أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدان يوسف - الحركة الشيوعية نخلة العراق الباسقة















المزيد.....

الحركة الشيوعية نخلة العراق الباسقة


حمدان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معروف أن بذور معاداة الشيوعية في العراق نُثِرَت بفترة تزيد على عقد قبل تأسيس الحزب الشيوعي،
وإن من جملة ما حدا بالمستعمرين البريطانيين تفضيل فيصل الهاشمي على غيره ملكا على العراق كان
ما عرفوه عنه من عداء للشيوعية، فقد ورد في تقرير لوزارة الحربية البريطانية حول فوائد إختيار فيصل مايلي : " من المعتقد أن فيصلا يكره الشيوعية و البلشفية . إن الأقطار المتاخمة للعراق تغتصبها البلشفية تدريجا، وإذا أقيم فيصل ملكا للعراق ، فإن البلاد قد تصبح نموذجا لجيرانها المسلمين، و حاجزا أمام البلشفية "( الوسط اللندنية 23 حزيران 2003 /عن مركز الوثائق البريطانية ).

في الثلاثينات من القرن الماضي ولما يزل الحزب الشيوعي في المهد صبيا طلع الجنرال بكر صدقي بفتوى : أن العراق ليس تربة صالحة للشيوعية ، مثل عدم صلاح أرض السويد لزرع النخيل فيها. وتبعه في هذا الزعم والتمني نوري السعيد وانقلابيو شباط وأرباب الفاشية البدوية ، التي ما كانت عاقبتها بأحسن من عاقبة الطغاة الذين أدبروا قبلها. وتسمو النخلة، نخلة الشيوعية في العراق ، فإن طلعها باق في سماء العراق ، وجذورها عميقة ، متشابكة في الأرض ، ولأن الفسيلة تجد دوما من يغرسها موقنا ملئ اليقين : " غرسوا فأكلنا ، ونغرس فيأكلون."

في العقود الاولى من سنيه التي تقترب من السابعة والسبعين ، خاصة سنوات النضال ضد الفاشية وسنوات النهوض الديمقراطي بعد الحرب العالمية الثانية استطاع الحزب أن يكون المُعَبِّر عن التيار الديمقراطي ، فالتف الشيوعيون و الديمقراطيون اليساريون حوله طواعية دون حاجة لتذكيرهم بالضبط الحزبي، التصقوا بالحزب وثيق الصلة وهم يترنمون ترنم ذلك العاشق الذي يقول لمن يهواه، رغم أنه وسط حشاشته : أن ادْنُ أيها المتباعد !.

في النضال من اجل ديمقراطية حقيقية ، ديمقراطية الكادحين والمظلومين ، ديمقراطية تحد من تحكم بيروقراطية جديدة ، يشكل التيار الديمقراطي الموحد الضمانة الاوثق. ذلك لأن التيارات الاخرى ، خاصة القومانية و الاسلامية ، تحمل إرثينها التَسَلْطُنِي ، و قد أثبت تاريخ الحركة السياسية في العراق أن لا بد من حركة شيوعية موحدة ، سليمة النظرية ، قوية التنظيم من أجل تقوية التيار الديمقراطي ، فالحركة الوطنية وتجربة العقود السبعة و النصف أثبتت أن قوة التنظيم ليست بكثرة العدد و لا بقوة الضبط والطاعة العمياء، بل بعمق وعي العضو واحساسه بأنه حقا في اتحاد طوعي لمناضلين متكافئين ، وأنه عندما يتحدث عن الحزب فانما يتحدث عن ذاته ، يتحدث عن نفسه، فهو يشعر أنه والحزب متوحدان في نسيج واحد ، يشعر أنه هو الحزب والحزب هو.
في العقود التي انصرمت كان التقيد بالضبط الحزبي على أشده قوة وطواعية وفائدة يوم كان نهج الحزب السياسي هو الاقرب للصواب . هكذا كانت الحال خاصة في الفترة التي أعقبت الكونفرنس
الثاني أيلول 1956 ، بعد اتحاد الكتل الشيوعية المتفرقة مع الحزب. واستمرت الحال هذه الى اجتماع اللجنة المركزية بعد أيار 1959، اجتماع ما سمي بالجلد الذاتي . فأن كان التياسر أحيانا عقوبة على المواقف اليمينية في السياسة فخرق الضبط الحزبي في الغالب عقوبة على البيروقراطية في التنظيم.
في سنوات مضت نَسينا وأُنسينا ، سهوا وسذاجة ، قصدا و دراية ، وان أدركنا فلم نجهر بذلك خشية على وحدة الحزب أن تتصدع ، خشية أثبت الواقع ضررها ، اذ أن وحدة على خطأ تميت . نَسينا وأُنسينا أن الوجود يحدد الوعي ، وأن الانسان في تبدل وتحول بيولوجيا ونفسيا ، واجتماعيا. فالفتى اليافع ، المندفع ، المتحمس ، المستعد للتضحية بحياته في سبيل مُثُله العليا ليس بالضرورة أن يبقى بنفس الخصال وهو يرتقي في المركز والوظيفة والمكانة الاجتماعية والعمر.
فنَسينا و أُنسينا أنه مثلما داخل نفس الطبقة فئات اجتماعية متعددة ذات مصالح متنوعة ، فان ثمة ذات الشئ داخل أي تنظيم. ففي الطبقة العاملة تبرز فئة الارستقراطية العمالية ، وفي تنظيمها تبرز فئة البيروقراطية ، نقابيا وحزبيا ، نَسينا وأُنسينا أن من يحترف العمل السياسي ، والحزبي جزء منه، يَـتَـسَـيَّـس، يصبح سياسيا ،محترفا، ممتهنا، العملُ السياسي مصدرُ رزقه. والبعد بين الاحتراف والارتزاق ليس كبيرا، وأن من يتسيس يصبح عرضة سهلة للتسوس، وللاصابة بأيدز الفساد السياسي.
وكم تناسينا قول الرفيق فهد " أن الماركسية ليست قفا نبكي تغنى على الربابة " وقوله " أن الاشخاص ليسوا مصدر الانحرافات بل نبتات جذورها الراسخة في تربة قطرنا " وقوله " أن طلاب التزعم والمراكز وعشاق حب الظهور تهافتوا على الحزب الشيوعي للعمل فيه " ، وساد ظن لا سيما في التطبيق ، بأن حمل اسم الحزب الشيوعي وحده يكفي تميمة و تعويذة للتحصن ضد نشوء فئة بيروقراطية تقود الحزب الى مواقع الانتهازية فتضعف الحركة العمالية والديمقراطية معا ، وأن البطاقة الحزبية ليست شهادة تطعيم ضد ايدز الفساد السياسي .
تجربة عقود ، مليئة بالانتصارات والتضحيات والاخطاء - في التحالفات خاصة - أثبتت أنه كما ورد في انجيل متى :" لا يقدر أحدكم أن يخدم سيدين: الله والمال."، فكذلك " لا يقدر أحدكم أن يخدم في آن واحد : المبدأ والمنصب."

في هذه الظروف الصعبة ، والمتشابكة ، والمعقدة ، تحية لكل شهداء الحزب ومناضليه ، خاصة المجهولين منهم و المنسيين ، والذين تجاهلتهم رموز الحكم الجديد ، وما كنا نريد لهم ، خاصة وأنهم مسلمون كما يقولون، أن يرتكبوا واحدة من الكبائر، وهي الحنث باليمين ، فقد أقسموا اليمين الدستوري أن يكونوا من الشعب الذي يَتَّعِظَ لِغَدِهِ بأمسهِ، ومن عظة الأمس أن معاداة الشيوعية خيانة وطنية، المفروض على من نشأ عليها ، كحزب الدعوة ، أن يترك هذا الباطل.

و في الختام حري بنا أن نتذكر الوعد الذي قطعه على نفسه الشهيد أبو سعيد الذي قتلوه دون محاكمة
، وأصبح وصيته للمناضلين وللإعلاميين: " المسألة ليست في أسعار البصل ، أو اللحم والدهن... بل ليست فيما يراه من مشاكل أخرى ومضايقات و اعتداءات و قتل ... بل هي في " أصابع " الاستعمار.. " الأصابع " التي ينسى وجودها البعض... ولا ننساها، نحن الشيوعيين ، وهذا وعد أنني سأظل أذكر الناس ... بالاستعمار ! ... ووعد آخر ... أني سأنقل بأمانة ...الى الشعب ... الأفكار ... و السوالف النافعة. "



وأن نتذكر دعاء شهيد الغربة، أبي ڴاطع ، شمران الياسري : " اللهم لا تبارك في زرع وضرع من قصر في فضح الفاشية ." و أٌكْمِلُه ... " أو قَصَّرَ في فضح الإنتهازية، التي تُؤَدي إلى نخر كيان الحزب من الداخل ، فَـيُـمْـسي أعجازَ نخل خاوية ، ونحن نريده أن يبقى في أرض العراق , بلاد الرافدين ، نخلة شامخة ، باسقة ، راسخة ، وافرة الظلال، يَسّاقَـط منها رطبا جنيا، ويستظل بفَيٌئِها آخرون.



#حمدان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى 156 لصدور البيان الشيوعي


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدان يوسف - الحركة الشيوعية نخلة العراق الباسقة