أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - أول أنتصار للدولة على الدين في الاسلام














المزيد.....

أول أنتصار للدولة على الدين في الاسلام


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من تجمع عوامل الدولة منذ بداية الاسلام , فإن الدولة لم تتولد تلقائياً من التقاء عناصر القوة المسلحة والشريعة والجماعة وتحولها الطبيعي من ادوات رسالة الى ادوات سلطة .
أن ولادتها لم تتحقق الا عبر عملية جراحية خطيرة ومعقدة . فقد أرتبط نشوؤها بأخطر أزمة عاشها الاسلام في تاريخه , ونمت من خلال الصراع والانقسام داخل الدين الرسالي والوعي الاسلامي نفسه , وفي مخاض دموي عنيف ما تزال مضاعفاته حيه في الذاكرة العربية الاسلامية حتى اليوم .
ولم يحصل تقليص الاسلام لدولة الا بعد حرب طاحنة أهلية , وهي التي نسميها في تاريخنا بالفتنة الكبرى .
وبدأت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان على أيدي جند الامصار المنطلقين من مصر والعراق . وترجع الروايات التاريخية المتداولة أسباب هذه الازمة التي أدت الى مقتل الخليفة الى أنتشار السخط بسبب صعود البيت الأموي في عهده ومحاباته أبناء بيته وأقاربه في العطايا والهبات . وبعضها يربط التذمر بالنشاط الذي قام به أبن السوداء عبد الله بن سبأ الذي أعتنق الاسلام في أيام عثمان وتنقل كثيراً في الامصار الاسلامية محولا اثارة الفتنة ضد عثمان وضد أسلوبه في الحكم والادارة .
وفي الواقع لم يكن مقتل عثمان الا فاتحة للأزمة الحقيقية التي سوف تضع وجهاً لوجه خليفة المسلمين وأحد أكبر رجال الاسلام وأبطاله , علي بن أبي طالب من جهة , ومعاوية بن أبي سفيان ممثل الارستقراطية القرشية التقليدية , وأحد ولاة الامصار المفتوحة من الجهة الثانية . ويكاد المرء لا يصدق ان مثل هذه المواجهة كان يمكن أن تحدث في ذلك العهد القريب من النبوة , وأن والياً يمكن أن يتجرأ على خليفة مثل علي ويرفض مبايعته وينكر خلافته ثم يخوض حرباً شاملة ضده وأخيراً وأكثر من ذلك ينتصر عليه . وقد نظر الناس عموماً الى هذه الحرب بأعتبارها حرب تنافس الدين والسياسة . وفي هذه الحالة يجسد الامام علي الدين في الوقت الذي يجسد فيه معاوية العقل السياسي المحض .
لكن لا يوجد سبب لتفسير نجاح معاوية في تعبئة الجيوش وحشدها وأقناعها بالوقوف ضد الخليفة . ولا يمكن لفكرة الانتقام أو الثأر لعثمان أن تكون سبباً كافياً لهذا النجاح . ولا يمكن أن تكون هذه الحجة قد سرت بسهولة على جيوش وقواد المسلمين , في مواجهتهم أسرة الرسول وجيش من الصحابة , مرجع الامة ومركز قيادتها العلمية والمعنوية حتى ذلك اليوم .
إن اندلاع حرب شارك فيها جميع المسلمين والذين راودهم الشك وأختلط عليهم الامر وأستمرارها لأكثر من خمس أعوام كادت تقضي بالمعنى الحرفي للكلمة على العرب , وهم لا يزالون على صلة قريبة بالنبوة والوحي , وانتهت بانقسامهم وزوال الخلافة الدينية وقيام الملك الطبيعي لا يمكن ان يعود ببساطة لدهاء رجل مهما كان مركزه , وقد كان مركزه المعنوي والمادي والسياسي أقل بكثير من خصمه . فكل الروايات تؤكد خبرة علي ومراسه وشجاعته الخارقة وبراعته في الحرب والسياسة والعلم معاً .
وأخيراً ليس من الممكن , بعد كل ما ذكرناه عن روح التضحية والفداء التي كانت سائدة بين المسلمين , قبول فكرة الانتصار الساحق والسهل للدنيا والسياسة التي لا مبدأ لها سوى الوصول الى السلطة , على الخلافة التي هي استمرار للنبوة وروحها الدافعة .
ولعل ما استقر عليه الرأي العام الاسلامي بمختلف أتجاهاته , من أن السبب الحقيقي لهذا التحول الكبير في تاريخ الدعوة , هو ميكيافيلية معاوية ودهاءه , يعكس في ذاته حقيقة الصراع وعمقه كصراع بين العقل والايمان , والمصالح القاهرة والمعاني والمبادي الزاجرة , وكانت هذه الفتنة الكبرى هي السبب الرئيسي والمباشر الذي أدى الى تقليص الاسلام الى دولة .



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتزلة وتبني منهج العقل
- شر البلية ما يضحك
- تاريخ الالحاد
- يا حوم اتبع لو جرينا *
- خوارق اللاشعور
- عصر التنوير : ظهور مفهوم جديد للدين
- الأنا العربي والأخر الأوروبي
- الاخر في الثقافة العربية الاسلامية (في صدر الاسلام)
- ها كاكا حمه
- انت تتظاهر ... اذن انت كافر !
- ظهور الخوارج في الاسلام
- اكتشاف مربع برمودا في العراق
- الدين والسياسة في الإسلام (3)
- الدين والسياسة في الإسلام (2)
- اخوان الصفا وخلان الوفا
- الدين والسياسة في الإسلام (1)
- قراءات في المشهد السياسي العراقي
- السبئية بين الحقيقة والخيال
- دعاة السلفية بين مطرقة الوردي وسندان الجابري
- اين الطريق ؟ أعلمانية ؟ أو أسلام ؟ أم توفيق ؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - أول أنتصار للدولة على الدين في الاسلام