|
لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 23:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كانت نتيجة الإستفتاء سبباً في حدوث نوع من الإنقسام ، بدرجة ما ، حول مستقبل النضال . لقد ظهر بقوة السؤال الذي سبق أن طرحته في مقال : في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية . سؤال حول المستقبل ، أو أي طريق سنسلكه ، طريق القبول بما حدث ، و القبول بالتالي بنتائجه ، و خوض العمل السياسي ، أم طريق الرفض ، و الإستمرار في الثورة . أرى الأن أن هناك جنوح من الأكثرية ، التي كانت ثورية ، للقبول بالنتيجة ، بالتلويح بشعار : أن القبول بنتيجة الإستفتاء ، هو قبول بالديمقراطية ، أو إختيار أغلبية المصوتين . لكن يبدو أن هؤلاء المتخاذلين لا يعون أن الإستفتاءات ، و الإنتخابات ، لا تقوم عدالتها ، أو شرعيتها ، على أساس شفافية عملية التصويت ، من أول إعداد كشوف الناخبين ، إلى عد الأصوات ، مروراً بعملية التصويت نفسها ، وحدها . عدالة الإستفتاءات ، و الإنتخابات ، يحكم عليها أيضاً بالبيئة السياسية التي سبقت عملية التصويت . الإستعجال المتعمد ، الذي حدث ، يكفي لإبطال شرعية التصويت . لقد إستغل تحالف أعداء الثورة ، تحالف عمر سليمان - الإخوان ، دوران الثورة حول نفسها منذ سقط حسني مبارك ، نتيجة القيادة الخاطئة للثورة ، بسبب تشبث بعض القيادات الشبابية بإمساك الدفة برغم عدم تمتعهم بوضوح الرؤية ، و قد أشرت إلى ذلك بشكل مباشر ، و بكل وضوح ، في مقال : لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق ، كما إستغل إصرار بعض القيادات الشبابية ، على إستبعاد حزب كل مصر كلية ، و محاولاتهم الدائبة لتجاهل وجوده ، لأغراض شخصية ، برغم إن حزب كل مصر هو التيار الثوري الوحيد ، و الجهة الوحيدة التي عملت من أجل ثورة شعبية شاملة سلمية ، من قبل أن تفكر تلك القيادات في ممارسة العمل السياسي ، أو الثوري ، و عندما كان الأخرون يكتفون بالعمل في المواسم . لقد إستغل تحالف أعداء الثورة ، و على رأسه الحليفان ، عمر سليمان ، و جماعة الإخوان ، حالة الأنانية التي تحكم بعض القيادات الشبابية ، و حالة غياب الرؤية الواضحة لدى البعض الأخر ، لتوجيه ضرباته ، بوضع الثورة أولاً في الزاوية ، زاوية الدعوة للرضوخ لحكم الشعب ، بالإحتكام لصندوق الإقتراع بسرعة ، لتوجيه لكماته الثلاث ، الإستفتاء ، ثم الإنتخابات ، برلمانية ، و رئاسية ، بغض النظر عن الترتيب ، و التي ظن إن ثلاثتها مجتمعين - على الأقل - سيكن بمثابة ضربة قاضية للثورة ، و لكن يبدو أن اللكمة الأولى تكفي مع البعض . كما ذكرت آنفاً في هذا المقال فإن هناك جنوح ، من قيادات التخاذل الثوري ، للقبول بوقف الثورة ، و القبول بنتيجة الإستفتاء ، أو القبول بنتيجة اللكمة غير الشرعية الأولى ، التي وجهت للثورة ، لكمة الإستفتاء ، و إعتبارها الضربة القاضية . ليس أمامنا حالياً - في حزب كل مصر - سوى أن نكظم غيظنا ، و لكن لن يكون بإستطاعة أحد أن يوقفنا ، مادام فينا رمق الحياة . إننا في حزب كل مصر ندعو إلى إستكمال النضال بشكل أخر ، و لكن قبل أن أشرح ذلك ، أقول أن على الثوريين الحقيقيين ، الذين يرفضون التخاذل الحالي ، و يرفضون ضعف القيادة ، اللذان إستوليا على قيادة الثورة في الفترة الماضية ، أن يعلنوا رفضهم لقيادات التخاذل ، بالإنفصال عنهم . هذا ليس شق لصف الثورة ، لأن الثورة إنتهت بمفهوم المتخاذلين . الثورة ماتت في رأي هؤلاء القياديين الضعفاء . أصبح هم البعض من هؤلاء المتخاذلين ، و أولئك الضعفاء ، جني المنافع بالحصول على مقعد برلماني ، و ربما منصب وزاري . ما نفعله إذاً ليس إنشقاق ، بل إحياء للثورة ، أو إنقاذ لها قبل أن تموت على أيدي محدودي الرؤية ، و المتخاذلين ، و أؤلئك الذين يفقدون توازنهم مع أول ضربة ، و هؤلاء الذين يقبلون بأن يوضعوا في الزاوية . حزب كل مصر يدعو إلى إستكمال النضال الثوري بالدفاع عن حقوق الشعب المصري ، و تطالعاته . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بالقبض على حسني مبارك ، و ولديه ، و على عمر سليمان ، و تقديمهم للقضاء المصري المدني النزيه . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بأننا نخرج على الشعب المصري ، عندما نطالب بإحضار آل مبارك من شرم الشيخ ، أو فرساي المصرية ، في إحدى سيارات الترحيلات التابعة للشرطة ، مرتدين الزي الأبيض المعتاد في هذه المواقف ، و الذي طالما ألبسه حسني لكثير من الأبرياء . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإسترداد ثروة أسرة حسني مبارك ، و ثروات كافة الذين أثروا بطرق غير مشروعة في عهد مبارك الأغبر . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإستكمال الإفراج عن جميع المعتقلين ، و رفض ما يحدث الأن حيث ، يتم إخلاء المعتقلات من حلفاء اليوم ، ليتم ملئها بأنصار الديمقراطية الحقيقية ، و العدالة الفعلية ، و عندما نطالب بوقف التهديدات التي يتلقها أنصار الديمقراطية الحقيقية ، و التي أمتدت الأن للتهديد بتصفية أفراد أسرهم . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بأن يكون قيادات الحكم المحلي ، مثل عمد القرى ، و رؤساء الأحياء ، و رؤساء المدن ، و المحافظين ، بالإنتخاب ، و كذلك قيادات العمل الجامعي ، مثل عمداء الكليات ، و المعاهد العليا ، و رؤساء الجامعات ، لأن في ذلك دعم للديمقراطية ، ففي الديمقراطية الحقيقية لا يكفي فقط إنتخاب رئيس الجمهورية ، و أعضاء البرلمان ، بل يجب إيصال الديمقراطية لكل المستويات. لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بنصرة الشعب الليبي عملياً ، بالإسهام في القضاء على نظام القذافي . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بتطهير الإعلام الحكومي ، و حرية الكلمة بشكل عام ، مادامت لا تروج لعنف ، و لا تحض على كراهية ، و مادامت تحترم القيم الأخلاقية المتعارف عليها ، و المطالبة بتنوع الإعلام ، بتسهيل إصدار الإعلام المطبوع ، و تسهيل تأسيس المحطات الإذاعية على موجة الإف إم ، و محطات الإذاعة المرئية ، سواء الفضائية ، أو العاملة من خلال البث الأرضي ، أو العاملة من خلال نظام الكابل ، لأن في حرية الإعلام توسيع لقدراتنا للوصول للشعب ، فشتان بين المنابر المحدودة ، المتاحة لنا حالياً ، و التي لا تزيد عن نشر مقالات في موقع على الإنترنت ، و حسابات في فيسبوك ، و تويتر ، و تلك المتاحة لأعداء الثورة ، أعداء الشعب ، الذين ضللوا الشعب ، فكسبوا الإستفتاء . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بالإسراع في تحرير تأسيس الأحزاب السياسية ، و تسهيل تأسيس جمعيات المجتمع المدني ، و حماية العاملين في الحملات الإنتخابية لأنصار الديمقراطية الحقيقية ، و حماية العاملين في منظمات العمل المدني . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإلغاء تسلط الأمن على التعيين في وظائف الدولة ، و الإكتفاء بالصحيفة الجنائية ، المعروفة في لغتنا العامية بالفيش و التشبيه . لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة لدعم مبدأ حرية السفر ، أحد حقوق الإنسان الأساسية ، و بالتالي رفع أسماء الممنوعين من السفر لأسباب سياسية . هذه أمثلة بسيطة ، أو قطرات من غيث ، يجب أن نطالب بها لضرورتها البالغة ، و لدينا مزيد . و من الأفضل أن نطالب بها واحدة بعد أخرى ، فإذا إنتهينا من واحدة ، طالبنا بالأخرى ، ليس فقط لندعم ديمقراطيتنا ، بل و أيضا لننهك أعداء الثورة ، و نضعهم في كل مرة في الزاوية ، كما وضعوا ثورتنا بمساعدة بعض محدودي الخبرة من قيادات العمل الثوري . لكن أولاً علينا الإنفصال عن المتخاذلين ، مهما كان عددهم ، فهم لن يزيدونا إلا إضرابا . مطالبنا في الفترة القادمة ، و بعد الخلاص من المتخاذلين ، و الأغبياء ، ستكون مشروعة ، و قوية التأثير ، و سيكون من العسير على إعداء الثورة ، أعداء الشعب ، تحالف عمر سليمان - الإخوان ، رفضها ، أو تسفيهها ، أو تشويهها . سنحشرهم في الزاوية ، و سنكيل لهم اللكمات .
21-03-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنا سنقضي على القذافي قبل الثالث من مارس 2011
-
في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية
-
النفط العراقي يمكن أن يدعم الديمقراطية في الخليج
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي
-
ثورتنا على الظلم و الإفقار حلال
-
برغم الخطأ تظل الدعوة للغضب قائمة
-
يوم الإستفتاء يوم للغضب
-
على الثورة أن تقدم دستورها البديل ، أو مشروع دستور 2012
-
كنيسة قرية صول هي أيضاً ميدان التحرير
-
دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب
-
الثورة هدم و بناء ، و علينا أن نهتم بالعمليتين
-
لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق
-
ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح
-
عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط
-
عمرو موسى مرشح عمر سليمان
-
الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
-
مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
-
كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
-
النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
-
ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
المزيد.....
-
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
-
تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
-
-الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع
...
-
تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
-
اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا
...
-
البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
-
الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم
...
-
إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
-
زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|