|
برغم الخطأ تظل الدعوة للغضب قائمة
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 13:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أخطأت ، و ذلك في مقال : يوم الإستفتاء يوم للغضب ، حين ظننت أن الإقتراع على الدستور سيكون بالبطاقة الإنتخابية . و مرجع الخطأ الذي وقعت فيه هو إنني أعتمد على الإنترنت ، و الإتصالات الهاتفية مع مصر ، لمعرفة الأخبار ، حيث لا أملك هوائي إستقبال للقنوات الفضائية لأسباب ترجع لمالك الشقة التي أستأجرها ، و لمديري المبنى . الإعتماد على الإنترنت جيد عندما لا يكون هناك من يتحكم في جهاز الكومبيوتر ، و لكن كلا من الجهازين اللذان أملكهما ، المكتبي ، و الأخر المحمول ، تحت التحكم الكامل من جهازي الإستخبارات المصري ، و الروماني ، و قد سبق أن أشرت لذلك التعاون المشين ، و لما أتعرض له ، مع أسرتي الصغيرة ، من مضايقات ، بشكل مباشر في مقال : السفر بدون جواز سفر ، المنشور في أغسطس 2010 ، و بشكل غير مباشر في مقال : بدون عنف ، و لكن لا يجب أن تمر في هدوء ، المنشور في خريف 2010 . عندما يتحكم جهاز إستخبارات ، أو أكثر من جهاز أمني ، في أي حاسب أملكه ، مع الأخذ في الإعتبار أن الإنترنت هي مصدر معلوماتي الرئيسي ، فإنه يتحكم فيما أعرف ، لأنه قادر على حجب ما يريد . فإذا أضفت لذلك التحكم تحكم أخر ، و أعني التحكم في إتصالاتي الهاتفية ، بدرجة واضحة ، من معالمها أنه حدث أكثر من مرة أن حاول البعض الإتصال بي من مصر ، و لكن لا يمكنهم ذلك في بعض الأوقات ، فضلا عن ظهور أرقام هواتف محمولة رومانية على شاشة هاتفي المحمول عند إتصال البعض بي من خارج رومانيا ، بدرجة تثير الشكوك في صحة شخصية المتحدث ، في ظل وجود تقنية تقليد الأصوات - و أنا أحتفظ ببعض أرقام تلك الهواتف المحمولة ، و على إستعداد لنشرها لو لزم الأمر - فإن الحصار المعلوماتي يكتمل ، خاصة مع غياب أي قناة تلفزيونية إخبارية عالمية ناطقة بالعربية ، أو الإنجليزية ، في قائمة قنوات شركة الكابل التي أتعامل معها . فقط بعد أن وقع الخطأ المنشور في مقال : يوم الإستفتاء يوم للغضب ، تم السماح بإستقبال مكالمة من مصر ، و بدون رقم روماني على الشاشة ، من مصدر أثق فيه تماما ، و ذلك صباح الرابع عشر من مارس 2011 ، توضح لي الخطأ . إذاً الخطأ الذي وقعت فيه ليس عن إهمال ، كما لاحظ القارئ الكريم ، بل عن حصار معلوماتي رهيب ، و محكم ، إمتد لسنوات ، و لازال قائم ، إلا إنني برغم ذلك أعتذر عن ذلك الخطأ . لكن برغم ذلك الخطأ لا أرى أن صلب رسالة المقال قد فقدت معناها ، أو حتى تحتاج للتعديل ، لأن الإستفتاء ، في ظل هذه الظروف ستكون نتيجته في الغالب لصالح تحالف أعداء الثورة ، تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان . لصالح تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان ليس فقط لأن الإستفتاء يقام في ظل مناخ غير مناسب ، و بمعايير غير كافية لضمان نزاهته ، و في عهد لص أراضي أصبح وزير للداخلية ، بل أيضا نتيجة لتحكم نظام عمر سليمان في الإعلام الرسمي ، مضافا لذلك القدرات التي بناها الإخوان للإتصال بالجماهير ، خلال الثلاثين عاما الماضية ، بسبب إنفرادهم بساحة العمل الجماهيري من بين كل أطياف المعارضة الحقيقية ، يضاف لكل ذلك ضيق الفترة الزمنية ، و هذا الضيق لصالح ذلك التحالف الخبيث . أضيف لكل ما سبق مثال على المعاملة التمييزية الإيجابية لصالح الإخوان ، هو تجربتي الشخصية . فبينما للإخوان حرية الحركة في ربوع مصر ، فإن شخص بسيط مثلي لازال واقع تحت حصار معلوماتي رهيب للأن ، و يستقبل ، بين حين و أخر ، تهديدات على فيسبوك بالإعتقال فور عودته لمصر ، و لا حاجة لتخمين مصدرها . إذا هناك لعبة قذرة تلعب ، هدفها سرقة الثورة ، و إضافة رصيدها للإخوان ، خصما من النظام ، في ظل تواضع مطالب الإخوان ، و بدون إضافة أي ربح للشعب الذي قام بالثورة . إذا تبقى رسالة مقال : يوم للإستفتاء يوم للغضب ، قائمة ، صالحة ، و هي أننا لن نقبل بنتيجة ذلك الإستفتاء لو كانت في صالح ذلك التحالف الخبيث ، ليس لأننا لا نقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية ، و لكن لأن اللعبة غير نظيفة كما أوضحت عالية ، و لأن في القبول بدستور معيب ، حتى بعد تعديله ، هو قبول بسرقة تحالف بقايا نظام حسني مبارك ، أو نظام عمر سليمان حاليا ، مع الإخوان ، للثورة . لسنا ضد وصول الإخوان للسلطة ، فقد رحب حزب كل مصر بمشاركتهم في الثورة ، رغم إنهم حضروا متأخرين كعادتهم ، و رغم إنهم غادروها مبكرين كعادتهم أيضا ، و لكن ضد سرقة الثورة ، ضد تقويض حلمها في ديمقراطية حقيقية ، و إقتصاد نظيف . لهذا تظل الدعوة قائمة لتحويل يوم الإستفتاء ليوم للغضب السلمي العارم ، فإن تعذر ذلك ، فليكن ذلك بعد الإستفتاء . إننا في حزب كل مصر لن نستسلم ، فكيف نستسلم الأن ، و قد كنا نناضل وحدنا ، في أحلك الأوقات ، عندما كان حسني مبارك في قمة جبروته ، و الجميع منكمشين ، يناضلون في المواسم فقط ؟؟؟ إننا لسنا مثل حركة كفاية ، و لسنا مثل جمعية التغيير ، و لسنا بالتأكيد مثل البرادعي . إننا لازلنا ، في حزب كل مصر ، متمسكين بشعارنا النضالي : أن درب العدالة عندما يضيق ، و باب الحرية عندما يغلق ، لا يكون أمامنا سوى أن نمسك بالمعول لنوسع الدرب ، و أن نطرق الباب حتى يفتح أو يتحطم . إننا على وعدنا لعمر سليمان ، و لحلفاءه الإنتهازيين الإخوانيين ، بأنه ستكون هناك أيام كثيرة للغضب . لن نقبل أن تكون دماء شهداء ثورتنا لزيادة نسبة مقاعد الإخوان في البرلمان ، و ربما دخولهم التشكيل الوزاري ، و إطلاق يدهم أكثر في المجتمع المصري . لن تذهب دماء شهدائنا هدراً . دماء شهدائنا هي للديمقراطية الحقيقية ، و للعدالة ، و للرفاهية ، و ليست لصالح تحالف الخبثاء ، تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان . سنوعي الشعب الأن ، و سنذهب للتصويت ، ثم سنذهب للتحرير ، و لميادين مصر ، في نفس اليوم ، أو في الأيام التي ستلي الإستفتاء . ثورتنا ستطول ، و لسنا إلا في الفصل الثاني منها .
14-03-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الإستفتاء يوم للغضب
-
على الثورة أن تقدم دستورها البديل ، أو مشروع دستور 2012
-
كنيسة قرية صول هي أيضاً ميدان التحرير
-
دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب
-
الثورة هدم و بناء ، و علينا أن نهتم بالعمليتين
-
لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق
-
ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح
-
عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط
-
عمرو موسى مرشح عمر سليمان
-
الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
-
مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
-
كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
-
النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
-
ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
-
حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
-
هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟
-
هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي
-
الشعب و جيشه ، أب و ابنه
-
يجب إحتلال مبنى مجلس الشعب
-
الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
المزيد.....
-
تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس
...
-
مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن
...
-
فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد
...
-
كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
-
اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب
...
-
يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا
...
-
إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب
...
-
تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال
...
-
عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط
...
-
ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|