|
امرأة من العراق
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:48
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها
يحل علينا يوم المرأة العالمي مرة اخرى، والمرأة العراقية لاتزال وبقوة مجرد ضحية لعهود متعاقبة من الاضطهاد والظلامية تسود البلاد منذ اكثر من 40 عاما ، فاية كلمات تهنئة يمكن ان تنطق بها الافواه او تسطرها الاقلام قادرة ان تبعث بعض العزاء في قلوبنا ؟ وهل بضع من جمل الثناء يمكن ان تفي العراقية حقها من العرفان وهي التي تحمل منذ اجيال هموم العائلة العراقية االمنكوبة باسوأ الانظمة والحكام ،وتشرح بانصاف مغزى هذه الارادة الاسطورية للبقاء والحفاظ على الاسرة في ظل كل هذا الجهل و العنف الاجتماعي وسقوط الهوية العراقية صريعة تحت اقدام الطائفية والاستبداد والفساد والتخلف ..... مع كل هذا التاريخ العامر بالكبرياء لم يثمر مايصر البعض على اعتباره بدء الديمقراطية في العراق من تغيير في واقع هذه الانثى المكافحة الا ماهو اسوأ ،فلا اثر اليوم للمراة العراقية سوى مانراه نماذج غير مشرفة تم ادخالهن عنوة الى قوائم المحاصصات السياسية لمجرد تزييف المظهر المشوه للديمقراطية الذكورية والتي فرضت بتشريعات وقوانين هزلية ان توضع مجموعة تماثيل وشواخص نسائية لاحياة فيها في مجلس النواب لغرض اسكات النصوص التي تطالب بنسب وارقام تمثيل سياسي للمرأة بلا مؤهلات سوى خانة الجنس في الهوية المدنية . الغالبية العظمى لمن يمثلن نساء العراق اليوم كنائبات هن اذيال حركات التخلف السياسي والاجتماعي ..... اشكال لاتذكرنا الا بدلالات الاسواق المركزية جعلوا منهن سياسيات ونائبات ....وها قد مضت سبع سنوات لم نسمع منهن اي تعبيرعن الاحساس بمآسي الوطن الا ماندر ، فلانذكر من مشاركة تبقى عالقة في الاذهان سوى تلك الزاعقة التي لم تجد من مآسي الوطن مايحرك مشاعرها النيابية سوى المطالبة بتحريم الخمور ، او تلك الخيمة الصامتة التي لم تنطق الا لكي تقترح انشاء وزارة للزيارات الدينية والمسيرات المليونية التي تخرج من اجل الاموات وليس الاحياء ...... لذا نبحث بشوق وسط هذه الحشرجات المنكرة واصوات البوم في ليل العراق الطويل عن بصيص النور، عن الانموذج الحضاري للمراة العراقية الثائرة على الفكر القمعي لنظم االاستبداد الذكورية المتعاقبة ، عسى ان تحيي فينا الامل بحتمية زوال الظلمة الحالكة وبزوغ فجر الحرية للانسان ونقرأ عن زها حديد امرأة ولدت وترعرعت واكملت الدراسة الثانوية في العراق قبل ان توقن في سن مبكرة ان طموحها العلمي والحضاري سيسحق في وطنها المحكوم بالسحالي ، فآثرت الهجرة .....وحفرت في الصخر والحجر بانامل رافدينية رقيقة واحساس عراقي وريث لأقدم الحضارات البشرية، لتصبح بفضل عبقريتها من اشهر وارقى المعماريين في العالم هذا اليوم ....زها حديد ...من مواليد بغداد عام 1950 تصاميمها ماثلة في اماكن متباعدة في العالم كالراين في المانيا وستراسبورغ في فرنسا واوهايو في امريكا ،لذا وضعتها مجلة فوربس عام 2008 في الترتيب 69 بين اقوى 100 امراة في العالم لتسبق شخصيات مثل ماري ماكليس رئيسة جمهورية ايرلندا ودرو غيلبن فاوست رئيسة جامعة هارفرد وماركريت شان رئيسة منظمة الصحة العالمية http://www.forbes.com/lists/2008/11/biz_powerwomen08_The-100-Most-Powerful Women_Rank_4.html http://www.forbes.com/lists/2008/11/biz_powerwomen08_The-100-Most-Powerful-Women_Rank_3.html ثم اختارتها مجلة تايم الامريكية عام 2010 في قائمة الشخصيات المائة الأبرز لعام 2010 والتي على توزعت على 5 مجالات ،والمثير ان المجلة الاولى في العالم استثنتها من قائمة الفنانين ووضعتها اول اسم في قائمة "المفكرين" في العالم رجالا ونساءا مع وصف رائع لموهبتها جاء فيه : " عندما تقابلها تجد امراة قوية، مفعمة بالاحاسيس ، تحكم الفضاء المحيط بها لابشكل تسلطي بل باقناع مثير كيفما شاهدنا اعمال زها حديد نجد منظورها الخاص ماثلا فيها ، فاسلوبها اسطوري واصيل تماما ، وسواء صممت مبنى او اريكة فاننا سنكون امام تعبير شخصي فريد من نوعه . زها امرأة وفنانة زمانها ، لكنها في نفس الوقت تسبق زمانها بكثير." http://www.time.com/time/specials/packages/completelist/0,29569,1984685,00.html أخر اخبار زها يعود تاريخه لبداية شهر اذار هذا العام وفحواه ان الصين ، هذا العملاق البشري والاقتصادي ذا المليار وربع مواطن ، الدولة ذات الحضارة التي تمتد لالاف السنين والتي بنى ابناؤها احد عجائب الدنيا تلجأ لابنة بغداد لتصمم لها اعظم دار اوبرا في العالم في مدينة غوان جو .....المبنى الذي يصفه مراسل جريدة الغارديان يوم افتتاحه بالقول : احيانا ربما يدفعك تصميم معماري الى ان تنفجر بالغناء ،لكني لن افعل ذلك لان هذا المبنى يحوي كل الموسيقى المطلوبة ،انها دار اوبرا غوان جو لزها حديد ، واحد من اعظم الابنية ليس في الصين بل في العالم يمكن مشاهدة صور المبنى وتعليق المراسل ومنظور زها حديد عنه في هذا الرابط http://www.guardian.co.uk/culture/video/2011/mar/01/guangzhou-opera-china-architecture?INTCMP=ILCNETTXT3487 شكرا لابنة العراق التي تحي فينا املا متجددا بان زمان السحالي الى زوال ولابد ان تختفي يوما ما العملات الرديئة لتتصدر الصفوف هذه النماذج المشرقة من سليلات الحضارات الاشورية والبابلية والسومرية باقة ورود عطرة للماجدة في يوم المرأة العالمي
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قريبا ....سنصدر التقوى
-
احبوا نوابكم ....باركوا سياسييكم
-
تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس
-
عندما اخرسني الخفاش
-
اغاظة الكفار في راس السنة
-
انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
-
حتى تكون اسعد الناس
-
الدانمارك والمهاجرون .....مرة اخرى
-
طب الاباعر ....مرة اخرى
-
برقية شكر من جهنم
-
عندما يرد الدجالون
-
غض بصرك ...تصبح مليارديرا- (2)
-
غض بصرك..... تصبح مليارديرا- (1)
-
اكتشافاتنا المذهلة!!!!!
-
ايتها المسلمة …. افريقيا تناديك
-
قريبا ...اسباكيتي اسلامي
-
إلى من عرّضت نفسها للعنة الله!
-
ايها المسلمون ....انقذوا الغرب
-
الامبريالية والصهيونية......وانف عائشة
-
مفاسد قيادة المرأة للسيارة
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث
...
/ شادي الشماوي
-
الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة!
...
/ شادي الشماوي
-
من الرائدات : أميرة الفكر والأدب , الكاتبة المبدعة مي زيادة
...
/ مريم نجمه
المزيد.....
|