحل الامتيازات والتفويضات الممنوحة من الحكومة. إن حكومة ذات ميل تنموي ستواجه تحدياً مزدوجاً في الإصلاح الإداري: تأسيس نظام فعال وكفؤ لترخيص الإنتاج وفق المعايير العالمية، هذا من ناحية، وخلق إطار لسوق العمل، من حيث القدرة على الإصلاح والتدريب والتعليم الأساسي من ناحية أخرى. إن كلا التحديين متضمنين في الخطة الخمسية. إن هذه الملاحظات هي نظرية قطعا. كما أن التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين لا تخفي الحقائق. إن الجمهور المطلع، وبشكل تدريجي المجتمع ككل، مدرك لهذه الحقائق أيضاً. وحسب معاون رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، عبد الله الدردري (ورئيس هيئة تخطيط الدولة السابق) هناك "إحساس بالضرورة" ينتشر تدريجيا. يتجلى التحدي في تبادل الرؤى والتحليلات على أساس خطة طريق واقعية وموثوقة للإصلاح الإداري.
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاصلاح هو عملية أفقية وشاقولية وتحتوي قرارات استراتيجية وقر
...
-
المطلوب اليوم معالجة الأمور التي اعاقت التطوير لاسيما ظواهر
...
-
المطلوب ادارة جديدة غير فاسدة لتنفيذ برنامج التطوير
-
لوكانت الرقابة فاعلة وحقيقية ودائمة لما كان رد فعل الشعوب قو
...
-
الحكومة هي اكثر الجهات بعدا وعداء لمعايير القانون الاداري
-
الفكر الحكومي الاداري المعاصر والادارة الرشيدة
-
البلد بحاجة الى مسؤولين قادة همهم الناس والوطن وليس اموالهم
...
-
على الحكومة ان تقترب من تحقيق معنى التنمية القائم على توسيع
...
-
الادارة الاستراتيجية للتطوير تقتضي احداث هيئة او وزارة للوظي
...
-
- في اعصار المعلومات اما تلحق بالمركبة او تنبطح ارضا ليدهمك
...
-
قليل من ضوء الشمس هو أفضل مطهر للجراثيم - حرية المعلومات ادا
...
-
البلد لم يعد يحتمل فاسدين وهادري مال عام ومدراء ابديون؟؟؟؟
-
يجب ان يحاسب المدير او الموظف او المسؤول على النتائج وان يكو
...
-
فن الادارة الحديثة الرقمية
-
سورية في قائمة اعداء الانترنت والسوريين يصنعون المعجزات في ا
...
-
معهد الادارة السورية وعود معسولة من المسؤولين وقلق واحباط من
...
-
• اذا كان الاهمال واللعب سلوك الجميع فلن يكون هناك عمل وتطوي
...
-
عندما لا يتم العمل بمعايير الكفاءة تحصل العجائب والغرائب وال
...
-
علاقة الاقتصادي بالاجتماعي هي علاقة شكل بمضمون وكذلك علاقة ا
...
-
من اجل الخروج من القوقعة يجب تنفيذ التوصيات والمقترحات التال
...
المزيد.....
-
فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع
...
-
نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ
...
-
-غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت
...
-
ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة
...
-
باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
-
واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس
...
-
قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
-
أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
-
ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا
...
-
-الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|