أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - اجتياح غزة لخلق شريك جديد














المزيد.....

اجتياح غزة لخلق شريك جديد


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقابلة التي اجرتها صحيفة هآرتس (8/10) مع دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي، اثارت ضجة اعلامية كبيرة. فقد كشف المستشار ان هدف خطة الانفصال عن غزة هو تجميد المفاوضات لاجل غير مسمى. وكانت اول ردود الفعل تهديد شمعون بيرس، رئيس حزب العمل، بعدم التصويت مع الحكومة على خطة الانفصال.
في خطاب القاه في الجلسة الافتتاحية للدورة الشتوية للكنيست في 11/10، بدأ شارون حملته لاقناع حكومته تمهيدا للحصول على الاغلبية البرلمانية. الهزيمة كانت ساحقة، وكشفت المعارضة الشديدة لخطته الانفصالية في صفوف التيار اليميني الممثل في الحكومة والكنيست. ولتذليل الصعوبات يعمل شارون في مسارين متوازيين: الاول يتعلق بالفلسطينيين، والثاني بالمستوطنين الذين دون تعاونهم المبطن، ستكون النتيجة الفشل الاكيد وربما ايضا انتخابات مبكرة.
على صعيد الفلسطينيين - في مقابلة تلفزيونية بمناسبة عيد رأس السنة اليهودية، اعلن شارون عن جدول العمل لتسريع تنفيذ خطة الانفصال. الخطوة الاولى التي حددها في هذا الاتجاه هي اقرار قانون الانسحاب في الحكومة خلال الشهر الجاري، وتقديمه في اواخر الشهر للتصويت في البرلمان. الخطوة التالية ستكون اتخاذ الاجراءات الضرورية لاخلاء مستوطنات غزة، حتى صيف 2005.
هدف شارون من تصريحه هو التلميح للفلسطينيين بان الانسحاب ليس كلاما بل قرارا رسميا، وانه سيضع كل ثقله السياسي لتنفيذه. الرسالة انه بعد صيف 2005، لن تبقى مستوطنة واحدة في غزة، وسيكون على الفلسطينيين تحمل المسؤولية عن المنطقة في كل المجالات، وخاصة الامنية.
شارون يعرف ان الانسحاب لن يكون مجديا، اذا بقي من بعده فراغ سياسي وامني، لان هذا سيمتلئ حتما بالفوضى. وبمعنى آخر، ليس هناك شيء اسمه انسحاب احادي الجانب. يمكن ان يكون القرار احادي الجانب، ولكن ليس التنفيذ الذي يفترض شريكا لتطبيقه، حتى وإن لم يتفق هذا الشريك مع القرار الاسرائيلي. هذا ما يفسر الصراع الداخلي في غزة بين جماعتي موسى عرفات ومحمد دحلان، في حين تقوم الدبابات الاسرائيلية بذبح الناس في مخيم جباليا.
الرد الفلسطيني الرسمي على خطة شارون صدر عن اللجنة القانونية المرافقة للطاقم المفاوض، برئاسة صائب عريقات. الوثيقة الشاملة التي جهزتها اللجنة حول الابعاد القانونية لخطة الانفصال، تجزم انه رغم اخلاء مستوطنات غزة، ستبقى اسرائيل قوى محتلة ومسؤولة مباشرة عن قطاع غزة، وهذا لسببين اساسيين: الاول ان اسرائيل تبقى مسؤولة عن الحدود والمجال الجوي والبحري. السبب الثاني انه حسب اتفاق اوسلو تعتبر الضفة الغربية وغزة وحدة جغرافية واحدة، وإبقاء الاستيطان في الضفة الغربية يعني استمرار الاحتلال في جزء مهم من المناطق الفلسطينية، الامر الذي يعني انه لا يمكن فصل الضفة عن غزة.
على صعيد المستوطنين - من خلال المقابلة مع فايسغلاس، سعى شارون لطمأنة المستوطنين بان هدف الانفصال عن غزة تكريس الاستيطان في الضفة الغربية الى الابد. المستشار الاسرائيلي تباهى بعلاقاته الحميمة مع البيت الابيض، ليؤكد للمستوطنين ان موقفه مدعوم من سيد العالم بوش. وهو يشير الى حصوله على موافقة امريكية بان الكتل الاستيطانية الكبيرة ستبقى جزءا من اسرائيل، وانه لن يتم التفاوض على المستوطنات المعزولة التي تمنع التواصل الاقليمي الفلسطيني، حتى "يصبح الفلسطينيون فنلنديين"، اي انها ستبقى في موضعها لفترة طويلة جدا، حتى لو لم يتم الاعتراف بها رسميا.
ولكن لا يبدو ان هذه التطمينات قد اقنعت المستوطنين بتصديق مزاعم شارون. انهم يدركون ان شارون راغب في منع المفاوضات مع الفلسطينيين لفترة طويلة، ولكنهم يعرفون ايضا ان هذا لا يغير موقف القرارات الدولية، التي ترى في الاستيطان في المناطق الفلسطينية امرا مرفوضا وعقبة مركزية امام تحقيق اية تسوية مع الفلسطينيين.
من جهة اخرى، يدرك شارون انه حتى لو نجح في اقناع المستوطنين بقبول خطته الخبيثة، فلن ينجح في تطبيقها بلا شريك فلسطيني يقبل بالسيطرة على انقاض قطاع غزة. ان الغارة الوحشية التي تشنها الحكومة الاسرائيلية على قطاع غزة، تهدف الى كسر شوكة المقاومة وتمهيد الطريق لظهور شريك فلسطيني يمكن الرهان عليه. ولكن النتيجة المتوقعة لهكذا اجرام ستكون المزيد من الفوضى والكراهية لاسرائيل، الامر الذي سيصعب جدا على شارون تنفيذ خطته.
الحقيقة ان اسرائيل تواجه طريقا مسدودا، وتعجز عن طرح حلول واقعية تضع حدا لدوامة الدم والدمار. اما خطة شارون الانفصالية، فليست سوى مناورة ومحاولة يائسة للتهرب من الاعتراف بانه لا سلام مع الاستيطان.

افتتاحية مجلة الصبّار، تشرين اول 2004



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه
- حزب دعم يطرح البديل العمالي
- العمال في طليعة حملة -دعم- الانتخابية
- لا للفساد والانتهازية نعم للقوة العمالية
- حزب للطبقة العاملة
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - اجتياح غزة لخلق شريك جديد