أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!














المزيد.....

حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 08:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حماية المدنيين الليبيين، ام المحافظة على عرش السعوديين؟!

مرة اخرى تمول الاموال السعودية، والخليجية عملية تدمير بلد عربي. بعد ان دفعت المليارات لتدمير العراق اثر غزو صدام للكويت، الذي خططت له، وشجعت عليه واشنطن. هذه المرة بحجة "حماية الشعب الليبي" من تجاوزات القذافي. وكأن الثوار مجموعة من القاصرين. جرائم القذافي ضد شعبه، وضد الامه العربية، وافريقيا ليست جديدة. لكن الموجة الثورية في ليبيا تزامنت مع انتفاضة المنطقة الشرقية في السعودية، وانتفاضة اهل البحرين من اجل الحرية والديمقراطية، وضد الفساد، واقامة ملكيات دستورية. السعودية، والبحرين اتهمتا ايران بالتدخل، واتهمتا الانتفاضة بالطائفية. في حين انه في كلا البلدين كانت الانتفاضة عامة، وشاملة، وتصدرها الشباب، والمثقفين، والاصلاحيين، وحتى علماء دين متنورين. جرى اعتقالهم في السعودية. القذافي اتهم القاعدة، مثلما فعل قبله بن علي. واتهم حسني مبارك الاخوان المسلمين. نفس الادعاء ترفعه اليوم السلطات الاردنية، والسورية، واليمنية، والعراقية!

كيف يمكن لدولة مثل قطر، تساهم في قمع متظاهرين في البحرين، ان "تحمي" الثوار في ليبيا؟! كيف تسحق السعودية انتفاضة اهل البحرين، وتحتل المنامة، ثم تدفع تكاليف حملة تدمير ليبيا؟! السعودية تستضيف دكتاتور تونس السابق! حكومات الغرب، والحكومات العربية، صمتت بشكل كامل، تقريبا،على التعامل العنيف مع المحتجين في البحرين، والسعودية، ولدرجة كبيرة عن جرائم علي عبدالله صالح في اليمن. الذي يتحجج هو الاخر بالقاعدة، والارهابيين، وايران! الرئيس الفرنسي، يريد ان يحسن صورته الداخلية، بعد سياسته الهوجاء في دعم نظام بن علي في تونس لاخر لحظة. الامر الذي تبعه تناقص شعبية سوركوزي الى الحضيض، واستقالة وزيرة خارجيته، ووزراء اخرين. بسبب فضائح تواطئهم، وتعاونهم، واستلامهم رشاوي من بن علي، و حسني مبارك. اوربا، التي تعاني الازمة الاقتصادية بحاجة لدعم، واستثمارت الدول العربية النفطية، وتريد ان تظهر بنفس الوقت،امام شعوبها، انها تؤيد الحركات الديمقراطية في البلاد العربية. فجاءت التسوية القذرة، ان تقوم دول الخليج، بدفع تكاليف الحرب على ليبيا(ليس على القذافي) مقابل السكوت عن جرائمهم في البحرين، والسعودية، وسلطنة عمان، والاردن. والا، فاي حرية، واي ديمقراطية، واي حقوق انسان تتوفر في البلدان العربية، التي تساهم اليوم في قصف ليبيا "دعما" للثوار المطالبين بالحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان، ومحاربة الفساد، والتنمية. لماذا لا يمنحوها الى شعوبهم قبل الشعب الليبي؟! القذافي رغم جنونه، ورعونته، ودمويته، فلديه حرس من النساء. في السعودية تمنع المرأة، حتى من قيادة السيارة، او الخروج الى السوق لوحدها، او السفر دون رفقة محرم! لكن قطر، ودول الخليج الاخرى، والسعودية دفعوا ثمن الصمت على جرائم قمع شعوبهم في تغطية نفقات الحملة على ليبيا. وزيادة انتاج النفط، لتغطية "النقص" بسبب انقطاع النفط الليبي، رغم نسبته الضئيلة في الانتاج العالمي. وهذا نفاق اخر، فلا يوجد عجز، بل فائض في الاسواق، لان احداث ليبيا تزامنت مع تسونامي اليابان، وبيع النفط المتوجه لليابان في الاسواق العالمية، مما ادى الى زيادة ارباح الشركات النفطية العالمية، ولي نعمة حكام الخليج، برفع الاسعار بحجة التفص المفتعل. وانخفاض سعر النفط الخام بسبب الضخ السعودي. وهكذا تثبت السعودية، مرة اخرى، حرصها على امن اسرائيل، والاقتصاد العالمي الداعم لها في حين يعيش ملايين السعوديين تحت خط الفقر في دولة عدد نفوسها اقل من ولاية نيويورك، لكن فقرائها اكثر بالاف الاضعاف من الفقراء السود في بعض ضواحي نيويورك. هؤلاء يستلمون مساعدات اجتماعية(حقوق) في حين "يمن"، و"يتصدق"، و"يتكرم" الملك بين حين واخر على فقراء الشعب السعودي! من العار، ان يكون هناك فقيرا واحدا في السعودية، او قطر، او عمان، او الامارات لكنهم موجودون، وبكثرة. ثم مالفرق بين المرتزقة السود، الذين جندهم القذافي من بين فقراء افريقيا، والمرتزقة الاقل سوادا من الهند، والباكستان، الذين يقتلون المحتجين في السعودية، والبحرين، وسلطنة عمان؟!

قرار مجلس الامن الذي ايدته، وطالبت به الحامعة العربية بأمر من اوباما ينص على حماية المدنيين، وليس قصف المدنيين. كما تقوم قوات الناتو الان! الم تطلقوا النارعلى المدنيين في دوار اللؤلؤة، والمنطقة الشرقية، وسلطنة عمان، واليمن، وساحة التحرير في بغداد؟! ان النفاق الاوربي، والامريكي، والعربى الرسمي لا حدود له!! لقد انتصر الشعبان التونسي والمصري دون دعم خارجي، بل بالضبط، لانهما لم يتلقيا دعما خارجيا. الان يريد الغرب، ان يدعي امام شعوبه انه ينشر الديمقراطية في الوطن العربي. لقد كانت وزيرة خارجية امريكا في دبي عندما دخلت قوات درع الخليج، واحتلت البحرين، واطلقت الرصاص على المتظاهرين المسالمين. ولم تعترض بكلمة واحدة. بل ايدت، ودعمت الجرائم. بالضبط كما ايدت ودعمت جرائم اسرائيل، واستخدمت الفيتو لعدم ادانة اسرائيل. واستغلت احداث ليبيا، وثورة شعبها للتغطية على فضيحتها، اذ كانت الدولة الوحيدة، التي ايدت اسرائيل. ولم تحتج أي دولة عربية على هذا الموقف، بل اعتبرته ثمنا لسكوت امريكا على جرائمهم ضد شعوبهم. كما يسكتون على جرائم اسرائيل في غزة، وكل فلسطين.

كلنا مع الشعب الليبي في سبيل التحرر، والديمقراطية. لكن امريكا، واوربا لا يهمها، الا مصالحها، ومصلحتهم في استمرار البقرات الحلوب في الخليج، والسعودية تحرك ماكنة الاقتصاد، والعسكرة الغربية. وهم يقصفون اليوم ليبيا لتسليمها ارضا خرابا، كما فعلوا مع العراق، لتقوم شركاتهم بعد ذلك بالاستثمار هناك "لاعادة اعمار" ليبيا، ولفرض شروط، وحدود التحول الديمقراطي على القوى، التي ستستلم السلطة بعد دحر، او تنازل القذافي. فما يفعلونهم ليس لحماية المدنيين الليبين بل للاحتلال الاقتصادي لبلدهم بعد ان يدمروه عسكريا. ودول الخليج بقيادة السعودية تساهم بهذه الجريمة لضمان بقاء عروشهم، لكنها ساقطة لا محالة.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام اليمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!
- مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
- الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال ...
- لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
- الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
- القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا ...
- زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات ...
- جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
- متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
- متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!
- ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!
- ثورة الياسمين في تونس الحمراء
- يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
- الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس ...
- من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع ...
- رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
- متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
- من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي ...
- البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
- ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!