شوقية عروق منصور
الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 19:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المناسبة والموقف والكلمات في اختلاف ، لكن لا بد أن نحمل حروف الشاعر الفلسطيني محمود درويش لكي تضيء الموقف السياسي العربي البائس الذي نغرق في تفاصيله :
( سقط القناع عن القناع عن القناع
سقط القناع
لا أخوة لك يا أخي ، لا أصدقاء
يا صديقي لا قلاع ).
مسرحية (سقوط الاقنعة ) تنتقل من دولة عربية الى أخرى، نكتشف ان السقوط ليس فقط للأنظمة السياسية ، بقدر ما هو سقوطاً للشعوب التي صبرت الى درجة التحجر، وكان صبرها تخديراً ورضوخاً ومنح النظام جميع مفاتيح الكلام والتسلط . اليوم كل نظام يهاتف الآخر قائلاً بحسرة ( لا اخوة لا اصدقاء لا قلاع ) .
سقطت الأقنعة عن عدة أنظمة عربية وفتحت أرشيفات الذهول والدهشة ، لكن على دهشة ملك الملوك القائد الاخضر (دون كيشوت ليبيا) القذافي الذي مازال يتمسك بالقلاع والخطابات الرنانة والعبارات التي تحولت الى لغة خاصة تعجزعن ترجمتها القواميس في مختلف المجالات ، الذي يحشر شعبه في فرن ويريد بعد ذلك ان يخرجه خبزاً طازجاً ، طائعاً ، نادماً ، زاحفاً ، عاجزاً عن العيش ، فهو يتنفس بأوكسجين القذافي وعائلته ، لأنه يرى بنفسه الحبل السري الذي يغذي الشعب الليبي ، وإذا تركه مات الشعب ، لذلك رحمة بالشعب لا يستطيع تركه .. !!! لم نجد عبر التاريخ متغطرس مثله .
لا نعرف ما الذي يدور في ذهن " القذافي "؟ والى أين سيصل في خندقته وتجاهله لشعبه وللعالم ، وسماع صوته وصوت اولاده والمنتفعين فقط ؟؟
مع انه يمارس الضغط على النخاع الشوكي للشعب الليبي حتى يجبره على إلانحناء ، ويقول انه يحب شعبه ، وشعبه لا يستطيع الاستغناء عنه ، وانه يحكم باسم الشعب ، ومن الشعب والى الشعب يعود .
لكن في ذات الوقت يمارس مع هذا الشعب لعبة القتل والدم والدمار ، معادلة قذافيه مئة بالمئة ، يمشي على خطاها الآن ( علي عبدالله صالح وغيره ) .
يهدد القذافي الدول الأوروبية بأسلوب هستيري هذياني ، انه قام بجر هذه الدول الى بلده والآن يهددها على طريقة الشاعر اللبناني الذي هدد المحيط الاطلسي بالنقر على دفه فقال:
(على ظهر الباخرة بتتمرجل يا اتلتنتك والحملاوي راكب فيك
ان الله كفاني ( وصلني ) الشط وحملت الدف بفرجيك )
القذافي يهدد ويتمرجل والقوات الغربية تذرف دموع البترول لا يهمها الشعب وحريته ونضاله وديمقراطيته ، لا يهمها الدم الليبي ، والجثث الليبية والقتلى والدمار ، يهمها البترول الذي لا ينزف الآن في شراينهم ، ولا يضخ في شركاتهم ومصانعهم وتفوقهم .
نعرف ان هذه القوات ودولهم يحملون الحكمة الصينية التي تؤكد
(عندما لا يكون لك كلب في الصراع عليك بالآمبالاة .) ولولا البترول لما تكتلوا واندفعوا وقرروا وضربوا ، ما العمل وكلابهم مربوطة امام آبار النفط ...؟!
#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟