أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟














المزيد.....

مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المثقفون العرب مشغولون هذه الايام بتصريح جلال الطالباني حول حق الكرد في كركوك، وقد امتلأت مواقع الانترنيت بالمقالات التي تشبه البيانات الرسمية، والتي تحرض على الطالباني، حتى ان البعض طالب بمحاكمتة!

وفي غمرة هذا الشجن القومي الذي يعتري المثقفين العرب مرت اليوم ذكرى ماساة حلبجة، بصمت، وخلسة، واغمض هؤلاء الكتاب عيونهم وهم يمرون على بوابة اليوم السادس عشر من اذار، او يتغامضون، او كانهم وضعوا على جوانب صاغريهم "الهنديري" المستعمل لخيول الربلات القديمة، تلك القطع الجلدية التي لا تسمح للحصان ان يرى ما على جانبيه!

وتذكر الماساة ليست ترفا، بل هي درس يمكن ان يقدم للحكام، العرب على وجه الخصوص، لمنع تكرارها، او مجرد التفكير باللجوء لها، سواء بحق الشعوب العربية، او الشعوب الاخرى.

بالتاكيد انا لا اطالب المثقف العربي بتذكر ماساة الاكراد، لان ذلك سيكون دليل بلادة وقلة حنكة.
كما لا اطالب المثقف العربي باستنكار الجرائم التي ارتكبت بحق الانسانية، لانني لم المح توجها انسانيا حقا لدى هؤلاء الكتاب.
ولكني كنت اعتقد بان البعض منهم سيكون على درجة من الذكاء بحيث يوظف حدثا كهذا، يشكل نقطة سوداء في التاريخ المعاصر، في نظاله ضد الطغاة من حكامه. ليذكر القذافي مثلا، كي لا يكررها في بنغازي، او علي عبدالله صالح في عدن، او بشار الاسد في درعا.

وانا لست في صدد محاكمة المثقف، فلكل منهم منطلقاته الفكرية، ومنظومة قيم وانتماءات تحدد عليه اصطفافاته وتخندقاته الوجدانية، ولكني فقط مندهش لانني ارى هؤلاء المثقفين يواصلون طمس الحقائق، والجرائم التي يرتكبها السياسيون وكانهم هم الذين اقترفوها!
مندهش لان المثقفين يحاولون التستر على حلبجة، وكانها جريمتهم هم وليست جريمة السياسيين، ربما بسبب عقدة خجل من وقوفهم خلف الطغاة، وكونهم تاريخيا وسيلة بيد السياسي المجرم، وهم الطابور الاعلامي الذي روض العامة لتقبل جرائم كهذه. او ربما لانهم ينطلقون من روح عدائية شوفينية لم تستأصلها الحضارة الغربية بعد من نياط قلوبهم، او ربما عدم اكتراث بمأسي الناس!؟

وفي كل الاحوال فان ابتعاد المثقف العربي عن قضايا الانسان، وعدم اكتراثه بمعاناة الشعوب، وعدم تفاعله من مستجدات المشاعر الانسانية، له عواقب وخيمة على المجتمع العربي، اذ سيبقى الحاكم يستخدم سيفه كما كان منذ عشرات القرون، وسيكون الضحايا هم المجتمعات العربية، والمثقفون انفسهم.

وهنا اشكر الافراد القليلين، من الحلقة الضيقة، من النخبة الخجولة، من المثقفين العرب، الذين اظهروا بعضا من مشاعر الشفقة، في بعض من المواقف الانسانية، لبعض من الجرائم التي ارتكبها حاكم عربي، واعتقد انهم بذرة التحضر الجديد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ولجيش الكتاب العرب، وخميسهم، بشرق الانترنيت والغرب زحفه، نداء، ان يتعاطفوا قليلا مع الانسان، يقفوا الى جانب الشعوب وتطلعاتها، في كركوك، وفي حلبجة، وفي بنغازي، لان الجريمة التي ارتكبت بحق كردي بالامس، ترتكب ضد عربي اليوم، وغدا، وشيوع ثقافة التبرير للجرائم، ومحاولة تناسيها، يبرر لجرائم جديدة، كثيرة، في العالم العربي، وضد عرب، هذه المرة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟