أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - افراح لطفي عبد الله - فلسفة الممارسة معادلة مادية















المزيد.....



فلسفة الممارسة معادلة مادية


افراح لطفي عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد ينم الجزء الأول من العنوان للوهلة الأولى عن تناقض لأنه إذا أحالتنا كلمة فلسفة إلى النظر فان كلمة ممارسة تستدعي العمل ولكن تأنيا في فهم الأطروحة الحادية عشرة• التي تقول:
" لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم بطرق مختلفة لكن الأمر الهام هو تحويله/تغييره" يزيل هذا التناقض فالأطروحة تشير إلى نقطتين أساسيتين :
الأولى, أنها تمثل شهادة اعتراف ضمني من ماركس بأنه فيلسوف ولكن ليس كالفلاسفة الذين جعلوا مهمة الفلسفة تفسير العالم فماركس ينقد الفلسفة حتى الآن ولا ينفيها فهو ينتقد تلك الفلسفة التأملية المثالية التي تمثل وجهة نظر الدولة البرجوازية والتي تتجرد عن الإنسان الحقيقي ولكنه –أي ماركس- ضمنا يرحب بفلسفة جديدة تهدف إلى تغيير العالم .. ولا شك إن هنالك من اعتقد أن ماركس بأطروحته السابقة إنما أعلن نهاية الفلسفة ولكن هذا ينم عن حكم متسرع لان "نقد الفلسفة التأملية في عمل ماركس هو ذاته فلسفة , فلسفة للحركة الثورية ,فلسفة تناضل ليس من اجل الانعتاق السياسي وحسب بل ومن اجل الأنعتاق البشري" هذا فضلا عن إن الشروط المشتركة لوجود المراتب والطبقات التي تتعاقب تاريخيا تجعلنا نتخيل فلسفيا تطور النوع أو الإنسان قد تطور في الأفراد .
الثانية, إن المهمة الحقيقية للفلسفة هي تغيير العالم وهنا إحالة إلى مفهوم الممارسة كون عملية تغيير العالم لا تتم من دون الشرط الإنساني القادر على العمل أي الممارسة, وهذا سنشهده في كل مؤلفات ماركس التي تنشئ لفلسفة بخلاف الفلسفات السابقة , فلسفة تبغي التركيز على الواقع الفعلي للإنسان ونشاطه وعلى الطبيعة وتحولها بفضل الإنسان وهي مهمة تعكس تجسيد للممارسة .
والممارسة praxis التي يعلنها ماركس في كتبه الأولى صراحة وفي كتبه اللاحقة ضمنا هي توازي العمل والنشاط والتحول والتطبيق المرتبطة جميعا بالإنسان (الطرف الأول) الذي بامتلاكه هذه القدرة أي الممارسة أنما سيسهل تحويل الطبيعة وتغيير العالم (الطرف الثاني) باتجاه إنتاج واقتصاد يمكنه من الحياة والعيش رغم ما سيصاحبه من أزمات وصراعات واغترابات ناتجة عن نمو الإنتاج أي بفعل الاقتصاد لكن قدرته على الممارسة ستمكنه من إيجاد حل بالعمل الثوري وهذا يمكننا من استنتاج ركيزتين اساسيتين :
الأولى, إن الممارسة لا تتم من دون وجود شرط الإنسان القائم بالممارسة ومن دون وجود شرط الطبيعة التي تقوم عليها الممارسة.
والثانية, إن للممارسة أنواع فالمصطلحات التي توحي بالممارسة كالعمل والنشاط والتحويل والثورة وغيرها هي ممارسات متداخلة لكنها ذات أهداف مختلفة : فالنشاط مثلا سمة يختص بها الإنسان عموما ويعلن عن صياغة ممارسة تبغي محاولة البقاء في الحياة وسد الاحتياجات وهي نفس سمة العمل مضاف إليه التطور بالممارسة وفقا لتطور الإنتاج فالعمل يختلف من طبقة إلى أخرى وفقا لمعادلة تطرد بين تحقيق الوجود والاغتراب أما التحويل فهدفه يكمن بممارسة تعكس الترابط التام بين الإنسان والطبيعة من اجل التغيير أما الثورة فهي الممارسة الحقيقية التي يريدها ماركس كونها التي ستغير العالم نحو وجه أفضل ...
على العموم ما سبق لا يعني تمفصل الممارسة بقدر ما يعني توضيحها فالممارسة هي العصب الأساسي لفلسفة ماركس وان شئنا القول إنها المنطق المادي الذي يتغلغل في كل مفاصل الحياة وعبر تاريخها المادي كله• واثبات هذا سيكون من خلال عرض المعادلة التالية التي تمثل أهم نقاط فلسفة ماركس المادية ومن ثم تفسيرها:
المعادلة,
الممارسة = (الإنسان + الطبيعة)  ( الإنسان  المجتمع ) المؤسسات
  
(العمل/الإنتاج) صراع الطبقات

اللامؤسسات واللاصراع

التفصيل,
قبل التفصيل بمعطيات المعادلة السابقة علينا أن نفهم بان موقف ماركس الفلسفي كان قد تشكل في فكر شخص اغتاض عن حق من الفلسفات السابقة وعلى وجه الخصوص المثالية إضافة إلى المادية – هذا فضلا عن الاقتصاديات والاشتراكيات الكلاسيكية - فجاءت فلسفته ملتهبة بكلمات النقد اللاذع والسخرية الهدامة ولهذا فإننا وعندما سنتعرف على تفصيلات المعادلة السابقة لابد من أننا سنمر بهذه النقود كونها تمثل جزءا مهما ساهم في إنضاج فلسفته ..فماركس الذي كان منتميا إلى اليسار الهيجلي الذي قوض من سيطرة المطلق والدين كان قد انقلب كليا على هيجل منذ عام 1844 في كتابه المخطوطات الذي أعلن فيه عن دور فيورباخ المهم في قدح سذاجة الفكر الهيجلي ثم في أطروحاته عن فيورباخ عام 1845 مد ماركس لسان نقده إلى فيورباخ الذي لم يتفهم " أهمية النشاط الثوري , النشاط العملي – النقدي " ,ومثل كتاب "الايدولوجيا الألمانية" 1846 الموقف الصريح تجاه الممارسة من خلال نقد ماركس وانجلز المباشر للهيجليين الجدد وفيورباخ ومن خلال تبنيهما لمادية هي من نوع جديد لا يمكنها أن تقوم من دون ربطها أولا بالإنسان وعمله فالمادية هنا هي إعادة إنتاج الحياة وثانيا ربطها بالتاريخ كون علاقات الإنتاج تحدثنا عن تشكيلات متعاقبة في إنتاج الحياة , ولعل البيان الشيوعي عام 1848 كان الإعلان عن مبادئ وبرنامج عصبة الشيوعية الكامنة في تجسيد هذه المادية الجديدة ذات النزعة التاريخية من خلال عرض كامل لتاريخ الاستغلال أو العلاقة بين الظالم والمظلوم ,وإذا تجاوزنا النقودات للاقتصاديين والاشتراكيين سواء في بؤس الفلسفة أو العائلة المقدسة فان ماركس قد اظهر في كتابه رأس المال ممارسة نظرية عالية الأهمية كما هو معروف لدى المهتمين وتوضيحات كل هذه الأمور وغيرها ستأتي في الموضوعات التالية:

الإنسان والطبيعة,
التاريخ لا يبدأ إلا بعد أن تنشا العلاقة بين الإنسان والطبيعة كما يرى ماركس وهي الخطوة الأولى نحو صياغة الممارسة.. لكن أي إنسان وأي طبيعة يريدهما ماركس؟ وما هي طبيعة العلاقة بينهما ؟ وهل هي علاقة ثابتة أم في حالة تطور؟ وكيف قدحت تلك الفكرة عند ماركس ؟؟
الإنسان : الإنسان الذي يريده ماركس هو الإنسان الذي أنتجته الطبيعة والذي أصبح بفعل كونه في الطبيعة " مجموعة احتياجات تجد كفايتها في الطبيعة" فيعمل طول حياته وفق هذه النتيجة حيث تتحقق مسيرته المادية , وما يريده ماركس هو الإنسان الذي أصبح في ظل هذه المسيرة المادية المطبوعة بالتاريخ لاسيما بعد تطور الإنتاج أصبح يعاني الاستلاب ويبغي الحرية فالإنسان هو نشاط وحرية وما يريده ماركس هو الإنسان الذي لم يكن تحقيق حريته إلا بالعمل وممارسة النشاط الثوري لان الإنسان حر وانه هو من يصنع حياته وليس الظروف..
وجل رأي ماركس هذا كان قد أعلنه وهو في سياق نقده لإنسان هيجل وفيورباخ , إن فيورباخ لم يعجبه إنسان هيجل الذي جعله ينصهر في الروح أو العقل (الوجود الحقيقي الوحيد) لانه –أي فيورباخ- كان يبغي الإنسان الفعلي الواقعي الحسي المطلق وهو ما أعجب ماركس , لكن ماركس باكتشافه البعد المادي الأكثر عمقا ونضجا وهو الطابع الملموس أي التاريخي, الاجتماعي المتشكل من العمل كان قد وجه نقدا لاذعا لفيورباخ فهو اكتشف أن "الإنسان الفيورباخي متصورا خارج كل علاقة اجتماعية وتاريخية, معزولا في عالم لا ابعاد له,فهو ليس سوى التجريد البحت _ هذا فضلا عن أن فيورباخ لما ظن بأنه قد نسف العلاقة بين الروح والمادة لدى هيجل من خلال "إدراك الإنسان الروابط الحميمة القائمة بينه كفرد وبين النوع الذي ينتمي إليه ما يجعل العلاقة بين النوع والكائن تغطي تلك العلاقة الهيجلية بين الروح والمادة" - يكون قد أوقع نفسه في فخ التأمل والتجريد قائلا – أي ماركس- "أن النوع الذي يفترض الانتماء إليه لا يجمع البشر إلا عبر روابط طبيعية والنوع البشري الذي لا ينتج عن علاقات سياسية واجتماعية بين البشر ليس بدوره سوى إبداع من إبداعات التأمل فالإنسان يظل مجردا طالما انه لا يغوص في تيار التاريخ الذي يحدده بقدر ما يكون هذا التيار محددا من قبله" . فالمهم عند ماركس هو النظر إلى الإنسان في ضوء التاريخ الفعلي الواقعي/المادي لأننا هنا سنجد التقييم الحقيقي للإنسان كانسان لاسيما وان الإنسان واعي وحر وانه يعي الخروقات التي تجتاح وجوده وتخترق حريته خلال التاريخ..
الكلام السابق يسحبنا إلى سمتين اكتسبهما الإنسان خلال التطور المادي وأصبحتا طبيعيتين فيه بفعل عمله وهما الحرية و الاستلاب/الاغتراب Alienation الأولى هي سبيله لتحقيق وجوده وتخليصه من الاغتراب والثانية هي التي تسلبه حق الوجود بسرقة جهده لكن سمته الطبيعية الوعي هي من ينبه إلى ضرورة التخلص من الاغتراب وهذا لن يكون إلا بالممارسة الثورية وهنا تبدأ المرحلة الحقيقية الأخرى نحو رسم تاريخ الإنسان فهو هنا سيصنع مراحل تاريخه اللاحقة بعمله / ونشاطه بالممارسة الثورية ليتحرر من هذا الاستلاب ..
ولاشك أن فكرة الاستلاب/الاغتراب عند هيجل وفيورباخ كانت المنطلق نحو نقد ماركس لها وتثبيت موقف تجاهها , فبنظر ماركس إن فيورباخ هو من انضج هذه الفكرة كونه ركز على مسالة النزول من عالم السماء /الروح عند هيجل نحو الأرض/الإنسان , والمسالة الأخرى هي انه لما حارب فيورباخ الاغتراب كان هيجل قد أثبته على أساس انه جزء مهم لتشكيل الروح المطلق بكل تجلياته سواء الدولة أو غيرها فهو برأيه منطقا مقبولا وفقا للعقد التبادلي بين الإنسان والملكية يقول هيجل " إن بمقدوري أن لا أتخلى فقط عما املك كما افعل مع شيء خارجي ولكني مجبر منطقيا أيضا على التخلي عنه كممتلك حتى تتحول إرادتي إلى وجود موضوعي بالنسبة لي " هذا إذا تجاوزنا معنى الاستلاب الذي يمثله الوعي المريض لفنومنولوجيا الروح والذي يمثل ضياع الذات في الآخر والتنازل عن الوجود وتستمر المسيرة لحين تحقيق الروح لذاته , لقد هزأ فيورباخ بكل طروحات هيجل وأرد أن يعيد للعالم والإنسان اعتبارهما في الأرض فبدأ من الكينونة وليس من الفكرة ورأى إن الإنسان الملموس هو الذي يشكل الاتحاد الوحيد والحقيقي بين الفكر والكينونة وهنا يكون فيورباخ قد ناضل ضد الاغتراب الفلسفي وضد الاغتراب الديني ,لكن لن يشفع هذا النضال له, فحلوله التي كشفت عن فكر هيجل المثير للسخرية كانت متناقضة كما رآها ماركس ..
يقول ماركس إن نقد فيورباخ المنصب على تحطيم الكائن لمصلحة الفكر فيه تناقض واضح "فما فائدة الإعلان عن أسبقية الكينونة عن الفكر إذا ما ظل المرء متوقفا عند الإدراك المحسوس لإسناد تلك الفكرة .. وفصل الكينونة عن الفكر ليس أفضل من فصل الفكر عن الكينونة ففي الحالة الأولى نحرم الكينونة في كل دينامية أما في الحالة الثانية فإننا ننزع عن الفكر كل واقعية " وإذن إذا بحثنا عما هو حقيقي بين الفكر والكينونة فإننا نجده يقول أي - ماركس -في الوحدة الحقيقية بين الكينونة والفكر في النشاط الإنساني الملموس الذي يربط النظرية أي النقد بالممارسة أي الجهد الثوري , ومن جهة أخرى يرى ماركس إن نضال فيورباخ ضد الاغتراب الديني الذي ينسب الى الله من خصائص الجوهر الإنساني حيث يبعد الدين بهذا المعنى الإنسان عن ذاته فيحصل الاغتراب وعليه يجب ارجاع العالم الديني إلى أساسه الدنيوي وهو كلام رأى فيه ماركس نقصا لان الديالكتيك الفيورباخي يبقى خارج التاريخ الحقيقي مرة أخرى وانه لكي نكون عمليين ينبغي " فهم هذا الأساس- أي الدنيوي- في تناقضه لكي نثوره عمليا بإزالة هذا التناقض . فما أن يتم على سبيل المثال اكتشاف أن العائلة الدنيوية هي سر العائلة المقدسة حتى يصبح من الضروري القيام بنقد نظري للعائلة الأولى وبالتالي تثويرها عمليا " فالدين بنظر ماركس نتاج اجتماعي• .. لان الكائن الديني ليس كما قال فيورباخ في الاطروحة السادسة ينصهر في الكائن الإنساني فهذا هو بعينه كما يرى ماركس تحديد لدور الإنسان وتأليها له بشكل ينم عن جهل بالعلاقات الاجتماعية وعتق البشرية من التطور التاريخي كونه سيجعل من الإنسان تجريدا ملازما للفرد المنعزل هذا فضلا عن انه لم يتجاوز مادية القرن الثامن عشر ما جعل اهتمامه يرتكز على الوعظ الغيري وعبادة البشر متناسيا الذهاب الى جمع العمل والفلسفة فعليا • ..
فالإنسان الذي يريده ماركس وفقا لهذا النقد هو الإنسان الفعلي الذي عليه أن يتخلى عن الدين, عن الإله السماوي (هيجل) وبالتالي أن يتخلى عن أن يؤله نفسه (فيورباخ) , الإنسان الذي عليه أن يؤمن بحريته ونشاطه وعمله والذي يعي حقيقة العلاقة مع الطبيعة وتاريخها المادي والذي يطمح دوما إلى الحرية وان يعي إن هذه الحرية ليست الانفلات بقدر ما هي تنسجم مع الضرورة والدراية بمعنى إن ما يقرره الفرد ينم عن قصد وهذا القصد مرتبط بحرية الإرادة, ولكن الإنسان الذي ينشىء الظروف يكون أحيانا وبفعل تطور الإنتاج رهنا بالظروف الحالية حيث تبدأ الظروف لعبتها في تشكيل الموقف الإنساني لكن هنا يجب التعويل على الوعي الثوري وتنميته لتغيير الظروف سيما إذا فهمنا إن "الفعل الثوري الواعي هو الوحدة العينية بين الضرورة والحرية" فللإنسان إذن القدرة على تثوير الواقع وهذه القدرة تكسبه خاصية الممارسة فهو إذن الطرف الأول لها.... أما الطرف الآخر فهو:-

2- الطبيعة :
تقابل الطبيعة عند ماركس الواقع , العالم المادي وإنها عموما تقابل التجربة الإنسانية فهي "تؤلف من الوجهة العملية جزءا من الحياة الإنسانية والفاعلية الإنسانية ...- ولكونها أي الطبيعة طرف مهم في معادلة تحقيق الممارسة شبهها ماركس ب– جسد الإنسان غير العضوي سواء في القدر الذي هي فيه أولا وسيلة عيش مباشر أو هي فيه ثانيا مادة وموضوع وأداة فاعليته الحيوية... – ويقول أيضا- قولنا الإنسان يعيش من الطبيعة معناه أن الطبيعة هي جسده الذي معه يجب ان يقيم حركة تحول دائمة لكي لا يموت والقول إن حياة الإنسان الطبيعية والذهنية مرتبطة ارتباطا لا يقبل الانفصام مع الطبيعة لا يعني شيئا آخر سوى إن الطبيعة مرتبطة ارتباطا لا يقبل الانفصام مع نفسها لان الإنسان جزء من الطبيعة" نفهم من هذا النص لماذا الطبيعة هي الطرف الآخر لترسيخ الممارسة , فالإنسان لكي لا يموت عليه الاندماج في الطبيعة التي هي وسيلة عيشه, واندماجه هنا يكون من خلال تقديم الطبيعة نفسها له على أنها مادة وموضوع وأداة لفاعليته, فلكي يستمر الإنسان بالحياة عليه أن يوطد علاقته بالطبيعة بإقامته علاقة تحول دائمة معها وهكذا تكون الطبيعة المكان الملائم الذي تصح عليه الممارسة لاسيما وان الأخيرة هي العامل الحاسم لتحويل الطبيعة والتحويل هذا سيرسم للطبيعة تاريخها, ولطالما إن هذا التاريخ صاغته فعالية الإنسان ونشاطه أي ممارسته فانه سيوصف علاقة البشر بالطبيعة بمادية هي تاريخية , وقد أعلن ماركس عن وجود هذه العلاقة منذ بداية التاريخ أي منذ أن توجه الإنسان البدائي بأدواته البدائية نحو الطبيعة منذ أن كان العمل ليس نتاج عمل بقدر ما هو طبيعة لكن العلاقة توطدت أكثر مع نشاط أنساني فاعل أكثر ممارسة قادر على تحويل الطبيعة بسبب المشاكل والأزمات التي تجتاح هذه العلاقة وتحويل الطبيعة حيث إن المسيرة الإنتاجية ستصل حتما إلى الانفصال بين الاثنين لاسيما مع النظام البرجوازي حيث يبتعد المنتج عن الطبيعة وتظهر الدعوات المنادية بإرجاعهما..
يقول ماركس إن الإنسان "العامل لا يستطيع أن يخلق شيئا بدون الطبيعة ,بدون العالم الخارجي المحسوس – فالطبيعة مع العامل هي – المادة التي فيها يتحقق عمله واقعيا وفي قلبها يمارس وانطلاقا منها وبواسطتها هو ينتج ولكن كما إن الطبيعة تقدم للعامل وسائل العيش بمعنى إن العامل لا يستطيع أن يعيش بدون موضوعات يمارس عليها كذلك فهي تقدم أيضا من جهة أخرى وسائل العيش بالمعنى الضيق ..إذن كلما تملك العامل بعمله العالم الخارجي الطبيعة المحسوسة طرح عن نفسه وسائل العيش :الآن ومن وجهة النظر المزدوجة هذه أولا:العالم الخارجي المحسوس يكف أكثر فأكثر عن كونه موضوعا هو ملك لعمله وسيلة عيش لعمله ,ثانيا انه يكف أكثر فأكثر عن كونه وسيلة عيش بالمعنى المباشر وسيلة لمعيشة العامل الطبيعية " , وهذا يشير إلى وجود نوعين من العلاقات مع العالم الخارجي أو مع الطبيعة ,الأولى هي التي يخضع لها الإنسان من اجل العيش والبقاء والثانية تتمثل بنضج التعامل الإنساني مع الطبيعة حيث تطغي سيطرة إنتاجه عليه أكثر من سيطرة الطبيعة ولكن إذا أخذنا بنظر الاعتبار هدف ماركس المتمثل بالذهاب إلى الشيوعية سنجد أمامنا ثلاثة أنواع من العلاقات مع الطبيعة الأولى , حيث "حياة ونشاط الإنسان تعتمدان على الطبيعة , لذا لا يمكن تمييزهما عن العمليات العضوية إذ يتكيف البشر مع الشروط والظروف ويخضعون معا إلى الطبيعة, أما النوع الثاني , فان الأفراد الفاعلين يخضعون لمنتجات عملهم ونشاطهم الخاص المتوقف عليهم وبرغم تنامي سلطان الإنسان على الطبيعة إلا إن الإنسان الفرد خاضع للسلطان المتنامي لمنتوجاته الخاصة . ويتصف النوع الثالث بالشيوعية أي تحول العمل إلى .. نشاط حر غير خاضع للعلاقات الطبقية .وارى في هذا النص تجسد للممارسة متنوعة حسب متانة العلاقة ونضجها بين الإنسان والطبيعة.
النتيجة إن المادية بطابعها التاريخي يصنعها طرفان لا يمكن لأحدهما أن يوجد دون الآخر اقصد (الإنسان + الطبيعة ) الأول هو القائم بالممارسة على الثاني الذي هو مكان تجسد الممارسة. وهذا لا يكون من دون أن يكون للطبيعة استعداد للتحول وان يكون للإنسان هدف التحويل فالطبيعة أنتجت الإنسان لكي تتأنسن والإنسان من خلال همه في أن يعيش يجد شفاؤه في الطبيعة التي تلبي له احتياجاته ..
الآن لو سألنا إن كان هنالك فرد واحد تجاه الطبيعة هل كان سيتشكل التاريخ المادي ؟ وهل كان للعمل معنى ؟ والتحويل الم تكن فائدته جزئية مرتبطة بالعمر القصير لهذا الفرد الواحد الذي بفنائه ينتفي التاريخ؟ والطبيعة هل ستتجاوب مع هذا الفرد الواحد؟ وهل هنالك معنى للطبيعة الاجتماعية ؟؟ طبعا كلا لان الطبيعة هي مجموعة الظروف الطبيعية والاجتماعية التي تنتج عن المسارات الطبيعية والاجتماعية وهذا يعني انه لابد من وجود المجتمع لتتحقق المعادلة بطرفيها والتي على أساسها ستكتمل بقية المعادلة السابقة وفقا للموضوعات اللاحقة.

الإنسان  المجتمع :
لا يعني المجتمع بنظر ماركس مجموع الأفراد بقدر ما يعني "مجموع العلاقات والشروط التي يوجد فيها هؤلاء الأفراد" وهذا يعني مسالتين أساسيتين الأولى إن هنالك آخر علينا أن نقيم علاقة معه والثانية إن هذه العلاقات ستكون كفيلة بتحقيق شرط الحياة وهو تحويل الطبيعة.
لكن كيف نشا المجتمع ؟ أعطى ماركس أهمية قصوى للإنسان في صنع المجتمع لاسيما بعد تطور وعيه فالآخر قد نشا بفعل قصدية وعي الإنسان الذي يطمح إلى أن يكون نوعا من جهة وينوي الابتعاد عن خصوصيته نحو الكلية من جهة أخرى ذلك إن الوعي الذي اكتمل باللغة التي تمثل الوعي الفعلي , العملي يظهر بان " الوعي من البداية نتاج اجتماعي وهو يبقى كذلك ما بقي البشر " وقد بدأ الآخر بالظهور أولا من خلال الأسرة المتكونة من الزوجة والأولاد والتي بدورها كونت مشاعر أسرية مختلفة من الحب والكره والغيرة وبوجود الأسر الأخرى نمت مشاعر مجتمعية : التنافس وتبادل المنفعة والتقايض والمساومات ..الخ .. ذلك بسبب نوع العلاقة مع هذا الآخر المنافس المرتبطة بالعمل ما جعل التاريخ يتخذ صورة أخرى فهي بعد أن كانت تتمثل بعلاقة الإنسان بالطبيعة تطورت نحو علاقة الإنسان مع الآخرين ونوع الإنسان تطور بفعل العلاقات المجتمعية أي العلاقات مع الآخرين والواسطة هي العمل ما يجعلنا أمام تاريخ اتخذ وفقا للنتيجة الأخيرة صورة نمو القوى المنتجة التي شكلت بنظر ماركس وقائع التاريخ الحقيقية• حيث تاريخ البشرية قد عولج بعلاقته بتاريخ الصناعة والمبادلة وهنا تظهر معوقات الوجود الإنساني كوجود حر بفعل معوقات العمل كالملكية الخاصة والاستلاب ..الخ ولكن متى يرجع الإنسان رجوعا كاملا لذاته؟ يجيب ماركس مع الشيوعية.
الكلام السابق يظهر تلميحا إلى دور الممارسة الأساسي في صنع المجتمع وتحولاته تاريخيا كيف لا وان ماركس نفسه قد اعترف في الأطروحة الثامنة بذلك قائلا " الحياة الاجتماعية في جوهرها عملية وان جميع الأسرار التي تنحرف بالنظرية في اتجاه الصوفية تجد حلها العقلاني في الممارسة الإنسانية وفي فهم هذه الممارسة" .هذا فضلا عن الأطروحة الثالثة التي اعتبرت المادية التي تجعل الناس نتاج الظروف والتربية هي ممارسة هدامة لان المذهب المادي الحقيقي بالنسبة له وان الممارسة البناءة هي التي ترى " إن الناس هم بالضبط الذين يبدلون الظروف "
يعلن المجتمع إذن عن الممارسة من خلال العمل فالمجتمع هو مجال تحقق العمل طالما إن الناس لا يستطيعون العيش من دون مأكل وملبس ومسكن ..الخ التي من اجلها عليهم أن يعملوا فالعمل هو أساس الحياة الاجتماعية, وانه بتطور الوعي الإنساني وتفاقم مشاعر الاستثمار يصبح العمل / الإنتاج محور مسيرة دراسة التاريخ بمشاكله وقيمه الاقتصادية الجديدة .. وتفصيلات هذا الموضوع تطرح لنا مفاهيم فرعية جديدة يمكن ترتيبها كالتالي:
يقترح ماركس عبارة أسلوب / نمط الإنتاج لوصف شكل اجتماعي محدد فالعمل الذي يريده لدراسة اقتصاد الإنتاج لا يعني بطبيعة منتوج العمل ولا المحتوى المادي له بقدر ما يتعلق بالشكل الاجتماعي المعين أي علاقات الإنتاج التي يتم العمل فيها فعليا وان أسلوب الإنتاج هذا يحدده طرفان أساسيان هما 1- قوى الإنتاج 2- علاقات الإنتاج.
- قوى الإنتاج تتمثل في وسائل الإنتاج التي صنعها المجتمع والتي تتشكل من أدوات الإنتاج والناس الذين أنتجوا الأدوات..
- علاقات الإنتاج وهي تمثل علاقات الناس فيما بينهم من اجل الإنتاج ونلحظ هنا ارتباطا لا يمكن فصله بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج لصنع الإنتاج ..
إن روابط العمل هذه كان قد دخلها الناس منذ المجتمع البدائي حيث النشاط البشري هو نشاط الأفراد من البشر واعين متفردين عن المجموع لكن في ظل شروط تاريخية معينة " فان نشاط الأفراد تحول بالضرورة من علاقات شخصية إلى علاقات طبقية تكون العلاقات الشخصية خاضعة لها , علاوة على ذلك فان هذا يجعل من العلاقات مستقلة عن الأفراد الفاعلين " .
وقد وجد ماركس إن هذه الحالات المستجدة تنشط مع تطور عنصرين آخرين لعبا دورا مهما في نشوء علاقات عمل متنوعة الأول هو تقسيم العمل حيث تنشا علاقات بين فئتين مختلفتين من البشر :مزارعين وحرفيين , حرفيين وتجار ..الخ وان هذه المراحل المختلفة لتطور تقسيم العمل تمثل بالضبط أشكالا مختلفة للملكية أي إن كل مرحلة جديدة لتقسيم العمل تحدد علاقات الأفراد فيما بينهم بخصوص مادة العمل وأدواته ومنتجاته , إذن الثاني هو أشكال الملكية التي تحدد أوضاع الجماعات الاجتماعية المختلفة في الإنتاج هل هي مسيطرة أم خاضعة وأول أشكال الملكية هو ملكية القبيلة ثم الملكية المشاعة وملكية الدولة , الملكية الإقطاعية , ..الخ .
ويرجع ماركس هذين العنصرين إلى الأسرة نواة المجتمع الأولى فتقسيم العمل الطبيعي في "الأسرة وانفصال المجتمع إلى اسر مفردة ومتعارضة يتضمن بصورة متواقتة توزيع العمل ومنتجاته وهو توزيع غير متكافئ كميا وكيفيا على حد سواء وبالتالي فانه يتضمن الملكية التي تقوم نواتها , شكلها الأول في الأسرة حيث الزوجة والأولاد عبيد الرجل . إن هذه العبودية بالرغم من أنها بدائية وكامنة في الأسرة هي الملكية الأولى لكنها تقابل على أكمل وجه .. تعريف الاقتصاديين المحدثين الذين يسمونها القدرة على التصرف بقوة عمل الآخرين _ وقد جعل ماركس – تقسيم العمل والملكية الخاصة تعبيران متماثلان يعبر الأول فيما يتعلق بالنشاط عما يعبر الثاني عنه فيما يتعلق بنتاج هذا النشاط " وهذا يؤشر إلى تسمية طبقة بعينها من خلال أسلوب إنتاجها. فالتفاعل بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج دائم فكل منهما يحدد الآخر ما يولد احتياجات ووسائل لإرضائها فمثلا " مستوى معين من القوى المنتجة قد ولد العلاقة الاجتماعية للملكية الخاصة التي وفرت بذاتها الشروط من اجل تقدم جديد في وسائل الإنتاج" هذا الكلام يشير إلى أن طبيعة الإنتاج وتقسيم العمل يؤدي إلى نشؤ طبقة تتسم بسمات لا تميزها عن غيرها من الطبقات الاجتماعية فقط بل تتصارع معها..
إن التصارع الذي أشير إليه ينشط بسبب إن أسلوب الإنتاج يؤسس لبنية تحتية تظهر تناقض" بين المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية ما يدفع المصلحة الجماعية لان تتخذ شكلا مستقلا على اعتبارها الدولة وهو شكل منفصل عن المصالح الفعلية للفرد والجماعة " و به ستحدد وتعلن بنى فوقية تجسدا مكونات اجتماعية للوعي متمثلة بمؤسسات إيديولوجية و أخلاقية سياسية كانت متمثلة بأجهزة القمع أو المجتمع المدني وثقافية متمثلة بالفنون والثقافة والدين وغيرها تشكل إيديولوجيا هي بمثابة التوجه الفكري للطبقة السائدة ولا شك إن الأمر مرهون بالطابع الاقتصادي فمن يحتكرون المناصب العليا هم محتكرو وسائل الإنتاج وملكيتها وإنهم كمالكين يتناقلوا المناصب القيادية مستبعدين من هو غير مالك للإنتاج وهو أمر يعلن عن استحداث الطبقات الاجتماعية التي تناهض الاستغلال وتطالب بالحرية والتخلص من الاستلاب عن طريق الثورة وهو شكل للممارسة تطبيقي يسير بالتاريخ سيرا اجتماعيا نحو طبقة يصبح فيها الجميع متساوين وقد توصل ماركس إلى هذا نتيجة معاصرته لطبقتين متعاديتين ابتلعتا الطبقة الوسطى وهما: البرجوازية والعاملة .. وقد استنتج من هذه النتيجة أمران: الأول, هو إن هذا الصراع يتسم بشموله لكافة مراحل التاريخ والثاني, هو إن لهذا الصراع نهاية مع الشيوعية..
يقول " إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن هو ليس سوى تاريخ صراعات طبقية حر وعبد, نبيل وعامي .. وبكلمة ظالمون ومظلومون خاضوا حربا متواصلة , حربا كانت تنتهي في كل مرة أما بتحول ثوري للمجتمع كله أو بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين " ورأى إن حل الأزمات التي تنتاب البرجوازية وصراعها مع الطبقات العاملة المستلب جهدها يجب أن يكون ثوري يعول على ثورة العمال , الثورة الشيوعية والتي معها تعمل الممارسة عملها الجاد بالتحويل الاجتماعي فهي ليست كما يقول ماركس "أوضاعا ينبغي إقامتها أو مثلا أعلى ينبغي للواقع أن يتطابق معه –يقول- إننا ندعو الشيوعية الحركة الواقعية التي تلغي الأوضاع القائمة حاليا وان شروط هذه الحركة تنتج عن المقدمات الموجودة في الوقت الحاضر" في هذا النص يمكن استنتاج تلميحا إلى إن الشيوعية ليست حتمية إلا إذا كانت هنالك أوضاعا تستدعيها ومقدمات تستوجبها ومن ناحية أخرى نلمح إن للشيوعية بعد عملي فهي حركة واقعية تتطلب ممارسة ثورية .
وقد اعتبر ماركس الثورة الشيوعية هي بمثابة القطيعة الأكثر جذرية مع علاقات الملكية المتوارثة والأفكار المتوارثة لان "الشيوعي بالنسبة للمادي العملي هو تثوير العالم القائم ومهاجمة الأوضاع القائمة كما يصادفها وتحولها عمليا " وهذا لا يتم إلا بخطوات تدريجية تبدأ من تشكيل البروليتاريا في طبقة سائدة من خلال ثورة العمال حيث تبدأ البروليتاريا بانتزاع رأس المال تدريجيا من البرجوازية وتمركز أدوات الإنتاج كلها في أيدي الدولة أي البروليتاريا المنظمة في طبقة وما أن تختفي الفوارق الطبقية في سياق التطور وما أن يتجمع الإنتاج كله في أيدي الأفراد المتشاركين حتى تفقد السلطة العامة طابعها السياسي وتبدأ بإلغاء علاقات الإنتاج القديمة بالعنف عندئذ ستلغي أسباب وجود التناحر الطبقي وتلغي بالتالي الطبقات العامة , تلغي سيطرتها الخاصة كطبقة وعلى أنقاض المجتمع البرجوازي القديم بطبقاته وتناقضاته الطبقية يحل مجتمع جديد تكون فيه حرية التطور والتقدم لكل عضو شرطا لحرية التطور والتقدم لجميع الأعضاء وفي ظل هكذا مجتمع إذن تنتفي المؤسسات وينتفي الصراع فهو مجتمع اللامؤسسات واللاصراع .
إن نظرة عامة لما سبق يجعلنا نلحظ سمة مهمة للتاريخ وهي نسبيته فنحن أمام طابع نسبي للتاريخ مقابل الإطلاق الهيجلي فهو نسبي بمعنى الطابع التاريخي العابر الذي تمثله مادية ماركس وبمعنى الممارسة التي اجتاحت كل شيء ناهية كل ما هو مطلق وثابت ومقدس لأنها متعلقة بالإنسان وبالمجتمع اللذان لا تكون إرادتهما مطلقة كونها مرهونة بالظروف المتغيرة فهي غير ثابتة وغير مطلقة وحتى الإطلاق الذي يعزى لماركس القائم على إطلاق إحلال الشيوعية في النهاية نجده نسبي أيضا لان ماركس رهنه بمقدمات وشروط عديدة في حال عدم توافرها لا يمكن أن نصل إليه .

الفكر والنظري
السؤال الآن ونحن نبحث في الممارسة وقد قصدنا منذ البدء أنها العمل والنشاط الفعلي الواقعي التطبيقي الذي يبغي تحويل الطبيعة أي السؤال في ظل واقع عملي هو ما هي طبيعة الفكر ؟ وأين نضع النظري؟
إن الجواب عن السؤال الأول يكمن في طرح ماركس رأيه حول نشؤ الإنسان من الطبيعة يقول: إن" الفكر والوجود هما بالتأكيد متمايزان ولكنهما في الوقت نفسه يشكلان معا وحدة " وهو قول يشير إلى عدة أمور: الأول, إقراره بمفهوم الفكر والثاني , إن الفكر نابع من الطبيعة لذا فهما في وحدة والثالث, انه بفعل وسائل الإنتاج والملكية حدث انفصال بين الاثنين وأخيرا, إن هنالك حل لعودة وحدتهما معا هذا من جهة ومن جهة أخرى إن ماركس لطالما أراد أن يثبت إن العملي اسبق من الفكري فهو قد آمن بالمشخص رغم إقراره بالفكر المجرد وهو من اجل هذا آمن بالتجربة لكن ليس التجربة بمعناها المعروف عند التجريبيين بل التجربة بمعنى الممارسة التي تتحقق من شيء الذي هو الفكر فبدءا لما كف "التاريخ عن أن يكون مجموعة من الحقائق لا حياة فيها كما هو الحال عند التجريبيين فانه -أي التاريخ – قد أصبح يهتم بالبشر في عملية تطورهم الواقعية في شروط معينة وهو تطور مرئي تجريبي " فإذن نحن أمام حيز تجريبي تظهر أهميته في الاختبار, ولما كان الاختبار عند ماركس ليس شيئا معولا عليه لأنه يحيلنا إلى شيء عقلي ينبغي اختباره في حين إننا أمام واقع فعلي هو يصنع الظروف واختباره يتم من تلقاء نفسه بصيرورته المادية والتاريخية , فما يريده ماركس من التحقق والاختبار هو تحقق من الفكر الذي يشتق من الواقع حيث تجليه في الواقع هو عملية التحقق منه فالتحقق من الفكر يكون بالممارسة يقول في الأطروحة الثانية " إن مسألة ما إذا كان يمكن أن تنسب حقيقة موضوعية إلى الفكر البشري ليست مسالة نظرية بل عملية . فالإنسان يجب أن يثبت في الممارسة حقيقة فكره يعني واقعية هذا الفكر وقوته في هذا العالم والعصر " وفي إطار الفكري هذا نشهد أيضا إن الممارسة هي الشأن الوحيد للتحقق من الفكر المشتق أيضا من الممارسة..
أما ما يرفضه ماركس من الفكر هو الفكر المسيطر (الأيديولوجي)• حيث تتجسد صورة للفكر بسبب المسيرة المادية التاريخية لاسيما في مرحلة البرجوازية حيث تنشا صورة للفكر واضحة كون الفكر هنا يكون منفصلا عن الواقع ما سيجعله يحقق ملامحه الخاصة ومعالمه الواضحة إلا انه فكر فاسد لأنه مرتبط بالطبقة السائدة وان الطبقة السائدة لطالما كان هدفها فرض فكرها على الآخرين كطبقة مسيطرة يقول " إن أفكار الطبقة السائدة هي في كل عصر الأفكار السائدة أيضا , يعني إن الطبقة التي هي القوة المادية السائدة في المجتمع هي في الوقت ذاته القوة الفكرية السائدة . إن الطبقة التي تتصرف بوسائط الإنتاج المادي تملك في الوقت ذاته الإشراف على وسائط الإنتاج الفكري بحيث إن أفكار أولئك الذين يفتقرون إلى وسائط الإنتاج الذهني تخضع من جراء ذلك لهذه الطبقة السائدة. وليست الأفكار السائدة شيئا آخر سوى التعبير المثالي عن العلاقات التي تجعل الطبقة سائدة وبكلام آخر هي أفكار سيطرتها" .. وهو كلام يشير إلى تقسيم للعمل جديد يضع الطبقة العاملة في اغتراب متعاظم مع الطبقة المسيطرة كونه سيقسم العمل : إلى عمل فكري وعمل مادي بمعنى انه سيفرز نوعين من الأفراد داخل الطبقة الواحدة أفراد" هم مفكرو الطبقة (إيديولوجيوها الفعالون القادرون على التصور الذين يجعلون من إعداد وهم الطبقة عن ذاتها المصدر الرئيسي لمعيشتهم), بينما موقف الآخرين حيال هذه الأفكار والأوهام موقف اشد انفعالية وأعظم استقبالا لأنهم أعضاء هذه الطبقة النشيطون ووقتهم اقل اتساعا من اجل صنع الأوهام والأفكار عن أنفسهم " إذن هنالك أفراد يفكرون وآخرون لا يفكرون لان هنالك من يفكر عنهم ودورهم هو العمل فقط لزيادة رأسمال الطبقة المفكرة ولاشك أن العمل الذهني سيتطور باتجاه رأس المال ويتعارض مع العمال, لكن وبكون الإنسان كما عرفناه واعي وحر فان استمرار هذه الحالة سيؤدي إلى عداء وتعارض حالما يعي العمال إن هذه الأفكار السائدة هي ليست أفكار الطبقة السائدة الأمر الذي تستتبعه خطوة منطقية في ظل فلسفة ماركس وهي نمو الأفكار والوعي الثوري وهو أمر يفترض مسبقا إن هنالك طبقة ثورية آتية وفي ظل هذه الطبقة ينتفي تقسيم الأفراد على أساس فكري ومادي حيث سيكون المادي هو الفكري والفكري هو المادي حيث سيتحقق الاتحاد الوثيق بين الفكر والعمل لأنه سوف لن يكون ضروري تمثيل مصلحة عامة وان السيادة الطبقية ستكف عن أن تكون شكل نظام اجتماعي سائد وهنا ستكتمل نظرية في المادية جديدة بسبب تاريخيتها لتعبر عنها الحركة الفعلية التي تقوم بها طبقة العمال أي الشيوعية وهنا تتم الممارسة عن وعي فبعد أن كانت قوانين الممارسة الاجتماعية غريبة عنهم فأنهم في المرحلة الشيوعية يطبقوها عن وعي منهم ومن ثم يتحكمون بها بحرية فهي فعلهم الحر لا يفرضها عليهم التاريخ وهنا ستكون بدء لحظة صناعة البشر لتاريخهم بوعيهم التام فليس هنالك من يسرق جهدهم وليس من هم مستلب حقهم لأنه ليس هنالك طبقات إذن لا عداء ولا صراع ولا سلطة سياسية ولا قانونية وهذا الزوال سيجعل " الاقتصاد ممارسة اجتماعية توتاليتارية متضمنة كل أشكال النشاط الاجتماعي .فتشكل القوى المنتجة ووحدتها وتحويلها هي النتائج المباشرة لنشاط البشر " .
فماركس الذي هدف منذ البداية البحث في الطابع العملي والانقسام الداخلي للإنسانية كان قد استدرج لبحث الفكر والأكثر من هذا أن يضع للنظري مكان في نظريته فهو قد ادخل سواء عن قصد أم عن غير قصد نوعا عقليا خفيا في برنامجه الفعلي , في ممارسته الفلسفية في الصراع بين الطبقات بسبب إنتاج الثروات وتداعياته" ...فهو على الرغم من انه قد استخدم مفهوم الممارسة علانية في أطروحاته حول فيورباخ كان قد مارسه ضمنا في الإيديولوجية الألمانية والمخطوطات والبيان الشيوعي كونه استخدم مفاهيم نضال الطبقات والإنتاج بديلا عنه , لكن لما اقتضت حاجة بحثه الاقتصادي إلى الاستعانة بالاقتصاد الكلاسيكي واستنتاج تداعياته من اجل إقامة المقارنات والدراسات التي تفصل بكل مفاصل الاقتصاد احتاج إلى ممارسة تنظيرية وهذا ينطبق بشكل واضح على كتابه رأس المال الذي "لم يكن إلا عمل فكري مشتق من الأحداث التاريخية الفعلية حيث يمكن ملاحظة بقاء العمل النظري في تماس مع حقائق الواقع التاريخي" وواضح هنا إن ماركس قد ذهب إلى المجرد لضرورة اقتضتها طبيعة كتاباته عن الاقتصاد فهو رغم إعطائه الأولوية للمشخص على المجرد مقتديا بفيورباخ بخلاف هيجل الذي جعل الواقع تابع للروح أو الفكر spirit لكنه –أي ماركس- أوضح انه بالإمكان استخدام المجرد أحيانا لاسيما في الأبحاث العلمية ورأس المال هو بحث علمي اقتضى تأليفه الانطلاق "من الكيانات المجردة التي أنتجها الاقتصاد السياسي الكلاسيكي ومن التحديدات الأكثر بساطة كالسلطة أو النقد بحيث يحلل الكتاب الأول المسار الرأسمالي للإنتاج في شكله الخالص ويمكن عرض مسار التداول في الكتاب الثاني ثم عرض علاقات الإنتاج الرأسمالية في الكتاب الثالث من فهم نمط الإنتاج الرأسمالي فيما بعد ككلية فكرية أو مشخص فكري" . ولعل عبارة مشخص فكري تشير إلى أن ماركس يؤمن بالمشخص وان استدعاء المجرد هو من اجل المشخص . وأكثر من هذا استخدم ماركس مفهوم العمل الملموس الذي يقابل العمل المجرد في أبحاثه الاقتصادية الفكرية التي تستدعي التجريد فالعمل الملموس هو النافع"الذي يعني قيمة استعماليه خاصة وهو يفترض مادة وتقنية وأدوات خاصة ..أما العمل المجرد فهو يوافق باعتباره أساس قيمة ما هو مشترك بين كل الأنشطة المنتجة أي إنفاق قوة بشرية , إن كل عمل هو من جهة إنفاق بالمعنى الفسيولوجي لقوة بشرية وهو يكون بصفته عملا بشريا متساويا ,قيمة البضائع. ومن جهة أخرى فان كل عمل هو إنفاق للقوة البشرية في هذا الشكل المنتج أو ذاك المحدد بهدف خاص.وهو ينتج بصفته عملا ملموسا ونافعا , قيمة استعماليه أو منافع" ..
فطبيعة الواقع الفعلي إذن تقتضي العمل الفكري لتدوينه بالمقارنات والنقود للاقتصاديات والاشتراكيات والفلسفات الكلاسيكية..
النتيجة, الممارسة هي أساس كل شيء في الحياة , فهي العمل والتطبيق, العمل متشكلا حسب العلاقة بين الإنسان والطبيعة /العالم حيث تتنوع حسب تنوع وسائل الإنتاج والملكيات , والتطبيق بان تكون مادية ماركس الجديدة ذات الطابع التاريخي على تماس مع الأحداث خلال مسيرة المجتمعات وطبقاتها ووفق شروط ومقدمات يصنعها الأفراد لتلاءم تحقيق نهاية مادية ماركس التاريخية , ويبدو من هذه الصورة للممارسة وكأنما العالم يسير وفق منطق هو منطق مادي حيث الممارسة تكمن في كل شيء في العالم المادي وكأنما هي قاعدة العالم الذي يشكله طرفاه الإنسان والطبيعة .
وينبغي الإشارة إلى إن كلمة (تطبيق) يمكن استخدامها خارج مفهوم ماركس أي مع الماركسيين الذين حاولوا تطبيق برنامج ماركس ومبادئه ومنهجه الفلسفي أو بالأحرى فلسفته المطبوعة بما هو مادي وتاريخي..
حيث ولع الكثير من المفكرين بأطروحات ماركس ونقطة جذبه المتمثلة بالفلسفة حول الواقع الفعلي الذي يشكل الإنسان نصفه الآخر ونقطة جذبه الأخرى المتمثلة بوعي مشاكل وجود الإنسان وأهمية تحرره أو بالأحرى إعادة اعتباره للممارسة فجاءت أطروحاتهم مرددة لما أراده ماركس لكن بتحويرات استوجبتها الظروف المستجدة المعاصرة لهم ما اضطرهم إلى أن يحوروا في نظرية ماركس وأحيانا إخراجها عن سياقها الأمر الذي دعا الكثير من الدارسين إلى وجوب العودة لنصوص ماركس وقراءتها كما هي بدل قراءة دراسات المفكرين لها ..وفضلا عما لعبه تطبيق نظرية ماركس – ولسنا معنيين بفشلها أو نجاحها هنا لأنها تتطلب بحثا منفردا- سواء في روسيا , الصين ,كوبا .. الخ .. فان مفهوم الممارسة قد لعب دورا كبيرا مع الماركسيين متفقين انه هو من يؤدي بالبروليتاريا إلى الغاية الموضوعية لتطور التاريخ المادي "فلوكاش جعل ممارسة البروليتاريا هي التي تقرر ضمن اعتبارات معينة تحويل الواقع وقد شدد على ذلك غرامشي أيضا لكن مع تركيزه على الوحدة بين الممارسة والفلسفة فكل ممارسة برأيه تحمل في داخلها فلسفة من حيث هي نظرة إلى العالم تنطوي عليها القواعد التي تنتظم أشكال السلوك البشري غير أن نظرية لا تتحول إلى واقع تاريخي ولا تكون قاعدة للسلوك الجماعي هي ليست صادقة في نهاية الأمر" ..بنظر غرامشي ..







• - هي إحدى عشرة أطروحة أو فرض حول فيورباخ صاغها ماركس في بروكسل عام 1845 ونشرها انجلز عام 1898 في نهاية كتابه" لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" ووضعت أيضا ضمن ترجمة الإيديولوجية الألمانية العربية بالإضافة إلى دراسات ماركسية أخرى ككتاب لودفيغ فيورباخ لهنري افرون .
-ماركس ,كارل وفردريك انجلز الإيديولوجية الألمانية ت:د.فؤاد أيوب - دار دمشق للطباعة والنشر – دمشق1976 ص653
- زلني, يندريش منطق ماركس ترجمة:ثامر الصفار مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية-دمشق ط1 1990 ص224
- للمزيد الإيديولوجية الألمانية ص 74
• إن اختيار عبارة المنطق المادي هو بسبب أن العلاقة بين الإنسان والطبيعة في كل مرحلة من مراحل التاريخ تتشكل في صيغة ظروف هي بمثابة مقدمات تنذر بنتائج ومن جهة أخرى إننا مع فلسفة ماركس نكون إزاء عالم يعادل الممارسة طبعا بسبب وجود شرط الممارسة في هذا العالم وهو الإنسان , فيبدو العالم وكأنه مبني على قاعدة مادية , كما لو أنه انتظم كي تكون الممارسة جزءا من نسيجه فكل المشاكل والأزمات وحلولها تأتي من هذا العالم .. ومن الجدير ذكره إن مفردة المادي هنا تتجاوز المادي الجامد المستقل عن الإنسان إلى المادي الذي يدخل معه الإنسان في علاقات تتنوع حسب مراحل التاريخ من خلال العمل , فبدون وجود الإنسان لا يمكننا أن نحوز على هذا الفهم لكلمة مادي لان التاريخ الحقيقي عند ماركس لم يبدأ قبل وجود الإنسان الذي انسجم مع الطبيعة بعلاقات أسست للعمل وتطوره والإنتاج والاقتصاد ومشاكله .
- راجع ماركس , كارل مخطوطات – الاقتصاد السياسي والفلسفة - 1844 / ترجمة الياس مرقص /منشورات وزارة الثقافة – دمشق 1970 ص268-269
- افرون, هنري لودفيج فيورباخ ( الأطروحة الأولى لماركس عن فيورباخ) ت: إبراهيم العريس المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت – ط1 1981 ص 121
- توشار تاريخ الفكر السياسي ص488
- افرون المصدر السابق ص 3
- المصدر السابق ص47
- سوسان , جيرار بن وجورج لابيكا معجم الماركسية النقدي دار الفارابي-بيروت ط1 2003 ص 101
- افرون لودفج فيورباخ ص46
- افرون لودفيج فيورباخ ص 123
• - راجع الأطروحتين السادسة والسابعة ضمن كتاب الإيديولوجية الألمانية وكتاب افرون عن فيورباخ مصدر سابق وأيضا كتاب فردريك انجلز لودفيج فيورباخ ونهاية الفلسفة الألمانية الكلاسيكية ت: جورج استور من منشورات الفكر الجديد
• -توشار,جان وآخرون تاريخ الفكر السياسي ت: د. علي مقلد الدار العالمية-بيروت 1987 ص463-464
- المعجم النقدي للماركسية ص 595
- ماركس مخطوطات ص 177-178
ماركس مخطوطات ص 173
-زلني منطق ماركس ص236
-معجم الماركسية النقدي ص 190
- الأيديولوجية الألمانية ص 39
- راجع الأيديولوجية الألمانية ص 38
• -لم ينسى ماركس الأحداث الأخرى التي تشكل التاريخ كالثقافة وغيرها.
- للمزيد راجع مخطوطات ص213
-راجع الايدولوجيا الألمانية ص653 ولودفيج فيورباخ لانجلز ص 114
- ماركس ضمن كتاب انجلز لودفيج فيورباخ ص112
- زلني منطق ماركس ص235
راجع الأيديولوجية الألمانية ص26
-الأيديولوجية الألمانية ص41
- توشار تاريخ الفكر السياسي ص 490
- الأيديولوجية الألمانية ص 42
- ماركس, كارل البيان الشيوعي من موقع الحوار المتمدن ص2
- الايدولوجيا الألمانية ص 44
- الأيديولوجية الألمانية ص 34
- انظر ماركس البيان الشيوعي ص 13
- مخطوطات ص 216
الأيديولوجية الألمانية ص 31
- الأيديولوجية الألمانية ص 651
• - يقصد هنا الفكر البرجوازي
-الأيديولوجية الألمانية ص56
- الأيديولوجية الألمانية ص 56
- معجم الماركسية النقدي ص811
-برييه, اميل اتجاهات في الفلسفة المعاصرة ت: محمود قاسم - دار الكشاف -مصر 1998 ص101
- للمزيد راجع زلني منطق ماركس ص 60

- سوسان معجم الماركسية النقدي ص1197

-معجم الماركسية النقدي ص948
- راجع معجم الماركسية النقدي ص252



#افراح_لطفي_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هامش فلسفي على الدكتاتورية والثورة
- فلسفة الممارسة
- شذرات عن فلسفة الدكتور حسام محي الدين الالوسي


المزيد.....




- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...
- تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيم ...
- خبير فرنسي: هذه هي الإدارة الأكثر معاداة للفلسطينيين في التا ...
- واشنطن بوست: معاد للإسلام يعود للبيت الأبيض


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - افراح لطفي عبد الله - فلسفة الممارسة معادلة مادية