أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد














المزيد.....

فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:10
المحور: حقوق الانسان
    


الرجل الآخر .. فلسفة إنسانية هادفة ، تستكشف لنا ضميراً غافلاً يصحو بعد فقدان صاحبه لذاكرته ..
فقد ارتكب الرجل بعض الأخطاء وهو بذاكرة ممتازة ، ولكن ما أن فقد تلك الذاكرة حتى صار نقياً يصلح أخطاءه التي لايتذكرها ، وإنما يذكره بها الأخرون وفقاً لمصادفات قدرية تجعلنا نتوصل الى حقيقة مفادها أن قدر هذا الرجل ألايموت قبل أن يغتسل من أخطائه ويصير رجلاً صالحاً مغفوراً له ، وأن فقدان الذاكرة جاء لمصلحته ، ليظهر معدنه النظيف.
الرجل الآخر ماهو إلاَ مسلسل تلفزيوني مصري عرض قبل سنوات ، استذكرته مؤخراً وسط أوجاع الحياة وماتحمله من منغصات سببها بعض الناس ممن يتعمدون فقدان ذاكراتهم وعن سابق إصرار بعد أن فقدوا ضمائرهم من قبل ، فلايتذكرون أخطاءهم بحقنا ولايتوقفون عندها ولو قليلاً ولايسألون ماذا فعلوا ولايوفرون لأنفسهم فرصة أن يندموا ويصلحوا أخطاءهم ؟
خذ مثلاً ، ذلك الذي يتعمد نسيان وعود قطعها على نفسه ، وينكثها بلا خجل بعد أن ينال منك الغرض الذي دفعه ليعدك بما سيخلفه ، كما هي الحال مع وعود السياسيين في أثناء الحملات الانتخابية .
خذ مثلاً ، ذلك الذي يتعمد نسيان حقوقك ، ولايتذكر سوى واجباتك ـ كماهي الحال مع الحكومات عندنا ـ وعليك وفقاً لقوانين ضميره فاقد الذاكرة أن ترضى بالقليل القليل وتعطي الكثير الكثير ، ليسمن هو .. وتنحف أنت أكثر .. وإياك أن تقول آه .. فهذا من حقه لأنه ( يتعب ) كثيراً في العمل .. ( يتعب من كثرة اللفط وابتلاع حقوق الغير والكذب وغيره ) .
خذ مثلاً ، ذلك الذي يتعمد نسيان ماضيه الذي لم يكن فيه ذا قيمة ، فإذا به حينما يكسب ( القيمة ) بمسحه الأكتاف وبطرائق أخرى ملتوية أيضاً ، يتكبر عليك وينظر اليك على إنك أقل قيمة منه وهو الذي كان قبل حين يتوسل اليك لتأخذ بيده .
خذ مثلاً ، ذلك الذي يستبدل جلده مع تغير الأنظمة السياسية ، ويدعي أنه كان مستهدَفاً مظلوماً من قبل ، ويتناسى أنه كان متملقاً مدللاً متجاهلاً أن للناس ذاكراتهم أيضاً .
خذ مثلاً ، ذلك الذي يحفر لك سراً ، ويضحك في وجهك علناً.. وحين تسقط في حفرته يواسيك راكناً ذاكرة لؤمه حتى ينتهي من مواساتك بلسان يقطر عسلاً ( مسموماً ومرّاً طبعاً ) .. وينظر اليك بعين وقحة و( شنو يعني ) !!
إن النسيان نعمة حين يضمن لنا الاغتسال من جراحنا وآلامنا ، لكنه يصير كارثة حينما يحصل بتعمد وعلى حساب الحقائق وحقوق أصحاب الذاكرات اليقظة والضمائر الحية .. ولربما يحصل فقدان الذاكرة المتعمد بهدف ضمان راحة البال لكن على حساب اعتبارات مهمة كثيرة !



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لاتضيع حقوقكم!
- نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن
- نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة
- أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!
- قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية
- لأنها امرأة .. لأنه رجل
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
- أمس كأنّه الآن .. في صورة تذكارية
- أوراق للريح .. او للمسؤول
- رسائلي الى حبيبي
- من غير زعل : بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
- معك أشعر بأنني معي .. و .. ( من كلِّ دفتر ِ عشق ٍ .. سطرٌ ) ...


المزيد.....




- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد