فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:08
المحور:
الادب والفن
دورة التهجّي ..في الكلمات كلما هبط الصمت
كلما اورقت لعبة الحوار البليد
هذه شفتي ترد على الهمجيّ ..وسكوني الملكوت
غادرت غيمة الكلام ظلالي ..واورقت زهرة السكوت
تتنـزّه في دياري النهارات وحيدة،
وتكتب الذكريات أوراقها لزمـان بعيد
حين القيت قصائدي ودسست رسائلي بين يديك
قلت : خذني لخلوة التقصّي
وأمـض بي في قفار اصابعك في الكحول
في خدر اللحظات في غيبوبة نـختـل فيها وحيدين وندوخ
وحيدين في الأقتراب المريب..في ذبول الأصابع
في رفرفة الشفاه عطشى من الشبق المستحيل
تأخذين جذوري السومرية ترمين بي في صحارى مجهولة
اتهجّى من جديد احرف أهلي وقد نسيت الكتابة
أنت تمرين على روحي بالعطش المر ..وتمرين بالكآبة
وعلى جروحي بالألم المدمّى ..أمن العشق أم من الجنون ..
أتساءل في لذة النواح ..لذة الحلول بين كفيك
هل حملتني ننّورتا الى علو آلهة لاتعرى ولاتتشهّى
حملتني ننورتا الى الحرب والحب آلهة لزمان ومنفى
آلهة لخلوة السمو بين اصابعك العطشانة من النأي والسنوات
قلت فلنفنى فينا نفنى فينا ..ليس غيرنا لنفنى فيه !!
نذوي مثل زهرة الشمس مما حملنا من البذار
نسقي ارواحنا بالسكون في غفلة الظهيرة
تصيحين بي في الخطابة ..في رنين الجدران والبقايا
كانت ايامنا مضت ..عشتار خطيئتنا
وصغارنا المجهول من اسماء تلك الوجوه
خذي فاكهتي ورائحة الطلع في المناديل والثياب
خذيني في نقش اوتارنا التي تغني..
اوتارنا التي تبكي في البرد ..
وفي الدفء من الحنو ..الغريب
هذه نوافذ روحي ..شمس وردية من الأنتظار
وهذه ستائر ايامي واقفة بين ظلي ..وصورتك
انني الغي فجيعة الليالي بالغناء الرافديني والمواويل ..
الغي فجيعتنا بالحب وهو يمضي بلا مواعيد
وبالروح وهي تحمل جرح ايامها
انت سيدتي العروس..
يابنات اورشليم هذه سيدتي العروس
اسندوها بالشراب ..ورائحة المر
لاتغلقوا بابها بالمزلاج..
ولاتجعلوا السرير بعيدا ..ان جاء
من تحبه نفسها ..فلا ينتظر طويلا
خشية ان يمضي وهي في لوعة السرير
هذه غرفة من حبلت بك ..خذيني
ادخلي بي بيت ابيك واقفلي بالمزلاج
وليلتصق المر على نعليك..حلوة رجليك بالنعلين يابنت الكريم (*)
دعيه ينث على المزلاج ..رائحتك مثل زهور جلّعاد
وأدهانك نزهة لروحي بين جدائلك امضي
وأنت ترعين الغنم ..او تحرسين الكروم
يافتاة روحي ..
هذه آشور ..وردة القيامات من حجر الرليف
من حفور الصخر الأبدي..صورة العجل
في فحولة الوقت ..وصورة البقاء
وفي الأفق كواسر الجبال ترعى أقدارنا
انت سيدة الروح وقد أخترت السكون بيني وبيني
واخترت صمت الحروف ..في زمن النواح
وفي زمن تقول فيه البلاد غير الكلام
وتحكي غير التواريخ والحوادث
خذي اسمائي..انا وانت
معا على صخرة آشور
عندها نغلق النافذة..ونغيب!!
ـــــــــــــــــ بغداد
(*) بتصرف من نشيد الأنشاد/ العهد القديم
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟