|
حوار حول - النِكست - الجديد
وحيد كوريال ياقو
الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول الاحداث الدامية التي تجري هذه الايام في المنطقة العربية وما تقوم به الجماهير الشعبية من احتجاجات وانتفاضات عارمة مطالبة بتغيير انظمتها الشمولية الاستبدادية ورحيل حكامها الطغاة المدمنين على الحكم مدى الحياة ، هذه الاحداث التي اصبحت تتصدر نشرات الاخبار على مدار الساعة وعناوين الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية واصبحت حديث الساعة لدى جميع الناس في جميع انحاء العالم ، حول هذه الاحداث جرى حوار عبر الهاتف بيني وبين احد اقربائي الذي كان قد قرأ مقالتي السابقة حول هذا الموضوع ( هو اِز ذَ نِكست ؟ ) من الاحق ؟ والتي كانت بالتحديد حول ثورة الشعب التونسي الذي استطاع من خلال انتفاضته الشعبية السلمية اجبار رئيس نظامه التخلي عن السلطة والهروب الى خارج البلاد وبذلك اشعل شرارة الثورات الشعبية في المنطقة ودشن بداية تغيير الحكام ، فأعقبه الشعب المصري الذي انتفض ايضا واستطاع اجبار رئس نظامه التنحي عن السلطة التي تربع عليها لأكثر من اربعة عقود ، وكان لنا مقالة حول هذا الموضوع ايضا بعنوان ( باركوا لمبارك هذا النكست الجديد ) ، وهذا ما جعل قريبي يسألني حال رفعه لسماعة الهاتف ( هو اِز ذَ نِكست ) ؟ - فقلت :- ومن سيكون برأيك انت ؟ - اجاب :- قل انت الاول لأنك صاحب السؤال - فقلت له :- في الحقيقة هناك منافسة شديدة بين كل من ليبيا واليمن حول هذا " النكست " او للأتيان بهذا " النكست " الجديد ، ولكن من خلال متابعتي للموضوع وقراءتي لمجريات الامور اعتقد ان ( القذافي ) هو الذي سيكون " النكست " الجديد .. - فقاطعني قريبي وقال :- ولماذا القذافي ؟ - فقلت :- لأن الكثير من المعطيات سواء الداخلية منها او الخارجية تشير الى ذلك ، فعلى الصعيد الداخلي فقد تفاقم الوضع في ليبيا كثيرا وقد تحولت المظاهرات السلمية من انتفاضة شعبية الى مواجهات عسكرية شملت معظم مدن ليبيا ، وقد سقطت ضحايا كثيرة مما يشير الى قرب النهاية التي ستكون اما بأختفاء القذافي او هروبه او رحيله حاله حال من سبقه في ذلك ، واما على الصعيد الخارجي فقد تسارعت الكثير من الدول الكبرى واعلنت عن موقفها الصريح والواضح الرافض لممارسات نظام القذاقي القمعية وابدت تعاطفها مع المعارضين له وضرورة الاستجابة لمطالبهم ، وكما اعلنت عزمها على حماية المتظاهرين من قمع النظام ، والطريف في الامر انه حتى جامعة الدول العربية التي لم نسمع في يوم من الايام انه كان لها موقف واضح وصريح تجاه مثل هذه الامور ، فقد كانت السباقة في اتخاذ موقف حازم وصارم ضد نظام الحكم في ليبيا واعلنت صراحة وقوفها مع المعارضين له ودعمهم ومساندتهم ، والاكثر من هذا انها دعت الامم المتحدة للتدخل في الموضوع والاسراع في اتخاذ خطوات سريعة وملموسة لحماية هؤلاء المدنيين المتظاهرين ضد القذافي .. - فقاطعني قريبي على الفور حيث انه على مايبدو لم يقتنع برأيي هذا وخاصة عندما تكلمت عن الجامعة العربية وقال :- نعم ، نعم هذا صحيح وانا ايضا اعرف ان كل هذا قد حصل ، ولكني ارى ان ( علي عبد الله صالح ) هو الذي سيكون " النكست " الجديد .. - وقبل ان اسأله لماذا ؟ - قال :- ليس لأنه اسوأ من القذافي او ان القذافي افضل منه ، وليس لأنه ظلم شعبه اكثر او اضطهده اكثر او جوعه اكثر ، وليس لأنه حكم اكثر من القذافي او غير ذلك من هذه الامور التي لا اعتقد ان قرار التغيير يتوقف عليها .. - فقاطعته :- اذن على ماذا يتوقف قرار التغيير ؟ - فقال :- على الجانب الثاني الذي هو الشعب ومدى جاهزيته للتغيير !!! - فقلت :- وماذا يختلف الجانب الثاني هذا في اليمن عنه في ليبيا ؟ - فأجاب :- كما تعلم ان الشعوب المغلوب على امرها هي نفسها في كل مكان ، ولكن الفرق هو ان الشعب اليمني او بعضا منه قد عارض نظام حكمه منذ مدة طويلة ووقف ضده وقطع شوطا في ذلك ، وان بعضا ممن عارضه قد نظم نفسه الى حد ما واطلع العالم على قضيته التي اثارها امام انظار الجميع فأصبح معروفا لدى العالم وجاهزيته لأستلام السلطة اصبحت اكثر من الشعب الليبي الذي لم تكن معارضته لنظام حكمه بالمستوى المطلوب بالرغم من ان فترة طغيان نظامه اطول وتماديه في القمع اكثر ، هذا طبعا فيما يخص الشأن الداخلي ، واما ما يخص الشأن الخارجي وهو الاهم طبعا فهو ايضا يوفر حظا اوفر لعلي عبد الله صالح ان يكون هو " النكست " الجديد .. - فقلت وكيف ذلك ؟ - فقال :- ان مما لا شك فيه ان الدول الكبرى التي تسارعت واعلنت موقفها الرافض لممارسات القذافي القمعية لمعارضيه فهي انما تذرف دموع التماسيح على ابناء هذا الشعب المغلوب على امرهم ، ولكن في الحقيقة ان دموعها الحقيقية هي على مصالحها الخاصة في ليبيا ، وانني اعتقد ان لهذه الدول مصالح استراتيجية كبيرة وطويلة الامد في ليبيا اكثر بكثير مما لديها في اليمن ( المقصود هنا طبعا هو النفط ) وان هذه المصالح مهمة ويجب ان تبقى في ايدي امينة ولهذا فأنها تحتاج الى وقت لترتيب ضمان بقائها بعد التغيير .. - فقاطعته مرة ثانية :- ولكن الدول الكبرى الان بصدد اتخاذ خطوات جدية وفعلية ضد القذافي وخاصة دول الاتحاد الاوربي ( طبعا كان هذا الحوار قبل ان تبدأ هذه الدول فعليا بفرض الحظر الجوي على ليبيا وتوجيه الضربات على القواعد العسكرية ) .. - فقال :- ان هذه الخطوات هي فعلا جدية وان ما تسعى اليه هذه الدول سيتحقق لامحال ، ولكن نتائجها ستعتمد على الجانب الثاني كما قلت اي مدى استجابة الشعب لمطالب هذه الدول واستعداده لحماية مصالحها والحفاظ عليها وهذه سوف لن تكون اكثر مما يقدمه لها النظام الحاكم ، وهو الان مستعد ان يهب لها كل ما في ليبيا مقابل البقاء ، ولهذا فأن هذه الخطوات وكل الاجراءات التي ستتخذ سوف لن تكون اِلا لأضعاف قوة النظام بعض الشيء ولموازنة الصراع الدائر بينه وبين معارضيه لكي يدوم ويطول اكثر ، وهكذا سيتم عزل النظام عن المجتمع الدولي تماما كما حصل للنظام العراقي في تسعينيات القرن الماضي عندما فرضت الامم المتحدة الحصار الدولي عليه وكذلك فرضت منطقة الحظر الجوي ، فكانت النتيجة اضعاف النظام وتحديد قدرته القمعية وظهور اقليم كردستان في شمال العراق ، فالاجراءات التي ستتخذ في ليبيا لا تختلف كثيرا عن التي اتخذت في العراق ، وستكون نتائجها على الاكثر ظهور اقليم في الشرق وقد يتطور هذا الاقليم ليصبح ليبيا شرقية الى جانب ليبيا غربية كما كان هناك يمن جنوبي ويمن شمالي ، فأنني ارى هذه الدول سوف لن تتخلى بسرعة عن القذافي بسبب مصالحها الاستراتيجية في ليبيا وبالمقابل انها ستتخلى بسهولة عن حاكم اليمن وسوف لن تدعمه بأية طريقة مما يجعل ازاحته اسهل واسرع ولهذا فهو سيكون " النكست " الجديد ... وبطبيعة الحال لم اقتنع برأي قريبي مثلما لم يقتنع هو برأيي ، ومهما يكن فالايام القليلة القادمة حتما ستكشف عن هذا " النكست " الجديد وسيتبين من منا كان على حق ؟ ولكن مهما يكن ومهما كانت النتيجة فسواء كان قريبي على حق ام انا فهذا لا يهم ، ولكن المهم ان يكون هناك " نكست " جديد ، هذا " النكست " الذي تنتظره الملايين من ابناء المظلومين والمضطهدين والمحرومين ، وسواء كان من ليبيا او من اليمن او من اي بلد اخر فهذا لا يهم ايضا ، ولكن المهم ان يكون هناك دائما " نكست " جديد .. والى ان يأتي ذلك " النكست " الجديد سيكون لنا كلام اخر .
#وحيد_كوريال_ياقو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باركوا لمبارك ، هذا - النِكست - الجديد !!!
-
بعد العراق وتونس - هو اِز ذَ نِكس - ؟
-
حكومة الشراكة الوطنية سوف لن تكون افضل من كهرباء الشبكة الوط
...
-
كلمة لا بد منها بعد انتهاء الانتخابات وبغض النظر عن النتائج
-
الانتخابات وثعالب السياسة وديك احمد شوقي
المزيد.....
-
-سوريا جنة-.. أصالة تهدي بلادها أغنية وتوجه رسالة مؤثرة للسو
...
-
سوريا: أي انتقال سياسي؟ وما أفق الحل مع قسد؟
-
ولي العهد السعودي يلتقي رئيس الوزراء العراقي في العلا.. ماذا
...
-
أغرب عملية احتيال في مصر.. سائق تكسي -يعثر- على 8 ملايين جني
...
-
البنتاغون يؤكد أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع الصين
...
-
ألمانيا.. الحكم بالسجن 10 سنوات على قائد شبيحة سابق في نظام
...
-
الطيران المدني الأردني: الملكية تقدمت بطلب لتسيير رحلات إلى
...
-
قطاع غزة.. آمال بقرب وقف الحرب
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مركز قيادة تحت الأرض لحزب الله (
...
-
البيت الأبيض يستبعد دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -الناتو- خلال
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|