محمد رحو
الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 19:41
المحور:
الادب والفن
الليل و القوارب
محمد رحو
استهلال
هل من حل سوى الرحيل
عن بلاد ماانفكت تبعد
عن بنيها عبق الحياة
هل من أفق/بديل
سوى أن يذوي أو يجرد
حجر الجنون على المرآة؟
1
أيها البحر
أيها الجليل حجما و اسما
أيها الوسيم الكريم الخِؤون
هل رأيتهم يمتطون
قوارب وهمهم العظمى
لينكسروا بين أدغالك الكاسرات
لينحدروا لقيعانك الموحشات
فتية حرضتهم الأحلام
على التنقيب عن يوم
لا يقلد الأيام!
2
لكم هم ضجرون من التجمد
كظل لجدار الانتظار!
لكم ضجرون ممن يتاجر بالمسكنات
لكم هم ضجرون من وعود
ماانفك يعسلها السمسار
لكم هم ضجرون من جدب تموهه الواجهات
وتجنده الخطب المنتحلات
جرح المرحلة!
لكم هم ضجرون من كل ما يمت بالصلة
لأسطوانة مشروخة مسترسلة
حد أن يحطم الغجري قيثاره!
لكم هم ضجرون و متخمون بالخسارة
فآه يا بلادي
يا لغالية القاسية الحنون
إذ يركض بنوك المحبطون
خلف أنوار الغرب/أزهار الغواية
هل تراهم يعلمون
أن السبيل إليها
بكوابيس اليقظة مسكون
هل تراهم يدركون
أن المصير قد يكون
لحدا للحكاية!
3
ما أحلك سحنة البحر
البحر الذي يدمن الحفر
لفتية حلمك القبر!
ماأبشع لحن الريح
ماأفظع نهيق الصمت
ماأبيضها من ليلة
ما أبغضها من رحلة
بين مضارب الموت!
4
قيل قهقهوا وجلا وحمقا
قيل أسعفهم خيط نجاة/معجزة
قيل نفقوا غرقى
و ما توقفت دقيقة
عن لغوها المقيت
زجاجة الألوان الصفيقة!
5
الذين تقدموا صوبك
قرابين ليوم لا يقلد الأيام
عناوين لحلم يكافح الفقدان
هل كانوا يشتهون قوارب موتهم
أم كانوا يشتهون سطوع دمهم
على شفاه الحيتان
أحمرا للشفاه؟
6
أرجوك
لا توقظي بالقلب غصة المرحلة
لا ترفعي فوق مأساتي المتواصلة
علامات استفهام مجلجلة!
7
باتجاه سواحل الرجاء
كم موجة رجت الغرباء؟
كم نجما في الأسرسقط؟
كم حلما في اليتم انخرط؟
هل حدسوا ملء الخطر الداهم
كل ما تعج به المعاجم
من مصطلحات الهباء؟
8
الذين نجوا
توجوك أميرة
و الذين نجوا
ولجوا الرؤيا الجسورة
والذين نجوا
زوجناهم الأسطورة!
9
يا بلادي
يا بلاد الألف كذبة و كذبة
بنوك الألى رفضوا
أن يجرعوا عصير القهر
بقية العمر
هل تقبلين منهم العذر
إن فضلوا على قيظ الخيبة
صقيع الغربة!
10
أيها البحر
يا قاتل الأحبة
يا جسر الخلاص القاتل
لن ألوم موجك القاتل
فليس وحده الفاعل
قبله براثن الخيبة
قبله البذخ الثعلبي
قاتل
وقاتل
وقاتل! ! !
#محمد_رحو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟