الطيب امرابطي
الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 01:00
المحور:
الادب والفن
كرامة
المدرسة لا ينقصها شيء.. مفتوحة على الساكنة، يجتازها المارة، تتماهى أصواتهم مع أصوات المدرسين.. يخالط فيها ثغاء الغنم أصوات التلاميذ..
دون سابق إنذار، تدخل سيارة رباعية الدفع ساحة المدرسة، تقف أمام ما يسمى مكتب المدير.. ينزل النائب الإقليمي، يقتحم المكتب على طريقة البوليس الفدرالي، ثم يمطر المدير بسيل من الأسئلة والملاحظات أربكت المسكين الذي استعاذ بالله من الشيطان الرجيم..
ـ أهذا مكتب؟ أين الوثائق التربوية؟ لماذا لم تعلقها على الجدار؟
ـ سيدي، نحن في قرية والجدران كما ترى ندية، و..
ـ ولو.. ألصقها الآن..
اعتدل في جلسته على الكرسي الوحيد في المكتب، وبدأ يتفرج في انتشاء على المدير وهو يقفز كالسعدان من جدار إلى آخر.. إذا ثبت ورقة على هذا الجدار تسقط واحدة من الآخر.. قال في سره واالعرق يتصبب منه..
ـ ولد الحرام هذا الجدار، لم ينفع معه لا الغراء ولا التيد والماء..
أشبع المسؤول متعته من المشهد الفرجوي..
اتجه صوب الباب، ركب سيارته الرباعية الدفع واندفع مخلفا المدير يلوك لسانه في فمه باحثا عن ريق يبلله قبل أن يبتلع لسانه..
مدير المدرسة الآن بلا كرامة! أخذها السيد النائب معه...
#الطيب_امرابطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟