|
معنى لقاء الله
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 22:14
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الحمد للّه الّذی تجلّی فی البقعة المبارکة الأرض المقدّسة طور الايمن وادی طوی جبل سيناء علی موسی الکليم و اشرق فی برّيّة القدس وادی المقدّس جبل ساعير البقعة البيضاء و العدوة النوراء علی عيسی المسيح و ظهر فی فاران الحبّ مطلع الانوار مشرق الآثار بطحاء الروح يثرب الاسرار ظهور الضياء فی رابعة النهار علی محمّد الحبيب و لاح و اضاء فی کينونة العلی و ذاتيّة الثناء مصباح الملأ الأعلی النقطة الاولی أفق التوحيد ثمّ هتک ستر الغيوب و زال الظلام الديجور و انکشفت السبحات المجلّلة علی شمس الظهور و ارتفع النقاب و انشقّ السحاب و زال الحجاب و کان يوم الاياب الموعود فی کلّ صحف و زبر و کتاب أنزله العزيز الوهّاب فی سالف القرون و الدهور و الاحقاب. فاشرق و سطع و لمع و بزغ نور الجمال فی هيکل الجلال و استقرّ الرحمن علی عرش الأکوان و تشعشع و تلألأ شمس الحقيقة علی آفاق الامکان و کانت بهاء السموات و الأرض فی عالم الغيب و العيان. و البهاء و الثناء و التحيّة و السلام علی حقائق مقدّسة استفاضت من فيض القدم و استشرقت من أنوار سطعت من اسمه الاعظم و علی نفوس مقدّسة انجذبت بنفحات اللّه و استمعت لنغمات الورقاء المغرّدة فی أيک الثناء و اشتعلت بالنار الموقدة فی سدرة السيناء و فازت بيوم اللقاء و شکرت للّه بما أنعم عليها بهذه الفيوضات المختصّة بالنقباء النجباء الّذين لم تأخذهم لومة لائم فی ثبوتهم علی ميثاق اللّه و تمسّکهم بعهد رقم من القلم الأعلی الا انّهم من أولياء اللّه و الا انّهم هم الفائزون أمّا بعد أيّها السائل الجليل المتوجّه الی الملکوت العظيم اعلم انّ الرؤية فی يوم اللّه مذکور فی جميع الصحائف و الزبر و الالواح النازلة من السماء علی الانبياء فی غابر الازمان العصور الخالية و القرون الأوّليّة و کلّ نبيّ من الانبياء بشّر قومه بيوم اللقاء فارجع الی النصوص الموجودة فی الانجيل و الزبور و التوراة و القرآن قال اللّه تعالی فی الفرقان "اعلموا انّکم ملاقوه يوم القيامة" و ايضاً "قد خسر الّذين کذّبوا بلقاء ربّهم" و أيضاً "لعلّکم بلقاء ربّکم توقنون" و فی حديث مروی من أحد و عشرين من الصحابة انّ رسول اللّه صلّی اللّه عليه و آله قال "سترون ربّکم کما ترون البدر فی ليلة أربعة عشر" و قال علی عليه السلام "رأيت اللّه و الافريدوس برأی العين" و أيضاً قال "و رأيته و عرفته فعبدته لا أعبد ربّا لم أره" مع هذه العبارات المصرّحة و النصوص الصريحة و الروايات المأثورة اختلف الاقوام فی هذه المسئلة منهم من قال ان الرؤية ممتنعة و استدلّ بالآية المبارکة و هی "لا تدرکه الابصار و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير" و منهم من قال اذا أنکرنا الرؤية بالکلّيّة يقتضی انکار نصوص القرآن و يثبت عدم العصمة للانبياء فانّ السؤال عن الممتنع المحال لا يجوز قطعيا من نبيّ معصوم و سئل موسی الکليم عليه السلام الرؤية و قال "ربّ أرنی أنظر اليک" و العصمة مانعة عن سؤال شیء ممتنع و حيث صدر منه هذا السؤال فهو برهان قاطع و دليل لائح علی امکان الرؤية و حصول هذه البغية و ما عدا هذا الدليل الجليل عندک دليل واضح مبين و هو اذا فرضنا امتناع الرؤية حقيقة فی عالم الشهود و العيان فما النعمة الالهيّة الّتی اختصّ اللّه بها فی جنّة اللقاء عباده المکرمين من الاصفياء بل امتناع الرؤية انّما هو فی الدنيا و امّا فی الآخرة متيسّرة حاصلة لکلّ عبد أوّاب. فانّ الکليم عليه السلام لمّا شرب مدام محبّة اللّه و اهتزّ من استماع کلام اللّه و ثمل من سورة صهباء الخطاب نسی انّه فی الدنيا و انکشفت له الجنّة المأوی و حيث انّ الجنّة مقام المشاهدة و اللقاء قال "ربّ أرنی أنظر اليک" فأتاه الخطاب من ربّ الارباب انّ هذه المنحة المختصّة بالاصفياء و يختصّ برحمته من يشاء انّما تتيسّر فی اليوم الّذی ترتعش فيه أرکان الأرض و السمآء و تقوم القيامة الکبری و تنکشف الواقعة عن الطامّة العظمی. هذا ماورد فی جميع التفاسير و التأويل من أعلم علماء الاسرار فی کلّ الاعصار من جميع الاقطار. و امّا جوهر المسئلة و حقيقة الامر انّ اللقاء أمر مسلّم محتوم منصوص فی الصحف و الواح الحيّ القيّوم و هذا هو الرحيق المختوم ختامه مسک و فی ذلک فليتنافس المتنافسون. فانّ للحقيقة الکلّيّة و الهويّة اللاهوتيّة الظهور فی جميع المراتب و المقامات و الشّؤون لانّها واجدة المراتب ساطعة البرهان لامعة الحجّة فی کلّ کيان و هو بکلّ شیء محيط کما قال عليه السلام "أيکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتّی يکون هو المظهر لک عميت عين لا تراک" و قال "يا من دلّ علی ذاته بذاته و تنزّه عن مجانسة مخلوقاته" لانّ المراتب و المقامات مجال و مرايا لظهور الاسماء و الصفات فظهور الحقّ محقّق فی جميع الشؤون حتّی يکون الوصول اليه فی جميع المراتب ممّا کان و يکون و الممکنات ممتلئة من اسرار الاسماء و الصفات و الادراک لا يتحقّق الّا من حيث الصفة و امّا الذات من حيث هو هو مستور عن الانظار و محجوب عن الابصار غيب منيع لا يدرک ذات بحت لا يوصف "السبيل مسدود و الطلب مردود" فانّ الحقّ من حيث الاسماء و الصفات له ظهور فی جميع المراتب المترتّبة فی الوجود علی النظم الطبيعی و الترتيب الفطری و له تجلّيات علی رؤوس الاشهاد فی جنّة اللقاء الفردوس الأعلی و الملکوت الأبهی اذاً فاعلم بانّ الرؤية و اللقاء من حيث الحقيقة الغيبيّة الّتی تعبّر عنها بالغيب الوجدانی لا تدرکه الابصار و هو يدرک الابصار. و امّا من حيث الظهور و البروز و التجلّی و کشف الحجاب و ازالة السحاب و رفع النقاب فی يوم الاياب فالرؤية أمر مشروع موعود فی اليوم المشهود يختصّ اللّه بها من يشاء من أهل السجود الّذين لهم نصيب مفروض من هذا المقام المحمود و البرهان واضح منصوص مثبوت و يشهد به العقول المستوية الربّانيّة الالهيّة. فانّ الفيض لا ينقطع من مرتبة من المراتب و الفضل و الجود لا يحرم منه مقام من المقامات. فيا زائر الروضة المقدّسة الغنّاء خذ نفحة من جنّة الأبهی و اعرضها علی مشام أهل الآفاق حتّی يتعطّر برائحة زکيّة محيية للقلوب المنجذبة الی الاشراق و ادع الناس الی اللّه و طهّرهم بماء المزن الهامی المنسجم المنهمر من السمآء و نوّر الوجوه بنور معرفة اللّه و ألبس الهياکل خلع المواهب الّتی ظهرت أنوارها فی ميثاق اللّه. تاللّه الحقّ انّ الغبراء تهتزّ بنفحات القميص و الخضراء تتنوّر بنور أبدی الاشراق و ينزع الوجود عن هيکله الثوب الرّثيت و يظهر فی أحسن حلل من الجمال علی الهيکل المکرّم العزيز. حينئذ تمتدّ مائدة السماء و تنزل الرحمة علی الکبراء و الصغراء و تنکشف جنّة الأبهی بأحسن جلوة نورانيّة ساطعة الارجاء لامعة الانحاء متدفّقة الحياض مؤنّقة الرياض غضّة الغياض و تنطلق الالسنة بثناء البهاء و الشکر للعليّ الأعلی سبّوح قدّوس ربّ الملائکة و الروح. الهی الهی هذا عبدک المستجير بباب رحمتک اللائذ بکهف رحمانيّتک قدّر له کلّ خير بسلطان أحديّتک و نوّر وجهه بانوار ربوبيّتک انّک انت الکريم الرحيم البرّ الرؤف القديم. (حضرة عبدالبهاء)
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة والرجل جناحا الإنسانية
-
المرأة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية- خطط قانونية لتعزيز
...
-
الهدف الغائي من رسل الله
-
بالتزاوج بين الماديات والروحانيات يولد طفل المدنية الإلهية
-
القوة في الوحدة والاتحاد للعالم أجمع
-
الغمام الإلهي-الخامس والأخير
-
الغمام الإلهي-4
-
الغمام الإلهي-3
-
الغمام الإلهي-2
-
الغمام الإلهي-1
-
كُلّنا أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد
-
دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي (4-4)
-
دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي- (3-4)
-
دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي-(2-4)
-
دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي-(1-4)
-
بهاءالله موعود كل الأمم
-
ضرورة الدين الجديد
-
الوعد بمجيء الدين الجديد(2-2)
-
الوعد بمجيء الدين الجديد(1-2)
-
أمة وسطا-2-عدالة الله
المزيد.....
-
ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت
...
-
مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
-
غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا
...
-
سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا
...
-
هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
-
كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
-
من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا
...
-
ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان
...
-
بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب
...
-
حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|