|
كفي استهبالا للشعب
عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 14:21
المحور:
القضية الفلسطينية
كفي استهبالا للشعب يبدو ان الحراك الشبابي قد اعطي اول ثماره علي الارض،رغم القمع الذي تعرض له في غزة ومحاولات جميع الاطراف لركوب موجة انهاء الانقسام وتجييرها لحساب مصالحها الضيقة.رغم هذا الا ان استجابة الشارع الفلسطيني لدعوة المجموعات الشبابية الفيسبوكية في الضفة وغزة والقدس والشتات للتظاهر والضغط لانهاء الانقسام قد جعلت طرفي السلطة في رام الله وغزة يعيدان حساباتهما من جديد بعد اكتشاف ان خطابهما التعبوي السابق لم يعد مجديا ولم يعد ينطلي علي احد.سنوات خمس عجاف وطرفي السلطة لم يكن لهما الا خطاب القاء مسؤولية الفشل في انهاء الانقسام علي الطرف الاخر،وفشلا في جميع حواراتهما الحوارية السابقة لان كل طرف منهما كان يحاول تحديد حصته من اعادة اقتسام الوطن بينهما.بينما وقفت بقية الفصائل الهامشية جانبا منتظرة ما تبقي من الفتات لتتنازع عليها. ومن الواضح ان تحرك اليوم الاول قد بث ذعرا في قيادة كل من السلطتين،خاصة بعد ان تجاوز الشباب الخطوط الحمر التي رسمتها لهم سلطة غزة،ورفضهم المسيرة تحت رايات حماس الخضراء وشعاراتها وتجمعهم في نقاط خارج الاطار المرسوم من حماس،مما افقد سلطة حماس رشدها وردت بقمع وبطش معهودين منها مع كل من يحاول ان علن موقفا معارضا لها،وازمة حماس تفاعلت مع انتقال شرارة الاحتجاجات الشبابية في جامعات غزة والتي جابهتها حماس بالهراوات والقمع مجددا. لقد ظنت حكومة حماس ان السماح باحتجاجات شبابية واسعة واظهار دعم حماس لها بينما تخرج احتجاجات باهتة في الضفة قد يساعدها في خطابها السياسي ويرفع عنها تهمة عرقلة انهاء الانقسام ويعيد الاتهام مجددا الي سلطة رام الله،ولم يدرك رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية ان السحر قد ينقلب علي الساحر الا متاخرا بعد قمع شرطته للمتظاهرين المنادين بانهاء الانقسام.لهذا بادر هنية الي محاولة رمي زلزال الشباب في ملعب رام الله حين وجه دعوة لمحمود عباس رئيس السلطة لزيارة غزة والتباحث في انهاء الانقسام.كان رهان هنية واضحا علي رفض سلطة رام الله دعوته،وفي اسوء الاحتمالات سينشب صراعا داخليا في معسكر رام الله بين رافضي الدعوة ومؤيديها،وحتي ان رجحت كفة المؤيدين فان الدعوة هدفها الحوار من جديد حول نقاط الاختلاف،اي اعادة الدوامة الحوارية مجددا.لم يخطر ببال هنية انه يواجه دهاء وحنكة ابو مازن،الذي استقبل اقتراح هنية فورا واعاد صياغته بما يتناسب مع مشروعه وتكتيكاته بمنع امتداد غضبوزلزال الشباب الي سلطته.وهكذا رحب ابو مازن بدعوة هنية وانما ليس للتحاور مجددا وانما لتشكيل حكومة تكنوقراط مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية في الضفة وغزة.وهكذا حشر ابو مازن حكومة حماس في زاوية ضيقة،فان رفضوا دعوته فان هذا يعني امام الحركة الشبابية انهم من يعرقل انهاء الانقسام ويتخلص من اي ضغوط او احتجاجات قد تنال سلطته .وان قبلت حماس بعرضه فانها تكون قد خرجت من الصفقة باقل مما عرضه عليها سلام فياض قبيل ايام قليلة باعادة اقتسام الوطن بين السلطتين وبقا ء غزة تحت حكم اجهزة حماس الامنية والضفة تحت حكم اجهزة فياض الامنية واعادة الوحدة علي اساس امني بين الطرفين.والان ما يقدمه عباس لها اقل بكثير مما طرحه عليها فياض ورفضته. الطرفان باتا في سباق جديد امام ضغط الشارع الفلسطيني وخاصة تيار الشباب الذ بدأ تحركه ولن يتوقف الا ان لمس انجازات جدية علي الارض.ومن الواضح ان كل من حل ابو مازن او فياض او هنية ليسوا بحل للازمة وانما هي اعادة انتاج لها باشكال جديدة.لقد بات قطاعات واسعة من الفعاليات الحية في المجتمع الفلسطيني تتدارس اقتراحات محددة للحل،وجميعها اتفقت علي امر واحد يقوم علي اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية عبر الدعوة الي اجتماع فلسطيني موسع ، للإنقاذ الوطني، تحضره الفصائل الفلسطينية جميعا،من اقصي اليمين الي اليسار، وتشارك فيه حركتا حماس والجهاد وكافة القوي غير المتواجدة في المنظمة، والشخصيات الفلسطينية والهيئات القيادية للاتحادات الشعبية، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، وأعضاء المجلس الوطني الحالي والمجلس المركزي وممثلون عن قطاعات الشباب والمرآة ، وممثلون عن ابناء شعبنا الفلسطيني في مناطق ال48 ، واللجنة التنفيذية الحالية ل م.ت.ف، والاتفاق علي نقطة واحدة فقط هي انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد، يمثل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في موعد محدد، وتقوم اللجنة الوطنية العليا وفق اتفاق القاهرة بعد توسيع تمثيلها ببلورة آلية للإشراف على هيئتين وطنيتين تكلفان بتسيير حياة المواطنين الفلسطينيين في الضفة وغزة، وفق صلاحيات محددة خلال مرحلة إعادة بناء منظمة التحرير كما ورد أعلاه، ولا علاقة لهما بالسياسة الخارجية الفلسطينية أو بالمفاوضات أو البحث في حل الصراع مع العدو، علي أن يقوم المجلس الوطني المنتخب ببلورة رؤيته لكيفية إدارة شؤون المجتمع الفلسطيني في الضفة والقطاع ولعملية إدارة الصراع مع الاحتلال.ويكون علي راس اعمال المجلس الوطني المنتخب انتخاب ( بالاقتراع الديمقراطي الحرّ والشفّاف) أعضاء جدد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكافة هيئات م.ت.ف.ودوائرها .ووضع اليات تفصل السلطات أيّاً كانت عن م ت ف التي ستشكل المرجع الضامن لأيّ قرار سياسيّ ينظم عمل الأجهزة والمؤسسات والإدارة.ووضع برنامج نضالي شامل يستند الي كافة اشكال النضال المشروعة لنيل شعبنا حريته واستقلاله. ان اي حديث عن انهاء الانقسام يقفز عن اعادة بناء منظمة التحرير ليس الا محاولة لابقاء عوامل الانقسام كامنة بين طرفي الصراع في رام الله وغزة.وان اي توجه جدي للحل لا بد ان يقترن بخطوات ملموسة علي الارض تقوم علي الافراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطتين، والكشف عن مصير المخطوفين والمختفين لدي السلطتين.ووقف الحرب الاعلامية والتحريض بين الطرفين،و ضمان حرية التعبير السياسية والثقافية والاعلامية، في كافة المجالات، وعلى كافة الأصعدة والمستويات.. لتحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة، وبما لا يضر بالوحدة الوطنية والشعبية.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثقفون وناشطون سياسيون ونقابيون فلسطينيون وعرب: المقياس الحق
...
-
الشعارات العامة لا تنهي اي انقسام ...انها تديم الانقساميين ف
...
-
بيان رقم 1
-
معارض مثالي وعصري/نص لا علاقة باي شيء
-
جنس
-
حمار ومطر وملك/نص يستند لاسطورة هندية
-
حبل مشنقة
-
يا له من احمق
-
حنين
-
حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا
...
-
حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا
...
-
حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا
...
-
فرحة
-
عنكبوت
-
اغتراب
-
حين متنا
-
قمر
-
قناع
-
حب ممنوع_2
-
حب ممنوع
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|