عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 16:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انه مخاض عسير الذي تعيشه ثورة شباب ليبيا منذ انطلاقها في 17 فبراير المجيد، فهي تدخل اسبوعها الرابع والمواجهة ما زالت مستمرة بين قوى الخير المتمثلة في شعب ليبيا البطل الممتد من طبرق وحتى الزنتان. وبين قوى الشر الممثلة في القذافي واعوانه ومرتزقته.
إنها معركة بين إرادة الحياة ، الطامحة نحو التحرر والانعتاق من جبروت الطاغية وانتزاع الحرية وسط القنابل والمدفعية والصواريخ والطائرات التي تدك الاحياء السكنية، و الجثث المنتشرة في كل مكان لتروي غليل قذاف الدم القابع في جحره في العزيزية.
انها المواجهة التي يسطر فيها ثوار ليبيا اعظم الملاحم ليكتبوا لبلدهم تاريخا جديدا ، بدماء الشهداء والجرحى، وبعرق الشباب وصبرهم ومصابرتهم.
كان اكثر المتشائمين غلوا ينتظر ان يواجه القذافي أية انتفاضة شعبية سلمية بقتل العشرات قبل ان يستسلم، لكن لم يكن احد يتخيل، أن يوجه هذا المعتوه دباباته وطائراته في حرب ابادة بشرية لم يشهدها التأريخ ، ويقوم بتدمير المنشئات النفطية.. ولكن القذافي فعلها، وما زال يهدد ويتوعد شعب ليبيا بالمزيد من الدمار ، في نفس الوقت الذي يستجدي فيه الغرب ويعرض خدماته على الجميع بدءا من اوروبا ووصولا الى اسرائيل!
اذن ، هي الحرب .. حرب اعلنها القذافي على الشعب الليبي.. انها حرب سيتصدى لها كل الليبين في الداخل والخارج ، شيبا وشبابا نساء وأطفالا .. مثقفين ومفكرين وأدباء والشعراء ... معركة كل ليبي في الداخل وفي الخارج.
وستكون حربا طويلة ضد أولئك الذين اختاروا قيود العبودية والانكسار بدلا من فضاءات الحرية والانتصار.. أولئك الذين يصفقون للطاغية ويتمنون له البقاء حتى لو أباد الشعب الليبي عن بكرة أبيه .. إنها الفئة الضالة التي لا تعيش إلا على العهر والخسة والنذالة .. وسيكون مصيرهم ومئالهم بإذن الله الذل والهوان في الدنيا والاخرة.. وسيكون حسابهم قريبا حسابا عسيرا مع شعبهم،، فذاكرة الشعوب لاتنسى وموعدنا الصبح أليس الصبح بقريب...
إنها الثورة المستحيلة إلا على شعبنا العظيم، والذي سينتصر في النهاية رغم آلام المخاض وثقتنا كبيرة في الله وشعبنا الليبي الذي سيخرج القذافي من باب العزيزية الى جهنم الذي خرج منها ..
ويومها سيعود الفرح بعد أكثر من اربعين عاما إلى مدننا وقرانا وسيحتفل شعب ليبيا بانعتاقه، يومها يكون يوم الفرح الكبير .
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟