أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - لماذا صاروا سلفيين؟














المزيد.....


لماذا صاروا سلفيين؟


أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 18:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يفزع كثير من المرفهين والعلمانيين ممن لم يكونوا سلفيين ولم يتناقشوا مع شبابهم من تصريحات مشايخ السلفية المعاصرين. فهذا محمد حسين يعقوب يقول إن من لا تعجبه نتيجة الاستفتاء الأخيرة على التعديلات الدستورية فليرحل من البلد وعنده كندا وأمريكا! وهذا محمد حسان يقول عن المسيحيين إنهم نصارى! وهذا أبو إسحاق الحويني يقول إن المتظاهرين مهرجون!!

عند الحديث عن الجماعات الإسلامية في مصر يجب أن تكون نظرتنا منفتحة على العالم لا بنيوية منغلقة لا ترى غير اللحية والقميص الأبيض والغترة. عند الحديث عن أي تنظيم يجب أن نضع في اعتبارنا أشياء عدة (اجتماعية طبقية وعنصرية واقتصادية قاهرة ومدمرة وتربية وتعليم ساذجين). فلا يجوز على الإطلاق نقد جماعة ما أو تنظيم بناءً على تصريحات رؤسائه وزعمائه.

أثناء سيري بالشارع منذ عدة سنوات صادفت أحد أصدقائي السلفيين القدامى. هو طبيب بشري بشوش يدخل قلبك منذ أول تعارف. تصافحنا ومزحنا كثيرًا واتهمني بالمرض النفسي وإنه عليّ أن أذهب للعلاج. قلت له: نحن كليبراليين أو علمانيين نراكم أيضا مرضى نفسيين! فعوج ضبه وقال: مصر كلها تحتاج لمشفى كبير..

الآن أستحضر كلمته هذه وأرى بها الكثير من التشويق. فنحن لا نسمع تصريحات مسيئة للآخرين من السلفية وبس. بل نسمعها من كافة التيارات السياسية والدينية بمصر. ولا أستثني من ذلك أحدًا ولا نفسي كذلك. نحن ما زلنا لم نستوعب الحرية التي وهبتها لنا ثورة 25 يناير. هذه الحرية التي تستبع الكثير والكثير من المسئوليات تجاه أنفسنا يا شباب مصر قبل أن تكون تجاه الوطن الذي نقطنه وننعم بخيراته.

لماذا صرنا سلفيين؟.. الحقيقة أن السلفية كمنهج في التفكير مهادنة في التريض مشاكسة في التعنيف. هي كالمخدر الذي يتطلب السبات العميق وقت الشدة والعصبية وقت الحاجة إليه. فالسلفية ظهرت كردة فعل سلمية اعتنقها الشباب المصري وتعاطوها في وقت كانت تجثم على صدورهم دولة بوليسية غاشمة. وهذه هي البيئة الملائمة لنشأة مثل هذا النوع من التفكير والتطبيق. أضف إلى ذلك البطالة الضاربة في كافة المدن الفقيرة كالمنصورة وكفر الشيخ وما حولهما من القرى والنجوع والأحياء الشعبية بالقاهرة والإسكندرية. مع تفرقة غاشمة بين الجنسين منذ المرحلة الإعدادية تجعل الفتى والفتاة منذ سن صغيرة يدفعون دفعًا إلى السلفية خاصة مع غياب النوادي الثقافية التي تجمع بين الجنسين فيما يعرف بالندوات والصالونات الثقافية.

كل ذلك وأكثر يجعل الفتى يدفع دفعًا إلى التقوقع أكثر وأكثر. أما الفتاة فلأنها تبقى كثيرًا بالبيت فلا مانع من أن ترتدي النقاب أو الخمار أو الطرحة باعتبار أنه (ليس في الإمكان أبدع مما كان) كما يقولون. والتفرقة الجنسية بين الجنسين مضارها عنيفة وتمهد لثورة جنسية خلال العشرين عامًا القادمة تنشأ بعد الديمقراطية كثورة الستينيات بأوروبا وأمريكا والتي قادها الشباب كذلك وكان لها طابعها السياسي قبل الاجتماعي لمن يهمه الأمر.

تصريحات كبار السن تحمل في مضمونها أن هؤلاء قد عفا عليهم الزمن. فإلى الآن يتم تهميش الشباب في الحيوات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويبدو أن ثورة 25 يناير لم يستوعبها الكثير من العواجيز. لذلك فهم مرعوبون ويصرخون ويثورون. إنها انتفاضتهم الأخيرة كدليل على ضعف مواقفهم.

لماذا صار الشباب سلفيين؟.. بحكم النشأة والتربية يا عزيزي. والمستقبل يتشكل الآن برؤى وتصرفات شباب الجيل الجديد ولم تعد للعواجيز لازمة.



#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب يريد إسقاط الدستور
- الشباب يريد إسقاط الدستور
- تعديلات شكلية على دستور فاقد للشرعية
- ذكريات ما قبل الثورة
- رواد الكتابة الجديدة في مصر
- شهادة سلفي سابق
- قصة ضمير المصري الحديث
- معاناة الحارس اللغوي
- يوتوبيا حينما يلامس الخيال الحقيقة


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - لماذا صاروا سلفيين؟