أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إصلاحات ضرورية














المزيد.....

إصلاحات ضرورية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 13:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تكلم كثيرون عن التغيير وعن الإصلاحات التي وُعدت بها الناس، وعن البيوت للجميع، وعن الشفافية، وعن الحرية، ونزلت أوراق من الحلم والمطر على المدن، ورقدت الشعوب على الخطب الرنانة، ومخدات العسل.
قالوا: نحن العرب والمسلمين لنا قوانين أخرى غير البشر، ليس علاقة بهذه الديمقراطية والعلمانية والتحديث وقوانين الانتخاب وقانون القيمة وقانون الريع.

لكن اليونان أفلست، وإيطاليا اهتزت، وتراكض الدائنون والجزعون إلى اسبانيا المتقلقلة، تكاد تلحق باليونان.
العرب والمسلمون يقولون نحن لا علاقة لنا بهذه القوانين والدساتير، نحن لدينا وثائق لا تبلى مع الزمان والحدثان ومعنا الحرس الجمهوري وجماعات الأمر بالمعروف وسجن أبوزعبل.

هل نحن الذين لدينا الأماكن المقدسة نهتز من إفلاس أصحاب البيوت الخاصة المعروضة في المزاد مثل الأحذية؟ هل نحن الذين لدينا الأهرام الشامخة التي تمطرُ ذهباً نهتمُ بصناديق الاقتراع وما يُسمى بالأزماتِ الاقتصادية ولصوصية البيروقراطية؟

لكن البضائع والنقود وقوانين الاقتصاد لا تعرف المجاملات، مهما تشدق أحدُهم بأنه من أصلٍ نبيل وأنه لديه الكثير المُخبأ، الفواتير والديونُ تظهرهُ على حقيقته وتفضح جيوبَه الخاوية.

الأزمات الاقتصادية العاصفة تسحبُ البلدانَ إلى غليانها بلداً بعد بلد، والبدلات الغالية الأسطورية للرئيس تغدو مكلفة وتنخر الميزانية، ويغدو المعاونون والسكرتيرات الجميلات والجزر المخصصة للراحة والطائرات الفخمة التي صُنعت لسيادته والاستجمام والشركات الخاصة لأقرباء الرئيس والخدمات الانسانية التي تقدمها حرمهُ للبشرية المعذبة وللثقافة الإنسانية، كلها تصير خانقةً للأطفال الجوعى الذين يُولدون في الحارات المكتظة وفي المقابر.

الجمهور الغافي على أساطير الشرق وسيمفونية العائلة المتحابة السعيدة يستيقظُ على كوابيس، فعلى الرغم من المحبة الوطنية العارمة فقد تم تسريح كثيرين من الشركات بسبب ظروفٍ خاصة إجبارية، والوطن يتقطعُ ألماً من أجل هؤلاء البوساء الذين تشردوا وتغربوا في فيافي الأرض وتقطعتْ بهم السبل بين تماسيح افريقيا وسجون اسبانيا.

لكن الوطن يحتفظ بجماعات كبيرة من العازفين على ألحان العائلة السعيدة المتحابة، الذين يكتبون أغاني الوفاء والحب هذه، التي لم تغير منذ عقود، وعلى خدم الاستراحات، وحشود الموظفين الذين ينظفون آلات الغناء العتيقة.

الجمهور الذي اكتوى بالضرائب العالية التي تطلع على جسمه مثل الحشرات السامة، وبالكاد يقبض على أجوره المتبخرة، ويصل إلى أنفاقه السكنية في عمق الحارات وغابات المدن، قامَ بنفسه ليصححَ الميزانيات التي لم تُكتب بشكلٍ صحيح من قبل علماء الرياضيات الحكوميين وجهابذة الاحصاء أصحاب الشهادات العالية، ويفرق بين المال الداخل في الجيوب والمال الشحيح الذي بالكاد يصل للقلوب، ويكشف البلاطات الكبرى القوية التي وقفت تحرسها الدبابات، فإذا مليارات رابضة في الظلمات، معدة فقط لليالي الحزينة للرئيس وعائلته التعسة الضجرة، وراحت أيدي الجماهير تحفر وتستخرج وتبحث فإذا المليارات في متاجر في ألمانيا، وصناديق في سويسرا، وعبرت المحيطات المظلمة وتوارت في أمريكا الشمالية والجنوبية.

وسالت دموعُ التماسيح وظهر ثوريون كثيرون وقادة أشراف وضباط كبار أشبه بتماثيل الدول المصرية القديمة خرجوا من توابيتهم، وظهرت دساتير عديدة، ومواد تحاول أن تقول (نحن يا جماعة الخير عرب ومسلمون ونختلف عن البشرية ولا نريد هذه الدول الديمقراطية العلمانية الكافرة)، لكن الجمهور الذي لم يدرس القانون جيداً، ولم يقدم أطروحات الدكتوراه في التضليل الثقافي، تقدم مرة أخرى، يبحث في الورق المتطاير من الفضائح والمؤامرات وعقوله المتعددة مشوشة، فالسادة لا يتخلون عن أملاك الشعب بسهولة، والمواقع لا تكفي والجرائد الحرة بدأت في الظهور ويبدأ يتعلم ويصلح في معركة طويلة ليعثر على أملاكه الضائعة ويرتب أوضاعه المأساوية.

الشعب يريد أن يحيا كبشر، يريد أن يحيا سعيداً كريماً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات فكرية لما بعد الثورة
- ديمقراطية غير علمانية .. أهي ممكنة؟
- عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي ف ...
- الأزمة العميقة في البحرين
- الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- إلى أين قادتهم ولاية الفقيه؟
- العمال وتطوير الرأسمالية
- انتصار للحداثة
- تونس الجميلة
- الرأسمالياتُ الحكومية العربية في طور الأزمة
- مذاهب تتباين وتتكامل
- لكل بلدٍ خرابه الخاص
- الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف
- حيرة عمالية
- حين يأكل النقدُ الجيوبَ
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إصلاحات ضرورية