أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد السكوتي - مادام كسرى كسرى اخذي خراب














المزيد.....

مادام كسرى كسرى اخذي خراب


عبد السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 22:25
المحور: كتابات ساخرة
    


هواء في شبك
( مادام كسرى كسرى ، اخذي خراب )
يحكى ان احد الاكاسرة كان ظالما مولعا بسفك الدماء ، وكان لايهدأ له طرف حتى يسفك الدماء ويفتك بالابرياء ، وكان لديه وزير فطن ، وقد تالم من تصرفات كسرى وتجبره ، فود من صميم قلبه لو ترك كسرى سيرته الظالمة واشاع العدل والاحسان بين الرعية ، وذات يوم خرج كسرى الى الصيد واصطحب معه وزيره الذكي ، وحين جلسا على شاطىء النهر لتناول الغداء ، وجدا بومتين على جانب النهر تتصايحان ، فقال كسرى لوزيره : ليتني افهم ماتقول البومتان ؟ فاجابه الوزير : ايها الملك انني افهم منطق الطير ، وقد عرفت الحوار الذي دار بينهما ، الا انني اخشى من سخطك وغضبك عليّ ان نقلت لك هذا الحوار ، فقال كسرى : قل ولك الامان ، فقال الوزير : ان احدى هاتين البومتين خطبت لابنها ابنة البومة الاخرى ، واشترطت ام البنت خمسين قرية خراب مهرا لابنتها ، فاجابتها الخاطبة : مادام كسرى كسرى ياويلها من خراب ، انني مستعدة ان اقدم لابنتك مئة قرية خراب بدل الخمسين ، فاعتبر كسرى وترك الظلم من لحظته .
وعلى هذا الاساس لتأتي كل ( بومات ) الارض الى العراق فهنا تستطيع ان تعطي مهورا كبيرة من مدن مخربة ، لاننا تقريبا ماعدا المشاريع البسيطة لم نصلح اي شيء على الاقل من الذي خربناه ، اقترحنا على وزارة الثقافة ان تشتري المخطوطات من اللصوص الذين يبيعونها علنا ، ولم تفعل هذا مع جهودها التي بذلتها لارجاع الكثير من هذه المخطوطات والآثار ، مازال كثير من المسروقات تباع في اسواق الكتب ، ومختومة بختم المكتبة الوطنية ، اي خراب لحق بالعراق ، وماتزال شبكة المصالح المتشابكة تعبث بالعراق امنا وخدمات ،ونحن نتخبط بين حركات دينية تحاول الحفاظ على امساكها بزمام الامور ، وبين عقليات المثقفين الذين اختهم عجلة الزمن فالقت بهم تحت رحمة الحركات المتخلفة ، حيث يعملون في الاعلام او غيره لتوفير لقمة العيش ، وتكاد هوية العراق فنيا وثقافيا تضيع وسط فوضى لانعرف نهايتها بين التصريحات المتضادة والعداء المستمر الذي يتخذ من الوطن ساحة للقتال المخفي والذي غالبا مايظهر على اشكال ، منها سوء الخدمات ، والا ماذا نسمي اقرار الحكومة بالتقصير من جهة توفير الخدمات ، فقد اعترفت اعترافا صريحا وبينا مجبرة امام تظاهرات الجمع المنصرمة ، وهذا اسوأ مافي الامر ، يعلمون جيدا ان الخدمات سيئة ولايعيرون للامر اهتماما الا بعد وخزهم وتنبيههم ، ومع هذا فهناك تلكؤ واضح في وضع برنامج العلاج الذي من الممكن ان يستمر طويلا ، حيث بدأ مجلس النواب بمناقشة مرتباته ومخصصاته وعلاواته ، اما مايخص الشعب فهي اربع سنوات تقضى بالمواعيد وبعدها تبدأ الشعارات ، والاناشيد وتوزيع البطانيات والثلاجات على الفقراء لكسب اصواتهم وتنتهي القضية ، هذه ايديولوجية الحركات واساليب ادارتها للازمة مايجعل الانسان العراقي مضطرب لايعلم مايفعل ، وكأننا عدنا ادراجنا الى الخلف مئات السنين ونحن بين امرين سياسة خطأ او سيطرة القاعدة ، لقد وضعتنا اميركا بين خيارين احلاهما مر ، اما الحركات المتطرفة او الحركات المتطرفة ، ونحن ننظر الى الوطن وهو ينمزق تحت التصريحات التي تحاول دوما ان تعالج الازمة بالازمة ، وهذه وراثة ورثها الساسة عن صدام ، او من تراثهم الذي اوصى بمعالجة الازمات بافتعال ازمات جديدة وبحسب شطر البيت الشعري : ( الجرح يسكنه الذي هو أأ لم ) ، في حين يبقى حمد وحيدا في الميدان ، الانسان العراقي الاصيل الذي لم يستطع ان يجنده احد وهذا بحسب ايديولوجيتهم سيقتله الهم كما فعل خلفاؤهم من قبل ، حيث عالجوا اعتراضات الناس وتظاهراتهم بسفك الدماء والموت ، فبرز لهم احد الخلفاء ليقول : ( من قال برأسه هكذا اي زاعما الاعتراض علينا ، قلنا له بسيوفنا هكذا ، اي قتلناه ) ، وليبقى التاريخ شاهدا حيا على الانتهاكات والقهر والحرمان ونحن نحاول جاهدين ان نلبس ثياب التمدن والتطور ، ونحن ننوء تحت اطنان من احمال التخلف والتراجع ، ولسان حالنا يقول :
( جره دمعي على الوجنات ياحيف
على اللي مايقدر التعب ياحيف
انه الجنت اخوف خفت ياحيف
ولذت بالجانوا ايلوذون بيّه )...



#عبد_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد السكوتي - مادام كسرى كسرى اخذي خراب