أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !














المزيد.....


النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن النخب الحاكمة العربية هي في وضع متقدم على شعوبها من حيث الوعي السياسي بما يجب وما لا يجب وما هو من حقها وما ليس من حقها .. وحدود وشكل العلاقة التي تربط أي شعب بنظام الحكم .. فهي تعرف جيدا معنى الحكم وتعرف أكثر أن ما تقترفه ليس من حقها ، وهي لذلك تقترفه على علم ودراية تامة بلا شرعيته وعدم أحقيتها في اقترافه..

لكنها تدير ظهرها لتلك الشعوب وتتجاهل ما تعرف بل وتنكره تماما ، حتى يأتي الشعب نفسه ليدق الأبواب بقوة ويذكرها بما عرفته جيدا وتماما قبل أن يعرفه هو أو يطالب به.

وإن الثورات العربية الأخيرة لم تجئ لتُعلّم تلك الأنظمة شيئا كانت تجهله ، بل جاءت لتطالبها بما تجاهلته رغم علمها الأكيد به حتى من قبل أن تعرفه وتحس به تلك الشعوب الصابرة الراضية فتأتي لتدق الأبواب بقوة للمطالبة به.

لو جاءك طفل ومعه دينار ذهب وطلب منك قطعة حلوى ظنا منه أنه عشرة قروش فإن أول واجب هو أن تفهِم ذلك الطفل أن الذي معه هو دينار ذهب وليس قرشا أو درهما لا أن تستغل عدم معرفته أو تنازله عن ذلك الدينار مقابل قطعة حلوى فتعطيه ما طلب بما وهب.

أنظمة الحكم العربية تصرفت مع شعوبها بهذا الشكل ، فاتبعت سياسة كتم ما تعلم وتجهيل الشعوب به ، وباعت الشعب بضاعة لا تسوى عشرة قروش بما هو أثمن من دنانير الذهب وهو عمره وتقدمه وحريته وتمتعه بأنظمة حكم مشرفة وإنسانية.. مستغلة صبره وربما أحيانا جهله بحقوقه بسبب عهود التجهيل والتزييف .. مع أن تلك الأنظمة والقائمين عليها تعرف جيدا ما يجب وما لا يجب وما يجوز وما لا يجوز.

وهكذا فقد استغلت تلك الأنظمة أبشع استغلال معرفتها التي سعت بها لتجهيل الشعب وخداعه وبيعه أفكارا مسمومة غير ما تعرف وتدرك ، مستعينة بفقهاء السلاطين وكتبة الحكام ومن على شاكلتهم ، وليبيعوا الناس فكرا مسموما يدركون جيدا أن الصواب في واد وهو في واد .

ولكن خداع الشعوب وتضليلها أمر لا يمكن أن يستمر ويدوم .. فقد تخدع بعض الناس كل الوقت وقد تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت .. وهو خداع حينما يكشف النقاب عنه فلا يمكن أن يثمر إلا الكراهية ونزع الثقة عمن يمارسه .. وهكذا كان .

والنتيجة هي ما نشهده اليوم من رفض قاطع مطلق لتلك الأنظمة ورموزها وكل ما تعرضه من تنازلات وعروض وكل تراثها المعتل بعد أن فتّحت تلك الشعوب عينها على كل ذلك الخداع الممنهج ، وعلى دنانير الذهب التي كان التاجر يبيعها بها حبة حلوى . ولأنه لا ثقة بمخادع و "من يجرب المجرب عقله مخرب". لذلك رفض الشعب المصري والتونسي كل عروض وتوسلات وتنازلات الأنظمة واليوم يرفض الشعب اليمني كذلك وبنفس الطريقة.

إذا أمكن لأية علاقة أن تبنى عن طريق الخداع ، ولأي مركب أن يسير بالخداع .. فإن مسيرة الشعوب وعلاقتها بمن يديرون ويدبرون شؤونها لا يمكن لها أن تبنى وتستمر بهذه الطرق المعتلة .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد ....(2)
- الشعب يريد ....!
- ميكانيزمات الاستبداد وآلية عملها .
- في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها
- الاستبداد أمة واحدة
- تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !