|
كنا سنقضي على القذافي قبل الثالث من مارس 2011
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 23:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لو كان هناك كلب مسعور عقور في ناحية ما ، و عجز سكانها عن التخلص منه ، و رفض سكان النواحي المجاورة مد يد العون لهم للتخلص منه ، ثم أتى غرباء فقيدوه ، ليمكنوا سكان تلك الناحية من التخلص منه ، أو قام هؤلاء الأغراب بالتخلص منه ، للقضاء على شره الذي إستفحل ، فإن عمل أولئك الأغراب لا غبار عليه . إنقاذ الحياة البشرية البريئة مقدم - و كما ذكرت سابقاً مراراً - على أي إعتبارات أخرى من وضع البشر . لقد عجز الليبيون ، برغم شجاعتهم ، عن التخلص من معمر القذافي و نظامه ، و رفضت الأنظمة العربية ، و أخص بالذكر تلك المجاورة لليبيا التدخل عملياً لصالح الشعب الليبي ، مع العلم أن عدم التدخل يصب تلقائياً ، و بديهياً ، لصالح القذافي و نظامه . لهذا لا غبار على القبول بالتدخل الأمريكي - البريطاني - الفرنسي ... إلخ ، لشل يد القذافي الباطشة بالشعب الليبي . الموقف الليبي بالأمس يختلف كلية عن الموقف في العراق في 2003 . ذلك التدخل الغربي لضرب القذافي ، أنظر إليه اليوم ، العشرين من مارس 2011 - و أذكر التاريخ تحسباً لأي تطورات في المستقبل ، فمقالي هذا يرتبط بتاريخ كتابته - على إنه تدخل صائب ، و إن تأخر ، و إنه في ذلك يماثل التدخل الأمريكي الذي حدث لحماية البوسنيين ، أو البشناق باللفظ القديم ، و مثل التدخل الأمريكي في 1999 لصالح ألبان كوسوفو ، أو كوسوفا . هذا عن الشق الليبي للأزمة الليبي ، إلا أن لتلك الأزمه شق ، أو بقول أدق : وجه ، مصري ، و هو الموقف المصري الرسمي ، و الشعبي . لقد كشفت الأزمة الليبية عن الوجه الحقيقي لنظام عمر سليمان ، الذي لم يتحرك ليكون على قدر الأحداث الكبيرة المأساوية الجارية في ليبيا منذ فترة ، و هذا يدل على الموقف السياسي الحقيقي لذلك النظام . بالمثل ، موقف عمرو موسى ، صنيعة حسني مبارك ، و مرشح عمر سليمان للرئاسة ، و الذي يتم تلميعه منذ ما قبل سقوط مبارك ، ليخلف مبارك ، و ليحافظ على مكاسب نظام مبارك ، و سياساته الداخلية ، و الخارجية ، و يمكن العودة لمقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، المنشور في الأول من مارس 2011 ، لمزيد من الإستفاضة في شأن ترشيح عمرو موسى للرئاسة . الناصريون أيضا ، لم يتحركوا ، فسقوط القذافي ، يعني سقوط نظام ناصري ، و هذا يعني إلى أين يريد الناصريون قيادة مصر في المستقبل لو قدر لهم النجاح في الإنتخابات الرئاسية ، و الحمد لله إن فرصتهم ضعيفة . أما الموقف الباهت للبرادعي - هذا إن كان له موقف من الأساس - فهو موقف معتاد منه ، و أكاد أكون على يقين ، بإن تصريحاته التي يصدرها يلقنها مسبقاً من تلك المجموعة المشبوهة الملتفة حوله ، المسماة جمعية التغيير ، و التغيير منها براء ، والتي تشمل بعض صنائع جهاز مباحث أمن النظام ، مع بقايا الناصرية ، و المجموعتين يتمنيان بقاء القذافي ، لهذا لزم البرادعي الصمت ، أو أخذ موقف باهت ، و أقول : أو ، لأنني صراحة لم أعثر على أي رد فعل له . الإخوان الإنتهازيون فضحت مأساة الشعب الليبي حقيقتهم ، فمهرجانات التأييد ، و مسيرات التنديد بالجرائم ، و قوافل التضامن ، هي فقط لربيبتهم حماس ، أما و أن الثورة الليبية ليست إخوانية ، مثل الثورة المصرية في 2011 ، فلا حاجة للضجيج ، و إغضاب حليف اليوم ، عمر سليمان . مواقف محلية مصرية ، تتنافس على قيادة مصر ، أو تريد المشاركة في القيادة بدرجة ما ، كلها زاد إنكشافها بالأزمة الليبية . مواقف كلها تتناقض مع ما يحتاجه الشعب الليبي ، و ما يريده الشعب المصري . مواقف هي عكس موقفنا في حزب كل مصر المعبر عن نبض الشعب المصري . حزب كل مصر في الخامس و العشرين من فبراير 2011 دعا إلى تدخل القوات المسلحة المصرية لمساعدة الثورة الليبية ، بعد إستئذان القيادات السياسية المعارضة الليبية ، و كبار قواد الجيش الليبي الذين إنضموا للثورة ، و مشايخ القبائل الليبية الموالين للثورة ، و ذلك قبل ظهور قيادة موحدة للثورة . حزب كل مصر إعتبر أن مصر ، بجيشها ، أولى بذلك الدور الذي تقوم به منذ الأمس ، قوات أمريكية ، و فرنسية ، و بريطانية ... إلخ ، و يمكن مراجعة مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي . و عندما رأى حزب كل مصر التخاذل المصري الرسمي ، و شاهد الدم الليبي يسيل أنهاراً بيد نظام مسعور ، و العالم لازال يفكر ، و يبحث ، رأي ألا ينتظر مزيداًً من الوقت ، في إنتظار تحرك العالم ، أو تحرك نظام عمر سليمان ، المستند على الإخوان الإنتهازيين ، فتوجه للشعب المصري الحر ، من منابره الصغيرة ، المتاحة له حالياً ، و التي عمل من خلالها قبل الثورة ، و أثنائها ،في ظل الضغوط الأمنية الهائلة التي يتعرض لها لليوم ، في داخل مصر ، و خارجها . لقد دعا حزب كل مصر في السادس من مارس 2011 ، في مقال : ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح ، إلى التطوع الشعبي لنصرة الشعب الليبي في ثورته ، بخاصة لمن لديهم خبرات عسكرية ، و دعا إلى ضغوط شعبية مصرية على النظام الحاكم الحالي ، نظام عمر سليمان ، لفتح مخازن السلاح في الجيش المصري لإرسال معدات عسكرية ، و ذخائر ، لمساعدة الثورة الليبية ، التي كانت ، و لازالت ، تفتقر للتسليح الجيد . لو كان حزب كل مصر قادر على العمل على الأرض ، جهاراً ، لكان أسهم في إرسال متطوعين لنصرة الشعب الليبي ، و لكان نظم المسيرات التي تضغط على النظام الحاكم الحالي لتسليح الثورة الليبية . أما لو كان حزب كل مصر في الحكم ، لكان الموقف إختلف كلية ، و لتم تنفيذ ما ذكر في مقال الخامس و العشرين من فبراير 2011 ، بحذافيره ، مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي ، و لكان إنتهى أمر القذافي في خلال أسبوع على الأكثر ، و لكان الشعب الليبي ينعم الأن بالحرية ، و يفكر في مستقبله في حقبة ما بعد القذافي ، و أسرته ، و لكانت القوات المصرية أتمت عودتها لثكناتها على التراب المصري ، و للقواعد الجوية ، و البحرية ، المصرية . إننا نتكلم عن ثقة ، لإننا في حزب كل مصر نعرف لجيش مصر قدره ، و نثمن بأعلى تقدير وطنية ضباطه الوطنيين الحقيقيين - و ليس ذلك المجلس العسكري الزائف - هؤلاء الضباط الذين تتشبع بالوطنية المصرية ، و بحب العدالة ، و الحرية ، دمائهم ، و نعرف مدى عمق إيمانهم بقضية الديمقراطية . أن ما يجري في ليبيا ، و المنطقة ، و ما يحدث في مصر حالياً ، في ظل تحالف عمرسليمان - الإخوان ، و ما يلوح به المستقبل لمصر في ظل ذلك التحالف الخبيث من إنتصار للإستبداد ، و الفساد ، و السير للوراء ، يدفع حزب كل مصر أكثر ، و أكثر ، للتفكير في الدخول إلى المعترك السياسي العملي ، و تسجيل نفسه رسميا ، و تأسيس قواعد شعبية له في كافة أنحاء مصر ، و التنافس على سدة الرئاسة ، حتى لا تسقط في يد أعداء الشعب المصري ، و لكن القرار يتوقف على مدى إستمرارية الثورة ، كما ذكرت في مقال الأمس المعنون بعنوان : في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية . القرار إذا لا يتأثر بالتهديدات الأمنية الجبانة المتتالية . القرار يتوقف على قرار الشعب المصري ، في الإستمرار في الثورة ، أو التوقف الأن ، لإستكمالها بطرق أخرى . القرار النهائي للنزول لساحة العمل السياسي ، بتسجيل الحزب ، و العمل على تأسيس قواعده الشعبية ، و خوض الإنتخابات الرئاسية ، سيُتخذ بناء على دراسة وافية ، و سيتخذ ، إن شاء الله ، قريباً . بأي حال لن نترك مصر لأعداء الشعب المصري . لنعمل سوياً من أجل إستعادة مصر .
20-03-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية
-
النفط العراقي يمكن أن يدعم الديمقراطية في الخليج
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي
-
ثورتنا على الظلم و الإفقار حلال
-
برغم الخطأ تظل الدعوة للغضب قائمة
-
يوم الإستفتاء يوم للغضب
-
على الثورة أن تقدم دستورها البديل ، أو مشروع دستور 2012
-
كنيسة قرية صول هي أيضاً ميدان التحرير
-
دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب
-
الثورة هدم و بناء ، و علينا أن نهتم بالعمليتين
-
لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق
-
ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح
-
عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط
-
عمرو موسى مرشح عمر سليمان
-
الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
-
مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
-
كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
-
النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
-
ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
-
حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|