أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد ابو حطب - الشعارات العامة لا تنهي اي انقسام ...انها تديم الانقساميين في سلطتهم















المزيد.....

الشعارات العامة لا تنهي اي انقسام ...انها تديم الانقساميين في سلطتهم


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 05:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


رفعت العديد من المجموعات ذات الهم الفلسطيني مؤخرا ،داخل فلسطين وخارجها،علي صفحات الصحف والمواقع الالكترونية والفيسبوك وتويتر شعارات عامة تدور جميعها حول مسألة الانقسام الفلسطيني،ولاول مرة منذ بدء الانقسام يدور حراك سياسي وشبابي حول المخرج من وضعية الانقسام التي باتت تلقي نثقلها علي القضية الفلسطينية وتترك اثارها المدمرة علي المشروع الوطني الفلسطيني.
وكبداية لا يمكن لاي شخص الا ان يثمن هذا السعي الشعبي والحراك الدائر علي الارض وفي كافة المناحي لاعادة الحياة للمشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال .ومع التأكيد بنبل منطلقات جميع المجموعات ونبل الشعارات التي ترفعها والتي في اطارها العام لا يختلف عليها اثنان،الا انني اجد لزاما علينا التدقيق في هذه الشعارات ومدئ تلاؤمها مع الواقع السياسي الفلسطيني وقدرتها علي تحقيق اختراق فعلي لحالة الموات السياسي الذي تعانيه القضية الفلسطينية بفعل سياسة الانشقاق وسياسات سلطتي الامر الواقع في غزة ورام الله.

1-شعار الشعب يريد انهاء الانقسام
قبل كل شيء لابد التأكيد بأن الشعب والقضية الوطنية الفلسطينية هما المتضررين الوحيدين من دوام حالة الانقسام وان الشعب فعلا يريد الخلاص من الانقسام،ولكن هذا الشعار الصحيح من حيث المبدأ،يتم طرحه بشكله الفضفاض دون اي الية لتحقيقه ودون تبيان اي وحدة يطالب بها رافعو الشعار الان.من المؤكد ان هذا الشعار سيلتف حوله الكثير من الفلسطينيين دون اي تدقيق في الاليات المطروحة لتنفيذه او حتي دون مناقشة لشكل الوحدة المطلوبة.
ان الملاحظة الاساسية على رافعي الشعار انهم يستندون الي فهم بسيط لعملية الوحدة،ويحصرانها بجلوس حركتي فتح وحماس علي طاولة واحدة والاتفاق مجددا علي توحيد سلطتيهما.وكأن شيئا لم يكن،وكأن البرنامج السياسي والسلوك الدموي لكليهما لم يوصل الامور الي ما وصلت اليه.انه مفهوم يعيد الامور الي ماقبل انقلاب حماس علي سلطة رام الله ويعيد توحيد الطرفين علي قاعدة المحاصصة واعادة اقتسام الوطن بينهما.انه اشبه بسياسة تبويس اللحي ، سياسة تغليب العاطفة علي وقائع الحياة.
ان مثل هذا الطرح اما ان يكون ساذجا سياسيا او انه طرح يصب في مصلحة سلطتي الامر الواقع في غزة ورام الله،وهما ليستا حماس وفتح فقط ،فكل سلطة منهما تمثل تحالفا من القوي والفصائل السياسية المشكلة غطاء لكل من الحركتين المتناحرتين.فالمطلوب ليس اعادة عقارب الساعة الي الوراء،كأن شيئا لم يكن،وكأن الخيار السياسي الذي قامت عليه سلطتا رام الله وغزة لم يصطدم بجدار مسدود فبات من المطلوب مراجعة برنامج كلا من السلطتين . 

2-شعار "الشعب يريد انهاء الاحتلال" :كلمة حق ولكن يراد منها باطل
الشعب يريد إنهاء الاحتلال" شعار صحيح بالكامل ولكن رفعه الان بحاجة الي نقاش جدي وهادئ لاسباب عدة،فرفع الشعار الان يبدو وكأن ان هنالك قوي او قطاعات فلسطينية لا تريد انهاء الاحتلال ولهذا فان من رفع الشعار يهدف الي حشد الشعب لتجميع الصفوف لدحر الاحتلال وبالتالي عزل القوي التي تهادن الاحتلال او لا تتبني مثل هذه الدعوة.
ان طرح الشعار يدغدغ الشعور الوطني المعادي للاحتلال عند الشعب الفلسطيني،ورغم اني اتفق بان كل الشعب الفلسطيني يريد إنهاء الاحتلال فلا يوجد اي فلسطيني يرغب في دوام الاحتلال الا العملاء،الا ان طرح الشعار الان وفي وسط الانقسام وانسداد افق العملية السياسية ووصول برنامج الدولة الي حائط مسدود هو كلمة حق يراد منها باطل كما اري .فلا يوجد اي عاقل يعتقد بامكانية كنس الاحتلال وطرده دون توحيد الشعب الفلسطيني والخلاص من الانقسام المدمر وسياسة اقتسام الوطن التي ينتهجها كل من سلطتي رام الله وغزة.كما ان هذا الطرح ليس حلا لانهاء الانقسام وانما هو شعار غير مرتبط بالازمة الداخلية لارتباطه بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي .
ان طرح متل هذا الشعار هو محاولة ساذجة للهروب من تحديد موقف واضح من كل من سلطتي رام الله وغزة والقوي المتحالفة معها والمسببة للانقسام والتي بسبب ساساتهما التدميرية باتا يعرقلان امكانية حشد الشعب الفلسطيني تحت لواء برنامج وطني معاد للاحتلال.هو هروب من الخاص الي العام ويذكرني بشعارات العديد من الدول التي كانت تطلق علي نفسها ثورية وتقدمية،فهي كانت تهرب من اي استحقاقات داخلية في اوطانها مثل الديمقراطية والحرية والتعدد السياسي وتبني برامج اجتماعية لصالح المواطن بالتلطي وراء شعار كل الجهود لتحرير الارض وكل الطاقات ضد العدو الاسرائيلي.....لكنها اخفقت في تحرير الوطن او في تطوير مجتمعاتها

3-شعار "الشعب يريد انهاء اوسلو" :محاولة للتهرب من الاستحقاق الواقعي وهو إنهاء الانقسام

رغم ان اتفاق اوسلو قد بات في حكم الميت،ليس بفعل رفض المعارضة الفلسطينية له،ولكن للاسف بفعل رفض حكومة تل ابيب تطبيقه والمراوغة لاكثر من عشرين عاما في تنفيذ خارطة الطريق التي توصل في نهايتها الي بناء دولة فلسطينية واعتبارها ان اتفاق اوسلو ليس مجرد خارطة طريق نحو الحل النهائي انما هو الحل النهائي القائم علي دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة واستمرار الاستيطان والاحتفاظ بالقدس موحدة كعاصمة لاسرائيل وبقاء جيش الاحتلال في مناطق عدة من الضفة وابقاء غزة مفصولة جغرافيا وبالتالي سياسيا واداريا عن الضفة.
رغم هذا الا ان القوي الفلسطينية في تعاملها مع جثمان اتفاق اوسلو انقسمت ايضا،ففريق سلطة رام الله ما زال يتشبث بنصوص اوسلو ويرفض تصديق ان الزمن والتطورات علي الارض قد تجاوزاه،فنرى رئيس حكومة رام الله يدعو الي حكومة وطنية تبقي فيها حماس علي سيطرتها علي غزة ولكن يتم الاتفاق علي سياسة امنية مشتركة بين الطرفين ما دام كلاهما يطبق علي الارض ذات السياسة الامنية تجاه الشعب وتجاه الاحتلال.اما فريق حكومة غزة المقالة والقوي السياسية الداعمة له فهو يضع شعار "الشعب يريد إنهاء اتفاق أوسلو" هدفا له وشرطا من اجل انهاء الانقسام،رغم انهم يعلمون ان الاتفاق سياسيا قد اصبح في حكم الميت وان الموجود منه تنسيق امني علني من قبل حكومة رام الله وسري وغير مباشر من قبل حكومة غزة. وبهذا يكون رفع الشعار كشرط لانهاء الانقسام ليس الا محاولة للتهرب من الاستحقاق الواقعي وهو إنهاء الانقسام، وكافة القوى المتضررة من وضع نهاية للانقسام، بسبب مصالحها وعقائدها، تضع "اوسلو" كذريعة لعدم رفع الشعار الأهم في هذه المرحلة والذي يستجيب لمصالح الشعب الفلسطيني الوطنية.
كلا السلطتين تعرفان ان اتفاق اوسلو سياسيا بات في حكم الميت...الا ان كلاهما ينفخ في قربة مقطوعة لاطالة حياة سلطتيهما المهتزتان بفعل رفض قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني لاستمرارهما.

4-العصيان المدني لاسقاط سلطتي الامر الواقع في رام الله وغزة:شعار صعب لكن لا مفر منه

الدعوة لاسقاط سلطتي الامر الواقع في غزة ورام الله ليس مقصودا منه حركتي حماس وفتح تحديدا وهو لا يعني فقط حركتي حماس وفتح،فمن المعلوم ان سلطة رام الله هي نتاج تحالف بين فتح وفصائل فلسطينية اخري،قد تكون هامشية الا انها تعطي غطاء وهميا بوجود وحدة وطنية فلسطينية في هذه السلطة،كما ان حكومة حماس تحظي بدعم من المجموعات والقوي المناوئة لقيادة السلطة وهي ايضا فصائل هامشية جدا ولا اثر لها الا الدعم السياسي لحكومة حماس.
ان الدعوة الي اسقاط سلطتي الامر الواقع في رام الله وغزة هي دعوة لانهاء تحكم قوى باتت مشلولة وتعاني من ازمة بنيوية حادة انعكس في بنيانها التنظيمي وبرامجها السياسية وتوجهاتها الاجتماعية.ان الفصائل الفلسطينية المشكلة للمشهد السياسي الفلسطيني،رغم ارثها الكفاحي الذي لا يشكك احد به،الا انها باتت عاملا معرقلا لبلورة برنامج وطني جدي لمجابهة الاحتلال لاسباب عدة منها ما هو ذاتي ومنها ما له علاقة بحركة تطور المجتمع الفلسطيني وتركيبته التي تجاوزت البرامج السياسية والاجتماعية والفكرية لتلك القوي ،كما ان تجربة هذه القوي السياسية في السلطة سواء في رام الله او في غزة اظهرت ان برنامجها لانهاء الانقسام لا يقوم الا علي اعادة اقتسام الوطن بين كتلتين كبيرتين،كل منهما ملحق به مجموعة من الفصائل الصغيرة ،التي بات انهاءالانقسام يعني لها ابقاء حصتها من المكاسب دون قيد او شرط.
ان العوة الي اسقاط سلطتي الامر الواقع في غزة ورام الله هي دعوة لاعادة الحياة الي المجتمع الفلسطيني من اجل انتاج الادوات النضالية الخاصة به وغير الخاضعة لهيمنة فصائل او قوي اثبتت التجربة السياسية انها غير قادرة علي الوصول بالمشروع الوطني الفلسطيني الي بر الامان.
من الصحيح أن هذه الفصائل قد باتت ارثا وطنيا علينا احترام تجربتها النضالية،ولكن علينا انهاء كل محاولاتها lلتشبث بالسلطة واعادة اقتسام الوطن فيما بينها وعلي قاعدة المحاصصة كما هو الامر الان.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان رقم 1
- معارض مثالي وعصري/نص لا علاقة باي شيء
- جنس
- حمار ومطر وملك/نص يستند لاسطورة هندية
- حبل مشنقة
- يا له من احمق
- حنين
- حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا ...
- حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا ...
- حتي لا نتهم بالاسلامفوبيا.../ملاحظات علي خطاب الحركات الاسلا ...
- فرحة
- عنكبوت
- اغتراب
- حين متنا
- قمر
- قناع
- حب ممنوع_2
- حب ممنوع
- عجوز متعب
- خديعة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد ابو حطب - الشعارات العامة لا تنهي اي انقسام ...انها تديم الانقساميين في سلطتهم