أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الأرض في أدبنا الفلسطيني














المزيد.....

الأرض في أدبنا الفلسطيني


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


هناك علاقة جدلية ورباط وثيق بين الانسان الفلسطيني والأرض إلى درجة العبادة والتقديس والالتصاق بكل حبة تراب من وطننا الجميل الغالي ، المجبول بعرق الفلاحين والكادحين ودمائهم ودموعهم. والأرض هي رمز لبقائنا ووجودنا وصمودنا ووحدتنا ، ومنبع الشوق والحنين اللاهب للمشردين والمغتربين في الشتات والمنافي القسرية.
وتشكل الأرض احدى الملامح والصورالرائعة شديدة الحضور في دفتر الأدب والعشق الفلسطيني ، ويكفي أنها جسدت وعكست وحدة وتلاحم جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني بأروع وأبهى صورة في يوم الأرض الخالد العام 1976، عندما انتفضت هذه الجماهير مع قواها النضالية الوطنية ضد غول النهب والمصادرة ،فسقط الشهداء والجرحى في عرابة وسخنين والطيبة وغيرها من المدن والقرى العربية.
وقد عالج كتابنا وشعراؤنا في الداخل الفلسطيني قضية الأرض في نصوصهم الأدبية ، الشعرية والنثرية، وعبّروا بصدق عن الشعور والاحساس الوطني ، وحذروا من السماسرة ،ونبهوا الى المشاريع والمخططات المرسومة ، التي تستهدف مصادرة الأرض الفلسطينية وتهويدها. فصاغوا ونسجوا قصص وقصائد الحب والعشق والمقاومة ، الداعية الى التمسك والانغراس في الأرض والانزراع فيها والدفاع عنها ، والتصدي لعمليات المصادرة واغتصاب الأرض باسم القانون والديمقراطية ، وملاحقة الفلاحين وتخريب حقولهم ومزروعاتهم تمهيداً للاستيلاء على الأرض .
ويتجلى العشق للأرض والطبيعة الفلسطينية في أشعار توفيق زياد وراشد حسين وسميح القاسم ومحمود درويش وسالم جبران وعصام العباسي وحنا ابو حنا وسعود الأسدي وفوزي عبداللـه وجمال قعوار وشفيق حبيب وحسين مهنا وسميح صباغ وفاروق مواسي وهايل عساقلة وسهام داود ومفلح الطبعوني وسواهم، وفي قصص وروايات اميل حبيبي ومحمد نفاع ومحمد علي طه ومصطفى مرار وعيسى لوباني وسليم خوري وزكي درويش وحنا ابراهيم وسلمان ناطور واحمد حسين ونبيه القاسم واحمد درويش وسهيل كيوان وغيرهم.
وما يميز أدبنا الفلسطيني بأنه يتمحور حول القضية الوطنية الأساسية، وهي حماية الأرض والحفاظ عليها والبقاء في الوطن ويصور بلادنا في جمالها الزاهي المتجلي في فصل الربيع ، وذكر أسماء الأشجار والنباتات والأزهار التي تنمو وتنبت في روابي هذا الوطن ،مثل الزيتون والسنديان والبرتقال والخروب والعبهر والبلوط والطيون والعكوب والزعتر والزعيتمان والشومر والمردقوش والهليون والسناب والخردله والعلت والخبيزة والقمح والشعير والعدس والسمسم ..الخ. وأيضاً ذكر الجبال والوديان والهضاب والتلال والمروج والسهول كمرج بن عامر والمل والروحه والكرمل والجرمق وحيدر والجليل والخطاف ، والتذكير بقرانا العربية الفلسطينية الهجرة على امتداد الوطن والساحل الفلسطيني .
كما أن أدبنا ينقل أغاني الرعاة وشدوهم في المراعي ، ويسجل الحضور المباشر الواعي للشخصية الوطنية الفلسطينية وصرخاتهم المليئة بالمرارة والصدق والعفوية ، ويرسم الدفء الانساني والحب الفاعل والمؤثر للأرض الحبيبة ومغازلة الحقول والمواسم الخضراء والمقاومة الشعبية الصلبة الواعية الملتزمة ،والتحدي البطولي ،والقامة المنتصبة،والهامة المرفوعة دفاعاً عن الارض والوطن ،والذود عن الحق والكرامة الوطنية والطبقية والهوية الكنعانية، وصد الهجمة السلطوية الشرسة على الارض والمسكن وهدم البيوت . كذلك يلتقط الهموم والأنفاس والهواجس العميقة والقلق على مستقبل شعبنا ، ويطفح بالحكايات والأمثال والخرافات والقصص الشعبية والتراثية، التي تتحدث وتحكي عن الحجارة والصخور والارض المتوقدة شوقاً للحرية .
ان موضوعة الأرض في أدبنا الفلسطيني عميقة الجذور ، ومرتبطة بالأصالة الوطنية الحقيقية، التي تجعل كتابنا وشعراءنا ينحازون وينتصرون للجماهير الفلاحية الفقيرة الجائعة والمستضعفة ، وللقيم الابداعية الانسانية الأصيلة والمثل العظيمة السامية، وتعرية المواقف والممارسات الانهزامية والخنوعة للقيادات والزعامات التقليدية الرجعية المنتفخة ولسماسرة وتجار الارض.
يبقى في النهاية القول، ان الأرض هي رمز وتجسيد حي وملموس للوطن ، الذي نناضل ونقاوم لحمايته وصيانته ، ومواجهة مشاريع الاقتلاع والترحيل الترانسفيرية ، وهي تكتسب أبعاداً كثيرة في أدبنا وثقافتنا الفلسطينية المعاصرة . وقد نجح المبدع الفلسطيني في استلهام الوطن بتفاصيله اليومية الدقيقة ما جعل الوطن يتحول الى معنى رائع وجميل في العقل الفلسطيني والذهن الانساني.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الأم
- محمد البطراوي يموت واقفاً كالأشجار
- (الاصلاح) مشروع ثقافي لم يكتمل..
- العدد (12) من مجلة -الاصلاح -الثقافية
- توفيق طوبي رجل المواقف والمهمات الصعبة
- أهكذا يكرّم ابو خالد البطراوي؟!
- تحية حب واضمامة ورد الى المرأة العاملة في عيدها
- لكل جواد كبوة : كبوة سميح القاسم
- مرة اخرى عن جابر عصفور و-جائزة القذافي-
- نظرة على تطور الادب القصصي الفلسطيني ابان الانتداب
- هاشم كلوب : الفنان الفلسطيني الطالع من عمق المخيم
- وقفة مع الشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نبذة عن الأديب والمؤرخ محمود كناعنة
- -الفيتو-الامريكي وكيفية الرد عليه
- المثقف موقف..!
- سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة
- ثلاث سنوات على الغياب :الشاعر نزيه خير صنوبرة الكرمل الخالدة
- الثقافة الفلسطينية في المواجهة
- ملف خاص عن الثورة التونسية والأدب التونسي في العدد الجديد من ...
- الشاعر فوزي عبدالله الحاضر في الذاكرة والوجدان الشعبي


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الأرض في أدبنا الفلسطيني