نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:26
المحور:
الادب والفن
-1-
تتوسّع عين وأخرى تذوب
كجمرتين في موقد الرعب
نفاني الوجه المخيف
متحرّقا لرماده
في أوج حربه الباردة كالمشرحة
وحضيض سلامه المستعر كالجحيم
إلى أجنحة زرقاء
حملتني إلى براعم الحمّى
قطفني تفاح الخيانة
رتّبني في جوف العزلة
آملا بحنان الصمت
لم أحظ بغير الخيبة
من واد إلى جرح
وأفتّش عن رأسي
هل حقا كان لي جمجمة ؟
-2-
متغندرةً تعبر الحكاية
عكس عقارب الأرض
كساعة حمقاء
بذراعين كالقرد
تتعلق بأغصان الحكمة
ولاتأبه الهائمة
بغرور يخثّر الأنباض .
-3-
كنتُ نابضا يغلي
لو تتبخّر الصخور
وتشوى المحيطات
ويبتلع المكان زجاج الوقت
لأجل كوكب يغني
من فؤاد رنّحته الأمنيات .
-4-
ميتاً كنتُ بصيغة النوم
كابوساً بطرحة الحلم
أصابع جريئة كديناميت
فركت قلب اليابسة
أنّة فارعة كولادة
أسقطت العالم في المراهقة
دفنتُ موتي ونهضتُ
في موكب جثث أحياء .
-5-
انفرجتِ الجفونُ الحجرُ
تصغي لمشهد يتآكل
الدرب الوحيد للسعادة
النبع الإجباري للحرية
الحبيبة الناسكة .
-6-
تدحرجتْ كبراميل زفتٍ
صلوات الأمس
وذابتِ الأزهار المصطنعة
مثلما هوتْ عن المكاتب
صقور مصبّرة .
وصدى سيوف صدئة
هياكل عظم تقاوم
بمروءة الرمل
وتفلسف الحجر
عن جذام عقائد .
-7-
بعض ذاك الحطام
من عظام الرقبة
أشلاء تحنّ للعودة .
-8-
لكآبتي ينحني البحر
حتى وجهكِ اللؤلؤ
بهاء ملوكيّ
تحملني دقائق اليود وتفاصيل الملح
إلى أعمق خلجاتكِ
ياعازفة البركان
أنت يقظة الحلم
وشفاهك كرز الشفق الأخير
كفجر يقترب .
-8-
تحقّق كلّ ما اشتهت مجاعاتي
الزوايا الحادة كالخديعة
الحصى المستدير ككلام النهر
فرار الأضواء وقطعان النقد
الهيفاء والعبلاء والدعجاء
إلى آخر المخيّلة .
-9-
غدا إلى الربع الخالي
آخر كثبان العمر .
-10-
وماذا بعد ؟
الانتحار أقلّ كلفةً
أسمى تأجّج
كأنّه نقطة البدء
أو فاصلة الغروب
متخفٍّ في تهكّمه
من حياتنا و موتي .
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟