عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 14:22
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تبدو حركة شباب 20 فبراير بمطالبها الدنيا والتي صعب على مختلف التنظيمات السياسية والمدنية تحقيقها منذ الاستقلال الشكلي أنها قد قفزت نحو الفراغ عندما تداول الشباب النداء لجعل يوم 20 فبراير موعدا للمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية وضد الاستبداد والحكرة والاستغلال. فالحملة البلطجية التي ووجهت بها وتتبع الأجهزة السرية لخيوط الوصول الى الشباب أصحاب المبادرة ومنع العديد من الوقفات والمسيرات السابقة كان هدفها بث الرعب المزمن المتعود على بثه في نفوس الشباب من أجل التراجع عن موعدهم،
لكن الموعد الأول تحقق وتحقق معه جزء يسير من المطالب، فقرر الشباب بعث رسالة واضحة للمهيمنين على السلطة تؤكد انه لا يقبل بفتات الديمقراطية ولا بالترقيعات الاقتصادية والاجتماعية وأن مطالبه يجب ان تأخذ بجدية. فحدد الشباب يوم 20 مارس كموعدا آخر للاحتجاج. وحاولت السلطة مرة أخرى اللجوء إلى القمع الوحشي والبلطجة وشيطنة حركة عشرين فبراير من خلال الإيحاء بخضوعها لهيمنة ظلامية وعدمية، وسقط عدد من الضحايا بالدار البيضاء يوم 13 مارس وسقط عدد آخر من الضحايا يوم 15 مارس بخريبكة من اجل تأكيد هذه الادعاءات.. وثبت ان المهيمنين على السلطة هم من يمارس البلطجة والقمع الوحشي للحفاظ على الوضع على ما هو عليه تحت ظلال الإرهاب البوليسي والأوهام البرجوازية والقداسة المزيفة. وكان من المحتمل ان يشكل 20 مارس مجزرة أخرى مشابهة لمجزرة 23 مارس 1965 بالدار البيضاء. لكن السياق الدولي في غير صالح هذا النموذج من التوجه الأمني خصوصا وأن المغرب تورط في الحرب الامبريالية الى جانب قوى دولية على الشعب الليبي للهيمنة على خيراته بعدما كان التمرد على الدكتاتور القذافي في البداية شعبيا ثم سرعان ما انقضت المصالح البرجوازية على التمرد الشعبي وحوله رفاق القدافي بالأمس الى حرب تسيل له لعاب الكواسر الامبريالية. لقد مرت مسيرات ووقفات 20 مارس بسلام لأن السلطة قررت ان لا تتدخل في آخر لحظة فلم تتدخل ولم تدفع ببلطجياتها كما فعلت في 20 فبراير رغم كونها كانت حاظرة وتراقب الأوضاع وتبث بأن احتجاجات الشعب تكون في الغالب سلمية حينما لا تستفزها السلطات.
لقد تمت محاولة استقراء آراء المشاركين في مسيرة الرباط يوم 20 مارس، والتي رغم التفاوت الكبير في محتويات التعبيرات السياسية المقدمة إلا أن الملاحظة البارزة هي ذاك الوعي الحسي الذي بدأ ينمو لدى الجميع والإحساس بأن موعد التغيير الجذري قد حان موعده، وأن أوهام الديموقراطية البرجوازية والتنمية الرأسمالية بدأت تتبخر في ادهان الكادحين، وأن هذا التغيير سيحدث مهما كانت ردود فعل المهيمنين على السلطة. فالوعي الحسي الراهن سيتطور مع الأيام نحو وعي علمي ثوري وحينذاك لن يقف أمام ارادة الشعب أي عائق.
في ما يلي روابط استقراءات رأي المشاركين في تظاهرات 20 مارس 2011 بالرباط، وهي عينة تمثيلية من مختلف الأعمار قدمت بشكل عفوي:
http://www.youtube.com/watch?v=0FAhVcJ1jgQ
http://www.youtube.com/watch?v=PoH7h7TXpHE
http://www.youtube.com/watch?v=12QaAx-bYJw
http://www.youtube.com/watch?v=5L9ISq4amB0
http://www.youtube.com/watch?v=jWXys4epY4I
http://www.youtube.com/watch?v=pl1lSXs2oco
http://www.youtube.com/watch?v=7mRILr4xNbM
http://www.youtube.com/watch?v=Cxu2mU_eC6Y
http://www.youtube.com/watch?v=eeZJs8ueLfU
http://www.youtube.com/watch?v=Aj2RtJgGmJA
http://www.youtube.com/watch?v=dlSP-FYbu3Q
http://www.youtube.com/watch?v=zF2Rx7GFOgM
http://www.youtube.com/watch?v=JmcyzHGATok
http://www.youtube.com/watch?v=Eus5LRP3tYM
http://www.youtube.com/watch?v=V_lINlhfHn0
http://www.youtube.com/watch?v=0X-XDmbhnHg
http://www.youtube.com/watch?v=m1aSkdNCNcQ
http://www.youtube.com/watch?v=WGxtcn-NLW0
http://www.youtube.com/watch?v=9FxRJ9KnCjY
http://www.youtube.com/watch?v=l2_tYR4YO6k
http://www.youtube.com/watch?v=8IkWfTrGj0E
http://www.youtube.com/watch?v=HtaOvnlPs1w
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟