|
سقط الشيوخ ... فمتى سيسقط الإسلام من بعد النظام؟
صلاح الجوهري
الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 16:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة: === فور أن انهارت الدولة على رموزها حتى كُشف المستور وظهر للناس حجم الفساد الذي أستشرى في أرجاء مصر. وظهر الناس المتلونين الذين يسيرون مع الموجة على مبدأ (عاش الملك مات الملك). فمنهم رموز كبيرة كوزراء ورجال قضاء ومنهم الإعلاميين والصحفيين الذين تباروا على شاشات الفضائيات لإثبات براءتهم من محاباتهم للنظام وكانوا يتباهون بعد الثورة بأنهم كان أول من هاجم النظام في عنفوانه. ومنهم أيضا ساسة ورياضيين ورؤساء جامعات... الكل ظهر على حقيقته ولم يستثني أحدا من التلون، وبالطبع منهم شيوخ الإسلام في مصر وخارجها.
شيوخ الإسلام ظهروا على حقيقتهم التي كان يخفونها أمام الناس فمنهم من عارض الثورة ومنهم من أنكشفت حقيقتة ومنهم المتلونون والمتسلقون على الثورة .. إلخ.
في هذا المقال سنرصد بعض مظاهر التلون التي ظهرت عليهم بعد أحداث الثورة وسنكشف للقارئ حجم الزيف الذي يتعرض له من جراء هؤلاء المرتزقة (من الرزق) على الدين. وكيف أن الإسلام يجيز الاستبداد وقهر الشعوب وأدواته في هذا هو شيوخ الإسلام.
فهل الإسلام يوافق على التظاهرات والاعتصامات وما حكم الخروج على الحاكم المسلم الظالم؟ وهل يؤيد الإسلام ثورة الشباب في البلدان العربية؟. هل يحترم الإسلام الإرادة الشعبية؟ وهل يقر بالديمقراطية وحكم الشعب للشعب؟ هل كان رسول الإسلام وخلفائه ديموقراطيون؟ أم أنهم استبداديون متعطشون للحكم وللسطلة؟ وهل كان القذافي يتمثل بنبيه الذي يبيد جميع معارضيه؟
فالتاريخ الإسلامي يخبرنا أن رسول الإسلام قد قضى على قبيلة بني قريظة حتى وصل به الأمر إلى تصفية قبيلة بكاملها من أجل معارضتها له؟ وأغتنم منهم ليس فقط المال والعتاد بل الأنفس الأطفال والنساء الذي باعهم في سوق النخاسة و تمتع بمن تمتع !!!
هل الشباب المسلم الذي خرج ليلاقي مصيره هو شباب خارج عن الدين أم أنه أكتشف حقيقية الدين ولم يخضع له، بل خضع الدين لهم. وخرج الشباب ضاربا بعرض الحائط الفتاوى الشرعية والترهيب والترغيب؟؟
موقف الإسلام من المظاهرات: ================= يخبرنا التاريخ الإسلامي والفتاوى والأحداث أن الإسلام لا يجيز مثل هذه الثورات فالتاريخ الإسلامي منذ عهد الخلفاء ملئ بالمؤامرات ولا أحد من الخلفاء ترك منصبه طوعا بل كلهم أما تركوها غصبا أو اغتيالا حتى منهم من ورثها لأبنه وهو معاوية الذي ورثها لأبنه يزيد. فالإسلام لا يجيز إلا السلطة المطلقة لأولى الأمر ولا يعطي الحق للشعب بحكم نفسه. والديمقراطية التي طالما صدعنا الشيوخ بها بأنها من الإسلام، نجدهم الآن لا يجيزون الديمقراطية ويحرمونها . لكنهم يشجعونها طالما الحاكم المستبد ينادي بها شعارا لا أكثر ولكن ما أن تدخل الديمقراطية حيز التفعيل تكون حراما.
قال النبي صلعم في الحديث الذي رواه مسلم : ((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع)) رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم).
وقال النبي صلعم: (( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه ,فإنه ليس من أحد من الناس يخرج من السلطان شبراً فمات عليه , إلا مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنه - (1849) ورواه البخاري ( 7053).
عن أبي هريرة - قال رسول الله صلعم: (( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك )) رواه مسلم ( 1836) ) وقال أيضا: ((من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم وقال أيضا (( لما سأله رجل :يانبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) رواه مسلم ( 1846)
قال ابن تيمية :"فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم , فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمور فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال وإن منعوه عصاهم فماله في الاخرة من خلاق" وقال أيضا " ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد أكثر من الذي في إزالته"
في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: دعانا النبي صلعم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان" قال ابن حجر في فتح الباري :"قوله ( إلا أن تروا كفرا بواح )بموحدة ومهملة وقال الخطابي: "معنى قوله بواحا يريد ظاهرا باديا من قولهم باح بالشيء يبوح به بوحا وبواحا إذا أذاعه وأظهره." – فل كان كفرا غير بواح فيجوز التستر علية وعدم الخروج لخلعه!!!! والكثير الكثير من تلك الأحاديث!!!
الديمقراطية ليست من الإسلام: (الشيخ أحمد فريد) =========================== الديمقراطية حرام شرعا وهو الرأي الذي قاله الشيخ أحمد فريد (السلفي) فقد قرر عدم المشاركة في الثورة، "لأنها تخلط بين الرجال والنساء، وتتضمن شعارات غير مرغوب فيها مثل رفع الصليب" وقال: "رغبنا أن تكون شعبية، كي لا تنسب لأصوليين" وأيضا قال "إن الديمقراطية تعنى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وهذا مخالف للشرع" فالمفترض أن يحكم الشعب بشرع الله وبعض تصريحات الإخوان يقولون إن الصندوق الانتخابي إذا اختار نصرانيا يقبلون به، لكن الدعوة السلفية لا تقبل ذلك، فلا يجوز أن يحكم المسلمين نصارى ووصف فريد الديمقراطية بأن "فيها الخير وفيها الشر، وقد تضيع هوية الأمة بسببها".
الخروج على الحاكم غير جائز شرعا: (الشيوخ صالح الفوزان وعثمان الخميس ومحمد عبد المقصود) ====================================================== أفتى الشيخ صالح الفوزان بالنص التالي: " منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم السَّمعُ والطّاعة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.]. والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول: "أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" [تقدم تخريجه صفحة: (356).]؛ هذا الحديث يوافق الآية تمامًا.
ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني" [رواه البخاري في "صحيحه" (4/7-8).]... إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في الحثِّ على السّمع والطّاعة، ويقول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1476) من حديث حذيفة رضي الله عنه بلفظ قريب من هذا.].فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر (يعني: في أمر المعصية)، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة.
وأمّا التعامل مع الحاكم الكافر؛ فهذا يختلف باختلاف الأحوال: فإن كان في المسلمين قوَّةٌ، وفيهم استطاعة لمقاتلته وتنحيته عن الحكم وإيجاد حاكم مسلم؛ فإنه يجب عليهم ذلك، وهذا من الجهاد في سبيل الله. أمّا إذا كانوا لا يستطيعون إزالته؛ فلا يجوز لهم أن يَتَحَرَّشوا بالظَّلمة الكفرة؛ لأنَّ هذا يعود على المسلمين بالضَّرر والإبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم عاش في مكة ثلاثة عشرة سنة بعد البعثة، والولاية للكفَّار، ومع من أسلم من أصحابه، ولم يُنازلوا الكفَّار، بل كانوا منهيِّين عن قتال الكفَّار في هذه الحقبة، ولم يُؤمَر بالقتال إلا بعدما هاجر صلى الله عليه وسلم وصار له دولةٌ وجماعةٌ يستطيع بهم أن يُقاتل الكفَّار.
هذا هو منهج الإسلام: إذا كان المسلمون تحت ولايةٍ كافرةٍ ولا يستطيعون إزالتها؛ فإنّهم يتمسَّكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ويدعون إلى الله، ولكن لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفّار؛ لأنّ ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدّعوة، أمّا إذا كان لهم قوّةٌ يستطيعون بها الجهاد؛ فإنّهم يجاهدون في سبيل الله على الضّوابط المعروفة." -- انتهى نص الفتوى
أما الشيخ عثمان الخميس فلا يجيز الخروج في تظاهرات لأن النبي لم يكن يتظاهر" - يقتل ويغزو فقط – "وأنها بديل عن المناصحة الواجبة للحاكم وهي بدعة من الغرب الكافر لأنه لا يعرف المناصحة الشرعية للحاكم التي تكون بالحسنى وبالسر.
أما الشيخ محمد عبد المقصود فأجاز الخروج في المظاهرات ولكن لا لتغيير الحاكم. وسنده الشرعي الحديث الذي دونه البخاري في صحيحة " لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين" ((وإن كانوا فسقة أو ظالمين))!!
هل يصح العمل بالسياسة والنظم السياسية في الإسلام؟ (الشيخ صفوت حجازي) =========================================== يعارض الشيخ صفوت حجازي العمل بالسياسة لأنها "مفسدة" كما أنه منذ زمن يعارض تولي المسيحي أو المرأة الرئاسة حيث صرح لجريدة اليوم السابع أكتوبر 2010: " لما يبقى حق المسلم والراجل الترشح للرئاسة يبقى نفكر في المسيحي ونشوف المرأة !!" ولكنه تلون بعد الثورة فيوافق على العمل السياسي والديمقراطية والدولة المدنية كما صرح لبرنامج واحد من الناس تقديم عمرو الليثى.
لكنه على الرغم من اعترافه بدولة مدنية إلا أنه لا يفهم معناها فالإسلام يحكمه، فعند سؤاله في نفس البرنامج "هل توافق على تولي القبطي المسيحي رئاسة الجمهورية؟" فأجاب معترضا على كلمة مسيحي وقال أنهم نصارى وأهل ذمة وأجاب" أوافق على انتخاب المسيحي لرئاسة الجمهورية" ثم أردف " لكني لن أذهب لأنتخبه".
دون أن يعرف برنامجه الانتخابي أو توجهاته السياسية أو الإصلاحات المزمع عملها ودون أن يعرف حتى أسمه!!! فكيف يوافق على الدولة المدنية؟؟ وكيف يشجع الديمقراطية وقد فرز شخصا مجهولا من أجل هويته فقط.
المظاهرات محرمة شرعا (شيخ الأزهر أحمد الطيب وهيئة كبار العلماء بالسعودية): ============================================= شيخ الأزهر أحمد الطيب حث الشباب المتظاهرين على عدم مواصلة احتجاجاتهم داعيا إلى الانصراف إلى منازلهم وأن تواصل المظاهرات تعد حراما شرعا. صرح الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر للقناة المصرية الفضائية بما يلي: "بعد ما أعلن الرئيس نقل سلطاته إلى نائبة أنه لا معنى لهذه التظاهرات وتفقد كل مبرراتها المنطقية والشرعية واستمرارها دعوة إلى الفوضى، قبل الأمس لهم مبرر شرعي أم اليوم حرام وجودك في المظاهرات واليوم المظاهرات حرام لأنها تعد خروجا على الدولة والنظام وعلى الناس والجماهير"
فقبل أن يسقط النظام فإن المظاهرات كانت حرام شرعا ... حرام شرعا إسقاط النظام. هنا يضع الشيوخ الإسلام في خدمة الطغاة
فلولا الشباب المتعلم المُعولم لما كان في مقدورنا أن ننتفض على الظلم الذي يجيزه الإسلام. لولا الشباب الواعي لاستطاع الإسلام كبت جماح الثورة في مهدها.
ليس شيخ الأزهر الوحيد الذي حرم المظاهرات ولكن تبعه فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية حيث طالتها هي الأخرى المظاهرات طلبا لرفع الظلم وتحسين حياة المواطن السعودي فصدر بيان من الهيئة أن المظاهرات حرام شرعاً، وحذرت من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة وبيانات التهويل وإثارة الفتنة. وأن الإصلاح والنصيحة هما الأسلوب الشرعي وأن المملكة قائمة علي الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة.
خذ بالك: المملكة قائمة على ((البيعة)) و ((الطاعة))
الإسلام ومن ورائه العلماء المسلمين يريدون شعوبا خانعة هزيلة سهلة الانقياد كالأغنام يحكمها الإسلام بنظام البيعة والطاعة، إن البيعة في نظر المتأسلمين هي البديل عن الديمقراطية وهي خليط بين أنظمة الحكم المختلفة
البيعة كبديل عن الديمقراطية: ================ البيعة هي نظام حكم إسلامي يجمع ما بين الأوتوقراطية والديكتاتورية والثيوقراطية والاستبدادية فالأوتوقراطية هي حكم الفرد بالتعيين من قبل جماعة معينة وعلى الشعب الطاعة والديكتاتورية هي حكم الفرد المطلق للجماعة أما الثيوقراطية هي حكم الدين للجماعة والاستبدادية هي حكم الجماعة للأغلبية بقوة السلاح فالبيعة هي خليط من الأنظمة السابقة مضافا عليها تهميش المرآة وعزل غير المسلم (الإقصائية): (لنرى)
ماهي البيعة في الإسلام: البيعة لا تكون إلا لولي أمر المسلمين (إقصائية). يبايعه أهل الحل والعقد، وهم العلماء والفضلاء ووجوه الناس (ثيوقراطية)، فإذا بايعوه ثبتت ولايته(أوتوقراطية)، ولا يجب على عامة الناس أن يبايعوه بأنفسهم (استبدادية إقصائية)، وإنما الواجب عليهم أن يلتزموا طاعته في غير معصية الله تعالى (ديكتاتورية).
معروف عن الإسلام أنه يهادن دائما الحكام وكان شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي كان يسمونه على الإنترنت "سيد بك أوكه" على اعتبار أنه يوافق على جميع ما كان يملى عليه من قبل النظام وجهازه الأمني. بل لا يكتفي بالموافقة على الأوامر التي تصله من النظام بل أنه ايضا يجد لها التبرير الشرعي الذي يتيح له إيجاد الشيء وضده فالشرع الإسلامي ملئ بالمتناقضات، فقط عليك إيجاد الشيء الذي تريد وستجد له التبرير الشرعي له.
تغير المواقف من المظاهرات (الشيخ محمد حسان والشيخ الزغبي) ==================================== الشيخ محمد حسان حرم المظاهرات وحرم من يخرج فيها وفرق بين المظاهرات كوسيلة للتعبير عن الرأي والمظاهرات كمنهج للتغيير، فقد حرم المظاهرات للتغير لأنها لا تؤثر في المجتمع وهي دعوة للخروج على النظام وهي بدعة جاء بها الغرب الكافر ولم تكن يوما سنة سنها الرسول أو السلف الصالح كما أنها حرام بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء وكذلك حرام لأن ما بين المتظاهرين من يخالف دينك فلا يصح للمسلم أن يتشارك مع غير المسلم في نداء واحد بأغاني غير إسلامية أو وطنية وسفور... إلخ. ولكنه بعد الثورة تغير موقفة وأبدى موقف متلون وهادن الثوار (المختلطون السافرون في ميدان التحرير) فور أن علم بأن النظام إنهار. وحذر من سرقة الثورة وأبدى في حوار مع مذيعة من قلب الأحداث أنه مع الثورة والثوار ودافع عن نفسه باكيا امام الكاميرات أنه ما جاء لميدان التحرير إلا ليبلغهم هذه الرسالة أنه مع الشباب الطاهر البريء.
أما الشيخ الزغبي لم يحرم المظاهرات للأسباب السالفة الذكر فحسب بل زاد عليها أنها من بدع الفرق الضالة!! وعلى الرغم من تحريم الإسلام الخروج على الحاكم وعلى الرغم دفعة عن نفسه شبه الخوارج إلا أنه في صدر صفحته على الإنترنت وجه كلمة للرئيس مبارك يرجوه فيها أن يتنازل عن الحكم وأن يحقق للمتظاهرين مطالبهم المشروعة ... التي هي ماذا؟؟؟ ... مطالب الشباب المشروعة في ميدان التحرير وحسب كلام الشيخ الزغبي كانت (تطبيق الشريعة اسلامية)!!!!!
أريد من القارئ العزيز أن يتذكر الشيخ الزغبي وموقفه المساند للقذافي قاتل أبناء وطنة كيف يقف موقفا ضد الثوار الليبيين الذين يتوقون إلى الحرية ولنرى كيف سيتلون في المستقبل. تذكروا موقفة. فله موقف مصور ضد الثوار الليبيين فقال أن الفوضى و الخروج على الحاكم غير جائز شرعاً لأنه سيأتي بأمريكا في بلاد المسلمين.
الأن أمريكا تقود حربا من أجل الإنسانية في ليبيا لم تهز شعرة واحدة من رؤوس الحكام العرب من أجل قتلى الليبيين ولكن أمريكا التي لم تعجب فضيلة الشيخ هي التي تحمست من أجل الإنسانية فالكفار الغرب لهم قلب أكثر من حكامنا العرب واكثر من مشايخنا وأكثر من الإسلام ونبيه.
يقول أن الخروج على الحاكم غير جائز شرعا ولكننا لم نسمعه يكفر من يقتل أبناء وطنه أو يستنفر على الأقل من هذا القتل الذي يتم بوحشية وبأسلحة ثقيلة ضد شعب أعزل. وجه كلمته للثوار محذرا أياهم من أمريكا ولم يوجهها إلى نظام استبدادي فاسد يقوده القذافي. بل ذهب أبعد من هذا أن أمتدح القذافي الذي يقف وحده ضد عناصر مخربة ويقول عنه حافظ جيد للقرآن مستفزا مشاعر الاف الأسر التي لهم شهداء.
الشيخ الزغبي يحتاج إلى مقالة منفصلة عن تضليله وكذبه للناس وهي أمور ليس خفية على أحد بل منتشرة على الإنترنت ببشاعة.
الثورة أظهرت الفاسدين: (الشيخ علي جمعة والشيخ القرضاوي) ================================== ما أن انهار جهاز أمن الدولة حتى ظهرت فضائح الشيخ علي جمعة النسائية ففي ثاني يوم من اقتحام مقار أمن الدولة حتى ظهر على الإنترنت وثيقة "سري للغاية" بها تحريات واسعة حول ارتباط الدكتور علي جمعة بالعديد من العلاقات النسائية، وأنه يتردد عنه في نطاق ضيق تعدد زيجاته بصورة سرية. وكيف أنه كان يفتعل التمارض أمام أحدى زوجاته الصغيرات ليتخلص من زواجه بها. وبالأرقام والتواريخ.
هذه كانت ضربة شديدة لمؤسسة الأزهر وللشيخ علي جمعة الذي بالطبع أنكر ما جاء في تلك الوثائق.
الشيخ علي جمعة عرف عنه التلون الشديد فقبل منصبة كمفتى للديار المصرية كان له آراء متشددة حول النقاب ولكنه تنازل عنها في مقابل منصبة كمفتى للديار المصرية. وهذا الأمر مأخوذ عليه من قبل السلفيين فهو يصنف كأحد الصوفية. ((ماعرفش أزاي يتصنف صوفي وله علاقات نسائية متعددة؟))
أيضا تداول الشباب على الإنترنت وثيقة سرية بها تحريات حول زيجات الشيخ القرضاوي خاصة من الجزائرية "أسماء بن قادة" وكيف ألتقى بها سرا في المغرب في أحدى المؤتمرات الإسلامية وتزوجها سرا ثم وثقا الزواج في لبنان سرا ثم أرسل لها وثيقة طلاقها بعد أن ذاق عسيلتها وهي بدورها تقدمت بشكوى لدى بعض القيادات الإخوانية ، حيال تصرفات المذكور(الشيخ القرضاوي) غير اللائقة تجاهها. (كلة سرا)
موقفه من الثورة لم يكن موقفا شرعيا نابعا من الأحاديث النبوية بل كان موقفا خاصا به وقد عودنا الشيخ القرضاوي على الأتيان بكل جديد مخالفا الشرع فقد أفتى بوجوب إسقاط نظام حسني مبارك لأنه نظام كانت له معه مواقف شخصية خارج عن نطاق الشرع وقد أفتى بوجوب الإدلاء "بنعم" على التعديلات الدستورية.
الالتفاف حول الثورة وسرقتها (الشيخ يوسف القرضاوي) ================================ وصف الأديب الكبير يوسف القعيد يوسف القرضاوي ب"سارق نجاح الثور" حينما رأينا كيف قفز القرضاوي على المنصة يوم جمعة النصر وبدأ في الخطابة ومنع رموز القوى الليبرالية أن تتجانب معه وكأنه هو من بدأ الثورة وأنتصر لها ...
الاستفتاء بنعم على التعديلات الدستورية واجب شرعي (الشيخ أحمد المحلاوي) ========================================== الشيخ الحلاوي رجل قد تصادم مع الرئيس الراحل أنور السادات حتى وصل به الأمر إلى أن كفره وخونه وبالتالي يحل دمه. فقد وصف الرئيس السادات بالخائن لتوقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل. فهل كان الشيخ رمز من رموز دين الرحمة والسلام؟ من منبره في الإسكندرية في مسجد القائد إبراهيم كان يتظاهر مع مجموعة من الشباب السلفي ضد الكنيسة والبابا شنودة على مدار شهرين قبل حادثة تفجير كنيسة القديسين لإطلاق ما يزعم أنها مسلمات في السجون القبطية. وكان يندد بالكنيسة ورموزها بشعارات عدائية يعاقب عليها القانون مثل "يا شنودة أتلم لأحسن نقلبهالك دم" و " يا شنودة يا قداسة انت رمز للنجاسة" و "يا كاميليا ارفعى راسك حطى شنودة تحت مداسك" ... هذا الرجل وأتباعه نفذوا جريمة القديسين بعد شحن الشباب المسلم ضد الكنيسة.
يقول الشيخ المحلاوي أنه لم يكن مع قتل السادات ولكنه شحن النفوس ضده بتخوينه وهو أيضا يقول لم يكن مع تفجيرات كنيسة القديسين ولكنه حرض بالتظاهر ضد الكنيسة وشحن النفوس.. هذه هي طريقته ينتقد بشدة باستخدام الدين ويحرك ويبارك في الخفاء. أنها طريقة الدناء والأفاعي
فهل نثق بالشيخ المحلاوي على الثورة وفي دولة مدنية قائمة على الحرية والمساوة؟!
أيضا أملى وأفتى الشيخ المحلاوي أن الإدلاء بنعم في التعديلات الدستورية هي ((واجب شرعي))
الممارسة الديمقراطية كغزوة: (الشيخ محمد حسين يعقوب) =============================== ان ما حدث في استفتاء الدستور المصري حدث هام في تاريخ الديمقراطية الوليدة في مصر ولكن الإسلام وقادة ظلامة خطفوا هذا العرس الديمقراطي الكبير وحولوه إلى حرب طائفية ما بين مؤيد للتعديلات وبين رافض لها.
وزعمهم بأن التعديلات ستحافظ على المادة الثانية من الدستور لذا يجب أن يكون الواجب الشرعي الإدلاء بنعم وأن الأقباط وقوى الليبرالية تريد التحرر من سلطة الإسلام على الحكم فهم الطواغيط الذي يجب محاربتهم. لذا حُشِد الشارع المصري من أجل نصرة الإسلام مختزلين الدستور كلة في مادة وضعية من سطرين.
الشيخ محمد حسين يعقوب يصف نسبة التعديلات بنعم على أنها نصر للمسلمين ويسميها غزوة الصناديق وقال "البلد بلدنا واللي مش عاجبه يهاجر". بل أنه وزع مقاعد في الجنة لكل من يقول "نعم" وأن النار مصير كل من يقول "لا" مؤثرا على مصير الدولة المصرية ومسيرتها الديمقراطية ممليا على البسطاء الترهيب من عذاب آليم لكل من يقول لا والترغيب وفي الجنة لكل من يقول نعم، مكرسا ومنظرا للطائفية.
أيضا صرح تصريح خطير جدا، فقد قال: "مش هي دي الديمقراطية بتاعتكم؟؟ خلاص .. الشعب قال نعم للدين!!" "أمام الباقين" ويقصد الأقباط "فيجب أن يعرفوا حجمهم". وطالما أن الديمقراطية هي اختيار الشعب ... خلاص ... الشعب اختار الدين وهؤلاء الشيوخ هم الدين. فبالتالي النصر كان نصرا لهم شخصيا.
هذا على الرغم من ان التعديلات الدستورية المطروح للاستفتاء لم تكن المادة الثانية من ضمن التعديلات المقترحة أصلا، فخداع المشايخ للشعب وصل مداه حتى يصوتوا بنعم، وكان الدين ذريعة لكي يوافقوا على الاستفتاء تحقيقيا لمطامع سياسية ليس إلا.
إن الشيخ يعقوب كان مواليا للنظام السابق وأصدر أكثر من فتوى لصالحه، فقد اعتبر الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة أن كثيرين من بين الذين قالوا نعم كانوا موالين للنظام السابق مثل الحزب الوطني والسلفيين الذين اتهمهم بالعمل مع مباحث أمن الدولة ضد القوى السياسية الليبرالية لسنوات طويلة.
فهل نثق في الشيخ يعقوب وموالاته لشباب للثورة؟ أنه أخطر من مبارك ذاته على الثورة الوليدة.
الاستفتاء بالديمقراطية العرجاء (محمد سليم العوا) =========================== سليم العوا هو من أشد المفكرين الإسلاميين تلونا في الفترة السابقة فبدأ مبكرا حين أدعى أنه ضمن أعضاء لجنة الحكماء تلك اللجنة المكلفة بالحوار مع الشباب للتوسط بينهم وبين النظام للتهدئة إلى تصريحاته الأخيرة التي ينكر فيها حق الكنيسة برفض التعديلات.
فلم يكن يوما ضمن اللجنة وحاول فرض وصايته عليها لكن الشباب الواعي فهم الدرس وعرف أن الدكتور سليم العوا رمز من رموز الفتنة الطائفية في مصر ولا يصح مطلقا أن يكون ضمن لجنة توصف بأنها "حكيمة".
في حديثة لبرنامج "مصر النهاردة" تقديم خيري رمضان صرح: "أن المشاهد التي سبقت الاستفتاء من دعوات الإخوان المسلمين للتصويت بنعم، لم يكن بها تجاوز، حيث إنهم فصيل سياسي موجود في مصر وقوى من حقها الدعوة للموافقة على التعديلات، ولكن بدون استخدام الشعارات الدينية في دعوتهم لأن الاستفتاء واجب وطني وعمل سياسي وليس ديني." بينما أنكر هذا الحق على الكنيسة بل وغضب من تعليمات الكنيسة للأقباط برفض التعديلات. على الرغم من عدم ثبوت أي تعليمات صدرت للأقباط بهذا الخصوص.
الخلاصة: ===== بأجماع شيوخ الإسلام في الوطن العربي لم يؤيدوا المظاهرات ولم يساندوها في البداية بل تقولوا عليها انطلاقا من القاعدة الشرعية التي لا تجيز الخروج على الحاكم حتى ولو كان ظالما فاسقا. كما أنهم يحرمون الديمقراطية ولا يرضون بها بديلا عن البيعة ومعاركهم السياسية معارك طائفية دينية قائمة على الإقصاء والانفراد بالحكم ليكونوا هم الأعلى لأنهم يحكمون بحكم الله وهم يعتبرون أنفسهم خلفاء الله ووكلائه على الأرض.
الإسلام يجيز الخنوع للحاكم المسلم الظالم ظلما ولم يكفر كفرا ((بواحا)) – أي كفرا بينا جدا جدا، لأن طاعته من طاعة الله. كما تجيز الفتاوى الخنوع أمام قوة الحاكم الكافر حتى التمكين أو لإعلان الحاكمية، وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا أن المسلمين في أي مجتمع غربي هم خلايا نائمة مستكينة تنتظر الانقضاض على الحكم ليكون الحكم لله(الشيوخ).
أحذروا من المسلمين، لأن ولائهم الأول والأخير هو لدينهم لا لأوطانهم التي آوتهم وعلمت أولادهم وحسنت من معيشتهم كحق إنساني. أن الإسلام غرس في نفوس المسلمين اللاوطنية.
بالله عليكم هل يصلح الإسلام لهذا الزمان؟ هل يصلح الإسلام لأن يكون مقدرا على الشعوب الحرة التي تريد تقرر مصيرها بأنفسها؟ هل يصلح الإسلام لحرية الفرد في الاعتقاد السياسي والديني؟ هل يصلح الإسلام ليقود أمة على كان سببا أساسيا في تخلفها؟
بالله عليكم أترك الحكم لكم.
#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المادة الثانية من الإسلام
-
بعد 30 عاما أفلح الجهاديون
-
بناء الكنائس والدور الخفي لأمن الدولة
-
المستقل الغول مرشح الوطني عن الإخوان المسلمين
-
نعم .. بالكنائس أسلحة
-
مصر ليست لكل المصريين: مصر فقط للمسلمين
-
حماقة الأسقف وتدليس المفكر
-
جريدة الأهرام: أني لا أكذب ولكني أتجمل
-
في مسأله حرق القرآن
-
وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!
-
حصار غزة والتمثيلية التركية
-
طيور الجنة الإسلامية
-
ألف سلامة يا ريس (بالألماني)
-
خيوط مذبحة نجع حمادي
-
حديث البلاغة والبُلغة
-
مصر - الجزائر ... تعادل
-
هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
-
الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
-
الإسلام والردة الحضارية في مصر
-
زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|