أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!















المزيد.....

كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 14:25
المحور: كتابات ساخرة
    


الفكرة أساسا هي مقارنة بين نومي وبين نوم الرؤساء والملوك والوزراء العرب وبين الانسان الظالم والانسان المظلوم, فكيف مثلا ينام الناس نوما هادئا بعد أن يتقاتلون ويتضاربون؟ وكيف ينام الملك بعد أن يقرأ عن نفسه خبرا يقول بأن رصيده متر مكعب أو عشر أمتار مكعبة من الذهب والشعب لا يجد ثمن الخبز؟ فهل هذا مثلا ينام نوما طبيعا؟ وإذا كان فعلا ينام نوما طبيعيا فكيف ينام وحوله كل هذا الضجيج؟

أنا دائما نومي طبيعيٌ ولست بحاجة إلى الهز كالأطفال أو أن يحملني أحد بين ذراعيه لأنام ولكن حين اسمع كلمة جارحة أبقى طوال الليل وأنا أتقاتل مع فراشي ومع غطائي لكي أغلبه وأحيانا يغلبني الفراش ويغلبني الغطاء وتهزمني مخدتي وأبقى في فراشي مفتوح الأعين والآذان حتى أسمع أصوات السيارات والناس وأقدام الخطوات في حارتنا, أي أنني لا أنام فيستحيل نهاري إلى ليل وليلي إلى نهار .

والجنس والنوم إذا كانا طبيعيان فهذا دليل على تمام الصحة النفسية للإنسان العاقل والطبيعي, وإذا كان الجنس غير طبيعي والنوم غير طبيعي فهذا معناه أن هنالك شيئا شاذا في حياة الإنسان, والحياة وما فيها من معارك وهموم هي التي تعمل على إصابة الجسم بالخلل أثناء النوم فيبح نوم المصاب بصخب الحياة غير طبيعي, وأنا أعترف بأنني واحد من الناس الذين إذا تعكر مزاجهم فإن نومهم يصبح نوما غير طبيعيٍ وأنا شخصيا لو أتسبب بمقتل إنسان بريء فإنني لن أنام نوما طبيعيا حتى لو ابتلعت وشربت كل ما في العالم من أقراص منومة ولو أخذت كل ما في العام من حبوب مهدئة أو أُبر منومة ومهدئة.

وإذا سمعتُ من أي أحد كلمة مزعجة أو شتيمة أو أي كلمة جارحة فإنها تؤثر في نفسي تأثيرا كبيرا وبسببها قد لا أستطيع النوم يوما واحدا أو يومين أو حتى أسبوعا كاملا وأحيانا شهرا كاملا وأنا لا أستطيع النوم,وكذلك إذا شعرتُ بأنني تسببت بالأذى للآخرين فإنني أيضا لا أنام الليل وأبقى في فراشي متوترا وأعصابي غير هادئة, وإذا تسببت بجرح مشاعر إنسان أو بظلمه فإنني أيضا أبقى متوترا وطوال الليل لا أنام نوما طبيعيا؟ لذلك أستغرب من (القذافي) كيف يقتل في كل يوم مواطنا ليبيا أو مواطنين وينام نوما هادئاً ؟ وكيف مثلا يتسبب بموت الآلاف وينام بأعصاب هادئة , أنا لو تسببت بمقتل صوص دجاج أو نملة أو ذبابة فإنني لن أنام نوما طبيعياً, لذلك أستغرب جدا حين أقرأ ما أكتبه أنا عن بعض المفسدين أو حتى غير المفسدين كيف يقرؤون كلامي وينامون,؟ هل أنهم لا يحسون؟ ولا يشعرون؟ وكيف يقتلون ويسفكون بالدماء؟ هل أن الدماء في عروقهم باردة جدا ؟ وأستغربُ جدا من الوزراء الذين يكتب عنهم الصحفيون والكتاب كلاما لا يليق بمستوى أي مواطنٍ عادي وأقل من عادي مثل أنهم مفسدون أو مختلسون, فكيف ينامون نوما طبيعيا إذا كان المكتوب عنهم صحيحاً 100%؟ وكيف ينامون نوما طبيعيا إذا كان المكتوب عنهم كله كذب وغير صحيح !! فهنا الداهية أعظم وأدهى.

أتمنى أن أشاهد ملكا عربيا أو رئيس جمهورية عربية يقتل مواطنا ويذهب إلى سريره للنوم, أتمنى فعلا مشاهدة منظره وهو نائم... هل الزعماء العرب والوزراء وأمناء الأحزاب ورؤساء الحكومات العرب لديهم نفس الإحساس الذي عندي؟فلا ينامون نوما هادئا؟ أو طبيعيا؟إذا سمعوا كلاما غير لائق بحقهم؟أو إذا قتلوا صرصورا أو فراشة أو حتى نملة أو بصريح العبارة إنسانا.. أو كيف ينامون وهم مرتاحون على فراشهم والحياة من حولهم تكتظ بالمشاكل السياسية وبالثورات السياسية وبالقتل وبالجرائم وبسفك الدماء, وأي صحفي يكتب عنهم كلاما لو سمعته أنا أو أي شخص مثلي فلن ينام الليل, يعني أنا لو قال لي أحد بأنني حرامي وابن حرامي, فإنني لن أنام الليل وسأستقيل من منصبي ولو كانت روحي معلقة بالكرسي الذي أجلس عليه, ولو قال لي أحد بأنني عميل وكلب ونذل وواطي فإنني لن أنام شهرا بكامله أو حتى لن أنام العمر كله نوما طبيعيا, ولو قال لي أحد (أخرج من بيتي يا حيوان) فإنني سأقول (يا أرض انشقي وابلعيني) ولن أقبل بأن أكون وقحا لهذه الدرجة, فكيف مثلا ينام الرئيس اليمني والأصوات من حوله تتعالى وتقول له (ارحل).

طبعا لكل إنسان طريقته في النوم, ولكل مخلوق طريقته ويقال بأن الزرافة تنام وهي واقفة ويقال بأن الدببة تنام نصف عام كامل وهو طوال فصل الشتاء , والأشجار تنام وهي واقفة وتموتُ وهي واقفة..وأنا مثلا أنام على جنبي اليسار بعد أن أتقلب من اليمين إلى اليسار عدة مرات وحين تخطر ببالي حادثة أو كلمة غير جميلة قيلت لي فإنني أبقى محتارا حائرا في فراشي مثل الفراشة الحائرة من الضوء وهي تحاول الاقتراب من الضوء أو عدم الاقتراب بعض الناس ينامون على بطونهم , ويقال بأن هذه الطريقة في النوم تدل على الإنسان الشبعان من كل شيء, ويقال بأن تلك الطريقة في النوم طريقة لنوم الوزراء ورؤساء الحكومات ورؤساء الجمهوريات والملوك والأباطرة, بمعنى أن أولئك الأشخاص مصابون بالشبع وبالبذخ فينامون نومة مترفة على بطونهم, وسمعتُ من أحد الشيوخ بأن الشياطين هم الذين ينامون على بطونهم, ومرة من ذات المرات شاهدني أحد أصدقائي الصينيين وكنتُ معه في نزهة سنة 2003م حيث نمتُ على العشب الأخضر على جنبي اليمين فقال لي باللغة الانكليزية : أن هذه الطريقة في النوم تعتبر عيبا في الصين لأن الحمير وحدهم من ينامون على جنوبهم واضعين أيديهم على آذانهم, فقلت له: وكيف ينام المشاهير والنجوم العالميين إذا قرؤوا أو سمعوا عن أنفسهم خبرا غير جميل أو غير لائق أدبيا بهم ؟
وكيف ينام الإنسان المغرور؟
وكيف ينام الإنسان المستهتر؟
وكيف ينام الكلب؟
وكيف ينام الذئب؟
وكيف ينام الحمار؟

وكيف ينام الدجاج؟ ولماذا ينام الدجاج مبكرا؟ هل لأن أعصابه هادئة, ولماذا أنا أهوى النوم المبكر؟

وأنا كذلك حمار أردني ولست حمار صينيا فالإهانة أعتبرها حين تعتبرني حيوانا صينيا أما كوني حيوانا أردنيا فهذا الأمر طبيعي جدا وأفتخر بطريقة نومي فأنا لا أنام لا على ظهري ولا على بطني وإنما على جنبي اليمين وأحيانا اليسار وطوال الليل أتقلب من اليمين إلى اليسار وأنا مرتاح وأعصابي هادئة وراضيا عن نفسي.
ويقال بأن تشرشل كان يملك في غرفة نومه سريرين لينام عليهن فقد كان ينهض من سريره لينام على السرير الآخر, ولا أدري مدى صحة هذا الكلام ولكن من المؤكد أنه كسياسي كان يعيش حياة كلها خوف وقلق وحزن وعدم ارتياح وكان السرير يأكل من حرارة جسد تشرشل فتصبح حرارة السرير مرتفعة وتتسبب بالأذى وبالقلق , ويقال بأن بعض الزعماء في العالم لا ينامون نوما طبيعيا أو أن غالبية زعماء العالم ينامون على حبوب منومة ومهدئة, علماً أنهم لا يقتلون ولا يسفكون الدماء هذا وكيف لو قتلوا كما يفعل ألقذافي وزين العابدين وعلي عبد الله صالح؟.
يعني أنهم بحاجة إلى مساعدة الآخرين لكي يناموا.

فكيف على مستوى رؤساء الجمهوريات الذين يقرؤون ما نكتبه عنهم وينامون, فكيف ينام أولئك الأشخاص, أنا محتار جدا , فكيف ينام أمين العاصمة في عمان وكيف ينام مدير مؤسسة الضمان الاجتماعي حين تكتب الصحافة الأردنية عنه بأن ألله وحده هو ورئيس الحكومة من يعلم كم يأخذ راتبا شهريا؟!!
أنا مندهش جدا ونفسي أن أشاهد رئيس حكومة أردني وهو نائم أو رئيس جمهورية عربي وهو نائم؟

كيف ينامون؟.. أو كيف يكون ليلهم ونهارهم؟ أنا لو قال لي أحد مثلا بأنني خائن وعميل فلن أنام ذلك اليوم, ولو يقول لي أحد بأنني جشع وطماع وحرامي وفاسد فلن أنام طيلة أسبوع كامل, لذلك أنا أستغرب من بعض الناس كيف يكون ليلهم أو كيف من الممكن أن يصفوا لي المشهد الليلي في غرف نومهم!!؟؟.

من هنا ومن هذا المنطلق أستغرب مثلا كيف ينام الملوك في قصورهم؟بعد أن يقتلوا أو يسفكوا الدماء أو حتى بعد أن يقرؤوا الصحف والمجلات التي تتحدث عنهم وعن ولعهم بإيداع المصاري والذهب في سويسرا,وهل النوم بعد حمام دافئ مثل النوم بعد حمام دم بارد, وهل النوم بعد ممارسة الجنس مثل النوم بعد ممارسة التعذيب أو القتل وسفك الدماء؟ وهل النوم بعد وجبة عشاء دسمة مثل النوم على جوع وقهر وكبت وحرمان؟وهل...وهل..وهل ... أو بعد أن يقرأ أحد الملوك في أي مجلة أو صحيفة عن مخصصات زوجته وفساتين زوجته ومجوهرات زوجته وعدد الأحذية والصرامي التي تمتلكها زوجته!!؟ يعني لو قال لي أحد عن زوجتي ما يقوله أو تقوله الصحف عن زوجات الملوك والرؤساء والأمراء فإنني لن أنام على الإطلاق, وصدقوني يا أصدقائي بأن أخي مرة قال لي: أقرضني عشرة دنانير فقلت له: يا ريت من وين, وبعد ساعة شاهد ابنتي لميس وبيدها علبة عصير بربع دينار أردني فقال : كيف ما معكيش وهذه ابنتك معها علبة عصير بربع دينار؟ من وينلك الربع دينار تعطيها؟ فقلت له: يا دخيل ألله والله ما هن مني هذول أعطاها إياهن صديقي خالد, ويومها نمتُ وأنا غاضب جدا ولم أستطيع النوم.
وكيف تنام الملكات؟ مثلا بعد أن يقرأن الصحف التي تتحدث عن فساتينهن وأحذيتهن البالغ ثمنهن الآلاف والملايين؟ والشعب لا يستطيع شراء الخبز؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعيش النظام الأردني
- نهاية العرب في السياسة والأدب
- السلاح السري
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!