أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور العلي - السيد يفغيني ساتانوفسكي وأجندته المسمومة















المزيد.....


السيد يفغيني ساتانوفسكي وأجندته المسمومة


أنور العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال متابعة التصريحات الصحفية التي يدلي بها المحلل السياسي يفغيني ساتانوفسكي – وهو رئيس معهد الشرق الأوسط في موسكو – يرى المتتبعون والمراقبون للأحداث التي تدور في منطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن هذا الشخص الذي يُعد أكاديميا له أجندته المسمومة الخاصة، فهو يطل علينا بين الفينة والأخرى بعبارات غير مترابطة يحاول من خلالها تقديم "صورة ضبابية" لما يدور في منطقتنا وكأنه ضليع بشؤون شعوبها وثقافتها وحضاراتها ليذهب في تماديه بعيدا بتلفظه ما هو لا يليق بشخصية الأكاديمي والمحلل السياسي.

يعرف الكثير من المحليين السياسيين والصحفيين هذه الشخصية وسماتها المتناقضة، ونحن من باب احترام مبدأ الرأي والرأي الآخر لا نسمح لأنفسنا نعته بكلمات أو عبارات تجعلنا وكأننا متحاملين عليه. فالسيد ساتانوفسكي خلال مقابلة صحفية أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية يدلي برأيه حول الوضع في قطاع غزة وهو يؤكد بأن "سبب القصف الاسرائيلي الاخير لقطاع غزة هو اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية من القطاع، وليس اعلان محمود عباس عن نيته للتوجه الى القطاع لانهاء الانقسام الفلسطيني كما يعتقد البعض". ولو دقق المشاهد بامعان في تعابير وجه هذا المحلل السياسي يرى بشكل جلي حقدة الظغين على العرب بشتى طوائفهم وأديانهم ومعتقداتهم، وليكشف وكأنه عضو من أعضاء الكنيست الاسرائيلي. و لا أعلم ربما هو يتمتع حقيقيا بهذه الصفة ويتقاضى مرتبه الشهري من الميزانية الاسرائيلية.

إنني أتفق مع السيد ساتانوفسكي بأن إعلان محمود عباس نيته للتوجه الى غزة لانهاء الانقسام الفلسطيني لا يمكن أن يكون سببا للقصف الاسرائيلي على قطاع غزة ولدافع وحيد يعرفه ساتانوفسكي نفسه وهو ان هذه الزيارة لن ولم تتم إلا بمباركة اسرائيلية (وفي الزوايا خفايا لا يعلمها الا الجهابذة امثال ساتانوفسكي).

يستطرد السيد ساتانوفسكي قائلا: " ان حماس هي قوة جدية في غزة للنشاط السياسي الايراني ضد اسرائيل" مضيفا انه "يخطئ من يعتقد ان الحروب الاخيرة في غزة ولبنان كانت حروبا عربية اسرائيلية. هذه كانت حروبا ايرانية اسرائيلية، لكن بايدي العرب وحياتهم". لنتمعن في هذه العبارات ونرى ما تتضمنه من محتوى مبطن يكرره دائما ساتانوفسكي في تصريحاته عن إن العرب غير قادرين على مواجهة اسرائيل أو إنهم إلعوبة بيد ايران، ذلك العدو الجبار الذي تواجهه اسرائيل وساتانوفسكي، وتناسى هذا (الفحل) صمود وثبات وتضحيات وتاريخ الشعب الفلسطيني سواء في القطاع أو الضفة، كما تناسى إن الفلسطينيين هم من انتفضوا بالحجارة وجبروا اسرائيل على كثير من التنازلات لولا خيانة بعض من كان على سدة الحكم في دول هذه المنطقة، وحتى في زمن الشاه الحليف السابق لاسرائيل وأمريكا.

لا يا سيد ساتانوفسكي! إنك رجل أكاديمي وأنت أعرف بالحقائق أكثر من غيرك! إن من قاتل اسرائيل في جنوب لبنان هم أبطال المقاومة اللبنانية بشتى شرائحها، ولن يتنازل اللبنانيون يوما ما عن حق المقاومة ، والدليل هو ما قاله رئيس حكومة تصريف الاعمال السيد سعد الحريري في خطابه الاخير أمام أنصاره في بيروت مؤكدا إن لبنان لن تتنازل عن حقها في مقاومة اسرائيل ونيل جميع حقوقها منها، و لا أتحدث عن حزب الله ورجاله كي أكون موضوعيا في ما أقوله.

وليعلم السيد ساتانوفسكي إن العرب يضحون بأنفسهم ليس من أجل ايران، بل من أجل بلادهم وكرامتهم ومقداستهم وحقوقهم المشروعة، وهو ايمان وعقيدة راسخة حتى في دم الرضيع العربي إلذي وُلِد للتو. فهناك شعب مسلوبة حقوقه وأرضه، ولو كان بيتك مسلوبا هل تسكت أنت يا سيد ساتانوفسكي!!!.

شكرا لك يا سيد ساتانوفسكي من إبطال غزة ورجال المقاومة الفلسطينية على تقديمك لهم معلومات حول نية اسرائيل القيام بعملية عسكرية كبيرة وقد قلت ان "الحكومة الاسرائيلية على ابواب عملية عسكرية كبيرة ربما لا تقل جدية عن سابقتها "الرصاص المصبوب". ومن الافضل ان يدخل الاسرائيليون قطاع غزة وان يتحملوا المسؤولية عما يحدث فيه بما في ذلك مستوى المعيشة والبنية التحتية ومسائل الانتخابات المحلية والتعليم ومستقبل هذا الجزء من الاراضي الفلسطينية".أقول شكرا لك لكي يستعد هؤلاء الابطال وليس محمود عباس، لكنك يا سيد ساتانوفسكي في الوقت نفسه منحت الحق لنفسك لتكون ناطقا رسميا باسم الحكومة الاسرائيلية أو مستشارا تقدم (بلا مقابل) نصائحك الى الاسرائيليين لما يجب أن يفعلوه هنا، ولم يبق سوى أن تقوم أنت بهذه المهمة وتنظيم الانتخابات المحلية هناك".

وفي تقييمه لموضوع الملف النووي الايراني قال ساتانوفسكي ان ايران تصبح على مدى السنوات الاخيرة بلدا نوويا "مما يقوض نظام عدم الانتشار في ظروف وجود مشكلات جدية بين روسيا وايران في منطقة بحر قزوين .علما ان ايران بلد عدواني". ووصف المحلل هذا البلد بانه "امبراطورية قومية فارسية جديدة". هنا أود أن أسألك يا سيد ساتانوفسكي عن معنى "العدوانية" كمفهوم لغوي أو فلسفي أو نفسي، فان وجدت تفسيرا لهذا المفهوم ستعرف بأن الشعوب التي تسعى للتطور والتقدم (بغض النظر عن ماهيتها) تصبح في منظورك "عدوانية"، لانك تخشى أن يهدد التطور والتقدم في تلك البلدان اسرائيل ومقوماتها وأمنها "الرملي".

يا سيد ساتانوفسكي! لا تنسى إنك أكاديمي وتقف على هرم مؤسسة تعليمية وأكاديمية بارزة يُكن لها الاحترام في الشرق الأوسط، كما لا تنسى إن بلادك – روسيا الاتحادية – تلعب دورا بارزا وتسعى لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط وحل النزاع العربي – الاسرائيلي ، وهي تبذل جهود مشكورة عليها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة، ولا تنسى علاقات الصداقة التي تربطها بلبنان وايران. وكان الاجدر بك أن تكون حياديا وموضوعيا في تقييماتك، لكنك تكشف عن أجندتك بصورة لا تخفى حتى على تلاميذ المدارس الابتدائية. ولا أسألك "كم الثمن الذي قبضته"، لكنني أنصحك بأن تكرس وقتك للمطالعة والجلوس في أم مكتبات روسيا "المكتبة الحكومية الروسية" لتراجع بعض صفحات التاريخ، ولا تنسى أن تعرج على معاجم الفلسفة واللغة"، عندها تدرك إنك لازلت غير ناضج أكاديميا.



#أنور_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الثائر الجديد: - دَعْهُم يسمعون صمتي!!!-
- ملك ملوك أفريقيا وشعبيته المزيفة
- قراءة سريعة: - عندما يلعب الفأر... يصبح لعنة-
- معالي الوزير ... وقالها من قبلك كمال مرجان وأحمد أبو الغيظ
- مجرد رأي: عندما يخل الخجل من نفسه


المزيد.....




- مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
- أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وط ...
- علماء يحاولون الكشف عن وظيفة بروتين -أوبسين 3- الغامض في الج ...
- دراسة: هذا ما يخيف سكان ألمانيا حالياً!
- روسيا.. ساعة نووية لاستكشاف المناطق النائية
- لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة لل ...
- حاييم وايزمان: -أقود أمة من مليون رئيس-!
- المجلس الأوروبي: نريد المشاركة في مفاوضات أوكرانيا لمناقشة ه ...
- القوات المسلحة السويدية تزيد أنشطتها في القطب الشمالي
- صحيفة: المرتزقة الأجانب في أوكرانيا يخططون للتوجه إلى إسرائي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور العلي - السيد يفغيني ساتانوفسكي وأجندته المسمومة