أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - القذافي يحكي والنظام السوري يسمع














المزيد.....


القذافي يحكي والنظام السوري يسمع


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 22:14
المحور: كتابات ساخرة
    


رغم تخصصي في التاريخ من جامعتين مختلفين، لم أكن أعلم أن القذافي هو الذي دحر الاستعمار الفرنسي في فييتنام، وعمره لم يكن قد تجاوز حينها اثني عشر عاماً. كما إن عظام آلاف الفرنسيين المتناثرة في الصحراء الجزائرية منذ بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر وحتى الاستقلال، كان نتيجة بطولات القذافي الخارقة حتى قبل أن يولد بأكثر من قرن من الزمان. لا غرابة!!! فهذا ماقاله قائد الثورات العالمية في خطابه الأخير (وما أكثر خطاباته الدونكيشوتية) الذي جعل ليبيا في عهده تشتهر عالمياً من خلال هلوساته وبوأها مركز قيادة ثلاث قارات هي أفريقيا وآسيا وأوربا!!!!! ومن لا يصدق عليه أن يسأل النظام السوري لأنه المستمع الوحيد لطحشات قائد الثورة الخضراء في صحراء لم تنبت في عهده المديد حبة قمح للشعب الليبي، وملك ملوك إفريقيا في زمن بات الملوك يبحثون فيه عن الستر، ورضى أمريكا وشعوبهم. إنه عميد الحكام العرب الذين طار عدد منهم في حين يتلمس الباقون كراسيهم بوجل وترقب لما ستتفوه به قارئة فنجانهم، وهو مازال يتفاخر بأنه أقدم حكام الكرة الأرضية في عصر يتفاخر الآخرون بمغادرة القصر الرئاسي بكل رضى واحترام بعد فترة أو فترتين من الحكم لاتتجاوز مدة الواحدة منهما عدد أصابع اليد الواحدة من السنين. فالذي كوَّر الأرض وأشعل فتيل الشمس ورفع السماء بهامته المتشامخة تعاظماً فارغاً، وزين الطبيعة بألوان ثيابه الزاهية المزركشة، لا يمكن أن يقارن بحكام الأرض الفانية حتى لو ثار شعبه عن بكرة أبيه عليه. إنه الملازم الذي ما أن نجح انقلابه حتى نادى بنفسه عقيداً. وهو لم يدخل معركة في حياته باستثناء معاركه ضد شعبه التي لم تتوقف قط. قرر أن يصبح فيلسوفاً وأديباً وزعيماً وقائداً عالمياً وثائراً وملهماً ونبياً ومبدعاً في التصويب متجاوزاً الكابتن ماجد بمراحل أسطورية، ففشل بها جميعاً باستثناء الأخيرة حيث أنه كيفما وأينما ركل فإنه يصيب مقتلاً من شعبه.
هذا المهووس بالعظمة اللفظية وجد في النظام السوري من يستمع إليه وهو يهذي، ويحامي عنه وهو يقذف شعبه بالصواريخ والطائرات. لاحباً به ولا تصديقاً لهلوساته، وإنما، كما يقال، لأن الحال من بعضه. فلقد قالوا سابقاً بأن سورية ليست تونس وليست مصر. رغم أن مايعانيه شعبها أمر وأدهى. ولكن عندما امتد لهيب الثورة إلى ليبيا لم تعد هذه المقولة تنفع. فلا كامب ديفيد بات يصلح ذريعة ولا من يحزنون. وصراخات الممانعة والصمود القذافية كانت أقوى حتى من السورية نفسها. ولم يعد أمام النظام السوري من سبيل إلا إرعاب الناس مما قد يحصل من حرب أهلية في ليبيا. لذلك يعمل مابوسعه لخلق الظروف والإمكانات التي تمكن ملك الهلوسة والجنون من مقاومة شعبه والصمود حتى آخر قطرة دم ليبية. لأنه بزواله ستزول كل الحجج والذرائع أمام رحيل النظام الشقيق في سورية وإفساح المجال لإرادة الشعب الحرة. وما ردود فعل الأجهزة الأمنية على تظاهرة أهالي سجناء الرأي الأخيرة في دمشق إلا تعبيراً جلياً عن مشاعر الفزع والتخبط التي أقلقت النظام في سورية كما أقلقت مثيلاتها من قبلها الأنظمة الأخرى فكان ما كان وحصل ماحصل.
إنه عصر الشعوب بامتياز. وما على الحاكم الذي يريد أن يصبح بحق زعيما لا مهرجاً سوى أن ينصاع لإرادة شعبه وأن يتحول لخدمة هذا الشعب عوضاً عن أن يكون الشعب والوطن بأكمله خدماً له ولأعوانه من الأقرباء والمريدين والانتهازيين المتنفعين.
لقد قيل: مجنون يحكي وعاقل يسمع. ولقد حكى مجنون ليبيا وأمثاله كثيراً وطويلاً جداً. أما المستمع السوري لهذيان هذا المجنون فنأمل أن يمتلك الحكمة والعقل ليداوي بهما أخطاء الماضي وجراحاته ويصلح ما أفسدته أربعة قرون ونيف في الحال السورية وطناً وشعباً. فسورية وشعب سورية يستحق أفضل بكثير من الحال الذي وجد نفسه فيه طوال هذه العقود.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري
- قوافل الحرية التي لم تنطلق
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير
- أنا أعترض
- الاسم الذي وحَّدَ روَّادَنا القوميين، وفرَّقَنَا
- جدار برلين في الشرق الأوسط
- سورية تغير سلوكها بعكازة غربية
- ماتت الخنازير... عاشت الإنفلونزا
- الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - القذافي يحكي والنظام السوري يسمع