|
رسالة مفتوحة إلى الرئيس حسني مبارك .. وهل هناك غيرك؟
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
سيدي الرئيس حسني مبارك، لقد أعياني البحث مجددا في العثور على مسؤول مصري واحد في مصر كلها، من حلايبها إلى ثغرها، يستحق أن أوجه إليه رسالتي، فكلهم رجالك، يأتمرون بأمرك، ويخضعون لتوجيهاتك، ويبتسمون عندما تفرح، ويكشرون عن أنيابهم إذا غضبت على أحد، ويبررون كل آرائك وأفكارك وأحاديثك، وينسبون إليك أي نجاح، ويتحملون عنك أي فشل، ويتبعون أخبارك وتنقلاتك وتحركاتك واستقبالاتك أكثر مما يتابعون الهم المصري، ويظنون أنهم في خدمتك وليسوا موظفين لدى هذا الشعب العظيم الصابر.
لم أجد غيرك، سيدي الرئيس، لأوجه إليه رسالتي، فكلهم، كما كتبت مرارا وتكرارا من قبل، أصفار لا يساوي أكبرهم جناح بعوضة، وأكثرهم قيمة هو أرخص من ورقة صغيرة تخرج من مكتبك وعليها توقيعك ليجد نفسه محاطا بزوجته وأولاده وقد اغرورقت عيونهم، فلم يعد رب البيت وزيرا أو محافظا أو وكيل وزارة أو رئيس تحرير صحيفة قومية أو حتى رئيس الوزراء أو محافظ البنك المركزي. هل تعرف، سيدي الرئيس، أن ضغط دمي ارتفع، حقيقة لا مجازا، من جراء رسائلي المتكررة إليك، وتسرب هموم وقضايا وفواجع أم الدنيا إلى عقلي وقلبي وعواطفي وكل مسامات جسدي، ومع ذلك فقد رفضت رفضا قاطعا نصائح زملائي وأصدقائي والمخضرمين من الإعلاميين بالتوقف عن تحميلك، حفظك الله، أي مسؤولية، وتوجيه اللوم والعتاب والنقد إلى أي مسؤول آخر فمهمة الصحفي أن يسير بجوار الحائط، أو كما قالت لي إذاعية مصرية كبيرة بأن مهمــتنا الحقيقية هي الدفاع عن النظام، ولعلي لم أنس تأكيد نائب رئيس تحرير صحيفة قومية كبرى بأن الرئيس حسني مبارك لا يخطئ مطلقا! دعني، سيدي الرئيس، أدخل للمرة العشرين أو الثلاثين أو أقل أو أكثر، المنطقة الوعرة والمحرمة والحمراء ففيها قلة نادرة يغمسون قلوبهم في دموع المصريين لتتحول إلى دماء حمراء قانية، ومع ذلك فالرؤية فيها صافية ولا تعكرها كتابات أخرى تسعى لتزييف الواقع والتاريخ وكتابة هوية جديدة لهذا البلد الطيـب. لا يستطيع قلمي أن يمدن عينيه أو ريشته أو حبره إلى أي من هؤلاء الذين يحيطون بك نهارا، ويحلمون برضاك ليلا، ويلونون لعينيك كل الألوان القاتــــمة والحزينة فرحا وبهجة وسعادة، حتى عندما احترق فقراء الصعيد في قطار الموت كان اهتمامهم الأول منصبا على متابعتك للحادث الجلل، أما أنا فقد وددت من كل قلبي أن تترك ضيوفك واستقبالاتك وتذهب بنفسك في اللحظات الأولى إلى موقع الكارثة لتشارك المصريين أحزانهم فأنت، سيدي الرئيس، أولى بالحزن والدموع على مواطنيك من أحاديث جافة تخرج من بين شفتي رئيس الوزراء فتزيد المصريين حسرة على أرواح ضحايا قطار الغلابة. توسلت إلى قلمي أن يتوقف عن عتابك وتحميلك أي مسؤولية لفشل اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي فكاد يضرب عن الكتابة أو عن طاعة أي فكرة تجول بخاطري، فلا يزال هذا القلم العنيد لا يرى في مصر كلها غيرك. في الحقيقة، سيدي الرئيس، فأنا مندهش تماما من قدرتك طوال ربع قرن على الثقة الشديدة بكل اختياراتك وخياراتك ولو خالفك في هذا سبعون مليونا من المصريين، فالحق معك أينما حللت، وكل المثقفين والمفكرين والمتخصصين والعلماء والأكاديميين والكتاب وغيرهم يستطيعون في عهدك أن يقدموا كل ما لديهم من آراء وأفكار واقتراحات وتقارير، لكنها لن تجد منك استجابة أو تفهما أو أذنا صاغية أو وعدا بالتفكير! هل تعرف ، سيدي الرئيس، أنك الوحيد من بين كل زعماء العالم قاطبة، مدنيين وعسكريين، الذي يحكم بقانون الطوارئ شعبا من أطيب الشعوب وأقلها عنفا، في نفس الوقت الذي ثارت فيه الأرجنتين كلها لأن قانون الطوارئ استمر لثلاثين يوما، وليس لأربعةوعشرين عاما حتى الآن، أي قبل ولايتك الخامسة وربما السادسة، أطال الله في عمرك! من أين أبدأ، سيدي الرئيس، وكل مصر أوجاع وجروح ونتوءات ودموع وقهر؟ ولتكن البداية من هناك.. من القصر الجمهوري.. ومن المكان الذي تتواجد فيه حيث تجد حولك مستشارين ووزراء ورجال أمن وحماة للنظام وأعضاء حكومة لا يستطيع أحدهم أن يتنفس أمامك أو يخالفك أو يختلف معك أو يعرض عليك ما لا يرضيك أو لا يمتدح في عبقرية توجيهاتك، وكلهم، سيدي الرئيس، جبناء خائفون على مناصبهم وامتيازا تهم وليذهب الشعب المصري إلى الجحيم أو يستقل قطار الصعيد. هل تعرف، سيدي الرئيس، انك الآن بعيد جدا عن شعبك، وأن ما يعرضه عليك مستشاروك وتقرأه في الصحف القومية وتسمعه من وزير إعلامك عن المعجزات والخيرات ومتانة الاقتصاد وسعادة المواطن وكرامة المصريين في عهدك بعد أكثر من عقدين من حكمك ، لا علاقة له بالواقع، وهو تزييف للحقيقة وتزوير في أوراق وطنية وافتراءات على التاريخ واغتيال للضمير؟ هل تريد أن تسمع مني مالم يقله لك زملائي في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الرابعة؟ سيظل لساني، سيدي الرئيس، عفيفا معك، ولن تقرأ لي ما يخرج عن آداب اللياقة من مواطن إلى رئيسه رغم أنني أختلف معك، تقريبا، في كل شيء وأحلم بأن تخرج أرض مصر الطاهرة والطيبة، بعد انتهاء ولايتك، أمد الله في عمرك، زعيما مختلفا عنك تماما، يلغي قانون الطوارئ، وينكب على قضايا المصريين في الداخل والخارج، ويرى كرامة المصري من كرامته، ويعرض على الأمة مشروعا قوميا لإنهاء كارثة الأمية، والبلهارسيا، والكبد الوبائي، والفساد، والرشوة، والقوانين العتيقة الحمقاء، ونهب أموال الدولة، ومياه الشرب، والتطرف الديني، ويرد للمصري اعتباره، وينهي عصر الاستبداد في اختيار الوزراء والمسئولين والمحافظين، ولا يضع مصريا في موقع قيادي قبل أن تتم بعناية قراءة ملفه الأمني والمالي والأخلاقي والعلمي والفكري. أحلم بزعيم مصري ليس رئيسا للحزب الوطني أو الوفد أو اليسار أو اليمين أو الإخوان المسلمين، فالانحياز لأي تجمع سياسي هو دعوة مفتوحة للمنافقين للانخراط فيه لعلهم يتقربون إليك أو ترضى عنهم أو ينتفعون بعضويته. أحلم بزعيم مصري يفي بوعده، ويرفض التصاق روحه بكرسي السلطة، ويعود إلى مقعده بين الجماهير عندما تنتهي فترة ولايته، فمصر العظيمة ولادة، وتستطيع أن تنجب في كل يوم سبعين زعيما لإكمال ما توقف بعد انتهاء ولاية زعيمها. أحلم بزعيم مصري يمكنه أن يسمع شكوى المواطن قبل أن تصله، ويشعر بأوجاعه قبل أن يصرخ، ويقرأ كل ورقة وصحيفة ونداء، ويجند نفسه لخدمة شعب مصر بدلا من الظن بأن مهمة الرئيس أو الأمير أو الملك هي التكرم بحكم الشعب وليس التشرف بخدمته. أحلم بزعيم يتجنب الوقوع في الفخ الذي نصبه له المستشارون والمنافقون والأفاقون الذين أوحوا إليه أن مصر تبدأ من الخارج، وأن الاستقبالات والمحادثات والزيارات والحفلات والمؤتمرات أهم وأبقى من قضايا الداخل لأن هذا يعني بكل بساطة وقوع مصر كلها في قبضة شللية ومراكز قوى تحيط به وتمنع عنه أنفاس ودموع وآلام وشكاوى المصريين. أحلم بزعيم متواضع يعرف سلفا أن عبقريته في أن يستشير الشعب، وأن يسمع نبضه، وأن يلمس طلبه قبل أن تحجبه عنه جدران القصر الجمهوري. أحلم بزعيم يقف موقفا حاسما وحازما من المنافقين والمطبلين وأن يحاسبهم حسابا عسيرا، ويبعدهم عن طريقه، فالذين يكتبون وينشرون ويبررون كل أخطاء الرئيس فيجعلونها من نصيب رئيس الوزراء أو الوزراء أو المحافظين، يساهمون في إبعاده عن شعبه. أحلم بزعيم لا تأخذه عزة النفس إن قرأ نقدا أو نصيحة أو هجاء أو تحليلا مخالفا لرؤيته، لكنه يقرب إليه المعارضين والمخالفين ومستشاري الخير، لهذا، سيدي الرئيس، ومئات الأسباب الأخرى، أجد أنني أراك في مكان بعيد تماما عن موقع تواجد المصريين، فعزة النفس تأخذك وتحجبك عنا وترفع مقامك عن أوجاع شعبك. هل تذكر دون الخوض في أحاديث عن وزير المالية ومحافظ الجيزة وسكرتير وزير الثقافة وغيرهم، عدد المقالات والتحقيقات والشكاوى التي ضمها مكتبك الفخم بالقصر الجمهوري وكلها تذرف دموعا على الإسكندرية، وتستجديك، وتتوسل إليك، وتستصرخ ضميرك، أن توقف كارثة قتل العاصمة الثانية بأيدي المستشار إسماعيل الجوسقي، لكنك ضربت بعرض الحائط كل التقارير والحقائق والقرائن، وتركت الرجل يرتع ويلعب ويدمر لثلاثة عشر عاما؟ وساندك في هذا صف طويل من المنافقين والجبناء الذين قالوا وكتبوا ونشروا فهما خاطئا لأصول الحكم فزعموا أنك لا تحب سياسة الصدمات الكهربية، أي من الأفضل أن تترك الفاسد واللص والفاشل سنوات طويلة حتى تتجمع لديك شواهد كثيرة وعشرات الأدلة، ويكون هو قد أدى مهمته كاملة! أليس هذا ما حدث مع وزرائك الفاشلين، وأنت، سيدي الرئيس، لا تقرأ مقالا، ولا تسمع ناصحا، ولا تنصت إلى مخلص، وتأملك دون أن تكلف جهة أمنية بإحضارملفاتهم أمامك. في قلبي، سيدي الرئيس، غصة ولوعة ودماء تضل طريقها في شرايين القلب من جراء متابعتي لهموم مصر في عهدك، ولو رأيتني الآن لظننتني ميتا نصفه حياة، أو حيا نصفه موت! هل صحيح أن رفضك لتعيين نائب لك هو تمهيد لتولي السيد جمال مبارك حكم مصر لعقدين أو ثلاثة؟أغلب الظن أن السيناريو القادم الذي سيقتلني هما وحبا في أم الدنيا وخوفا عليها سيكون كالتالي: مسيرة من أعضاء مجلس الشعب ترفع وثيقة بالدماء تطالبك بأن يكمل جمال مبارك إنجازاتك حتى لا تختفي المباركية ويخسر الشعب مكاسبه التي حققها في كل ولاياتك الأربع أو الخمس أو العشر، ثم تتبعها مجموعة من الافتتاحيات لكبار محرري الصحافة القومية تطالبك بأن لا تتخلى عن شعب مصر، فإذا أصررت فليكن السيد جمال مبارك رئيسا وأمينا على مصر ومستقبلها. وبحسبة بسيطة مستندة إلى خبرات مصرية بحتة، فإن السيد الرئيس جمال مبارك تنتهي مدة رئاسته أطال الله في عمره وعمرك، عام ألفين وثلاثين وربما يزدادوا عشرا! لو استمعت إلى نبضت قلبي الآن لظننتها بركانا هائجا ومتفجرا من الآلام والأحزان على بهية.. مصر الحبيبة. سأحدثك الآن حديثا قديما جديدا، نشرت بدايته عام خمسة وثمانين في مقال لي تحت عنوان ( أنت متهم لأنك مصري) وهو في الواقع أقل القضايا المصرية اقترابا منك،ولا أظنك، سيدي الرئيس، تعرف أن المصريين الذين قتلتهم استخبارات صدام حسين وأرسلت جثثهم المشوهة في توابيت خشبية داخل أحشاء طائرة حطت في مطار القاهرة الدولي بلغوا أكثر من أربعة آلاف مصري، لو كانوا أربعة فقط من دولة أوروبية لوقف رئيسها يدافع عن أرواحهم ويجند الدولة كلها ليقتص لهم من قاتليهم، ولكن لأنهم مصريون فكرامتهم في ذيل أولوياتك. أليس هذا ما فعله العقيد معمر القذافي مرتين أو أكثر؟ ألم يهن المصريين وتضربهم بالأحذية استخباراته العفنة، ثم تلقي بآلاف منهم في صحراء السلوم بعد سرقتهم ونهب ممتلكاتهم؟ ولم نسمع، سيدي الرئيس، أنك دافعت عنهم، أو ثأرت لكرامتهم، أو اهتز كرسي واحد من تحت مؤخرة وزير أو مسئول كبير أو حتى صغير. هل تعرف، سيدي الرئيس، أن آلاف الحجاج المصريين الذين عبروا الأراضي الأردنية مسح الأردنيون بكرامتهم الأرض كما فعلوا من قبل إبان الغزو العراقي الآثم لدولة الكويت؟ وقتها لم تخرج قصاصة ورق صغيرة من القصر الجمهوري تهدد أو تتوعد الاستخبارات الأردنية، أو حتى كلمة عتاب للملك الراحل الحسين بن طلال، فالمهانون مصريون ولا كرامة لمصري في وطنه أو في الخارج. مئات من الحجاج الذين كانوا ضيوفا لدى الرحمن يمرون عبر أراضي الملك الهاشمي الصغير، فيتم ضربهم وإهانتهم وسرقة أموالهم وإجبارهم على دفع إتاوات للبلطجية في استخبارات عبد الله، ولم يرتفع صوتك، ولم تكترث هنيهة واحدة لكرامة رعاياك أو مواطنيك، فهم مصريون لا كرامة لهم. هل أكرر على مسامعك، سيدي الرئيس، قصة الكرامة المصرية في أقسام الشرطة وتحت الأكف الغليظة لمخبرين أو مرشدين، أو بسوط لاذع من السيد مأمور القسم؟ أكاد أشاهد آلاف الملفات والأوراق والرسائل التي تصلك من منظمات حقوق الإنسان والصحف والكتاب والشرفاء وبعض ضيوفك من الأوروبيين المهمومين بقضايا الحقوق، فضلا عما نشرته الصحف، مدعوما بالصور والأسماء والتواريخ، وكلها تصرخ وتبكي وتذرف الدموع دماء على وادي النيل، ولكنك، حفظك الله وأطال في عمرك، لم تتأمل أو تكترث أو تهتم لحظة واحدة من منظور إنساني بما فعلوه بمواطنيك ورعاياك المؤتمن أنت عليهم، فالحقيقة الدامغة التي لم يستوعبها الكثيرون هي أن هؤلاء المظلومين والمعذبين في الأرض مصريون، وتلك والذي نفسي بيده تهمة يستحق صاحبها أن ينهال أي ضابط شرطة على قفاه ويوسعه ضربا وركلا وسبا وقذفا! من قال بأن دنشواي لم تجدد شبابها؟ قال الدكتور أحمد مدحت رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بطب أسيوط بأن هناك ثمانية ملايين مصري مصابون بفيروس الكبد! ألم يستوقفك، سيدي الرئيس، انتشار هذا المرض اللعين في أجساد رعاياك، لتجند إمكانياتك وطاقاتك وسلطتك التنفيذية للقيام بحملة قومية وطنية يشترك فيها الإعلام وكل أطباء مصر وتستغيث فيها بكل المنظمات العالمية الطبية لوقف زحف المرض وإنقاذ مواطنيك الذين هم ثروة المستقبل، وعماد التقدم، بدلا من تركهم ينتظرون ملك الموت. معذرة، سيدي الرئيس، لقد نسيت أن أقول لك بأنهم مصريون لا كرامة لهم في وطنهم! ألم تجد، سيدي الرئيس، في كل رجالك شخصا آخرغير اللواء عمر سليمان يتوسط بين الارهاب الصهيوني وأبطال الانتفاضة؟ إنني أغار غيرة شديدة على أجهزة المخابرات ومباحث أمن الدولة فمكانها الطبيعي داخل مصر وفي إطار دورها الوطني، فانا لا أتصور رئيس جهاز المخابرات المصرية يزور الأرض المحتلة وبقدم جواز سفره ويتعرض لمراقبة من الموساد، فلا شك بأن كل خطوة كان يخطوها في الشارع والسيارة والفندق والغرفة فضلا عن أكثر خصوصياته حرمة تعرضت للمراقبة من أجهزة الموساد الصهيونية. لقد جانبك الصواب، سيدي الرئيس، عندما أرسلت رئيس جهازنا الوطني حاملا رسالة منك،فرئيس جهاز المخابرات المصرية أكبر وأشرف من أن يحمل رسالة إلى الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين المحتلة. دعني أعترف لك، سيدي الرئيس، بأن حيرتي في فكرك تحمل في طياتها آلاف التساؤلات التي تتفرع من كل منها علامات استفهام قد تكبر أو تصغر، لكن أيا منها لم نجد جوابا شافيا أو نصف شاف ولو كان يفتقد إلى نصف المنطق. كيف ترى، سيدي الرئيس، ثورة الإدارة الحديثة التي تجتاح الدول المتقدمة وتفصلها، بل وتبترها عن عالمنا الثالث المتخلف؟ هل قدر لك خلال العقدين المنصرمين ودخلت، مصادفة، الشهر العقاري؟ قطعا لم تفعل، ولو فعلت لما صدقت لبرهة واحدة أننا قطعنا الطريق من القرن الثالث الهجري أو الميلادي علي حد سواء. فكل أوراق الدولة والوثائق والتاريخ والشهادات والقرائن الثبوتية وروح الوطن ومصالح العباد، تقبع في رفوف متداخلة متربة لو بحثت عن واحدة لفقدت مقابلها اثنتين، ولو سحبت ملفا لسقطت على الأرض رزمة من الملفات التي يعود بعضها إلى عصر النهضة أو قبله. وتحديث روح الأمة وتاريخها ومصالح شعبها لا يحتاج لأكثر من توجيهات حاسمة تخرج من مكتبك وتطالب فيها المسئولين بإدخال الكمبيوتر وتوثيق كل ورقة وتجديدها واعتمادها، وستجد كل مؤسسات الدولة تلهث لتحقيق رضاك ورغباتك وتوجيهاتك. سيدي الرئيس حسني مبارك، هل تعرف القوة السحرية التي يمنحها المصريون لحكامهم منذ عهد مينا موحد القطرين؟ هل تعرف أنك تحكم شعبا طيبا يرى حكامه أنصاف أنبياء وأرباع آلهة؟ إن كنت تعرف فبين يديك عصا موسى تستطيع أن تشق بها البحر والجبال وتغيّر من سلوكيات مستحدثة سيئة مرت على شعبك، وأن تصنع معجزات لا قبل لزعيم آخر بها! قطعا لن تنطلي على عاشق لمصر بيانات المطبلين وهم يحدثوننا عن دخول مصر القرن الأول بعد العشرين، فلا دخول أو اقتراب أو حتى شم رائحة هذا القرن قبل أن يحدثك مستشاروك( على الرغم من عدم ثقتي بأي منهم) بأن الشرط الوحيد لتقدم مصر هو تحديث الإدارة في كل شبر على أرض هذا البلد الطاهر. هذا الاكتشاف لم يكن بحاجة إلى عبقرية وأحسب أنه دار بذهنك، سيدي الرئيس، عندما توليت الحكم بعد الرئيس الراحل أنور السادات. كف يمكن أن تتكدس آلاف من القضايا وتكوّن جبلا شاهقا من الظلم الشديد الذي يحيق بأصحاب الحق أو الأبرياء أو المظلومين أو الواثقين بعدالة القضاء وظلم الإدارة المتخلفة؟ لو أنك، سيدي الرئيس، بدأت حكمك بتحديث الإدارة وجعل مصر دولة مؤسسات يعرف فيها المصري حقوقه وواجباته، وتستطيع الدولة أن تصل إلى ملف أي شخص في أي موضوع عن طريق الإدارة الحديثة وأجهزة الكمبيوتر والأرشيف وربط المؤسسات في إطار دولة عصرية لكنت الآن زعيم عصر النهضة الجديدة. لكنك، سيدي الرئيس، وهذا هو خلافي الكبير مع نظام حكمك، أردت أن تدخل مصر فاتحا من الخارج ، وظننت، حفظك الله، أن مهمة رئيس الدولة هي الاستقبالات والسفر والاجتماع بالشخصيات المهمة وحضور الاحتفالات والحفلات وافتتاح المشروعات الكبرى وتوجيه رسائل التهنئة والتعزية ولعب دور عالمي في السلام والوساطة والتأكيد للبنك الدولي وصندوق الدعم والمؤسسات المانحة أن اقتصاد مصر يحتاج لجرعة صغيرة حتى يعدل مساره ونلمس زمن الرفاهية! ولكن مصر العظيمة كانت تنتظرك من مكان آخر، وشعبك الطيب يعثر لك بسهولة ويسر على كل المبررات، وينتظر وصولك لتراه، وتضمه، وتحتضنه، وتخفف آلامه، وتداوي جراحه.. وتطول وحشة الانتظار سنوات طويلةوتفترس الأمية والكبد الوبائي والبلهارسيا وشركات توظيف الأموال وناهبو خيرات مصر ونواب القروض والكيف وتجار المخدرات والتطرف الديني والرشوة والفساد وثقافة التسول ومئات غيرها شعبنا العظيم لأنها لم تجدك واقفا تحرس مصر من الداخل فجعلت تختلس وتنهب وتسرق وتقترض من اقتصاد الوطن لتخرج به مرفوعة الرأس من مطار القاهرة الدولي فهي تعرف سلفا أن الرئيس ليس هناك! دهشتي من كارثة قضية وزير المالية السابق( الذي تم الحكم عليه، ثم ايداعه السجن، وبعد ثلاث سنوات تمت تبرأته وكأن العدالة منشطرة) تعادل حيرتي في اكتشاف سرقات مخيفة ونهب ورشوة مارسها رئيس إدارة الجمارك وبعض من أعوانه. لو كانت هناك إدارة حديثة يتابعها مخلصون وأصحاب كفاءات لما تجرأ واحد في الجمرك أن يرتشي أو يعطل بضائع مستوردة حتى يتلقى نصيبه، أما أن يكون هناك مدير للجمارك بكل ما فيها من أموال المواطنين والدولة والتجار ومصالح اقتصادية وسمعة مصرية، ثم يجد الفرصة لعدة سنوات أمامه بملايين الجنيهات، فتلك لعمري كارثة بكل المقاييس. كان من المفترض، سيدي الرئيس، أن يكون هناك من مباحث الأموال قرينان له عن اليمين وعن الشمال قعيد، يتابعانه، ويلتصقان به، ويراقبان هاتفه، ولا يتركانه إلا وهو في أحضان زوجته، هذا فضلا عن معرفة كل مصري، من أفراد الشعب أو من المسئولين، بأن معظم أهل النار يوم القيامة سيكونون من العاملين في الجمارك المصرية أو موظفي الأوقاف! مكان فيه الرشوة كالطعام والشراب، ويعشش فيه البلطجية و القبضايات، ويستخدم فيه العاملون المطاوي قرن الغزال كما يستخدمون أصابعهم. عشرات من منافذ السرقة واستنزاف أموال الوطن المسكين كان من الممكن تجنبها لو أنك، سيدي الرئيس، دخلت مصر فاتحا إياها من الداخل، وكنت ستشاهد بلدا آخر مختلفا تماما عن مصر التي تشاهدها في الحفلات والاستقبالات وإعلام ماسبيرو وتقارير كاذبة وافتتاحيات الصحف القومية وتقارير مستشاريك وتطمينات وزرائك وبيان السيد رئيس الوزراء الموجه أصلا لك لترضى عنه وليس للحقيقة والشعب والوطن. هل تريد أن تسمع مني مزيدا مما لم يقله لك مستشاروك وزملائي في مهنة البحث عن المتاعب؟ أنا أزعم، سيدي الرئيس، أنك لم تعرف مصر بعد، ولم تشاهد مئات القرى التي تفتقد لأقل مقومات الحياة البسيطة من مياه صالحة وكهرباء وصرف صحي وخدمات بيئية وأدوية ومستشفيات ومدارس وبريد ومواصلات وطرق ومنازل وزراعة وإقطاع! وأزعم أنك، حفظك الله، لم تفكر في مشروع وطني قومي للقضاء على الأمية والرشوة، أو الإدارات المتخلفة، أو الأمراض الوبائية! وأنا على يقين إيمانيّ بأنك أشحت بوجهك لعقدين كاملين عندما قرأت وتابعت وعرضت عليك مئات الحالات لمصريين تعرضوا للتعذيب والبطش والقمع والإهانة والتعليق كالخراف في أقسام الشرطة, فكرامة المصري، والمفترض أنها تجعل النوم لا يقترب منك يوما أو بعض يوم، لم تكن في مقدمة اهتماماتك أو حتى في ذيلها. أما المصريون في الخارج فلا أظن، سيدي الرئيس، أنهم شغلوا ساعة زمان من فكرك، فأن يقتلهم طاغية بغداد أو يطردهم العقيد أو تجلدهم المخابرات الأردنية أو يأكل حقوقهم الكفيل في خليجنا العربي، فهم امتداد للمصريين في الداخل بكرامتهم التي سقطت في بئر سحيق منذ سنوات طويلة ولم تكلف أحدا للبحث عنها! هل تعلم، سيدي الرئيس، أنه لا يوجد بند واحد في بيان الحكومة للعام قبل الماضي تم تنفيذه في العام التالي؟ حتى الوعد الذي أطلقه الدكتور رئيس الوزراء عن التزامه بتوفير مائة ألف وحدة سكنية، تم تسليم خمسة آلاف وحدة منها في العام الماضي! السبب بكل بساطة أن البيان الأول كان موجها إليك فأنت، سيدي الرئيس، الذي اخترت رئيس الوزراء من بين سبعين مليونا من المصريين، ورأيت أنه الأصلح، تماما كما اخترت وزير المالية السابق ومحافظ الجيزة، وكما احتفظت بالدكتور عاطف صدقي تسع سنوات قاتلة وهو ينتقل من فشل إلى آخر دون أن تنتبه أو ترى أفضل منه. أما تسليم خمسة آلاف وحدة سكنية من مائة ألف فهو أمر طبيعي لثقة رئيس الوزراء أنك لن تعاتب أو تؤنب أو تحاسب. في الواقع فأنا لا أختلف عن معظم، إن لم يكن كل أفراد شعبنا المصري الصابر الذي لا يفهم أمّيوه أو عباقرته حساباتك الفكرية والعقلية والثقافية والعملية في اختيار أعضاء الحكومة أو في الاحتفاظ بأكثرهم سنوات طويلة حتى لو تكدست على مكتبك مئات الوثائق والمقالات والتقارير التي تؤكد فشل الوزير! هل تتابع الإعلام المصري، وتشاهد القنوات الأرضية والفضائية ؟ لاريب في أنك تتابع وتشاهد بل وتمتدح التقدم الهائل الذي حقق الإعلام المصري في العشرين عاما الفائتة! مقاييسك، سيدي الرئيس أعزك الله، تختلف مطلقا عن كل مقاييس النقاد والمثقفين والكتاب والمتابعين والإعلاميين من خارج ماسبيرو وأصدقاء مصر وعشاقها من خارج أرض الكنانة، فإعلامنا المصري حقق فشلا ذريعا وسقوطا وانهيارا وانحدارا يراه الكفيف ويسمعه الأصم. القنوات الفضائية المصرية المعبرة عن تقدم وتحضر مصر وشعبها أصبحت مرتعا خصبا للمعوقين ذهنيا والمحنطين فكريا والمتخلفين إعلاميا، وهي تتكدس بأصحاب وأقارب ومعارف المسئولين ورجال الأعمال والمارينيين من أثرياء مصر الجدد، وحاربت القنوات المصرية الكفاءات والثقافة الجادة والهادفة، وطاردت الشرفاء والمخلصين، وخاصمت اللغة العربية في تعمد واضح كأنها رضعت من ريشة قلم سعيد عقل! ومع ذلك، سيدي الرئيس، وبالرغم من بكاء الأثير الذي يحمل إرسال القنوات التلفزيونية المصرية على التخريب والإهمال والتراجع والتخلف والفشل أمام قنوات أخرى صغيرة تنطلق من علب كبريت، فإنك تجدد بسعادة غامرة وثقة كبيرة لقيادات الإعلام حتى كدت لا أصدق أنك، حفظك الله ورعاك، تمتلك جهازا للتلفزيون! كم تمنيت أن أتسلل إلى عقلك وأشاهد بأم عيني مراحل تكوين فكرة ثم خروجها إلى العلن في صورة قرار أو توجيه أو رسالة أو أوامر باستمرار احتفاظ مسئول بمنصبه. فمثلا هل تجمعت لديك، سيدي الرئيس، ملفات وتقارير وأراء مستشارين ومقالات وتحقيقات وخطابات سرية خاصة من أجهزة أمن الدولة عن أحد رجالك، وليكن كمال الشاذلي أو يوسف والي أو فهيم الريان أو صفوت الشريف أو ممدوح البلتاجي أو عشرات غيرهم، ثم جلست، وتأملت ، واستخرت الله ، وقارنت بين المسئولين وبين مئات العباقرة المصريين، قم اكتشف بعد ذلك أن مصر كلها، من صعيدها إلى اسكندريتها مخطئة، لأن رجالك الذين تختارهم وتحتفظ بهم وترفض أن يحل محل أحدهم مصري واحد من الأرض الطيبة هم أفضل ما أنجبت بطن بهية؟ سيدي الرئيس، إنني أحلم بمصر في كل دقيقة من دقائق يومي فأنتقل من الإدارة إلى الكمبيوتر فالتعليم فالرياضة فالإعلام ثم أعرج على السياحة وحقوق المواطن والمستشفيات والأطباء والأدوية والتجارة والصراع مع الصهيونية وأمريكا والاقتصاد والسلطة والانتخابات والقوانين والظلم والجمارك والسياسة الخارجية وضباط الأمن والمواصلات والبريد والهاتف و.. وكلما داويت جرحا بان جرح. وفي كل مرة لا أرى غيرك، ولو كنت رئيسا لدولة أوروبية فربما تكون المسئولية مشتركة مع كل مؤسسات الدولة، أما في مصر التي يرفض شعبها أن لا يتصرف الزعيم إلا كفرعون يأمر وينهي ويوجه ويقرر، فمسئوليتك مضاعفة، بل لعلها الوحيدة. لهذا، سيدي الرئيس، كلما قرأ زميل صحفي مصري رسائلي إليك يرفض الحديث معي علي مرأى ومسمع من زملائه، فقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لأن حديثي إليك يحمل كلمات عفيفة من مواطن إلى رئيسه، فقد جرى العرف في مصر وفي الصحافة وكل وسائل الإعلام وبين المثقفين على أنك، حفظك الله، تتلقى التهاني على النجاح، أما الفشل فيتحمله الآخرون. صدقني، سيدي الرئيس، فقد حاولت ما وسعني الجهد أن أبحث عن غيرك فلم أجد واحدا يستحق أن أتوجه إليه بالحديث أو العتاب أو النقد أو النصيحة. إنني أراهم معك وخلفك وهم يبتسمون ويوافقون على كل كلمة تخرج من بين شفتيك، وأتابعهم وهو يقفون صفا واحدا في وداعك بالمطار، ثم يرصون صفوفهم مرة أخرى لدى عودتك، حتى رئيس الوزراء. إنهم يعملون من أجلك وليس من أجل المصريين، والغريب أنهم لا يزورون مكاتبهم الأنيقة إلا لماما، فهم إما في اجتماع لمجلس الوزراء أو في حفل استقبال أو ينتظرون سفرك أو عودتك أو توجيهاتك. لو أوقفت مصريا أميا أو مثقفا أو أكاديميا أو عالما أو سياسيا أو متابعا ضعيفا لقضايا بلده وسألته أي الاثنين يحتفظ بهما الرئيس: كمال الشاذلي ويوسف والي أم أحمد الجويلي ونادية مكرم عبيد؟ فإن الإجابة لا تحتاج لذكاء كبير أكثر من حاجتها لحس مصري قوي يتوارثه المصريون منذ آلاف السنين! سيدي الرئيس، أليس من حق الشعب أن يعرف شروط البنك الدولي وجميع المنظمات المانحة؟ أليس من حق المصريين أن يعرفوا إن كان الدعم الأمريكي السنوي لسواد عيون رعاياك أم يخفي خلفه شروطا قاسية على النفس الوطنية والكارهة للظلم وللعدو الصهيوني؟ قبل أن أحدثك عن رعاياك في أفغانستان دعني أكرر التأكيد على موقفي المبدئي من التطرف الديني ومن كل الجماعات المتشددة، وأن الكثيرين من الأفغان العرب المصريين آذوا مصر كثيرا وتآمروا واشتركوا في تخريب الاقتصاد والسياحة وأن أكثرهم مطلوبون للعدالة في مصر أو لقضاء أحكام غيابية. ولكن يظل المصريون أيا كانت انتماءاتهم وأفكارهم رعاياك ومواطنيك ولو كانوا مختبئين في جبل تورا بورا، فلماذا لم تطالب الأمريكيين بتسليمهم لمصر لمحاكمة المجرمين منهم محاكمة عادلة، وترك الأبرياء يعودون لأحضان أهلهم لعلهم يكتشفون خدعة الجهاد في أفغانستان؟
سيدي الرئيس، لقد كنت قائدا للطيران وطيارا ماهرا وعسكريا ملتزما ومنضبطا، فكيف لم تنتبه لإعطاء توجيهات ملزمة بأن لا يستقل العسكريون طائرة مدنية واحدة، فإذا بثلاثة وعشرين من خيرة أبنائك العسكريين يضعهم مسئولون مصريون أو أمريكيون في طائرة واحدة تطير فوق نيويورك وتصل كل أسمائهم إلى الجهات الصهيونية؟ ألم يكن أمرا طبيعيا أن يقوم أصحاب المصلحة،الأمريكية أو الصهيونية، بالتخلص منهم بضربة واحدة؟ سيدي الرئيس، كيف ترى مستقبل مصر؟ هل سيصبح قانون الطوارئ جزءا من صميم الحياة المصرية خاصة إذا تولى السيد جمال مبارك حكم مصر لخمس أو سبع أو تسع ولايات قادمة؟ هل لديك مشروع قومي للتخلص من البطالة التي جاوزت الحد الأكثر خطورة لطوفان أرجنتيني قد لا يبقي ولا يذر؟ هل لديك مشروع قومي آخر لوقف نزيف هجرة الأدمغة المصرية؟ أين تذهب أموال الدعم العربي والدولي والأمريكي والبترول والسياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين؟ هل لديك، حفظك الله، مشروع قومي وطني للتآلف والتسامح بين المسيحيين والمسلمين؟ ماذا يحدث في تخبطات القرارات الاقتصادية في الجمارك والتصدير والاستيراد والعملة وبور سعيد؟ ، سيدي الرئيس، لم ينته ما في جعبتي ففي داخلي بركان هائج من الغضب معجون بحب جارف وقاتل لمصر الطيبة وشعبها الصابر، وسأكتفي بهذا القدر قبل أن تنفجر شرايين قلبي كمدا وحزنا وهما ووجعا! وطوبى للصابرين في أم الدنيا
محمد عبد المجيد رئيس تحرير طائر الشمال أوسلو النرويج http://www.tearalshmal1984.com [email protected] [email protected] Fax: 0047+ 22492563
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المخابرات النرويجية تراقب المخابرات النرويجية
-
لماذا يحكم ياسر عرفات شعب الجبارين؟
-
تركيب الصور تزييف إعلامي
-
أيها الصحفيون العرب: تمردوا
-
هموم المغتربين
-
وستفيض دموعهم لنصف قرن قادم ... رسالة شكر من مبارك الثاني إل
...
-
دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل .. رسالة مطوية من مبارك ال
...
-
المغتربون العرب والإيدز العصبي
-
الموت البطيء بالأمر السامي .. مخالب أمير المؤمنين
-
أمريكا .. شيكا بيكا
-
صناعة العبودية .. لماذا يحتقرنا الرئيس حسني مبارك؟
-
لماذا يحتقر الرئيس الأمريكي الزعماء العرب؟
-
البشرة البيضاء للعنصرية
-
السلطات السعودية تحارب في المكان الخطأ .. تفريخ الارهاب صناع
...
-
هل الخوف والصمت والبلادة صناعة عربية؟
-
من الذي يسرق البحر في مصر؟ .. بكائية على أوجاع وطن
-
اعترافات جاهل بالشعر العربي الحديث
-
كل الجزائريين يبكون، فمن القاتل؟
-
من الأكثر ولاء للوطن .. المواطن أم مزدوج الجنسية؟
-
سيدي الرئيس حسني مبارك .. استحلفك بالله أن تهرب
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|