أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ألفية صراع الأعراق














المزيد.....

ألفية صراع الأعراق


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 21:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


دائما أطرح هذا السؤال على نفسي :
لماذا تعمد شعوبٌ كثيرة لاضطهاد الأجانب المقيمين فيها ، عندما تحدث اضطرابات وصراعات ومعارك؟
ما دخل فلسطينيي العرق فيما جرى للعراقيين من مآسٍ، حتى يتم إبعادهم من الأرض التي ولدوا فيها وخدموها بعرقهم ودمهم، فيُطردون من بيوتهم خارج الحدود، ليمارسوا التشرد والبؤس من جديد ، لكي تُحسن إليهم دولُ العالم الأخرى؟!!
وما علاقةُ فلسطينيي ليبيا بما يحدث اليوم فيها، ليطردوا أيضا ويُضطهدوا، ولا يجدون من يعينهم أو يقدم لهم المساعدة؟
فهل آن الأوان ليتحول الفلسطينيون إلى يهود الألفية الثالثة، يُقمعون ويُضطهدون ويُطردون؟!!
من يقرأ التاريخ، فإنه يجد فيه صفحاتٍ عديدة من اضطهاد الأقليات،بخاصة وقت حدوث أزمات وحروب وانتصارات وهزائم ، وأمثلة التاريخ تشهد على ما سلف، فعندما انتهى حكم المسلمين لأسبانيا في القرن الرابع عشر الميلادي، احتفل الأسبانُ بانتصارهم، فكان أن بدؤوا بطرد كل من ليس من عرقهم ودينهم، وكان ضحايا النصر هم بقايا العرب واليهود والجاليات الأخرى، فاحتفل المنتصرون الأسبان بإذلال بقايا المسلمين واليهود، ممن لم يتركوا بيوتهم، ومارسوا ضدهم كل ألوان العنصريات، وتحول بقايا العرب في أسبانيا إلى طائفة منبوذة مطرودة تسمى (المورسيكيون) ولم يكتفِ المنتصرون بإرغام من بقي منهم على اعتناق المسيحية، بل أجبروهم على تغيير أسمائهم، ومنعوهم من ممارسة كل عاداتهم، حتى أنهم حظروا رقصة السمرة العربية، ووصل الأمر إلى معاقبة كل من تسول له نفسه بأن يطبخ الكسكسي عام 1499 م، وهي الوجبة العربية الرئيسة!!
وكذلك فعل الأسبان مع اليهود أيضا فأسموا بقايا اليهود (الكنفرسوس) أو المارانو، وأرغموهم أيضا على اعتناق المسيحية.
وإذا كانت احتفالات أسبانيا لا تتم إلا بإذلال الجنسيات الأخرى، فقد ظلت الأقليات العرقية ضحية المآسي التي تحدث في بلدان العالم، والضحايا هم دائما أفراد الجاليات الصغيرة التي لا تنتمي عرقيا إلى الأوطان .
فقد ذُبح اليهود وغيرهم من الجاليات الصغيرة في معظم بلدان أوروبا مرات عديدة بدءا من القرن الحادي عشر الميلادي وحتى منتصف القرن العشرين في الحرب العالمية الثانية، فقد اتهم اليهود بأنهم سبب مرض الطاعون تارة، واتهم الغجر بأنهم سبب الكوارث بما يفعلونه من السحر، واتهم السلافيون بأنهم خارجون عن تعاليم الدين، وذَبح الكاثوليك ملايين البروتستانتيين، لأنهم يخالفونهم في العقيدة، وقتل عشرات الآلاف في معارك دينية وعرقية بين السنة المسلمين والشيعة والقرامطة، وذبح آلاف الأكراد، ممن ينشدون تأسيس وطنٍ قومي لهم، وجرت مذابح عديدة في قلعة ألموت على يد حسن الصبَّاح الذي أسس إمبراطورية إرهابية في هذه القلعة في إيران، وذُبح المماليك على يد محمد على في مجزرة القلعة عام 1812 م.
إن تاريخ العالم يمكن تسميته تاريخ ( صراع الأعراق) والأجناس، لما يحتويه من أحدث مأساوية، ويشير أعظم مؤرخي القرن العشرين ول ديورانت في كتابه تاريخ الحضارة إلى أن العالم لم ينعم منذ قرونه العشرين سوى بمائة وخمسين سنة من الهدوء .
هل ما يحدث للأقليات في الأزمات داخلٌ في إطار(التنفيس) عن الظلم والاضطهاد الذي تعرضتْ له الشعوب خلال تاريخها، مما يجعلها تُفرِّغ ألمها في أضعف حلقاتها، وهم العرق المختلف، والسلالة الأخرى، والدين الآخر، واللغة الثانية؟!!
أم أن اضطهاد المختلفين القلة، يُشبعُ نهم الغطرسة والكبرياء والتفوق والقوة عند الشعوب المقهورة المنكسرة؟!!
أم أن هذا الاضطهاد والظلم مخططٌٌ يرمي إلى إدامة الصراع بين الدول والأمم، وإغناء التجار والأثرياء ممن يقتاتون على دماء المعارك ، ويسمنون على لحوم الضحايا؟!!
أم أن ما يحدث هو إثباتٌ لصحة نظرية عالمي النفس؛ أدلر ويونغ وتتلخص نظريتهما في:
" الإنسان عدواني بطبعه، وليست رقته سوى عَرضٍ وقتي سرعان ما يزول"؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام
- أمراء التطهير العرقي
- وداعا مائير داغان
- هههههه
- ترسانة التربية والتعليم
- الموت لكل العرب
- فضائيات الدمار الشامل
- بطولة أولمبياد الحكومة العنصرية
- اذكروا محاسن لغتكم العربية
- غزة تشارك في إطفاء حريق الكرمل
- دعوا الطفولة تنضج في أطفالكم
- صلاة على روح دولة إسرائيل
- تهمتان جديدتان في إسرائيل
- أمراض نفسية في غزة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - ألفية صراع الأعراق