أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - كيف حاكم علي الخباز حميد بن مسلم ..














المزيد.....

كيف حاكم علي الخباز حميد بن مسلم ..


غفار عفراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 16:47
المحور: الادب والفن
    





بعد استنطاقه لضمير عمر بن سعد بن أبي وقاص في مسرحية الصراع ، قام الأديب علي الخباز بكتابة مسرحية أخرى مهمة جدا تصنف ضمن مسرح الطف أو المسرح الحسيني وهي مسرحية محاكمة حميد بن مسلم الصادرة عن العتبة العباسية المقدسة - قسم الشؤون الفكرية والثقافية- شعبة الإعلام .
تدور أحداث المسرحية بعد واقعة الطف التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي عليهما السلام وثلة من أهل بيته وأصحابه المخلصين. حيث يقوم الكاتب بمحاكمة الناقل الإعلامي للحادثة حميد بن مسلم الذي كان حاضرا أحداث المعركة وكان يدوّن الحوادث وبعض الأحاديث كما نقل من بعض المصادر.
ويجعل الأديب الحديث يدور بينه ( الشاعر ) وبين حميد بن مسلم الذي يبدو منذ المشهد الأول بل منذ السطر الأول من المسرحية خائفا مرعوبا كأنه يعترف بذنبه بعدم قيامه بنصرة الإمام الحسين واكتفاءه بالنقل الإعلامي فيصرخ مرعوبا:
من؟...من؟ من يدنو من مقبرة ملوثة بالتيه .. أجساد تآكلت ، وتناثر أديمها منذ قرون..
هذه الكلمة تدل على أن المحاكمة تدور أحداثها في الوقت الحالي وان الشاعر يبحث عن مذنب آخر غير ابن سعد وابن زياد وغيرهم من مرتكبي جريمة التاريخ الكبرى ..
حميد بن مسلم: من يريدني؟ من يرتدي نعل التواريخ، ليدخل سراديب رماد؟ ينبش في لحم الأرض أظافر الفضول.
الشاعر: أنا غُصّة يقظة ارتدت التواريخ صهيلا لتعتنيه.
من الوهلة الأولى يستطيع القارئ أن يفهم إن المحاكمة تاريخية وليست شخصية وان الشاعر يمثل كل باحث عن الحقيقة، وكذلك يمكن اكتشاف حميد بن مسلم المغلوب في هذه المحاكمة ولا يمكنه الهروب بعيدا. ورغم البساطة والسهولة في فهم الأحداث إلا أن خبرة الأديب جعلت المسرحية ذات طابع محبب ومن النوع السهل الممتنع من خلال شاعريته الكبيرة والتي وظفها بصورة جميلة والتناسق بين البلاغة الراقية والذائقة الفنية العالية وكما يصرح دائما في حواراته الأدبية وجلساته (الأخوية ) :
" للمسرح خصوصية إجادة التعامل الشعري فهو يتكفل توفير المساحة العميقة للشعر ولا يتحمل السردية"
فنحن لا نقرأ حوارا جامدا بين اثنين ، بل يحصل القارئ على كم هائل من الأحداث والتعرف على عدد من الشخصيات التي كان لها دور كبير في المعركة سواء من جانب الإمام الحسين أو من الجانب المعادي وهذا يدل على ثقافة كبيرة للكاتب علي الخباز.كذلك لا يمر مشهد من مشاهد أي من مسرحياته إلا وغزارة بالحِكم البعيدة عن أسلوب النصيحة غير المحبب:
الشاعر: " المشكلة انك أنت الذي رأى كل شيء ، ولم يبصر شيئا..!"
كما أن أسلوب التناص لدى الخباز مما لا يمكن عبوره فهو المتميز بهذا الأسلوب ولديه الكثير من الدراسات حوله خصوصا في سلسلة القراءات الانطباعية في نهج البلاغة والتي تعد من الدراسات القيمة والمهمة في الكشف عن الدلالات البلاغية في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- و"عرف النقد العربي ظاهرة التناص مبكرا تحت عدة مسميات مثل التضمين، والاقتباس، والاحتذاء، والإشارة" :
يزيد: " أنا عبد الله المؤمن في كل جيل "

إن عنوان المسرحية هو محاكمة حميد بن مسلم إلا أننا نجد بعد أن ننتهي من السطر الأخير أنها محاكمة لكل من أسس أساس الظلم والجور على محمد واله محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام وكما أنها محاكمة للماضين فهي محاكمة للتالين والحاليين ..
إنها باختصار محاكمة لنا جميعا .



13-3-2011
[email protected]



#غفار_عفراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ساسة العراق.. هذه أهم مطالب شعبكم
- حسينيات
- ازدواجية المتدينين
- ويكليكس والسعودية والارهاب الاعلامي
- نحو الأمية..
- ابراهيم سبتي: القصة القصيرة ليست نزهة
- الازدواجية في شخصية الإعلامي
- شعر
- الصلاة مع الملائكة
- ... لذا أصبحت ( العراقي سابقا )
- كيف يدافع الشعب عن نفسه يا مرجعية !؟
- ملف خاص بقضية إعادة اللاجئين العراقيين
- شكسبير
- معاهدة بورتسموث ومعاهدة العراق الجديد
- بعد حرمانها حتى من مقر يؤويها نقابة الفنانين في الناصرية تشك ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - كيف حاكم علي الخباز حميد بن مسلم ..