أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - هيفين قاقو - ما موقعها في حضارة الجسد؟














المزيد.....


ما موقعها في حضارة الجسد؟


هيفين قاقو

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 14:11
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها
    


هل كانت المشاعة الأولى إمبراطورية للأنوثة وسلطتها المرتكزة على امتداد طبيعي للطبيعة كي نتغني ليومنا هذا بفردوسنا المفقود كما تتحدث السوسيولوجيا خصوصا تلك التي تنهل مفرداتها من الفكر الماركسي وجدله التاريخي المبني على تفسير مادي فسر تعاقب الحضارات وتسلسل أساليب الإنتاج بالعامل المادي، أم إنّ فردوس المرأة لم يكن إلا يوتيبيا فكرية اُقحمت عنوة في العلوم الاجتماعية وبالشكل الذي تم توصيفها ؟
ضمان إنتاجها بجمعها للثمار وعائدية الأبناء للأم لمشاعة الزواج وضعها في مكانة خاصة في مجتمع المشاعة، لكن تلك الشروط لم تكن كافية كي نصفها بالآلهة التي تربعت وسط الطبيعة المتسلطة والمتوحشة لأن تسلط الطبيعة فرض منطق القسوة والقوة. ففي مجتمع القسوة والعنف لعبت القوة العضلية دورا كبيرا في خلق تقسيم للعمل بين المرأة والرجل ومن ثم نشوء مجتمع طبقي مع ظهور أسلوب الإنتاج العبودي. وأهملت هذه القوة المبررة لتقسيم العمل إهمالا كليا تفسير جوهر العلاقة بين المرأة والرجل في المجتمع المشاعي. الإبعاد القسري للقوة العضلية من جهة والضعف تجاه الطبيعة وما ينتج عنه من مضاعفة لدورها أضفى شكلا رومانسيا على مجتمع المشاعة على خلاف جوهر العلاقة بين الجنسين في المجتمع المشاعي .
إنّ إهمال الجسد (القوة العضلية) ودوره الذي ظهر لاحقا في نظريات الجندر يمثل نقصا في أدواتنا المعرفية التي تمكننا من تحليل تعدد أشكال العلاقات الإنسانية في مجتمع المشاعة وما تبعه من أساليب إنتاج مختلفة، فدور الجسد لم يختفي حتى في المجتمعات الاشتراكية التي ألغت الأسس الاقتصادية والقانونية لقمع المرأة حيث بقيت النظرة الدونية متحكمة بالتعامل مع المرأة من منطلق اختلاف بيولوجي بينهما.أما في المجتمعات الغربية فقد تحول موضوع الجسد والاهتمام به إلى ظاهرة اجتماعية تؤثر سلبا أو إيجابا على العلاقة بين الجنسين لذا نشهد اهتماما كبيرا من قبل الشباب بإبراز القوة الظاهرية من خلال المنشطات والهرمونات ضمن عملية حوار غير مباشر بين الجنسين وما يقابله من شغف النساء بعمليات التجميل وظاهرة السليكون لرسم جغرافية جسدها في ذلك الحوار. ظاهرة إبراز الجسد في المجتمعات الرأسمالية تدفعنا لوصف تلك المجتمعات بحضارة الجسد التي تبقى أسيرة مفهوم القوة في تحديد جوهر وشكل العلاقات بين الجنسين، قوة تستخدم ضد المرأة في شوارع العواصم الغربية وأحياءها المزودة بآخر مبتكرات تكنولوجيا الخدمات والرفاهية كما تستخدم في قارات الفقر الثلاثة وأحياءها التي مازالت بعيدة عن حاضرة العصر الحديث.
هل يمكننا القول إن المشهد الأخير في صراعنا من أجل حضارة إنسانية سيكون حوارا حول القوة كمؤثر في تحديد جوهر العلاقة بين الجنسين وبالأخص في المناطق الرخوة من حضارتنا المتمثلة بالبيوت التي تغلق أبوابها ونوافذها حينها تتراجع صورة الرجل المتحضر لدى أغلبيتهم وصورة المرأة التي كتبت فيها القصائد، هناك حيث يغلق بعض الرجال أبواب بيوتهم ويضعون الشمع الأحمر فوق معارفهم ليدخلوا بعقلية مصارع الحلبة ومن ثم الضرب تحت حزام الحضارة التي لن تكون إنسانية إن لم تكن مؤنثة.



#هيفين_قاقو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خزن حرارة الشمس في محطة الطاقة الشمسية العاملة بالملح
- سمات مستحدثة في النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث ... / شادي الشماوي
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة! ... / شادي الشماوي
- من الرائدات : أميرة الفكر والأدب , الكاتبة المبدعة مي زيادة ... / مريم نجمه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - هيفين قاقو - ما موقعها في حضارة الجسد؟