أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رقية كنعان - ريموت كنترول















المزيد.....

ريموت كنترول


رقية كنعان
شاعرة وكاتبة

(Ruqaia Kanaan)


الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


لم يكن اكتشافه لموهبته هذه إلا مؤخرا، وإن لاحت نواصيها في أفق طفولته حلما مرّ وعبر، يتمنى أحيانا من رفيق لعب أن يدعوه لمشاركته أو أن يطعمه من كعك العيد أو قضمة من شعر البنات، طفل محبوب تستجيب له الأماني ويوفر عناء الطلب بالإيحاء وبعض التفكر، أمنيات صغيرة ساذجة واستجابة سريعة تجلب المتعة ببراثن الاشتهاء، غابت هذه الموهبة عنه منذ زمن انشغل فيه بالدراسة ونبذ الخرافات، لعله نسيها، بالغ في تقديسه للعلم لدرجة نفّرت منه رفاقه، تعالى على التعابير المجازية وقدس الدقة في التعابير ومحص الأقوال الشعبية التي تنطق بها أمه على سبيل المسلّمات حتى وإن كانت تستدعيها على جناح المَثَل، جفت ساقية مزاحه واكتسب مظهر الجدية والوقار اللذين جعلاه يكبر عشر سنوات على الأقل كما يبدو لمن يراه للوهلة الأولى.

على الجسر أمس نبتت البذرة المهملة، كان في غاية الإرهاق والتضجر والنكران لكل ما تراه عيناه، احتاج بضعة سنوات ليعرف أن قوانين البشر تتصادم مع النظريات العلمية في مجتمع درج على وصفه بالقطيع، لكنه أخيرا عرف!
مرت الفتنة المجسدة على قدمين عالية فتمنى أن تعبر بجانبه تماما ليغازلها ولم يكد يصدق عينه وهي تنفذ الرغبة فورا، أخذه الخوف من فانتازيا الحدث، مرت به تكاد تلتصق بجسده، لا يفصل بينها وبينه إلا مليمترات، دانية وشهية للقطف، عالية الفتاة الخجول العنيدة، بدت كالمسيّرة إلى قدرها وهي تنفذ ما خطر في ذهنه للتوّ، لم تلامسه ولكنه تنفس عبقها وتلذذ برائحتها الدافئة، تراجع خطوتين، حدق في عينيها بدهشة، تلفت حواليه يتأكد من خلو الطريق، راقت له اللعبة واستسلم للإغراء، تمنى أن ترفع ساقها أو حتى أن تتمزق تنورتها ليرى ما تجاهد أن تخفيه من كنوزها المخبوءة، وإذا بها تحاول الصعود على الجسر من الدرجة الوعرة فتتمزق التنورة كاشفة ربلتي ساقيها، غاصت في خجلها وهي لا تعرف ما الذي تفعل وعام هو في سروره الخفي، نزع معطفه ليسترها كأي "جنتلمان" وهاجس خفي يتهمه بالادعاء والزيف، تعلل بالرغبة في أن يحتويها شيء منه لعله ينال بعض ما فشل وغيره فيه، وكان ما حدس، رأسها يميل على جانبه ويستقر على كتفه، طوّقها بذراعيه وكله رعب من سهولة نوالها اليوم وقدرته على تحريكها بمجرد التفكير!

صعقة المفاجأة المرعبة وعدم التصديق لم يمنعاه من اشتهائها والرغبة في استغلال الموقف، وفكر لو أنها تبادر!، وقد كانت على وشك ومررت بعض الإيماءات المشجعة، تراجع، المكان غير مناسب للحماقات، والجو لا يحتمل فضيحة، هي أشهى من التعامل معها خطفا، وأرقى!

تمنى عليها أن تذهب على أن تعود اليوم في الساعة الخامسة، "نلتقي عند جسر البلدة القديم ثم نذهب كل على حدة إلى غرفة رتبت خلوها لهذا الغرض"، ألقى في روعها الكلمات وأومأت بالإيجاب كما لو كانت عاشقة يقودها الهيام أو جارية مطيعة سيدها رغباته المعلن عنها دون كلمات.

الاستمتاع بقدرته على التسيير ،والاستمتاع بمفاتن لم تكن في حسبانه، أخذ منه وقتا طويلا، أمضى ثلثي الليل يفكر ولما أعياه الفكر نام، ليكمل جدل الأحلام يراود الفتنة المتيقظة في جسد عالية الذي يتلمظ لمرآه كل ذكر، أمضى الصباح في حلاقة ذقنه والتعطر، جرب كل أنواع العطور التي وجدها متوفرة لديه، "أريدها أن تستمتع بي أيضا ولا أريد أن أشعر بها ضحية مسوقة إلى قدر"، جرب قدرته على أمه هذا الصباح في بعض الأمور الصغيرة، وثبت أنه لا زال يملك الموهبة-القدرة على التوجيه عن بعد.

انطلق إلى باحة الدار، جربها على كل كائن حي صادفه، و جربها على الفلاح في الطريق فأقنعه بان يعود لبيته ويكتفي بالكسل اليوم رغم مظاهر النشاط التي كانت بادية عليه وعلى حماره منذ لحظات فقط.

الوقت مبكر على موعد الغرام، والحمّام ضجر جلسته الطويلة فيه، تزيّن و ازداد إعجابا بنفسه، خرج ثم عاد، ثم خرج وعاد، راق له أن يسير القطة ولكنها تمنّعت، فكر بأن عليها أن تحضر إليه فكانت تبتعد، ثم فكر بأن عليها أن تموء ولكنها صمتت وتوقفت حتى عن الهرير، رضخ أمام عناد القطة وأيقن بأن قدرته محدودة، "والأمر ليس مهما على أية حال فليست أكثر من قطة، وما من خير يرتجى في رضوخ قطة لا تعرف أكثر من القفز والتمطي والخربشة".

ولكن ماذا لو كانت عالية قطة اليوم؟! أليست كل أنثى قطة لها ما للقطط وعليها ما عليها؟
ارتعش من كهرباء الفكرة وخشي الاحتمال السيئ، عاد ونظر إلى مار في الطريق، فكر بأن عليه أن يتوقف ويجلس على الأرض وقد فعل من فوره دون أن يبالي بالتراب الذي غبر بدلته، ازداد تيها بمعجزته الصغيرة واطمأن قلبه إلى الغنيمة، وفكر بأن عليه أن يستغل الموهبة هذه بطريقة أفضل من ذلك العبث ولكن ليس قبل عالية!

"سأؤجل ذلك إلى ما بعد عالية"، قالها برضا وهو يسرح بعيدا، هناك في العاصمة مجال للتأثير على مديره وزملائه في العمل وجني ترقية أو تسيير أمور القسم الذي يعمل فيه بالتفكير فقط، ولأن القرية خلقها الله ليملأ صدورنا بدفعة متجددة من الأوكسجين لينفض عنها غل الرتابة، هو الآن هنا ليستمتع، الساعة تقرب من الرابعة والنصف، المسافة للجسر تتطلب ربع ساعة من المشي المتمهل ولا بأس بربع ساعة أخرى من جحيم الانتظار.

دروب البلدة مهجورة أو تكاد، المزارعون يعودون إلى بيوتهم باكرا، وحدها الحيوانات من تبقى تحت الشمس صابرة مكتفية بهز أذنابها من حين لآخر، لصب جحيم الشمس على البعوض المتطفل.

عالية لم تأت بعد، لا بأس من انتظارها لمدة دقائق فلطالما انتظر ومثلها من يستحق الانتظار، خطرت له فكرة أن يتحقق من قدرة موهبته في حال كون الهدف بعيدا عن العيان، أن يتمنى أن تلبس عالية لونا معينا أو أن تتأخر لمدة دقائق من باب الاختبار، ولكن التجارب تلك على إغرائها وجدّتها لن تعني أكثر من تأخير كريه في غير وقته.

الأعشاب تنثني بلين تحت خطو عالية الوئيد، جاءت بكامل إغرائها وكأنها في معرض إخراج آدم من جنته بتفاح الغواية، "نلوم أبانا على إخراجنا من الجنة وكلنا من صلبه بكل ما فيه من أخطاء ونزوات وما كنا لنفعل غير ما فعل!"، الشال منحسر قليلا يكشف خصلة واحدة من الشعر، هي كافية لتجر سلاسل الخيال على حبال شعرها إلى نافذتها الموصدة في قصر عال محرم على أي رجل الاقتراب منه كما تقول الحكايات، ربة الحب تتهادى سكرى وما هي بسكرى، عاشقة وما هي بعاشقة، في يدها وردة حمراء مقطوفة حديثا، فكّر برومانسية لم يعهدها في نفسه، أتكون تحبه أو تميل إليه على الأقل؟، ومن يفكر في وردة عندما يكون على موعد مع إلهة الجمال!، ولكن كيف لم يخطر له أن يقدم لها وردة سابقا رشوة لقطف شفتيها، تبا للتأجيل والتردد وقلة ذات اليد!، لن ألوثها وسأحافظ على نقائها، لست نذلا لهذه الدرجة!، هكذا كان يفكر وعيناه تحاولان الهروب من منحنيات الجسد الفاتنة، قبل أن تعود إليها بشغف، فستانها اليوم أضيق من المعتاد، إغراء مع سبق الإصرار والترصد، لم تصافحه واكتفت بالاقتراب، هكذا كانت الخطة، أن يذهب كل منهما منفردا تجاه غرفة أبي محمود، قريب مشترك لكل سكان القرية كما يدعي!

سبقها كما تقتضي الأعراف غير المعلنة للقاء رجل وامرأة سرا، تفحص المكان ودخل، تبعته وهي تخشى الالتفات حولها، مسرعة وكأن أحدهم على وشك الإمساك بها، ما أن عبرت الباب حتى كان يحتضنها بكل ذراعيه ويشدها إلى جسده، اشتعلت تفاحتي خديها وارتجفت فراولة الشفتين، انهمر عليها بالقبلات، وهو يشدها إلى صدره بقسوة، توجعت وتململت دون أن تحاول المقاومة، اكتفت بترديد اسمه وحسب، يبدو أنها تلتذ بما يحصل، شعر بذلك ولم يتمناه، سحبها من يدها وأجلسها على حافة السرير الخشبي لكنها أنفت من قذارته، واختارت الجلوس على أرضية الصالون، وعيناها إلى أعلى تشرقان من بين أهدابها الكحيلة، تعلنان أن هيت لك وأحبك، نسي موهبته وفكر أنها صادقة وليست واقعة تحت تخدير!

لم يتمّن شيئا هذه المرة، اكتفي بأن أغمض عينيه بعد أن جلس بجانبها تماما، أمالت رأسها على كتفه وبدأت بالمرور على وجهه بشفتيها بغير إتقان تتفحص طريقا تسلكه للمرة الأولى وتكاد تتعثر، المتعة قبلة من نار عالية المقدسة، النار التي لا تنطفئ، فتنة الخالق لعبده الضعيف، الخالق القابض على زمام هذا العالم بأسره.

جاهد ألا يتمادى حفاظا على عالية التي استسلمت كثمرة ناضجة للسقوط بعيدا عن غصن الطفولة الطري، ولكن ثمة طرقات على الباب في غير أوانها، سحب وجهه وترك شفتيها معلقة في الهواء، وقف ونظر من ثقب الباب، إنه أبا محمود وما من مجال لعدم الرد، فتح الباب ووجده منتصبا أمامه بقوة لم تألفها كهولته، عالية كانت قد توارت في الغرفة الداخلية ولكنها في عجلتها تركت شالها المعطر ملقىً على البلاط، وغاب عنه أن يخفيه بعد أن أعطاها الحذاء، الارتباك لم يترك له مجالا للتفكير ولكن الأمر ليس منتهيا، "سأدير الزر الذي يبعد أبا محمود ولو لدقائق لأجنب عالية الحرج!".

"أبو محمود لم يبد عليه أنه مهتم بأفكاري، اللعنة عليه أسوأ من القطة عديمة الفائدة، ماذا لو تأخر لساعة، وماذا كان سيخسر؟"، ارتبك تفكيره وجلس قبالة أبي محمود محاولا أن يبحث عن فرصة للحديث يتخلص بها من حرجه، أن يفهم أبا محمود أنه بحاجة لوقت آخر، فجأة بدا له أنه يفقد زمام الأمور، انشغل بحركة يديه اللتين بدتا وكأنهما تداران بواسطة شيء آخر غير رأسه هو، حمل الشال ووضعه بين يدي أبي محمود غير مصدق، حاول أن يسحب يديه لكن كان قد فات الأوان، اليد ناولت الشال باستسلام وكأنها تمرر ورقة عمل اعتادت أن تمررها بآلية ورشاقة، اللسان معقود أو يكاد، ووحدها الدهشة تسيطر على الموقف.

أبو محمود مد يده تجاهه ثانية بالشال مومئاً، اليدان تناولتا الشال والقدمان تحركتا إلى الغرفة الداخلية، جرّ عالية من يدها، بمنتهى الحرج كانت وقالت أهلا يا عمي، مذعورة كفأرة ترتجف تحت ناظري قطة، خبأت عيناها في صدره وهي لا تصدق ما كان يفعل، ربط الشال على خصرها وطلب منها أن ترقص بوجود أبي محمود، المزاح والإطراق حيلة الأنثى أمام وقاحة الذكور، ولكن لا حدود لوقاحتهم متى شاءوا أو شِيئَ لهم، ها هي يده تمتد على خصرها تكاد تلامس منطقة عفتها بحجة شد الشال على وسطها، عالية لا تصدق ولا تستجيب، جثة واقفة على قدمين كانت، مومياء حنطتها الإهانة وعبثية الموقف ومجونه، تركت بلا أحاسيس إلا توقيع الخيبة على كل خلية من جسدها الذي استسلم للنشوة منذ دقائق فقط ليصاب برعدة الموت بلا مقدمات، سحبت الشال ورمته على كتفيها بدون إتقان وانسحبت مرتبكة بعد أن داست وردتها، لم يحاول أي منهما إيقافها، وما أن أغلق الباب وراءها حتى بدأت في الركض لتتقيأ المرارة من نفسها بفعل الطرد المركزي، وحده الشال سقط منها، استمرت في الركض وشعرها انتثر في الفضاء، ربما لا زالت تبكي وقد سمعهم يقولون فيما بعد، أنها فقدت الكنترول ورمت شالها إلى الأبد، لكنه لا زال يجهل كيف امتلك الكنترول وكيف فقده، وعندما عاد للمدينة شغلته الأفكار المزدحمة عن تجربة موهبته الصغيرة، اختفت في الزحام مرة أخرى.



#رقية_كنعان (هاشتاغ)       Ruqaia_Kanaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءات أسد بابل
- الأفعى – قصة قصيرة للكاتب الأمريكي جون شتاينبك
- بيت الأشباح -قصة فرجينيا وولف
- وصايا جان دارك لجان دارك


المزيد.....




- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رقية كنعان - ريموت كنترول