أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وأخيرا أصبحت خطيرا















المزيد.....

وأخيرا أصبحت خطيرا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


وأخيرا أصبحت خطيرا,وأصبح ابن عمي وزيرا الذي كلما رأى كتابا أحرقه وداسه بحذاءه المطاطي ,هذا الذي ما كنت يوما أتوقعه أو أتوقع حصوله أو أحلم فيه أبدا, فلم أتمنى طوال حياتي أن أكون خطيرا يخاف من ذكر اسمي طلاب المدارس وطلاب الجامعات الذين إذا فتحوا على أي مقال لي وشاهدهم أحد الزملاء يعتذرون وهم يقولون (بالخطأ ..خطأ غير مقصود), وأخيرا أصبحتُ خطيرا وحملا ثقيلا على أجهزة الأمن في بلدي.

وأخيرا أصبح مُهربي الدخان وتجار الحشيشة هم رجال الدولة وأصبح المتهمون بقضايا الفساد سفراء دولة والذي كنا نشاهده في التلفزيون وما يحدث في المسلسلات والأفلام أصبح أمامنا حقيقة فهؤلاء الناس لا يشكلون أي خطر على نظام الأمن في الأردن ولا يشكلون أي تهديد لأمن المواطن الأردني , ولكن أنا وحدي من أبح خطرا على أمن الناس واستقرارهم وكتاباتي تشكلا لي موقدا في النار يوم القيامة لدرجة أنني قبل يومين تعرضت لتلطيش كلام من قبل بعض الناس حين قالوا لي (ما أغنى عنه الحوار المتمدن وما كتب وسيصلى نارا ذات لهب)....وأخيرا صارت الأفخاذ تحكم وأخيرا أصبح كل من يشتم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان رجلا ثمينا من رجالات الدولة الأوفياء وأصبح كل قائد فرقة مرتزقة رجلا يُنصب له تمثال في وسط البلد إحياء لذكراه , وأخيرا أصبح المجرمون واللصوص وجهاء عشائر يحكمون ويرسمون ويخططون لمستقبلنا , كل تلك الأمور جعلتني أعرف لماذا أنا وأمثالي من الأردنيين أصبحنا خطرا على النظام الأردني الحاكم.
أنا قبل ذلك لم أكن أعرف إلا حين عرفت أيضا بأن لكل رقاصة في الأردن ولكل عاهرة في الأردن رجال يفدونها بالثروات الوطنية فعندها فقط تأكدت لماذا أنا مُسجل خطر على أمن الوطن والمواطن , لقد حصلت معي قصة قبل شهر على الأقل غريبة من نوعها فلم أكن أعرف أنني رجل خطير إلى هذا الحد إلا في ذلك اليوم ,فقبل شهر التقيت بصديق لي قديم جدا قِدم الإنسان الأول وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث نادته أمه وهي في السيارة وسمعتها تسأله من هذا الرجل الذي نزلت من السيارة لتقف معه؟ فقال لها: هذا جهاد العلاونه كاتب دائما أسمع عنه وهو صديقي من أيام الدراسة الإعدادية, فامتعضت الأمُ غضبا واحمر وجهها وقالت له: مش قلنالك مليون مره ما بدناش هيك أشكال..لا تحكيش معه.. أنت مش عارف إنه هذا تبع سياسة ومخابرات ومسجل خطر, ولم يدرِ صديقي بأنني أتمتع بقوة سمع عالية جدا ولست أدري أيضا ما الذي لم يعجبها في شكلي ومنظري حين قالت له (هيك اشكال) , فودعني وهو يقول: الحجه تعبانه بدها اتروح على الدار وتاخذ دواء بشوفك بعدين بدي أروحها على الدار.

أنا خطر؟.

لماذا أنا خطر؟ ولماذا لا أسمع الناس يحذرون أولادهم من عدم الاقتراب من بيوت المتهمين أو من بيوت الذين عليهم إشاعات كبيرة بالفساد؟
أنا؟أنا ؟أنا خطر!!؟.

خطر على من؟
ومن الذي يقرر بأنني خطر؟

هل أنا مثلا سلك كهربه عريان؟

أم أنني مثلا لُُغم أرضي!.

هل أنا ماتور سيارة امكشنت؟ أو بربيش غاز مخزوق.

لماذا أنا خطر؟ ولماذا يتجنب الأردنيون حتى من رد السلام عليّ, ولماذا كلما جاء ذكر اسمي على ألسنة الناس يقف رجلٌ بين الناس وهو يقول (لا اتجيبوش طاري اسمه على ألسنتكم حتى لا تتنجسوا) ولماذا كلما جلس شخص بقربي يهرب مني فزعا مذعورا مني وكأنني أفعى الأصلة أو كأنه فر من حيوان مفترس؟!! أو كأنه فر من قسوره؟.

هل أنا مخيف لهذه الدرجة؟
وهل أنا خطر على النظام الأردني لدرجة أنني ممنوع من دخول أي قاعة نشاط ثقافية؟ لماذا كل هذا الخوف مني؟ أنا لم أؤذي أي إنسان في حياتي ولم أشتم أحدا ولم أبصق حتى في وجه السكين المرفوعة في وجهي؟.
لماذا أنا خطر؟ ولماذا أنا خطير,ولماذا كل الناس يترددون على زيارة بيوت المهربين وبائعي الحشيشة والحراميه واللصوص والقوادين والعاهرات ولا أحد يعتبر تلك الأمكنة خطيرة؟ لماذا بيتي أصبح خطيرا على الأمن والنظام السياسي الأردني , لماذا أنا أصبح اسمي مثل اسم انفلونزا الطيور؟.. ..هل جريمتي هي التفكير ..ولماذا بلغت هذه الدرجة من الخطورة حتى للنساء عاملات المطابخ في بيوت أزواجهن ؟ هل مثلا لأنني قلت: على المرأة العربية التي تقبل بوضعها أن تفرش فرشتها في المطبخ لكي تنام بدل أن تفرشها في غرفة النوم؟ لماذا أنا خطير؟ هل لأنني أهوى الطيران بحرية كما تطير العصافير؟ ولماذا أنا خطير جدا ولماذا تعتبرني المخابرات الأردنية رجلا لا يستحق أن يشارك في بناء مؤسسات المجتمع المدنية, إن دعوتي يا أصدقاء ليست ارهابية؟ أنا لست ارهابيا أنا فنان مبدع في الحب وفي الرومانسية لم أحمل طوال حياتي بندقية ولم أكبس على زر إطلاق القنابل الجرثومية حتى أنني أخاف من سكينة المطبخ كلما رأيتها أمامي أصيح بأعلى الصوت : أبعدوها عني..أبعدوها عن وجهي وعن متناول يدي, حتى أنني لا أصلح لحملها ولا أصلح لأن أقشر بها حبة برتقال ودائما ما تقول أمي لي كلما رأت السكينة بيدي وبيدي الأخرى حبة برتقال أريد تقشيرها : هات السكينه هسع ابتجرح حالك مثل كل مره , وحتى على مستوى شفرة الحلاقة حين أمسكها بيدي ترتجفُ يدي منها ذعرا وخوفا , فهل الذي مثلي خطرا ؟..أنا لست رجلا يجوب الشوارع ليلا وهو يؤذي في الناس ,صحيح أنني لست ملاكا ولكنني بنفس الوقت لا يمكن أن أكون مجرما, لماذا يتجنب الناس الجلوس إلى جواري كلما دخلت مكانا رسميا ؟إن رائحتي ليست كريهة وفي كل يوم استحم مرة أو مرتين فلماذا أذن يقوم كل من أجلس إلى جواره وكأنني حاوية أو برميل زبالة, لماذا يخاف غالبية أهل حارتنا من أن يدقوا باب داري أو من أن يدقوا على موبايلي حتى أي معارض سياسي أردني لدرجة أن النقابة المهنية اعتذروا عن موعد استقبالي لإلقاء شعر سياسي , هل أنا مثلا خطرا على النقابات المهنية؟.

هل أنا مثلا خطر على الديوان الملكي أو على النظام الملكي الأردني؟ هل من المعقول بأن الدبابة والطائرة والمدفع والصاروخ الذي يسيطر عليه النظام الأردني الحاكم , هل من المعقول فعلا أن كل تلك الأسلحة الفتاكة تخاف من قلمي أو من صوتي أو من رائحتي؟ لماذا النظام الأردني يعطي أوامره بضرورة إبعادي عن ساحة العمل السياسي والثقافي هل لأنني أريد مثلا أن آخذ مكانه ؟ لماذا كل هذا الخوف مني عِلما أنني أخافُ من صفير خشومي كما يقولون فلماذا يخاف مني معاليم المدارس وأساتذة الجامعات في الأردن ولماذا يهرب مني الأقارب والأصدقاء, هل أنا مجرم خطير إلى هذا الحد الذي يجعلني مكروها بين الناس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة
- فن الهلوسة
- أولاد عبد الله
- من أسقط النظام؟


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وأخيرا أصبحت خطيرا