غريب عسقلاني
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 21:09
المحور:
الادب والفن
1- عطش العطر
هدني تعب الانتظار.. نمت على عطش انتظر انبثاق أول ضوء أمتطيه إليكِ..
وصحوت في العتمة, وشربتك دفقة عطر أخذتني إلى نوم جديد.. أبحرت في لجة حيرتي, يضربني السؤال:
- من الأسبق؟ الريح أم ما تحمله الريح؟؟
فانبثقت للتو وردة في صحراء ليلي مع أول نوّار الضوء.. وهمستِ مع الندى:
- الريح اسبق إلا في واحدة.
- ما هي؟
- عطري الذي يسبق الريح إليك
وقفزتِ إلى الكوب وذرفتِ من لحمك ,ومن وهمي فيضا من عرق!! برق العطر في دمي فحملتني الريح مع سؤالي:
- من اسبق الريح أم عطركِ يا امرأة؟!!
2 - عبق غريب
كنت قد أعددت قهوتي وتهيأت لانتظارها.. فجأة ظهرت الإشارة يسبقها عبق غريب.. هل هي العبق, أم تراه يسبقها العبق؟ ورشفت من فنجاني رشفة أولى كانت شفتاها تنتظران على شفة الفنجان صرخت بي:
- أين كنت؟
- كنت احل لغزا, رضاب شفتيك ما شربت؟ أم قهوتي؟
ضحكت.. ورشقتني قبلة من بعيد:
- أنا لست مثلهن..
- من أنتِ ومن هن؟
غرست أصبعها في عين قلبي.. قالت:
- أنا هنا.. وهن كثر ينتظرن
ذهب العمر, ومن انتظرن مللن الوقوف على النواصي منذ تربعتِ على هودج قلبي!!
3 - ضياء العطر
في الليل تهرب من متاعب النهار.. تسكن حضن زنبقة وتنام.. كل ليلة تمسح الزنبقة ما علق بجسدها من خبائث البشر على الأرض.. فتصير روحها برعم يتهيأ للتفتح, وتذهب إلى نوم طفلي بريء.. وعند الغجر توقظها الزنبقة:
- هيا تجملي وتهيئي لصلاة استقبال ضياء الفجر
قبل أن تودع النعاس.. يحملها الهاتف من بعيد.. تغمرها رجفة صوت, تخرج من كم برعمها امرأ عاشقة راغبة.. تنظر في المرآة تراه يسكن وجهها.. تهتف:
- صباح النووووووووووووور
الليلة..حملته بين عينيها ونثرت عطرها السحري, فانتشر صاحبها ضياءً يسبق الضياء!! شهقت الزنبقة بوله لم تعرفه من قبل:
- يا لكِ من عاشقة يا امرأة, عطرك سبق الفجر برجفة روحين.. أين هو!!
- ينتظرني عند عتبة الفجر كل صباح
4 - مرايا الرغبة
الوقت رغبة..
وهما معلقان على ربوة, بينهما كوبا شاي يموت بخاره في اسفنجة الليل, أمامهما بحر, وفوقهما قمر يفرد جديلته على سطح الماء, يصبح البحر مرايا وداعة.. قالت:
- أنظر هناك..
كانت الأسماك ترقص على ذيولها فوق الماء, تحاول الصعود مع جديلة القمر, ولكنها سرعان ما تقفز إلى الماء ثانية.. قال:
- يوهمها القمر لكنها تكتشف الخديعة قبل الموت!
- ليت لي غريزة الأسماك.
- وليتني بحر ترقصين على مراياه
وقفا وجها لوجه, فرقصت قبلة معلقة بين وجه القمر وأخدود الماء.. أخذها إلى صدره.. قال:
- هيا نتسلق جديلة القمر
وتركا خلفهما شاياً لا يصعد منه بخار..
#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟