مهند صلاحات
الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:36
المحور:
الادب والفن
إلى العربي ... قبل هجرته الأخيرة
: أيها العربي
يا عابرا هذي الحدود بلا ثمن, مغادراً من غربةٍ لغربةٍ تبحث في بقاياك وعن وطنٍ يحميك من حزن أو آلم
أيها العربي :
المسافرا بلا كفن, خارج من زمن تدخل في زمن
تقيئ هذا الوجع الأممي الكبير من غدر ومن بشر,
تبرر هزائمك , وتتعلق بقبور الأولياء كي تمنحك نصراً وولد
تتشدق برايات التاريخ علاجا من صداعك, ومن عوائك وحيداً في ليل أمريكي
كي لا تهزم في سفر منذ بدء التكوين حتى نهايات الأمم
حتى عشقك في الغربة بلا ثمن
وقصة حبك تحياها خارج الزمن
يا مسافرا بلا كفن
ايها العربي : هذي البلاد كلها حولك
فجد لك من بين اوطان البشر
أرض تستقر فيها وانثى تعشقها
وتستريح بعينيها كما الوطن
يا ايها الوطن المسكون فينا من الشريان الى الشريان
أيها الوطن المزروع فينا كتودد أنثى .. وكتسلق الطفل الى الاسطح الفارعة
باحثا عن دفئ الحقيقة
يا ياها الطن الذي يبيت فينا كلما بعدت فينا غربتنا من الطفولة حتى الوهن
يا ايها الوطن ... الوطن
زماني بدونك غربة وإنهيار
ووصولي إليك دمع وتحدي ووقوف أمام الانهيار
يا ايها العربان ...
قفوا منادين
يا صامتين على جريان دمنا
ادخلوا الباب معنا
وجربوا لحظة جزءا من هذا الألم
يا راقصين على جراحنا في في كل النوادي اليلية في العالم
سنطفئ صوت الأنين ونعود معكم
نتحاكم أمام صحاري الزمن
لبيك وطناً لا نراه إلا في ليل يشتد ظلامه
فنذكره حين تشتد محنه
ونبكي عليه بلا آلم
يا وطناً لا يأتينا إلا في حلم
يا سارقين دمنا
يا متسلقين على جرحنا
يا صانعا سلامك من جوع اطفالنا
يا ناحتا كرسيك من جماجمنا
يا مطعم طيورك من لحوم شبابنا
يا موزعا هداياك على أسيادك من نسائنا
اجلس على كرسيك بعيدا عنا
ودعنا نكمل الحرب رغم المحن
ايها العربي القادم من تاريخ مضى
عدّ الى واجهات الايام
واقعك يحتاج أكثر من كفن
ايها العربي الظاهرة
في زمن يجهلك
وخشاك رغم جبنك وتحوصلك
يا أيها العربي المسمى في كل المطارات والموانئ
والموزعة صورك في كل صناديق البريد والجرائد
يا أيها العربي المقموع من رجالك
أيها الإرهابي في عيون من حولك
والحامل إثم عمال أمريكا والزنادق
قد وإمسح عن التاريخ عارك
أيها العربي الخارج من دمك
أيها العربي الحامل على كتفك نعش عنفوانك
ايها الهارب من حرف الضاد
في بلاد العباد والرواد والأكراد
أيها العربي الذي لا يعرف من عروبته سوى الأضاد
أيها العربي الواقف كالسائح تلتقط الصور مع قبور أجدادك
قرب النار من عينيك لترى وهج الحرية
وإشعل كفنك نارا
وتألق في ضرب الثغور الأمريكية
عن نفطك وطعام أطفالك
سالمة امريكا في بيوتنا
ما دمنا بالورد نرش دبابتها
وبالنفط نحليها
ونصلي لها قبل الله في قصور الخلفاء
كي لا تضعنا في القائمة السوداء
أيها العربي كفاك غربة عن دمك تحبث عن ذاتك
عد وإحمل منجلك ومطرقة
وإضرب بالسوط المتباكين على من ماتوا هاربين على أعتابك
وإحرق مدن الخوف
وإخرج جنداً لا يعملون سوى مخبرين على جيرانك
يا أيها العربي الواقف على أبوابنا
هل تجد بعد كل هذا الموت في أمجادك
من يسمع صوت أجدادك !!!!!
يا أيها العربي الواقف على أعتاب الدول الكبرى
عدّ ... ان الوطن ينتظرك على بابك
#مهند_صلاحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟