أحمد حسنين الحسني
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 22:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لو كان هناك كلب مسعور عقور في ناحية ما ، و عجز سكانها عن التخلص منه ، و رفض سكان النواحي المجاورة مد يد العون لهم للتخلص منه ، ثم أتى غرباء فقيدوه ، ليمكنوا سكان تلك الناحية من التخلص منه ، أو قام هؤلاء الأغراب بالتخلص منه ، للقضاء على شره الذي إستفحل ، فإن عمل أولئك الأغراب لا غبار عليه .
إنقاذ الحياة البشرية البريئة مقدم - و كما ذكرت سابقاً مراراً - على أي إعتبارات أخرى من وضع البشر .
لقد عجز الليبيون ، برغم شجاعتهم ، عن التخلص من معمر القذافي و نظامه ، و رفضت الأنظمة العربية ، و أخص بالذكر تلك المجاورة لليبيا التدخل عملياً لصالح الشعب الليبي ، مع العلم أن عدم التدخل يصب تلقائياً ، و بديهياً ، لصالح القذافي و نظامه .
لهذا لا غبار على القبول بالتدخل الأمريكي - البريطاني - الفرنسي ... إلخ ، لشل يد القذافي الباطشة بالشعب الليبي .
الموقف الليبي بالأمس يختلف كلية عن الموقف في العراق في 2003 .
ذلك التدخل الغربي لضرب القذافي ، أنظر إليه اليوم ، العشرين من مارس 2011 - و أذكر التاريخ تحسباً لأي تطورات في المستقبل ، فمقالي هذا يرتبط بتاريخ كتابته - على إنه تدخل صائب ، و إن تأخر ، و إنه في ذلك يماثل التدخل الأمريكي الذي حدث لحماية البوسنيين ، أو البشناق باللفظ القديم ، و مثل التدخل الأمريكي في 1999 لصالح ألبان كوسوفو ، أو كوسوفا .
هذا عن الشق الليبي للأزمة الليبي ، إلا أن لتلك الأزمه شق ، أو بقول أدق : وجه ، مصري ، و هو الموقف المصري الرسمي ، و الشعبي .
لقد كشفت الأزمة الليبية عن الوجه الحقيقي لنظام عمر سليمان ، الذي لم يتحرك ليكون على قدر الأحداث الكبيرة المأساوية الجارية في ليبيا منذ فترة ، و هذا يدل على الموقف السياسي الحقيقي لذلك النظام .
بالمثل ، موقف عمرو موسى ، صنيعة حسني مبارك ، و مرشح عمر سليمان للرئاسة ، و الذي يتم تلميعه منذ ما قبل سقوط مبارك ، ليخلف مبارك ، و ليحافظ على مكاسب نظام مبارك ، و سياساته الداخلية ، و الخارجية ، و يمكن العودة لمقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، المنشور في الأول من مارس 2011 ، لمزيد من الإستفاضة في شأن ترشيح عمرو موسى للرئاسة .
الناصريون أيضا ، لم يتحركوا ، فسقوط القذافي ، يعني سقوط نظام ناصري ، و هذا يعني إلى أين يريد الناصريون قيادة مصر في المستقبل لو قدر لهم النجاح في الإنتخابات الرئاسية ، و الحمد لله إن فرصتهم ضعيفة .
أما الموقف الباهت للبرادعي - هذا إن كان له موقف من الأساس - فهو موقف معتاد منه ، و أكاد أكون على يقين ، بإن تصريحاته التي يصدرها يلقنها مسبقاً من تلك المجموعة المشبوهة الملتفة حوله ، المسماة جمعية التغيير ، و التغيير منها براء ، والتي تشمل بعض صنائع جهاز مباحث أمن النظام ، مع بقايا الناصرية ، و المجموعتين يتمنيان بقاء القذافي ، لهذا لزم البرادعي الصمت ، أو أخذ موقف باهت ، و أقول : أو ، لأنني صراحة لم أعثر على أي رد فعل له .
الإخوان الإنتهازيون فضحت مأساة الشعب الليبي حقيقتهم ، فمهرجانات التأييد ، و مسيرات التنديد بالجرائم ، و قوافل التضامن ، هي فقط لربيبتهم حماس ، أما و أن الثورة الليبية ليست إخوانية ، مثل الثورة المصرية في 2011 ، فلا حاجة للضجيج ، و إغضاب حليف اليوم ، عمر سليمان .
مواقف محلية مصرية ، تتنافس على قيادة مصر ، أو تريد المشاركة في القيادة بدرجة ما ، كلها زاد إنكشافها بالأزمة الليبية .
مواقف كلها تتناقض مع ما يحتاجه الشعب الليبي ، و ما يريده الشعب المصري .
مواقف هي عكس موقفنا في حزب كل مصر المعبر عن نبض الشعب المصري .
حزب كل مصر في الخامس و العشرين من فبراير 2011 دعا إلى تدخل القوات المسلحة المصرية لمساعدة الثورة الليبية ، بعد إستئذان القيادات السياسية المعارضة الليبية ، و كبار قواد الجيش الليبي الذين إنضموا للثورة ، و مشايخ القبائل الليبية الموالين للثورة ، و ذلك قبل ظهور قيادة موحدة للثورة .
حزب كل مصر إعتبر أن مصر ، بجيشها ، أولى بذلك الدور الذي تقوم به منذ الأمس ، قوات أمريكية ، و فرنسية ، و بريطانية ... إلخ ، و يمكن مراجعة مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي .
و عندما رأى حزب كل مصر التخاذل المصري الرسمي ، و شاهد الدم الليبي يسيل أنهاراً بيد نظام مسعور ، و العالم لازال يفكر ، و يبحث ، رأي ألا ينتظر مزيداًً من الوقت ، في إنتظار تحرك العالم ، أو تحرك نظام عمر سليمان ، المستند على الإخوان الإنتهازيين ، فتوجه للشعب المصري الحر ، من منابره الصغيرة ، المتاحة له حالياً ، و التي عمل من خلالها قبل الثورة ، و أثنائها ،في ظل الضغوط الأمنية الهائلة التي يتعرض لها لليوم ، في داخل مصر ، و خارجها .
لقد دعا حزب كل مصر في السادس من مارس 2011 ، في مقال : ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح ، إلى التطوع الشعبي لنصرة الشعب الليبي في ثورته ، بخاصة لمن لديهم خبرات عسكرية ، و دعا إلى ضغوط شعبية مصرية على النظام الحاكم الحالي ، نظام عمر سليمان ، لفتح مخازن السلاح في الجيش المصري لإرسال معدات عسكرية ، و ذخائر ، لمساعدة الثورة الليبية ، التي كانت ، و لازالت ، تفتقر للتسليح الجيد .
لو كان حزب كل مصر قادر على العمل على الأرض ، جهاراً ، لكان أسهم في إرسال متطوعين لنصرة الشعب الليبي ، و لكان نظم المسيرات التي تضغط على النظام الحاكم الحالي لتسليح الثورة الليبية .
أما لو كان حزب كل مصر في الحكم ، لكان الموقف إختلف كلية ، و لتم تنفيذ ما ذكر في مقال الخامس و العشرين من فبراير 2011 ، بحذافيره ، مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي ، و لكان إنتهى أمر القذافي في خلال أسبوع على الأكثر ، و لكان الشعب الليبي ينعم الأن بالحرية ، و يفكر في مستقبله في حقبة ما بعد القذافي ، و أسرته ، و لكانت القوات المصرية أتمت عودتها لثكناتها على التراب المصري ، و للقواعد الجوية ، و البحرية ، المصرية .
إننا نتكلم عن ثقة ، لإننا في حزب كل مصر نعرف لجيش مصر قدره ، و نثمن بأعلى تقدير وطنية ضباطه الوطنيين الحقيقيين - و ليس ذلك المجلس العسكري الزائف - هؤلاء الضباط الذين تتشبع بالوطنية المصرية ، و بحب العدالة ، و الحرية ، دمائهم ، و نعرف مدى عمق إيمانهم بقضية الديمقراطية .
أن ما يجري في ليبيا ، و المنطقة ، و ما يحدث في مصر حالياً ، في ظل تحالف عمرسليمان - الإخوان ، و ما يلوح به المستقبل لمصر في ظل ذلك التحالف الخبيث من إنتصار للإستبداد ، و الفساد ، و السير للوراء ، يدفع حزب كل مصر أكثر ، و أكثر ، للتفكير في الدخول إلى المعترك السياسي العملي ، و تسجيل نفسه رسميا ، و تأسيس قواعد شعبية له في كافة أنحاء مصر ، و التنافس على سدة الرئاسة ، حتى لا تسقط في يد أعداء الشعب المصري ، و لكن القرار يتوقف على مدى إستمرارية الثورة ، كما ذكرت في مقال الأمس المعنون بعنوان : في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية .
القرار إذا لا يتأثر بالتهديدات الأمنية الجبانة المتتالية .
القرار يتوقف على قرار الشعب المصري ، في الإستمرار في الثورة ، أو التوقف الأن ، لإستكمالها بطرق أخرى .
القرار النهائي للنزول لساحة العمل السياسي ، بتسجيل الحزب ، و العمل على تأسيس قواعده الشعبية ، و خوض الإنتخابات الرئاسية ، سيُتخذ بناء على دراسة وافية ، و سيتخذ ، إن شاء الله ، قريباً .
بأي حال لن نترك مصر لأعداء الشعب المصري .
لنعمل سوياً من أجل إستعادة مصر .
20-03-2011
#أحمد_حسنين_الحسني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟