|
مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
مجلس التأمر الخليجي يحتل البحرين! بشكل مفاجئ، دخلت قوات متعددة البدوية، دولة البحرين "بطلب" من مليكها اللادستوري، واللاشرعي، ليوقفوا عملية التغيير، التي يطالب بها الشعب البحريني بكل طوائفه. حكام الخليج العربي، الذين ورثوا (اغتصبوا) الحكم عن ابائهم، او اجدادهم، الذين بدورهم، حصلوا عليه كمنة من المستعمر البريطاني، ومكافأة لخدماتهم، في خيانة مصالح شعوبهم. حصلوا على القاب شيخ، او امير، او ملك. لايعدون سوى بيادق على رقعة شطرنج يحركها سفير الدولة العظمى. مطالب شرعية، ومظاهرات سلمية تواجه باطلاق النار الحي، مع اتهامات بالعمالة، والخيانة، والارهاب، والتخريب، لاستمالة الجيران المرتعبين، ومغازلة القوى العظمى الخائفة على مصالحها. ففي الوقت، الذي تعوي اذاعاتها، وفضائياتها، وصحفها من الصباح حتى الصباح على جرائم القذافي، واستخدامه العنف ضد معارضيه، الذين يطالبون بالتغيير مثل ابناء البحرين، او اليمن، او عمان.
لم يكتف شيوخ البترول بتبديد اموالهم على البذخ، وترك انظمتهم السياسية بلا اصلاح، وتقديم الاموال السخية لشراء الذمم في عمان، والبحرين، ودعم الانظمة المتخلفة هناك. بل ارسلوا جيوشا، لم نرها تتحرك، عندما قصفت بيوت المسلمين السنة في غزة، وشجعت، وايدت مبارك على اعمال البلطجة ضد ثوار 25 يناير، وقدمت له الاعانات المستعجلة، التي لم تنفعه والدعم، بعد ان تخلى العالم عنه، واحتضنت اللص بن علي الهارب من شعبه!
هذا التناقض الغريب، يعيدنا الى بدايات القرن الماضي حيث هب العرب بقيادة شريف مكة للثورة ضد الاستعباد العثماني، وانشاء دولة عربية عصرية. وقتها قام آل سعود بالتامر عليه، وطردوه من الحجاز، وفرض الوهابية على سكان المملكة. هاهم اليوم يعيدون نفس الموقف، ويقفون بوجه الهبة الشعبية من المحيط الى الخليج. شباب، لا يطالبون، الا بالتغيير، واللحاق بركب الحضارة. لم يرفعوا شعار دولة اسلامية، ولا اشتراكية، ولا شيوعية، ولا قومية. ثورات تطالب بالكرامة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان، وضد البطالة، والفساد، ونهب المال العام. ثورات انتصرت في دول، وستنتصر في دول اخرى، بالضبط لانها غير مؤدلجة. لكن طغاة الخليج العربي، ابتدعوا فكرة "التدخل الخارجي"، والتوسع الايراني، بعد ان فشلت ادعاءات القذافي، وقبله بن علي، ومبارك في اتهام المتظاهرين، بانهم عملاء، وخونة، ومخربين، وان القاعدة، تحركهم!
ان مشهد دخول القطعات العسكرية السعودية من الجسر، الذي يربط البحرين بالسعودية. الذي كان الهدف من انشائه التحضر لهذا اليوم. رغم ان الشباب السعودي المتحضر، المتعطش للرقي يعبره، ليعيش بعض من نتف المدنية الموجودة في البحرين، المحرومين منها في مملكة الظلام. المنظر يذكرنا بالتدخل السوفيتي في فغانستان. مبرراته، كانت ايضا، التدخل الاجنبي في افغانستان. وقف حكام الخليج، وشيوخ دينهم، وقتها، ضد ذاك التدخل، ونسوا فلسطين، وانشأوا، ومولوا، بمساعدة واشنطن، منظمة "القاعدة" الارهابية، التي يدعون اليوم انهم يحاربونها. فما الفارق يا ترى، ولماذا يسكت العالم على هذا الغزو؟؟
لقد وقف نفس الحكام ضد دخول جيوش حلف وارشو الى جيكوسلوفاكيا ايام ربيع براغ للتغيير الديمقراطي. مثلما، وقف اسيادهم من قبل، عندما كانوا محميات بريطانية ضد دخول ستالين في هنغاريا. فلماذا تصمت اوربا الان؟ وماذا يختلف غزوهم عن غزو صدام للكويت، او احتلال ايران للجزر الاماراتية؟
ان الدول، التي ارسلت قواتها الى البحرين، وخاصة السعودية، تريد بالاساس توجيه رسالة لمواطنيها، بان تحركاتهم ستواجه بالعنف، والابادة مثلما فعلوا في المنطقة الشرقية اكثر من مرة. صحيح انه لا توجد في معظم امارات الخليج حركات سياسية منظمة، ولا احزاب، عدا الاخوان المسلمين. لكن البحرين، تختلف، فلديها هذا التقليد، والمعارضة منظمة بشكل جيد، ولها برنامج واضح يحظى بالشعبية الواسعة. فاذا كانت تحركات، غير منظمة، وغير متجانسة، وهبة عفوية، في تونس، ومصر نجحت في التغيير، واسقاط طغاتها. فكيف، اذن، ستكون النتيجة في البحرين ذات التاريخ النضالي السياسي، والنقابي العريق، وفيها منظمات مجتمع مدني واسعة التاثير؟!
ان استبدال الجزرة بالعصى، في التعامل مع المعارضة البحرينية، قد ياتي بنتائج عكسية، غير متوقعة. واذا كان "السقف العالي" لمطالب المعارضة لم يحظ بتأييد الاغلبية، فانه سيحظى بعد الغزو بتاييد الاغلبية العظمى، وهم يرون خيانة، وتخاذل، واستسلام مليكهم للابتزاز السعودي، الذي جاء بقواته، كخطوة استباقية، ورسالة تحذيرية لقوى الانتفاضة الشعبية في المملكة السعودية. التاريخ، وتجربة تونس، ومصر، وليبيا، واليمن خاصة يؤكدان تلاحم المعارضة اكثر، وتزايد اتساعها، وتوسع الالتفاف حول برنامجها، مهما كان سقفه عاليا، وتنقص، الى الحد الادنى، من "شرعية" الحكام.
اعتقد، ان ملك البحرين، سيندم طوال حياته، اذا بقي حيا، لهذه الخطوة الرعناء. ففي الوقت، الذي يعلنون به، ان القذافي يستقدم المرتزقة لقتل شعبه، فان ملك البحرين يستقدم جيوشا، لقتل شعبه، واحتلال وطنه. اعتقد ان هذا الاجراء، لاتوافق عليه كل العائلة المالكة، التي ستخسر سلطتها الى الابد، بسبب هذه الخطوة الخيانية. خاصة، وان البحرين لاتتعرض لعدوان خارجي. الامرالذي يستدعي دخول قوات "درع الجزيرة" حسب ماينص ميثاق تاسيسها عام 1982.
لقد اذل شعب البحرين شركات النفط الاجنبية، اكثر من مرة، وفرض شروطه النقابية عليها. وسيمرغ هذه المرة هامات العائلة المالكة الفاسقة الخائنة في الوحل. يبدو، ان الطغاة، لا يتعلمون الدرس ابدا. فالشعوب، في عصر الديمقراطية، والعولمة، والفيس بوك، والثورات هي التي تقول: "العصا لمن عصا" وليس الحكام الخونة !!! 14/3/2011
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال
...
-
لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
-
الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
-
القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا
...
-
زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات
...
-
جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
-
متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
-
متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!
-
ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!
-
ثورة الياسمين في تونس الحمراء
-
يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
-
الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس
...
-
من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع
...
-
رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
-
متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
-
من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي
...
-
البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
-
ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل
-
البصرة بعد 32 عاما....2
-
البصرة بعد 32 عاما! صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع!
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|