أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - كاوبوي إسرائيل














المزيد.....


كاوبوي إسرائيل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


القتل والاستيطان كلمتان متناقضتان في المعنى اللُغوي في كل قواميس العالم ولغاته، لأن القتل يعني الإزالة ، أما الاستيطان فهو حياة.
غير أنهما متماثلتان في المدلولات السياسية عند الفلسطينيين المحتلين، فالاستيطان أصبح لا يعني عند الفلسطينيين سوى القتل، وذلك بإحياء جيل إسرائيلي جديد على رفات جيل فلسطيني قديم ، جيل المستوطنين الطارئ ، على جيل الجذور الفلسطيني!
لم أفاجأ عندما سمعتْ يوم أمس خبرا يقول:
"سيبني مستوطنو إيتمار مستوطنةً جديدةًً، بعد ذبح عائلة فوغل المكونة من خمسة أفراد يوم الجمعة 11/3/2011 بينهم ثلاثة أطفال أحدهم رضيع لا يتجاوز عمرة ثلاثة أشهر، وسيكون اسمها الجديد(ARYEH ) واختاروا اسم المستوطنة من الأحرف الأولى من اسم كل فرد من القتلى وهم:
أوري-روث- إلعاد-موآب- هداس. " هارتس 17/3/2011"
وهذه المستوطنة الجديدة ستكون بالطبع على أنقاض قرية عورتا الفلسطينية ، وكل ذلك قبل أن تظهر نتائج التحقيقات في حادثة القتل.
وللعلم فإن هذه المستوطنة الجديدة هي إيتمار الثالثة ، فإيتمار الأولى كانت في بدية التكوين كرفانا ومولد كهرباء وخزان مياه بناها كبير حاخامي الجيش السابق أفيحاي رونسكي، وهو اليوم حاخام المستوطنة ومدير اليشيفا الدينية فيها، أما إيتمار الثانية فقد أقيمت بعد حادثة مماثلة عندما قتل أربعة من عائلة واحدة في المستوطنة نفسها عام 2004 ، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فإن إيتمار أربعة وخمسة القادمة، سوف تُبنى على أنقاض بيت فوريك ونابلس كلها!
ويستمر مسلسل القتل والاستيطان يُعرض كل يوم على شاشة أرض فلسطين كحقيقة واقعة في الأفق الإعلامي المكشوف.
لمسلسل الاستيطان القاتل صيغٌ عديدة، تبدأ دائما بكرافان وخزان مياه وسط بستانٍ فلسطيني، وينتهي الأمرُ بأن يعترف بها المجلسُ البلدي كمستوطنة، ثم يشرع المستوطنون في تكبير حجمها بأساليب عديدة، باقتلاع أشجار بساتين الفلسطينيين المجاورة، ثم بمنعهم من دخولها ، ثم بغزو القرى المجاورة وإرهاب ساكنيها الفلسطينيين، باستعمال المبيد البشري الاستيطاني( زعران التلال) وهم شبيبة المستوطنات المسلحون الذين أسماهم الكاتب الإسرائيلي يائير شيلغ عام 2001 :
كاوبوي إسرائيل
لأنهم كانوا يرفعون أعلام وشعارات عصابة الهاغاناه وشتيرن والليحي!
وعلَّق الكاتب يائير شيلغ على أفعالهم قائلا:
" لم تعد إسرائيل هي التي تملك المستوطنات، بل أصبحت المستوطنات هي التي تملك إسرائيل"!
يعتقد كثير من المحللين السياسيين، وأنصاف الخبراء بإسرائيل بأن الاستيطان تكتيك عسكري إسرائيلي، لكسب الأرض لتحقيق مكاسب سياسية ، ويضربون المثل بإخلاء مستوطنات غزة وسيناء عقب اتفاق السلام، ولم يُكملوا بقية القصة، فما تزال طوائف الحارديم المسيطرة على المشهد السياسي في إسرائيل اليوم ترى في بيغن وشارون اللذين أخليا مستوطنات سيناء وغزة مُلحدَيْن وعدوين لدودين لجوهر تعاليم اليهودية لأنهما أخليا المستوطنات حتى أن طوائف الحارديم تعتقد بأن شلل يدي وقدمي ووجه شارون جاء بسبب إخلاء مستوطنات غزة!
أشرتُ في مقالات سابقة إلى أن الاستيطان أهم فرائض الدين اليهودي وفق عقيدة الراب المعلم الأول موشيه بن نحمان في القرن الثاني عشر الميلادي، والحاخام يهودا القلعي المتوفى عام 1878م الذي قال:
"لا تجوز العبادات والطقوس الدينية اليهودية خارج أرض إسرائيل، حتى الطعام الحلال( الكوشير) لا يكون حلالا إلا في أرض الميعاد"!
وقسمت طائفة الحسيدوت الحريدية، وهي أكبر طوائف الحارديم العبادات الدينية كلها إلى ثلاثة أقسام وطقوس يجب أن يُؤديها كلُّ يهودي متدين:
توبة الخوف ، وهي العبادة في المنفى، والخوف منه.
وتوبة الأرض، وهي العبادة وأداء الشعائر في أرض الميعاد، عند العودة إليها.
وتوبة الحب، حينما يحب اليهودي أرضه ويستوطنها بلا أغيار، فإن النتيجة تكون عودة الماسيح!
ونظرا لقيمة الاستيطان العليا عند الحارديم فقد خصصوا للاستيطان كتلة دينية سياسية أسسوها عام 1975 باسم ( غوش إيمونيم) وأنجبت هذه الكتلة الدينية السياسية مولودها البكر الأول( حركة يشع) المختصة بالاستيطان، ثم حركة ( أمانا) المختصة بالاقتلاع ، اقتلاع الفلسطينيين من سكان القدس من بيوتهم التي يسكنونها!
والحركتان تعملان بكفاءة منقطعة النظير، وأصبحت الحركة الأولى يشع، أكبر خزان انتخابي قادر على إنجاح المرشحين لرئاسة وزراء إسرائيل، وتحولت السيطرة الفعلية وسلطة اتخاذ القرارات من رئيس الوزراء( نتنياهو)، إلى مدير عام يشع( داني دايان) الذي يقدم الدعم لصديقه الحميم ليبرمان، وهما يقودان إسرائيل الآن!
ولم يكتفِ المستوطنون بأن يجعلوا الاستيطان ركيزة الدين والسياسة، بل إنهم أدخلوا منتقدي الاستيطان ضمن اللاساميين:
حتى أن أعضاء كنيست أسموا دان كرتسر سفير أمريكا في تل أبيب عام 2002 :
( يهودي لا سامي حقير)
فقد كان السفير يهوديا أرثوذكسيا يؤدي كل طقوس الدين اليهودي! ويعود سبب ذلك لأنه قال بحسن نيَّة - من منطلق حرصه على إسرائيل- :
" الأفضل أن تنفق إسرائيل الأموال المخصصة للاستيطان على العجزة والمقعدين"!!
ولم ينجُ بلانتو وهو أروع رسّام كاريكاتير فرنسي في صحيفة لوموند من تهمة اللاسامية لأنه رسم فلسطينيا يلتف حول وسطه حزام ناسف وأطلق عليه اسم (الاستيطان)!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام
- أمراء التطهير العرقي
- وداعا مائير داغان
- هههههه
- ترسانة التربية والتعليم
- الموت لكل العرب
- فضائيات الدمار الشامل
- بطولة أولمبياد الحكومة العنصرية
- اذكروا محاسن لغتكم العربية
- غزة تشارك في إطفاء حريق الكرمل
- دعوا الطفولة تنضج في أطفالكم
- صلاة على روح دولة إسرائيل


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - كاوبوي إسرائيل