أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكوماتنا وبُطلان الوضوء














المزيد.....


حكوماتنا وبُطلان الوضوء


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    


" دخلَ الملا الى المَسجِد مُسرِعاً ، وهو يفرك يديهِ من شِدةِ البرد ، فالثلج في الخارج يفترش أرجاء القرية الجبلية النائية ... إستقبلهُ مُستَخْدَم المَسجد المُكّلف بالرعاية والصيانة ، قائلاً : لقد جهزتُ لك إبريقاً من الماء الدافيء للوضوء ايها المَلا . قال الملا : شكراً ، يرحم الله والِدَيك !. وشّمَرَ المَلا ساعدَيهِ متهيأً للوضوء ... قالَ المُستَخدم : عرفتُ ان الجو مُثلِج فَسّخنتُ لك الماء .. أجابَ المَلا : فَعلتَ حَسَناً . بدأ بمسح وغسل يديهِ ووجههِ ... فأشارَ صاحبنا مرةً اُخرى : حقاً ان الجو قارس البرودة ، لهذا فكرتُ انك ستحتاج الى ماءٍ حار . رَدَ الشيخ وهو يكمل وضوءه : باركَ الله فيك ياولدي . وقفَ الملا وتهيأ للصلاة " مُتبَرِماً من إلحاح وتكرار المستخدم ! " ... الذي قال : لولايَ .. لِما تمكنتَ ان تتوضأ .. ولِما تحّملتَ أ ... فقاطعه الشيخ فوراً شّاداً على نفسهِ مُتعمداً ان يضرط ضرطة قوية ، قائلاً : ها قد بطلَ الوضوء .. وسوف أتوضأ بالماء البارد من جديد ... ولا اُريد ان أتحمل مِنِيَتك وفَضلَك !! " .
المُستَخدَم أعلاه ، يشبه رؤساءنا وحكومتنا العتيدة ... فهُم مُكّلَفون أساساً بخدمة الشعب ورعاية مصالحه ، ومن المُفتَرَض بهم ، توفير الأمن والإستقرار ، وصيانة كرامتهِ وحقوقه ، وتقديم كافة الخدمات الأساسية ... فهذا مِنْ صُلب ( واجبات ) وعمل الحكومة والسُلطة ... وحين تقوم بذلك فأنها في الحقيقة لا تَمُنُ على أحد ، ولا تتفّضَل على الشعب .
بينما .. عّوَدَنا رؤساءنا وحكوماتنا .. على ترديد " إنجازاتهم " الكبيرة ، في كُل مُناسبة وحتى بدون مُناسبة . فينبري الرئيس ويُكَرِر مثل مُستَخدم المسجد أعلاه ، ويُذّكِرنا ، بتحجيمهِ للإرهاب وتقليصهِ للإنتحاريين .. ويتبجح بأنه رفعَ المستوى المعاشي للجماهير .. وزادَ من ساعات تجهيز الكهرباء ووفرَ الماء ! ... المشكلة بأنه لدينا .. العشرات بل المئات من " المناسبات " الوطنية والقومية والدينية والمذهبية ، وفي كُلٍ منها ، يُشّنِف مسؤولٌ كبير ، أسماعنا ... بترديد منجزاته العظيمة ، او التي يعتقد هو انها عظيمة ... بينما هي في الواقع ، من أبسط " الحقوق " التي يحصل عليها أي مواطنٍ عادي في أي بلدٍ في العالم ! . ويُكّرِر بأنه [ لولاهُ ] هو لكانَ الذئب أكلنا والثعلب نتفَ ريشنا ، ففي عقله الباطن .. لايعتبرنا أكثر من خِراف أو دواجن !. ومن المُضحِك المُبكي .. انه لِحَد الان يتصور الرئيس ، ان توفير ساعات من الكهرباء او الماء او تبليط بعض الشوارع .. هو نهاية المَطاف وقمة الانجازات ، وتعتقد الحكومة ان الامور عال العال لأن المواطن لديه تلفزيون وهاتف نقال ويستلم راتباً هزيلاً من هنا وهناك !..
ان التكرار والترديد المُمِل لل " الإنجازات المزعومة " للحكومات والرؤساء ، وتحميل المواطن المِنِية ، والتَفّضُل على الشعب ... يجبرنا في النهاية على الإقتداء بما فعلهُ الملا شيخ المسجد !



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نوروز - مَصدر إلهام الثُوار
- سُفراء المُحاصصة الطائفية والسياسية
- إنتفاضة الشعب السوري
- الحظر الجَوي .. بداية اللعبة
- بين المواطن والسُلطة
- مُناضِلوا الشامبو والنَستلة !
- طقوس الفَرَح
- إنتفاضة دهوك 1991
- مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟
- إستجواب برهم صالح وخطاب البارزاني
- أسعار النفط .. لعبة الكِبار
- المحكمة الإتحادية العليا في العراق
- بين السُلطة .. والمُعارَضة
- يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي
- ثلاث نكات
- الوسام الفِضي للقذافي
- بعضَ ما يجري في اقليم كردستان
- التطورات الأخيرة في أقليم كردستان
- وكيل وزير يَشتُم المُدّرِسين !
- إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية


المزيد.....




- أبرز المسلسلات الخليجية في رمضان 2025
- فيلم -أحلام عابرة- لرشيد مشهراوي: رحلة طفل من مخيم قلنديا إل ...
- -الدم المشروك-.. مسلسل مغربي بـ-نكهة مصرية- يشعل الجدل
- دار الكتب القطرية بحلتها الجديدة.. منارة ثقافية تعيد إحياء ا ...
- -النبي- يتصدر شباك التذاكر الروسي للأسبوع الثالث على التوالي ...
- وكالة بيت مال القدس توقع اتفاق إطار للشراكة مع مؤسسات فلسطين ...
- -خصوبة الشر-.. سرد 60 عاما من الذاكرة الجزائرية بأسلوب الروا ...
- بريطانيا.. العثور على سونيته أصلية لويليام شكسبير في مكتبة أ ...
- وفاة الفنان الأردني إبراهيم أبو الخير
- اغنية كل الأطفال “تردد قناة طيور بيبي على العرب سات” .. ثبته ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكوماتنا وبُطلان الوضوء