أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - جاسوس حارتنا














المزيد.....

جاسوس حارتنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 10:13
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا لا أنزعج من المخبرين السريين عملاء النظام الأردني أو عملاء المخابرات , فهذا شيء طبيعي أن يكون للدولة وللنظام مخبرين سريين, ولكن المزعج في الموضوع هو أنهم لا يخبرون الدولة أخبارا صحيحة فكل الأخبار التي يكتبون عنها ليست صحيحة وكلها تأليف وكذب لكي ينالوا ترقيات على ظهر الشعب الأردني التعبان, وهذا الشعب المسكين قد انكسر ظهره من كثرة الكذب والتأليف على لسانه حتى أصبح 90% من الشعب الأردني مضطهدين بدون أي مبرر قانوني.

ومن أهم وأعظم منجزات قادتنا العرب أنهم أوجدوا في كل مدينة وقرية وحارة وبيت مخبرا سريا قد تحول هذا المخبر بسبب كثرة تأليفه للأخبار إلى جاسوس يعمل لحساب الدينار الأردني وليس لحساب الوطن والشرف والأمانة , ومخبر حارتنا أو إن صح التعبير جاسوس حارتنا ليس غريبا عنا كبعض الحارات الأخرى , ففي الدول الأخرى يقبل أي مواطن أن يكون مُخبرا سريا ولكن لا أحد يقبل من رجالها ونساءها بأن يكونوا جواسيس على أهلهم وجيرانهم وأصدقائهم إلا إذا كان الجاسوس دخيلا قادما من حارة أخرى فكل بلدان العالم لا يؤلف فيها المخبرون التقارير تأليفاً وهذا بعكس جاسوس حارتنا الذي هو أصلا مؤلف قصص وروايات وليس كاتب تقارير, والغريب في الموضوع أن جاسوس حارتنا من صلبنا ومن دمنا ولحمنا ومرة من ذات المرات تعرض لحادث سير واحتاج إلى أربع وحدات دم فتقدم أهل الحارة للتبرع له وكان كل المتقدمين للتبرع فصيلة دمائهم مطابقة 100% لفصيلة دمه, وهذا معناه فعلا أنه منّا ونحن منه , وهو الذي لعب بيننا طفلا صغيرا وهو الذي يأكل معنا على طبق واحد ومن نفس الصحن وهو الذي يشرب من نفس الماء الذي نشرب منه وهو الذي يدعي بأنه أردني التابعية.

أنا وأهل الحارة جميعا لا ينزعجون من الجاسوس الذي يعيش بيننا حين يكتب تقارير سرية صحيحة فأهل حارتنا أذكياء جدا فأحيانا يتخذون من الجاسوس بوقا أو مسنجراً لإيصال رسائلهم إلى الدولة والحكومة وإلى فوق فوق فوق, فإذا غضب أحٌد من أهل حارتنا غضبا شديدا على الدولة فإنه يقف في الحارة وهو يترقب أن يخرج الجاسوس من منزله وحين يصير وجها لوجه معه فورا يبدأ الرجل الغاضب بشتم الحكومة وسبها ولعنها, طبعا ولا أحد يستطيع أن يقول للجاسوس ما الذي سيفعله في مثل هذا الموقف لأنه وحده يذهب إلى الحكومة فيخبرهم بأن فلان الفلاني ابن فلان الفلاني والذي أمه اسمها كذا كذا كذا يسب ويشتم بالحكومة وبالنظام ومن ثم يقول (استغفر ألله العلي العظيم الناس صاروا كفار), طبعا والنظام يكافئ الجاسوس على مهنته وعلى شرفه, ولكن في الجاسوس عادة سيئة لا يحبها أي أحد من أهل حارتنا وهذه العادة ليست التجسس فالتجسس كلنا معتادون عليه وهو أمر طبيعي وجوده في حارتنا مثل وجود العين أو الأذن أو اليد في الجسد, ولكن العادة السيئة التي لا يحبها أحد هي أن الجاسوس كلما رأى الناس راضين عن النظام الحاكم وعن الدولة ينزعج جدا لأن هذا معناه أن وجوده وعدمه واحد وهذا معناه (مافيش ترفيعات وترقيات) فيعمد الجاسوس إلى تأليف تقارير تأليفا ليس صحيحا فيقول بأن (عبود) يسب بالحكومة وبالنظام الحاكم رغم أن عبود راضيا عن النظام ولا يسبه, ومن ثم يبدأ بتأليف سلسلة أخبار عن الناس وعن المتحدثين بالسياسة وعن غير المتحدثين بالسياسة وبفضل تأليفه للتقارير السرية أصبح كل أهل حارتنا أعداء من الدرجة الأولى للنظام وأصبح النظام عدوا لهم من غير أي مبرر, وكلما ازداد تأليفه وكذبه ودجله كلما اتسع رزقه وأصبح رجلا مهما, فهذه العادة السيئة هي التي نكرهها أما كونه مخبرا فهذا أمرا مفروغٌ منه ولا يحتاج إلى تحليل ولكن المزعج في عمله هو حين يصبح المخبر جاسوسا يبدأ بالكذب علينا وبتقويلنا أقوالا لم نقلها وبالإبلاغ عن أعمال لم نقم بعملها, وهذا هو الذي جعل منه جاسوسا بعد أن كان مجرد مخبر سري عادي, لذلك كلمة جاسوس تنطبق عليه أكثر من كلمة مخبر فالمخبر يقوم بوصف الحالة الطبيعية بخلاف الجاسوس الذي يقوم بتأليف التقارير تأليفا وكأنه كاتب سينارست من الدرجة الأولى ولو يعرف أهل حارتنا ما يكتبه لماتوا من هول الصدمة النفسية التي ستصيبهم.

طبعا وأنا نفس الشيء كلما تضايقت أو كلما شعرت بالجوع أقف في الحارة منتظرا خروج الجاسوس من منزله فأبدا برفع صوتي وأنا أقول (حكومة كرخنجية وعكاريت), وإذا أحضر أي رجل من أهل حارتنا (رملا) أو (طوبا) أو أي مواد من مواد البناء والإنشاء فورا تأتي البلدية من ثاني يوم إلى صاحب المواد ويحررون بحقه مخالفة على البناء المقترح بدون ترخيص, طبعا وجاسوس حارتنا لا ينكر ذلك أبدا فهو يقول : نعم أنا قمت بالإبلاغ لأن هذه هي مهنتي كمراقب عام, وهنا المصيبة الكبرى وهي أنه يدعي بأنه مراقب عام وليس جاسوسا, ولو كان الموضوع يتوقف على وصف الحقيقة لكان هذا أمرا سهلا ولكنه يزيد في الموضوع ويضخمه تضخيما اعلاميا.

أما بالنسبة لأهل حارتنا فإنهم أحيانا يغيظونني إذا كانوا مثلا راضين عن الحكومة أو عن الحياة وعن أنفسهم بشكل عام , وأي رجل أو أي شخص أو أي جندر راضيا عن الحكومة فورا يتحين فرصة خروجي من الدار فيقف أمامي وجهاً لوجه داعيا ألله العلي القدير أن يمد بعمر النظام وبأن يحفظه من كل سوء وخصوصا من الجواسيس, وحين يصل لكلمة الجواسيس فورا يبدأ النظر في وجهي وكأنه يعنيني أنا بكلامه فأضحك وأقول : عادي بكره بس يزعل من الحكومة بصير يقول (جهاد العلاونه أشرف رجل في حارتنا).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة
- فن الهلوسة


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - جاسوس حارتنا